زُها حديد، مهندسة معمارية عراقية بريطانية. ولدت حديد في بغداد عام 1950، ودرست الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت. انتقلت الى لندن عام 1972، حيث درست الهندسة المعمارية في الجمعية المعمارية في لندن، وحصلت على شهادة الدبلوم.
تحدت جميع العقبات التي يمكن أن تقف أمام المرأة في المجال العملي، وتحديداً الهندسة المعمارية، وشقت طريقها بثبات، محولة شغفها إلى مجال عمل، وأحلامها إلى واقع. فعرفت حديد بمشاريعها الخارجة عن المألوف، عبر اتباعها اتجاه العمارة التفكيكية، القائمة على الأشكال الغريبة والتعقيدات الهندسية.
وجهت اليها اتهامات عديدة من قبل النقاد خلال مسيرتها المهنية، أبرزها أنها تقدم تصاميماً غير واقعية ولا يمكن أن تنفذ، ولكن الرد كان يأتي دائماً بعد تنفيذ هذه المشاريع.
ومن مشروع الى آخر، عبرت حديد عن نظرتها الابداعية والفنية لعالم العمارة، لتتحول إلى مهندسة معمارية معروفة في مختلف أرجاء العالم.
قدمت مشاريع منوعة، اختلف بحسب الدولة التي صممت لها، ولكن بصمتها كانت موجودة دائماً، مهما اختلفت الحضارة والثقافة والهدف. ومن أعمالها، محطة إطفاء الحريق فيترا بألمانيا، ومركز الألعاب المائية في لندن، ودار الملك عبدالله للثقافة والفنون، في العاصمة الاردنية عمان وغيرها الكثير.
حتى بعد وفاتها بقيت مشاريعها حية. وأبزرها المبنى العائم في دبي، وهو أيقونة معمارية. هذا البرج كناية عن مكعب يتوسطه شكل هندسي من الفراغ، كما لو كان يطفوا على سطح الأرض، أما واجهته فزجاجية تعكس نور الشمس في النهار والإضاءة في الليل. ويتضمن هذا المشروع فنادق ومطاعم ومحلات تجارية عالمية.
تشكل أعمال حديد جزءا من المعارض الدائمة في متحف الفن الحديث في نيويورك ومتحف العمارة الألمانية في فرانكفورت. وتتألق تصاميمها كجواهر معمارية أسطورية، لتكرس اسم زها حديد، بعد وفاتها عام 2016 إثر أزمة صحية مفاجئة، بوصفها المعمارية العظيمة أو سوبر ستار الهندسة.
اعداد: شارلين الديك يونس