نحتفل بالمصممة زها حديد.. امرأة من فولاذ ..في يوم المرأة العالمي

charline   |   08 - 03 - 2019

زُها‭ ‬حديد،‭ ‬مهندسة‭ ‬معمارية‭ ‬عراقية‭ ‬بريطانية‭. ‬ولدت‭ ‬حديد‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬عام‭ ‬1950،‭ ‬ودرست‭ ‬الرياضيات‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭. ‬انتقلت‭ ‬الى‭ ‬لندن‭ ‬عام‭ ‬1972،‭ ‬حيث‭ ‬درست‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬المعمارية‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الدبلوم‭. ‬

تحدت‭ ‬جميع‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬أمام‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العملي،‭ ‬وتحديداً‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية،‭ ‬وشقت‭ ‬طريقها‭ ‬بثبات،‭ ‬محولة‭ ‬شغفها‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬عمل،‭ ‬وأحلامها‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭. ‬فعرفت‭ ‬حديد‭ ‬بمشاريعها‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬المألوف،‭ ‬عبر‭ ‬اتباعها‭ ‬اتجاه‭ ‬العمارة التفكيكية،‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الأشكال‭ ‬الغريبة‭ ‬والتعقيدات‭ ‬الهندسية‭. ‬

وجهت‭ ‬اليها‭ ‬اتهامات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النقاد‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتها‭ ‬المهنية،‭ ‬أبرزها‭ ‬أنها‭ ‬تقدم‭ ‬تصاميماً‭ ‬غير‭ ‬واقعية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنفذ،‭ ‬ولكن‭ ‬الرد‭ ‬كان‭ ‬يأتي‭ ‬دائماً‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭. ‬

مركز حيدر علييف – أذربيجان

ومن‭ ‬مشروع‭ ‬الى‭ ‬آخر،‭ ‬عبرت‭ ‬حديد‭ ‬عن‭ ‬نظرتها‭ ‬الابداعية‭ ‬والفنية‭ ‬لعالم‭ ‬العمارة،‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬مهندسة‭ ‬معمارية‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭. ‬

قدمت‭ ‬مشاريع‭ ‬منوعة،‭ ‬اختلف‭ ‬بحسب‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬صممت‭ ‬لها،‭ ‬ولكن‭ ‬بصمتها‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬دائماً،‭ ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬الحضارة‭ ‬والثقافة‭ ‬والهدف‭. ‬ومن‭ ‬أعمالها،‭ ‬محطة‭ ‬إطفاء‭ ‬الحريق‭ ‬فيترا‭ ‬بألمانيا،‭ ‬ومركز‭ ‬الألعاب‭ ‬المائية‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬ودار‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون،‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الاردنية‭ ‬عمان‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭. ‬

حتى‭ ‬بعد‭ ‬وفاتها‭ ‬بقيت‭ ‬مشاريعها‭ ‬حية‭. ‬وأبزرها‭ ‬المبنى‭ ‬العائم‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬وهو‭ ‬أيقونة‭ ‬معمارية‭. ‬هذا‭ ‬البرج‭ ‬كناية‭ ‬عن‭ ‬مكعب‭ ‬يتوسطه‭ ‬شكل‭ ‬هندسي‭ ‬من‭ ‬الفراغ،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬يطفوا‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬أما‭ ‬واجهته‭ ‬فزجاجية‭ ‬تعكس‭ ‬نور‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬النهار‭ ‬والإضاءة‭ ‬في‭ ‬الليل‭. ‬ويتضمن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬فنادق‭ ‬ومطاعم‭ ‬ومحلات‭ ‬تجارية‭ ‬عالمية‭. ‬

المبنى العائم – دبي

محطة مترو الرياض – السعودية

تشكل‭ ‬أعمال‭ ‬حديد‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬ومتحف‭ ‬العمارة‭ ‬الألمانية‭ ‬في‭ ‬فرانكفورت‭. ‬وتتألق‭ ‬تصاميمها‭ ‬كجواهر‭ ‬معمارية‭ ‬أسطورية،‭ ‬لتكرس‭ ‬اسم‭ ‬زها‭ ‬حديد،‭ ‬بعد‭ ‬وفاتها‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬إثر‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬مفاجئة،‭ ‬بوصفها‭ ‬المعمارية‭ ‬العظيمة‭ ‬أو‭ ‬سوبر‭ ‬ستار‭ ‬الهندسة‭.‬

اعداد‭: ‬شارلين‭ ‬الديك‭ ‬يونس

المقالات الأكثر مشاهدة