دخلنا عالم الساعات الألمانية الفريد مع المدير التنفيذي لشركة A. Lange & Söhne فيلهلم شميد، خلال وجودنا هذا العام في الصالون العالمي للساعات الفاخرة. تتعرفون في هذه المقابلة على جميع ابتكارات الدار الجديدة، التي جمعت بين التصميم المبتكر ومنظومات الحركة المتطورة التي لن تجدوا لها مثيلاً.
رأينا هذا العام أن عددا كبيرا من دور الساعات عاد الى الجذور وتشارك معنا قصصه، إلى أي مدى تجد ذلك مهماً في عالم الساعات الراقية؟
يتمتع الناس اليوم بالذكاء الكافي ليميزوا بين القصص الحقيقية وتلك الخيالية، وهذا هو التحدي. إن هذه القصص مهمة جداً، وهي التي تبقى في ذاكرتنا، بعكس الحقائق الفنية والتقنية، الا اذا تداخلوا مع بعضهم البعض. هذه القصص يجب أن تكون حقيقية، أما إذا كان الهدف فقط للتسويق فسيعرف الناس، ولن تكون النتيجة مرضية. وإذا كانت هذه القصة لا تفيد المنتج الذي نقدمه فلا أهمية لها أيضاً.
هل تعتبر أن المبالغة في التواصل مع العملاء تقلل رغبتهم بالحصول على القطعة؟
يقال إننا نتلقى معلومات تفوق قدرة العقل على استقبالها، فتمر هذه المعلومات بفلتر، والا كنا قد توقفنا عن رؤية التلفزيون مثلاً، الذي يرسل لنا كمية معلومات تفوق قدرتنا. يطبق الأمر عينه على عملية التواصل، حيث نستخدم الفلتر الخاص بنا لنفرق المعلومات الصحيحة عن تلك التي لا تمت بأي صلة للموضوع. من الأسئلة التي أطرحها على نفسي وتشكل هذا الفلتر: هل هذا يهمني؟ هل هو شيء أحب أن أتعرف عليه؟ وفي المستقبل أظن أننا سنطرح هذا السؤال، هل هناك عدد كاف من الأشخاص المهتمين بما نقدمه؟
ما هو الهدف الذي ستعمل على تحقيقه هذا العام، وما هي الرسالة التي ترغب بأن تصل الى العالم من خلال القطع الجديدة التي قدمت في SIHH؟
بين الابتكارات الجديدة هذا العام لدينا ساعتين بارزتين لأسباب عدة ومختلفة. القطعة الأولى تتميز بتقنياتها الفريدة من نوعها التي لم ينفذها أحد من قبل. بعد 250 عاماً من العمل في مجال الساعات الراقية من الصعب أن نجد تقنيات جديدة لم يعمل عليها أحد من قبل. قدمنا ساعة Triple Split وهي ساعة الكرونوغراف الميكانيكية الأولى في العالم لقياس أجزاء الثواني التي تسمح بقياسات وقت نسبية متعددة الأوقات. هذا الابتكار مصمم لمحبي الساعات.
أما الابتكار الآخر، فهو ساعة تحاكي العواطف. توفي مؤسس الشركة والتر لانغيه قبل عام، فبدأنا نسأل، ما الذي يجب أن نقدمه له؟ وطبعاً كان من الواضح أنه يجب أن نعمل على ساعة جديدة تحية له. فعملنا على ساعة لطالما كان يطلب منا أن ننفذها، ولكنني كنت أرفض نظراً لحركتها المعقدة جداً التي لم تتناسب مع أهدافنا التجارية. حان الوقت اليوم لأقول نعم. تتألف المجموعة من ساعة من الذهب الأصفر المفضل لديه، فعندما توفي كان قد مر على إعادة تأسيسه للدار 27 عاماً لذلك قمنا بإنتاج 27 قطعة منها، و90 قطعة من تلك المصنوعة بالذهب الوردي، نظراً لعام 1990 الذي أعيد فيه تأسيس الشركة. وهذا كان بعد 145 عاما على تأسيس Ferdinand Adolph Lange للدار ولذلك قدمنا 145 ساعة بالذهب الأبيض. لكل ساعة معنى خاص وقصة تحكيها.
كما أنه أراد دائماً مساعدة الأطفال واهتم بمعرفة حاجات الجيل الجديد، لذلك قررنا أن نخصص ساعة فريدة بالكامل، نجمع فيها كل ما يمكن أن يفكر فيه ويطلبه أي جامع ساعات في العالم. ومن مميزاتها الخاصة آلية الثواني القافزة الماسحة، ومينا مطلية بالأسود، وإطار ساعة مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ، مزيج رائع وغريب. بيعت هذه الساعة في مزاد “فيليبس للربيع” الذي أقيم في جنيف منتصف مايو الماضي. وستذهب جميع عائدات بيع الساعة إلى مؤسسة تشيلدرن آكشن فاونديشن، وهي منظمة إغاثية تتخذ من سويسرا مقراً لها، وتهدف إلى تعزيز الرفاهية البدنية والعاطفية للأطفال والشباب المحرومين في ثمانية بلدان حول العالم.
عملنا على كل هذه المجموعة على مدى 9 أشهر فقط، وحققنا هدفنا ونفذناها بوقت قياسي.
ما هي التصاميم الخاصة للمرأة هذا العام؟
نقدم هذا العام ثلاثة إصدارات من ساعة 1 Little Lange النسائية. غالباً ما تتألف علبة الساعة من ثلاث قطع، وهنا اخترنا أن نعمل على قطعتين فقط، حتى لو كان الأمر صعباً، لنحصل على ساعة رفيعة للغاية. صنعت هذه الساعات من الذهب الصلب، وتأتي بثلاثة ألوان: الأرجواني والرمادي والبني. يقتصر إصدار التصميم الارجواني على 100 قطعة، وهو متاح حصرياً في بوتيكات الدار.
ما هو التحدي الأكبر لك هذا العام؟
أن ننقل فريق التسويق والعلاقات العامة وفريق التصميم من Glashütte الى المدينة. نحب جمال الطبيعة والهدوء في Glashütte، ولكن عملهم يتطلب محيطا آخر. ويكمن التحدي بأن نجمع بين صناعة الساعات وفريق العمل الذي سيتوسع قليلاً، لنعمل على شركة أقوى. ونبني جنتين، واحدة خاصة بصناعة الساعات والثانية هدفها التسويق.
ما الذي تعد نفسك بتحقيقه هذا العام على الصعيدين الشخصي والعملي؟
أعد نفسي بأن أكون موجودا أكثر مع عائلتي، وأسافر أقل ما يمكن خلال نهاية الأسبوع. أما على الصعيد العملي، فهدفي أن أمضي وقتاً أطول في المصنع. لم أستطع العام الماضي أن أقوم بذلك بسبب انشغالاتي العديدة.
ما هي رؤيتك للعلامة بكلمة واحدة لهذا العام؟
أريد أن أبني جنة لصناعة الساعات وجنة للتسويق والعلاقات العامة.
حاورته: لارا منصور صوايا
ترجمة: شارلين الديك يونس