ما لا تعرفه عن تفاصيل تصحيح عيوب الإبصار بالليزر وتقنياته المختلفة

Ruba Nesly   |   10 - 10 - 2019

 معلومات مفيدة من طبيب العيون هاني سكلا

اختلفت المفاهيم والمصطلحات الطبية فيما يتعلق بعمليات تصحيح الإبصار والنظر باستخدام الليزر، فبتنا نسمع بالكثير من التقنيات، إن كانت الليزر والليزك وغيرها من العمليات التي تجرى للعين لتصحيح عيوب النظر. ومع كثرة سماعنا بالعوارض الجانبية والمشاكل التي يعاني منها المريض. قمنا بالتواصل مع الدكتور هاني سكلا, استشاري طب وجراحة العيون في مركز إبصار لجراحة العيون وعضو الاكاديمية الامريكية للعيون والجمعية الأمريكية لتصحيح عيوب الإبصار والمياه البيضاء، فإليكم أهم المعلومات التي عليكم الاطلاع عليها قبل الإقدام على أي عملية لتصحيح العين بواسطة الليزر.

هل تختلف أنواع الليزر المستخدمة في عمليات تصحيح النظر؟

نوع الليزر الذي نعتمد عليه في تصحيح عيوب النظر هو ليزر إكزيمر، هذا هو الليزر الذي نستخدمه في عمليات تصحيح الإبصار منذ بداية اكتشافه، بغض النظر عن مسمّيات الليزر. يمكن استعمال هذا الليزر على سطح القرنية، في عمليات يطلق عليها اسم الليزر السطحي، أو PRK وفي هذه العمليات يختلف المسمى حسب تجهيز القرنية قبل إطلاق الليزر عليها. يمكن لبعض الأطباء استخدام مادّة الكحول. وهناك عدد قليل من الأطباء اللذين يلجؤون إلى الكحول لتجهيز سطح القرنية. قبل استعمال الليزر السطحي في تصحيح عيوب النظر، أو يمكن استعمال ذات نوع الليزر.

متى نلجأ إلى عملية الليزر السطحي؟

في الحالات التي تكون درجات ضعف النظر أقل من 6 درجات. أو في الحالات التي لا يصلح لها عمليات الليزك نتيجة السمك القليل في القرنية أو ارتفاعات في القرنية أكثر أو أقل من الطبيعي. أو مؤشرات أخرى في القرنية يمكن أن تكون عمليات الليزك تشكّل خطراً على المريض، وقد تتسبب في ضعف قرنية العين لديه، فنلجأ إلى استعمال الليزر السطحي.

فتجهيز القرنية قد يكون باستعمال الكحول أو باستعمال آلة جراحية لتجهيز سطح العين الخارجي، أو حديثاً باستعمال جهاز الليزر ذاته مع وجود برنامج رقمي معيّن كخطوة أولى في العملية ثم الانتقال منها إلى الخطوة الثانية، وهي تصحيح عيب الإبصار، وهو ما يطلق عليه حالياً اسم Stream light. .

ما هو الفرق ما بين الليزك والليزر؟

يعتمد مسمّى الليزك على الطريقة التي يتم فيها رفع الطبقات التي يبلغ سمكها بين 90-120 ميكرون، ففي حال تم رفع هذه الطبقات من القرنية باستعمال شفرة جراحية ميكانيكية، يطلق على العملية اسم الليزك، هناك بعض المسمّيات التي تطلق على عملية الليزك لكنها تأخذ ذات أسلوب التقنية التي يستعمل فيها شفرة جراحية ميكانيكية.

أما إذا تم خلق هذه الطبقات باستعمال ليزر الفيمتوثانية الذي يعتمد على إطلاق عدد هائل من الطلقات في الثانية الواحدة، حيث يقوم الجهاز بإطلاق 3 مليون طلقة في الثانية الواحدة، مما يؤدي إلى خلق فقاعات هوائية ميكروسكوبية صغيرة جداً وبالملايين، حينما تتجمّع هذه الفقاعات الهوائية الميكروسكوبية إلى جانب بعضها البعض، لتؤدّي إلى خلق هذه الطبقة الخارجية عوضاً عن استعمال المشرط الجراحي الميكانيكي. في هذه الحال يطلق على العملية اسم الفيمتو ليزك، وهي أكثر العمليات تطوّراً ودقّة، وأماناً إذ تصل نسبة نجاحها إلى 100% .  فاستعمال الفقاعات الهوائية في العملية هو أمر آمن، عند حدوث أي خلل في هذه العملية، وتم التوقّف وعدم الاستمرار في العملية، يقوم الجسم بامتصاص هذه الفقاعات الهوائية وتعود القرنية إلى مكانها الطبيعي دون أي عوارض جانبية. دون أي تلف أو علامات أخرى وكأنها لم تمسّ.

هل يختار الطبيب نوع العملية التي يحتاجها المريض؟

يقع على عاتق الطبيب اختيار نوع العملية الأنسب للمريض، إذا كانت القرنية تعاني من المشاكل التي تم ذكرها سابقاً، فيمكن أن تتعب وأن تعاني بعد عملية الليزك من مرض القرنية المخروطية. لذا في هذه الحالة يجب على الطبيب أن يختار تقنيات الليزر السطحي، بهذه الحالة لا تضعف القرنية بل لوحظ أنها تزداد صلابة، نتيجة تكوّن نوع جديد من طبقات الكولاجين في القرنية أكثر صلابة من الكولاجين الطبيعي الموجود في قرنية المريض. وتقل احتمالات ضعف القرنية في المستقبل.

من هم المرضى الذين يحتاجون إلى تقنيات الليزر السطحي؟

تقنيات الليزر السطحي مفيدة للمرضى الذين يعانون من قرنية ضعيفة أو عدم انتظام سطحها أو تعاني من سماكة معيّنة، ولكننا لا نستطيع استعماله في جميع الحالات المرضية، لعدة أسباب منها أن فترة النقاهة لليزر السطحي أطول بكثير من فترة النقاهة من بعد الليزك، بجميع أنواعه.

أخبرنا عن فترة النقاهة لكل نوع من الليزر؟

فترة النقاهة بالنسبة لليزك عدة ساعات، بينما يحتاج المريض الذي خضع لعملية ليزر سطحي إلى راحة لمدّة يومين داخل المنزل. إضافة إلى وضع عدسة لاصقة علاجية لمدّة خمسة أيام بعد العملية، وبعد إزالتها قد يتحسّن نظر المريض بنسبة 90%، أما 10% الباقية يكتسبهم المريض في الفترة التالية يوميّاً، وتختلف نسبتها من مريض إلى آخر من عدة أيام إلى أسبوع أو أسبوعين ويمكن أن تصل إلى عدة شهور. أيضاً على المريض استعمال قطرات للعين لمدّة شهرين، في حين بعد عملية الليزك يحتاج المريض إلى قطرات لمدة أسبوع.

ويحتاج المريض الذي خضع لعملية ليزر سطحي إلى نظارات شمسية عند الخروج تحت الشمس لمدى 6 أشهر، نتيجة هذه الأسباب أصبح الليزك أكثر شيوعاً، والأكثر انتشاراً، وشهرة، ولكن إذا تم إجراء عملية الليزك للمرضى الذين يجب أن يجرى لهم عملية ليزر سطحي، فالعواقب ستكون وخيمة، والآثار السلبية بالنسبة للقرنية جسيمة، وقد يحتاج المريض في فترات أخرى إلى عمليات زراعة القرنية.

كيف تطوّر العلاج باستخدام الليزر منذ اختراعه إلى اليوم؟

منذ اختراع الليزك من سنة 1991 إلى الآن تطوّرت هذه المعالجة بشكل كبير، إن كنّا نريد أن نحتسب سرعة تردد الليزر في الأجهزة القديمة آنذاك، فالتردد كان 60 هيرتز ثم 200 هيرتز واليوم لدينا أجهزة بتردد 500 هيرتز، فبالتالي تصحيح درجة واحدة من الإبصار التي كانت تحتاج في الماضي من 6-8 ثواني، فالآن أصبح من الممكن تصحيحها في مقدار ثانية ونصف. أيضاً تطوّر تقنيات ملاحقة العين خلال هذه السرعة، من خلال كاميرات ترى العين بواسطة موجات تحت الحمراء ومن كل الزوايا، لذا بات جهاز الليزر يتبع حركة العين بأسلوب أسرع ليسقط على المكان المحدد من العين.

ما هي الأعمار التي يمكن أن تخضع لعمليات الليزك؟

في العموم بدءاً من سن الـ 18 عاماً، هناك بعض المرضى يحتاجون للانتظار بعد عمر 18 ليثبت نظرهم، وهناك بعضهم يخضعون للعملية في سن أصغر من 18 حسب نصيحة الطبيب وحاجتهم للتخلّص من النظارات الطبيّة.

هل هناك أي أمراض تمنع خضوع المريض لعلاجات الليزك أو الليزر؟

طبعاً هناك أمراض في العين يمكن أن تمنع هذا العلاج، مثل أمراض القرنية المخروطية، تمنع الليزك ولكن يمكن لليزر السطحي معالجة النظر، مع تثبيت القرنية. هناك أمراض جفاف العين الشديد، حيث يجب معالجة الجفاف قبل الخضوع لأحد العمليات الليزرية وإلا ستزداد حدّة الجفاف. ارتفاع قياس ضغط العين أيضاً يمنعنا من الإجراءات الليزرية لأنه سيؤثر على ضغط العين في المستقبل. وأمراض الروماتيزم، ويجب على المرأة الحامل أو المرضعة تأجيل علاجها بالليزر.

 إن كان مرضى السكري يحافظون على درجة ونسبة سكر الدم فيمكنهم الخضوع للعملية. من المهم إجراء فحوصات للعين والاطمئنان على الشبكية إن كانت تعاني من ثقوب أو قطوع والتي تسود لدى المرضى اللذين لديهم قصر نظر عالي. وعلينا معالجتها بشكل تام.

 والمرضى الذين يفوق عمرهم الأربعين عاماً والذين يحتاجون نظارات للقراءة، فللأسف ليس هناك علاج لهذا الأمر.

حاورته: ربا نسلي

الأوسمة

المقالات الأكثر مشاهدة