تقنيات وألوان زيتية والكثير من المشاعر ترسم معالم لوحات الفنان التشكيلي الإماراتي راشد الملا. يسلط بعض أعماله الضوء على قضايا بيئية مثل ندرة المياه وقطع أشجار الغابات والتصحر والقسوة على الحيوانات. كما أنه يبدع في رسم الوجوه. بدأ الملا رحلته بالنحت وبعدها انتقل الى الرسم، حيث صقل موهبته وعبّر من خلال لوحاته عن أفكاره ومشاعره. عرضت أعماله في جميع أنحاء الدولة في معارض مثل سيكا للفنون والمعرض السنوي في الشارقة ومعرض Faike و FN designs.
أخبرنا عن طفولتك، وهل كنت تحلم بأن تصبح فناناً تشكيلياً؟
بدأ حبي وشغفي للرسم منذ الطفولة، وكانت أطمح للتخصص في الفنون البصرية، لكنني قررت في النهاية أن أبقيها هواية، خصوصاً أنه في تلك الفترة لم يكن هناك اقبال على الفن التشكيلي في المجتمع الإماراتي.
كيف دخلت الى مجال الفن التشكيلي؟ت
كانت بدايتي الفعلية في عالم الفن التشكيلي عام 1998، عندما التحقت بمعهد الفنون في الشارقة، وبدورات مختلفة في مجالات الفن وشاركت بمعارض المعهد.
من هو الفنان الذي تعتبر أنه أيقونة في عالم الفن التشكيلي؟
من الصعب أن أحدد شخصاً معيناً أو فناناً تشكيلياً واحداً، فلكل واحد منهم شيئا أو حساً أو طابعاً فنياً يخصه ويميز أعماله عن باقية الفنانين. ولكن بالنسبة لي هناك كثر من أعتبرهم مصدر إلهام لي ولبدايتي في الفن وعلى رأسهم سيلفادور دالي.
”أحب أن أصل بأعمالي ولوحاتي لإحساس ومشاعر الناس المكبوتة والمخفية التي تفضحها تعابير وجوههم”
ماذا تتبع وتعتمد في أعمالك الفنية الحالية؟
حاليا أنا أدمج بين الفن الكلاسيكي والتجريدي في أعمالي، لكن لدي شغف للانتقال للفن المعاصر والتركيز على رسم الوجوه والبيئة والطبيعة.
ما هي الأجواء التي يجب أن تتوفر من حولك كي تنجز عملاً فنياً؟
أهم شيء أن يكون مزاجي هادئاً، لكن في كل الأحوال أحب أن يكون هناك صوت خافت، كالموسيقى الهادئة وأن يتوفر لي مكان مريح للرسم بالإضافة إلى وجود إضاءة كافية.
هل تعبّر من خلال أعمالك عن الحزن أو السعادة؟
تعبّر أعمالي حالياً عن المشاعر المختلفة للإنسان، وبالتحديد قوة تعابير الوجه والجسم في إيصال رسالة للمشاهد، من خلال تأثره بتلك التعابير والتعايش معها.
كيف تختار موضوع اللوحة التي ترغب في تنفيذها؟ت
يعتمد ذلك على الفكرة التي أحب وأرغب أن أوصلها. عادة تكون تابعة أو تعود لقضية ما متداولة وتشغل الفكر العام وموجودة في المجتمع. أحب أن أصل بأعمالي ولوحاتي لإحساس ومشاعر الناس المكبوتة والمخفية، التي تفضحها تعابير وجوههم، وذلك واضح جدا في آخر أعمالي التي شاركتها في معرض فن ديزاينز.
ما هي أبرز لحظة خلال مسيرتك المهنية بقيت محفورة في ذاكرتك؟
أبرز لحظة كانت لقاء الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان الفنانين المشاركين بإعادة افتتاح المجمع الثقافي بأبوظبي مؤخراً وسؤاله واهتمامه بما يحتاجه الفنان الإماراتي من دعم. تلك اللحظات رسخت بذهني، ليس فرحاً فقط للقائه، وإنما أيضا لاهتمامه وتوجيهاته التي تصب في مصلحة الفنان التشكيلي وتلبي جميع احتياجاته ومتطلباته.
كيف بدأت بالعمل مع FN designs؟
أول وجود لي في فن دايزاينز كان من خلال المشاركة في معرض جماعي للرسم على ألواح التزلج (FAiKE) ومن بعدها تقريباً شاركت في معارض عدة مشتركة وفعاليات مختلفة تابعة لهم.
تلماذا اخترت أن تعرض أعمالك في FN designs؟
اخترت الغاليري بالتحديد بسبب صداقتي القديمة ومعرفتي بهم وبصاحبته ومؤسسته الشيخة وفا بنت حشر آل مكتوم فأنا بدأت بأعمالي الفنية عام 2009، وهو العام نفسه الذي تم فيه إنشاء وافتتاح الغاليري. بالإضافة إلى أنني أرى بأنه المكان الذي يحتضن أعمال كل شخص مبدع، بداخله فنان مهما كانت أعماله كبيرة على مستوى عالمي أو صغيرة على مستوى محلي، فهو يبدي نفس الاهتمام ويحتوي جميع الأعمال. مكان يشكل مصدر الهام ومساحة مفتوحة للفنانين بمختلف أعمالهم التشكيلية أو الصورية للتفكير خارج الصندوق ويحث على الإبداع والتميز.
متى تقول “لا أريد أن أرسم اليوم”؟ت
هنالك الكثير من الأوقات التي أقول فيها “لا ليس الوقت مناسبا للرسم” وذلك عندما أواجه ظروفاً معينة وأشعر بأنها ستؤثر على أدائي كفنان، ولن يكون عملي وقتها ورسوماتي بالجودة العالية المطلوبة. لا أحب أن أرسم وأنا مجبر على ذلك، فالرسم ليس دراسة أو عملا روتينيا، هو شيء متعلق بالروح وبالحس والنفسية والمزاج. فإذا لم تكن كل مشاعرك وأحاسيسك مهيئة لذلك لن تصل للنتيجة التي تنتظرها وتعمل لأجلها!
ما هي رسالتك كفنان إماراتي؟
في البداية أتمنى أن نحظى بالتقدير من قبل المجتمع الإماراتي وبجرعة أكبر من الفنان الأجنبي، من خلال تقبل أفكارنا وتبني أعمالنا والاهتمام بها، لأن ذلك يعطينا دافعاً كي نبذل جهداً أكبر، ونخرج بأعمال أكثر أبداعاً، ونشعر بأننا محط تقدير وتميّز.
العبرة التي اكتسبتها منذ دخولك الى عالم الفن حتى اليوم؟ت
الصبر من أهم الصفات اللي يجب أن يتحلى بها ويكتسبها أي فنان يريد أن تكون أعماله ذات جودة عالية. بالنسبة لي أحاول كثيرا أن ألتزم بهذه الصفة، ولاحظت أن الاستعجال أو العجلة في إتمام الأمور واللوحات والأعمال هو بالفعل العدو الأكبر للفنان.
إذا استطعت استراق النظر إلى المستقبل، أين ترغب في أن ترى نفسك؟
أتمنى بالتأكيد أن تكون أعمالي مطلوبة أكثر من أعمال الفنانين العالميين… أي أن أصل إلى العالمية وأن أحظى بمنافسة قوية.