انضم Julien Tornare منذ عامين الى Zenith، حاملاً معه رؤية واضحة وطموحا لا ينتهي. ومع بداية عامه الثالث في منصب الرئيس التنفيذي، حان الوقت لإلقاء الضوء على الإنجازات التي حققها ورؤيته المستقبلية للعلامة.
على عكس الكثيرين في هذا المجال، Tornare ليس من الأشخاص الذين ينظرون الى الماضي، بل ينظر دائماً الى مستقبل العلامة وتطورها ونموها من خلال استراتيجيته الجديدة والعملاء الجدد. بالطبع هو لا ينكر تاريخ Zenith وتراثها الرائع، فالعلامة تحتفل هذا العام بعيد حركة El Primero الأيقونية الـ50. كما أنها تقدم ابتكارات جديدة من بينها DEFY Inventor التي عرضت مؤخراً في Baselworld. ولنتابع عن كثب مسيرة وتقدم العلامة أجرينا هذه المقابلة مع Tornare وعدنا اليكم بهذه التفاصيل.
ما هي رسالة Zenith لهذا العام؟
هذا العام مهم جداً بالنسبة لنا، انها الذكرى السنوية الخمسين لـEl Primero. سنحتفل طوال العام ونقوم بجولة في جميع أنحاء العالم، لنشارك شغفنا بهذه الحركة الأسطورية المذهلة. علاوة عن ذلك، لا نزال بحاجة الى بناء مستقبل وسنستمر في اضافة نجاحات جديدة للعلامة وهذا يعني بالنسبة لي الابداع والابتكار.
لدينا 154 عاماً من التاريخ، وهناك اتجاه في عالم صناعة الساعات لتكرار الماضي، الأمر الذي أعتبره قلة احترام لأسلافنا. لذلك أريد أن أستمر في صناعة الغد. نقدم الآن DEFY Inventor وهي موروثة عن النماذج الأولية لـ DEFY Labالتي أطلقناها قبل عام ونصف، وأردت حقاً التأكد من أن هذه الساعة يمكن أن نبيعها، وأنا سعيد جداً بإطلاق هذه القطعة هذا العام.
ما الذي تريد تحقيقه بعد مع Zenith؟
أريد تحقيق أشياء كثيرة! لقد مضى عامان فقط، وهذا ليس بالوقت الطويل، ستستغرق مهمتي في Zenith وقتاً أطول من ذلك بكثير. هناك أشياء عديدة أقوم بها. أهم شيء بدأت بالعمل عليه بجهد هو تغيير عقلية الأشخاص الذين يعملون لصالح الدار. تطلب هذا الأمر بعض الوقت خلال العام الأول. للتأكد من أن الناس يندمجون مع رؤية الدار الجديدة وروحها. أتحدث دائماً عن روح البدايات الجديدة، فهذا ما أريد تطبيقه. لا يوجد سبب حتى لو كنت تبلغ 154 عاماً، يوقفك عن تغيير تفكيرك لبناء مستقبل. ومن الأشياء التي لم أفعلها بعد، هو رفع مستوى الوعي بالعلامة الى المستوى الذي ينبغي أن يكون عليه. الدار اليوم قوية للغاية بين جامعي الساعات في بعض الأسواق مثل اليابان. ولكننا نحتاج الى التوسع أكثر، لننال تقدير الأشخاص غير المتخصصين بالساعات. ليتعرفوا أولاً على العلامة ويقدروها ثانياً. أريد أن أعمل على جاذبية العلامة ويستغرق ذلك بعض الوقت. لذلك سننظم أحداثاً عديدة، وربما قد يشارك بها المشاهير بهدف تسريع الوعي.
الى أي مدى تظن أن المشاهير سيساعدونك في تحقيق أهداف استراتيجيتك؟
إذا لم يكن لدى العلامة المادة الصحيحة، فلا فائدة من ذلك. لدينا مضمون ومحتوى جيدان، تاريخ طويل وأصالة، حيث تتمتع 100% من ساعاتنا بحركة من صنع الدار. ولطالما نملك ذلك، فالأساسات جيدة. الناس يهتمون بالمنتج، حتى جيل الألفية. بالنسبة لنا سوف يساعد المشاهير على نشر الوعي بالعلامة بطريقة أسرع. سيستقطبون الناس الذين لم يسمعوا يوماً بـ .Zenithوبهذه الطريقة نسرع عملية انتشار العلامة.
أنتم كعلامة في مكانة تشتد بها المنافسة في السوق، فما هي استراتيجيتك للبقاء في الصدارة؟
هناك شقان: الأول، أعتقد أن هناك شريحة سعرية معينة أطلق عليها اسم “المكان المثالي”، أي لدينا جميعاً ثمن نفسي في ذهننا لكل شيء. الإجازات والسيارات وغيرها، هو الشيء عينه بالنسبة للساعات. على Zenith أن تكون في هذا الإطار، الذي يتراوح من الستة آلاف يورو الى خمسة عشر ألف يورو. والثاني، أنني أود أن أقدم قيمة، مقابل المال، وهذا هو حقاً مفتاح Zenith.
عانت بعض العلامات مما قد أسميه موجة “الجيل الصيني الأول”، حيث أصبح الناس أغنياء بسرعة جداً، وينفقون الأموال من دون احتسابها، وأحياناً من دون أن يفهموا تماماً ماذا يشترون. وبسبب حجم الصين الضخم، قالت بعض العلامات “حسناً، هذه هي الطريقة التي يجب اتباعها خلال الثلاثين عاماً القادمة، ولذلك فقدوا قواهم مع العملاء الآخرين. ولكن ما لم يتوقعوه هو تحول الجيل. الجيل الصيني الجديد يدرس في الخارج وهم يتحدثون الانكليزية مثلك ومثلي. واسلوبهم الشرائي أصبح أقرب الى بقية العالم من أهلهم. وZenith جيدة للغاية في هذا الموقع.
ما رأيك في البيع بالتجزئة مقابل التجارة الإلكترونية؟
إذا زعمنا أننا مبتكرين ومعاصرين، فكيف يمكنني أن أقول “أنا لا أقوم بالتجارة الإلكترونية؟”. طبعاً علينا أن نقوم بذلك ولكننا يجب أن نكون واقعيين، فالتجارة الالكترونية مجال صغير جداً عندما يعود الأمر الى عالم الساعات. نحن في مجال تقني نبيع منتجات عالية التقنية. لا نبيع القمصان أو الأحذية التي يمكن طلبها وإعادتها، العميل بحاجة لفهم الساعة. معظم الناس لا يزالون لا يتسوقون عبر الانترنت، وتبقى النسبة صغيرة جداً لكل علامة. الفكرة الفعالة الآن هي الخطوات المميزة التي تخلق ضجة. يمكن أن نختار نسخة محدودة من ساعة معينة، ونضعها على مواقع عدة كـMr Porter مثلاً لبيعها. يمكن أن نقوم بذلك ولكن يتطلب الامر بعض الوقت.
البيع بالتجزئة مهم للغاية لبناء علامة تجارية، ولكنني أعتقد أن العلامات التجارية التي تعتمد 10% على البيع بالتجزئة يمكن أن يقللوا من شأن الصعوبات التي تواجههم في مرحلة معينة.
نحن نبيع منتجات تقنية، لذلك سيحتاج الناس الى استشارة عند اختيار الساعة. يفضل الناس التوجه الى المتاجر التي تضم عددا من العلامات التجارية كي يضمنوا النصيحة المحايدة. أعتقد أن تجارة التجزئة الجيدة لديها مستقبل مشرق، وأعتقد أن المتاجر التي تضم علامات تجارية مختلفة ستستمر في النمو. انها مسألة توازن.
الى أي مدى تظن أن اضفاء الطابع المحلي للأسواق يعمل أفضل من تقديم المنتجات في معرض مثل Baselworld؟
أعتقد أنه من المهم للغاية الذهاب الى الناس والأسواق. أنا أسافر كثيراً، ولا نستطيع أن نطور علامة تجارية إذا بقينا في مكتبنا وأخبرنا الناس ما يجب عليهم أن يفعلوا. انها الطريقة الوحيدة التي ألتقي بها بالصحافة والتجار والعملاء في أسواقهم. لذلك أمضي وقتاً طويلا في السفر والتنقل، هذا هو المفتاح. تؤتي هذه الطريقة بثمارها فعلا، فالناس يقولون لي إنهم يشعرون بانخراطي في العلامة لأنني أقابل الجميع. هذه الطريقة الوحيدة، وهكذا تحصل على أفضل التعليقات ويرى الناس أنك مهتم، هذا هو المفتاح وسأكون دائماً موجوداً.
أخبرنا عن Zenith في الشرق الأوسط؟
هناك امكانيات كبيرة للنمو في الشرق الأوسط. أداء العلامة في دبي من أفضل الى أفضل، كما كنت في لبنان ونظمنا حدثا رائعا. لقد دهشت بمستوى الثقافة في عالم الساعات هناك. لذلك أعلم أنه إذا ذهبت وعملت عن قرب، سنحقق نمواً تجارياً كبيراً. أنا متحمس جداً.
الى أي مدى تعتقد أن رواية القصص لا تزال فعالة اليوم؟
هذا هو المفتاح. نحن نتحدث عن البشر والناس الذي يبحثون عن العاطفة عندما يشترون، إذا كنت تملك ذلك فأنت تروي القصص. تناولت الغداء مؤخراً مع ستة أشخاص كانوا جزءاً منZenith عندما ابتكرت El Primero عام 1969. ولد أصغرهم عام 1945 وأكبرهم عام 1933. لقد استمتعت كثيراً، أخبروني الكثير من القصص الرائعة وكيف كانوا يحبون أن يكونوا جزءا من Zenith من جديد، وقلت لهم “بالطبع عليكم فعل ذلك”. القصص هي كل شيء بالنسبة لي.
إذا أردت أن تقدم نصيحة للآخرين فماذا ستكون؟
النصيحة الأولى التي سأقدمها، هي في الواقع أول شيء قيل لي عندما بدأت في هذه الصناعة، وعندها كنت أبلغ 25 عاماً. قال لي أول مدير لي “لا تنسى من أنت وأبق قدميك على الأرض”. حتى مع Zenith ولو كأن رأسي في النجوم ولكن قدماي ثابتتان على الأرض. لذلك أنا لا أنسى من أنا وقيمي. انها نصيحة مهمة للغاية. أود أن أقول أيضاً، تأكد أنك تسمع. في اللحظة التي تتوقف فيها عن الاستماع تبدأ في الخسارة.
عندما تشعر أن التحديات كبيرة جداً، ماذا تقول لنفسك؟
أقوم ببعض الأشياء. أولاً بالكثير من التمارين الرياضية. لقد تعلمت أن كل ما أصبحت الحياة أصعب تحتاج لتحارب في المعركة أكثر لتستمر، ولا تستسلم أبداً. عند انضمامي الىZenith قبل عامين، لم يكن الأمر سهلاً دائماً. كنت وحدي مع عائلتي في هونغ كونغ، والطقس لم يكن جيداً، الصدمة كانت كبيرة بالنسبة لي، واجهتني الكثير من المشاكل التي كان علي حلها، فلم أكن أعلم أحياناً حتى من أين أبدأ. عندما تحدثت الى السيد Jean-Claude Biver عبر الهاتف، أدركت الى أي مدى هو شخص نشيط ويبث الحيوية. فباستطاعته أن يتحدث معي لمدة 30 ثانية ويعيدني الى القمة. وأعتقد أنه بهذه الطريقة استطاع هذا الرجل أن يحقق الكثير من الأشياء العظيمة. أنا لست من الناس الذين يتذمرون. أحب المضي قدماً لتخطي المشاكل كما إنني لا أستسلم أبداً. ففي هذا الموقع يحتاج الشخص دائماً الى اظهار الطاقة الإيجابية.
لقد ذكرت السيد Biver، فهل هو أحد الأشخاص الذين تعتبرهم قدوة اليوم؟
بالتأكيد، وليس فقط بسبب انجازاته المهنية ولكن أيضاً كإنسان. هو شخص حقق الكثير من النجاحات الرائعة ولا يزال بسيطاً للغاية. يمكن أن نرسل له رسالة ويرد على الفور، كما أفعل معظم الوقت.
متى تقول لا؟
أقول لا للانتهازية السريعة، فأنا لا أحب ذلك. أعتقد أننا بحاجة الى بناء الأشياء على المدى البعيد.
ما هو الكتاب الذي تقرأه حالياً؟
أقرأ رواية كتبها أفضل أصدقائي. يكتب كتاباً من دون أن يخبر أحدا، حتى زوجته، ويرسل لي فصلاً في كل مرة ينتهي منه. انها تجربة جديدة وممتعة لم أقم بمثلها من قبل. هناك شخصية تجعلني أفكر بنفسي، ولكنه لم يضع عنواناً بعد، فلنرى.
كيف تبدأ يومك؟
أحب أن أرتب سريري بنفسي. ليس لأنه كان علي أن أقوم بذلك عندما كنت في الجيش ولكن أيضاً لأنني أعتقد أنه جزء من الطقوس الصباحية التي أقول من خلالها أنني سأقوم بشيء. أول شيء علينا القيام به في الصباح هو ترتيب السرير وبهذه الطريقة نصبح فاعلين من اللحظة الأولى. انه الشيء الأول الذي أقوم به في الصباح، فاذا لم يحصل شيء خلال النهار أكون قد قمت بشيء ما. من المهم جداً بالنسبة لي أن أستفيق في النهار ويكون علي أن أقوم بأشياء عديدة، فأبدأ من ترتيب سريري ومن ثم أقوم بجميع الأشياء التي علي أن أقوم بها.
ما هي عبارتك المفضلة على الصعيد العملي؟
لا تيأس أبداً، وعندما تصل الى القمة واصل الصعود.
كيف تريد أن يتذكرك العالم في مجال صناعة الساعات؟
في عالمنا يجب أن ننتبه ونتأكد أن الغرور يجب أن يبقى في المستوى الطبيعي. العلامة ستبقى في الذاكرة دائماً، ولكن الأشخاص يأتون ويذهبون، والطاقة تتغير وتتجدد دائماً. أريد أن يتذكر الناس أنني شخص يحترم الناس ويستمتع بالحياة. أؤمن بالعمل ضمن بيئة جيدة، لذلك أحب أن يتذكرني الأشخاص الذين يعملون معي على أنني أنشأت بيئة جيدة للعمل مما جعلهم سعداء خلال السنوات التي أمضوها مع Zenith.
إذا لم تكن هنا اليوم، فماذا كنت لتكون؟
هناك مجالين. أحب الرياضة ولقد مارست عدداً من الرياضات واستطعت من خلالها تحقيق بعض طموحاتي. ولكن كنت أود الذهاب أبعد من ذلك وأجعلها حياتي. المجال الثاني، هو عمل يتعلق بإنقاذ الأرواح. وهذا غير معقول عندما يتعلق الأمر في تحقيق الذات. نمارس الأعمال ونكسب المال ولكن إنقاذ الأرواح، يعطينا سبباً لوجودنا هنا.
كيف تصف Zenith بكلمة واحدة؟
مشاعر.
حاورته: لارا منصور صوايا
ترجمة: شارلين الديك يونس