الفنّانة خولة درويش The Heartist تروي لـ A&E عن المحنة التي أخرجت من داخلها الإبداع وهدفها في إنقاذ حياة أحدهم من خلال لوحاتها!

Ruba Nesly   |   23 - 09 - 2019

تعرف بأنها فنّانة القلب أو The Heartist، هذه الفنّانة الإماراتية الشابّة تلجأ إلى رسم القلب بأشكاله التشريحية وذلك بعد محنة شخصية تجسد فيها ألمها وحزنها. وهي وفاة أبيها وأخيها بسبب مضاعفات مرض القلب التي أدت لفقدانهما.

إنها خولة درويش الفنّانة الإماراتية التي تستوحي معظم رسوماتها الفنية من علم أمراض القلب والأوعية، وقد قضت ما يقارب العشر سنوات في محاولة إعادة ابتكار رؤيا وأسلوب فني لها حتى وصلت الآن إلى شهرتها بالرسومات والصور التي تمثل شكل القلب والأوعية الدموية.

عملت خولة على فهم هذا المرض ومعرفة طرق التغلب عليه من خلال رسوماتها، فقد خصصت “قلب الإنسان” كأيقونة لأعمالها الفنية والتي تقول من خلاله :” الغاية التي تكمن في أعمالي الفنية هي إنقاذ القلب “.

شاركت خولة في معرض “Life Happens” احتفالا بالذكرى السنوية العاشرة على تأسيس معرض واستوديو الفن والتصميم (فن ديزاينز) والذي يقع في السيركال أفنيو- دبي . حيث يدعم المعرض الفن المتنوع ويقدم الفرصة للفنانين من إعادة عرض أعمالهم وفنونهم التشكيلية التي شاركوا بها خلال السنوات الماضية في معرض فن ديزانيز في مدينة دبي الشهيرة التي تهتم بالثقافة والفنون وتركز على هذا الجانب في الوقت الحالي.

في اللوحة التي شاركت بها خولة والتي حملت اسم “دون عنوان” تتحدّث عن فكرة أن الحياة تنقلك إلى مواقف ومراحل مختلفة، بعضها قد يكون من الصعب والمؤلم للغاية أن يعيشه المرء، وقد يجعلك البعض تشعر أنك تتعرض للهجوم أو أن جميع الطرق مسدودة أمامك ولا وجود لمخرج. بغض النظر عمّا تقدمه لك الحياة، يجب أن تحيط نفسك بالإيجابية والتشجيع ومواجهة العوائق التي تقف بطريقك وتكون قادرًا بالتغلب عليها.

في هذه الرسمة الفنية، تحيط السكاكين بالقلب والتي ترمز إلى المواقف السلبية أو الصعبة، وبالرغم من ذلك يتم وضع القلب بألوان حيوية تعكس الإيجابية التي يجب على الجميع التحلي بها حتى في أصعب المواقف مهما كانت لأن الحياة مستمرة دون توقف.

التقينا بالفنانة خولة في معرض واستوديو فن ديزاينز في دبي، تتحلّى خولة بشخصية مرحة ومتفائلة وإصرار وعزيمة، وكان لنا معها هذا الحوار التالي:

متى وكيف بدأتي بالرسم؟

بدأت في سن صغيرة، كين كنت أجلس مع أخواني وأخواتي عند وقت العصر، بعد العودة من المدرسة، كنا نتابع مسلسلات الأطفال والكرتون، حينها كنت أحب رسم الشخصيات الكرتونية جدّاً، فكنت حينها أشاهد أفلام الكرتون وأقوم برسم الشخصيات في ذات الوقت، وأتوقّع أن هوايتي وموهبتي بدأت منذ ذلك الحين. ولكن لم يكن لدي التصوّر أنني حين أكبر يمكن أن أصبح فنّانة تشكيلية محترفة.

ما هي التحدّيات التي واجهتيها منذ دخولك إلى المهنة ودخولك إلى عالم الفن؟

كان من الصعب في البداية أن أقنع أهلي ووالداي أن أدخل في تخصّص الفنون في الجامعة، لأنهم كانوا لا يرون أن هناك أي مستقبل واضح لمهنة الفن، كانوا يسألونني عن المهنة التي سوف أزاولها بعد دراستي لكلية الفنون، كانوا يرونها على شكل هواية أكثر من كونها مهنة يمكن أن أزاولها. لهذا السبب قررت أن أدرس في الجامعة تخصّصين وكلّيتين، لأرضي نفسي وأرضي أهلي. فكنت أول طالبة في جامعة زايد تدرس اختصاصين معاً في ذات الوقت. خاصّة كونهما اختصاصين رئيسيين ولم يكن قد سبقني أحد إلى هذا الأمر. لأنه كان ممنوعاً على الطلاب فعل هذا، وكنت أول طالبة تحصل على استثناء قبول لدراسة اختصاصين في وقت واحد. درست في الجامعة تخصّص الفنون الجميلة وتخصّص رياض الأطفال والطفولة المبكّرة.

كيف استطعتِ التوفيق ما بين هذين التخصّصين؟

كان الأمر صعباً للغاية، الجميع رأى من هذا الأمر تحدّي، ولم يصدّقوا أنني يمكنني القيام بهذا، فكنت أجيبهم بأنني أريد أن أدرس الفنون ولكنني لا أريد أن أقف أمام رغبة والداي في دراستي لرياض الأطفال، فكنت أبقى في الجامعة لأوقات متأخّرة من اليوم، ولأنني كنت الطالبة الأولى التي تدرس اختصاصين رئيسيين معاً، فلم يكن هناك جدول دراسي منظّم حسب أوقاتي، لذا كان عليّ أن أتأقلم حسب أوقاتهم حتى لو كانت متضاربة. حتى كانت الامتحانات وأوقات تسليم المشاريع إضافة إلى الصفوف كلّها متتالية خلف بعضها البعض، لأنه كان خياري في النهاية والقرار الذي اتّخذته ولم يتم تفريقي عن الشابّات الأخريات في هذه المواضيع.

كيف تستلهمين الوحي لتبدأين أعمالك الفنيّة؟

في البداية لم يكن لدي توجّه معيّن في الفنون، كنت أشاهد وأرصد فنانين عالميين مثل Andy Warhol  أو أي فنان عالمي آخر وأحاول أن أقرأ عنهم أو أقلّد أساليبهم لأستطيع فهم مصدر إلهامهم، إلى أن مررت بتجربة شخصية غيّرت حياتي وطريقة فهمي للفنون.

حيث توفّي أخي راشد رحمه الله، كنت أدرس في الجامعة، وتوفّي نتيجة مرض القلب، حين توفّي بدأت وبدون وعي أرسم شكل القلب في كل مشروع من مشاريع كليّة الفنون، دون التركيز على رسم هذا الشيء، في يوم من الأيام لاحظت إحدى أساتذتي هذا الأمر، وقال لي حينها: لما لا تبدأين مجموعة فنيّة، بما أنّك تقومين برسم القلب بطرق فنيّة مختلفة ولكن مع حضوره بقوّة، وبالفعل قمت بابتكار مجموعة فنيّة تتضمن القلب في أغلب أعمالي وأسميتها “في ذكرى راشد”.

بعدها بعامين توفّي والدي والسبب كان أيضاً مرض القلب! قبل وفاة والدي وحين كان في المستشفى، كنت المرافقة له دائماً، سبحان الله كيف فصّلت الأدوار لأكون برفقته في كل شيء يخصّ وجوده في المستشفى والإشراف على علاجه وعملياته والأدوية المصرّحة له، كونني كنت متخرّجة من جامعتي ولم يكن لدي عمل بعد، بينما كان لأخوتي وأخواني أعمالهم ودراساتهم والتزاماتهم. وهنا في تلك الفترة بدأت بمرحلة البحث، حين كان يعرض عليه أي دواء أو تشخيص معيّن. كنت أرفض إلى أن أقرأ عن الدواء والمعالجة، هنا بدأت بالبحث الطبّي.

في البداية حين توفّي أخي راشد رحمه الله، كنت أرسم القلب لأنني أعرف أنه توفّي جراء مرض القلب، ونحن في العائلة لدينا مشاكل في أمراض القلب متجذّرة وراثياً، ولكن لم يخطر على بالنا أن نجري الفحوصات اللازمة للكشف المبكّر عن هذه الأمراض المتعلّقة بمرض القلب. إلى أن توفّي أخي راشد فكان مثل جرس الإنذار لنا جميعاً. ثم في فترة مرض والدي جعلنا جميعاً نجري فحوصات لازمة للكشف عن أمراض القلب، إلى أن اكتشفنا أننا جميعنا لدينا مشاكل في القلب مختبئة لم نعرف عنها مسبقاً. ثم بعد عمليات البحث التي قمت بها اكتشفت أن الأعراض الجانبية لأمراض القلب لا تظهر مباشرة على القلب، بل يمكن أن تبدأ من الكتفين أو واحد منهما أو اليد أو غيرها من العوارض. لذا لا يخطر على بال أي أحد أن هذه العوارض يمكن أن ترتبط مباشرة بأمراض القلب.

حين كنت مع والدي رحمه الله في المستشفى، بدأت أهتم كثيراً بالبحوث الطبيّة، وبدأ ذلك من خوفي أن بعض الأدوية التي كان يأخذها والدي آنذاك يمكن أن تؤثر عليه جانبياً، إلى أن أدخلت فهمي لهذه البحوث إلى أعمالي الفنيّة، فبدأت أعمالي الفنية تصبح أعمال فنيّة طبية نوعاً ما. وبدأت تأخذ هذا الطابع. وأدخلت المعلومات الطبيّة إلى أعمالي شيئاً فشيء.

أحب أن أنشر عبر أعمالي الوعي تجاه الأمراض الوراثية بشكل عام، ولكنني أتكلّم عن القلب بشكل خاص، خاصة بعد التجربة المريرة التي مررنا بها أنا وعائلتي. ولكن بشكل عام أريد أن أقوم بتوعية الناس عبر لوحاتي، خاصّة عن أهمية الكشف المبكّر، حتى لو لم يكن هناك أي مرض، ولكن في حال كان المرض متوارثاً من الأجيال في العائلة فيجب الكشف عنه.

لأنني لا أرغب لأي عائلة أخرى أن تعيش التجربة المريرة التي عشتها من قبل. وبعد العديد من الأبحاث اكتشفت أن الإمارات العربية المتّحدة تعد الدولة العربية الأولى في عدد الوفيّات نتيجة أمراض القلب.

شعرت أن هذا هو الطريق الذي أريد أن أسير عليه، وهذا ما أريد أن أعمل عليه في لوحاتي الفنيّة، وتوجّهت إلى هذا الهدف.

حين تقومين برسم القلب، وتدخلين في هذه الحالة، ألا تعودين إلى حالة الحزن؟ والذكريات الأليمة التي عشتيها عند فقدان أخاك ووالدك؟

بصراحة، سأكون كاذبة إن قلت لك أن الفنون ليست علاج نفسيّاً لي! خاصّة حين أقراً أكثر وأفهم أكثر عن هذه الحالة، في البداية حين توفّي أخي راشد رحمه الله، لم يكن يعاني من أي عوارض سابقة، كان حينها بعمر السابعة عشر، والليلة التي قبل أن يتوفّى فيها كان لدينا حديثاً عاديّاً وكان طبيعيّاً للغاية. ولكن في اليوم التالي توفّي بشكل مفاجئ، في هذه الحالة دخلت في حالة من الارتباك، طبعاً ما كان هو قضاء وقدر، وجميعنا نؤمن بالله وقضائه، ولكنني دخلت في صدمة بسبب وفاته. لذلك من خلال الفن، والرسم والقراءة والبحث، تجاوزت حزني نوعاً ما، وفهمت ماذا حدث بالفعل.

فبدلاً من أن يدخلني الفن في الحالات الحزينة ويعيد إليّ تلك الذكريات، بدأ بمساعدتي وإزاحة الصدمة عنّي، لا أخفيك أن بعض اللوحات التي رسمتها كنت أرسمها وأبكي في ذات الوقت، ولكنها كانت مصدر راحة بالنسبة لي.

من وجهة نظرك كيف وجدتي تفاعل الجمهور خاصة الجمهور العربي مع اللوحات التي تقومين برسمها؟

 

بصراحة، في البداية كان تحديّاً كبيراً بالنسبة لي، لأنني قررت أن ألتزم بهذا الأمر، وأنني أريد أن أوصل رسالة معيّنة، من خلال الفن الذي أقدمه، كان هناك الكثير من الانتقادات السلبية من الناس، كانوا يربطون اسمي بشكل القلب، وأن أعمالي غير متجدّدة بالنسبة لهم، ومكرّرة، ولكن من وجهة نظري أجد أن الأمر معاكس لما يقولونه الناس. أن أتخصص بموضوع واحد مع تقديمه بأسلوب مختلف كل مرة، فهذا أصعب من أن أرسم مواضيع مختلفة كل مرّة. بالنسبة لي أرى أن هذا الأمر أكثر إبداعاً، خاصّة أن يكون الشخص ملتزماً ومستمرّاً بالبحوث ليستطيع أن يقدّم أعمال مختلفة. صحيح أنها تتحدّث عن نفس الموضوع، إلا أن التقديم كلّ مرّة له أسلوب مختلف.

فهو أمرٌ ليس من السهل القيام به، وكما قلت لك أن الناس لم تتقبّل أعمالي في بدء الأمر، لأن أغلب الناس في هذه المنطقة يفضّلون الأمور الجمالية فقط، فهم لا يحبّون الأشياء الطبيّة، لعلّهم يخافون من هذه الأمور، خاصّة وأنني أرسم القلب بشكله الحقيقي وليس الرمزي. ولكن من الجيّد أن تكون عنيداً، لأنه هذا ما أريد القيام به، إن كان يتوافق مع اهتمامات الناس الآخرين أم لا.

ولكن الحمد الله اليوم استطعت تأسيس طريقي، يعرفونني الناس على أنني The Heartist  في الساحة الفنيّة، وأنا سعيدة ومسرورة بهذا الأمر.

ما هو انطباعك بالمشاركة في معرض Life Happens  هنا في FN Design ؟

أولاً أريد أن أوجه الشكر الجزيل للشيخة وفاء بنت حشر آل مكتوم، وهي ليست المرة الأولى التي أشارك فيها مع فن ديزاين في هذا المعرض، ولكنني شعرت أن هذا المعرض مختلف عن غيره، لأنه أولاً انطلق في شهر رمضان المبارك، بالنسبة لنا دائماً ما يعنيه رمضان لنا أنه شهر متميّز في العام، حتّى أننا أقمنا إفطار جماعي، من خلال شبكة التواصل التي حصلت عليها من هذا المعرض تعرّفت من خلاله على فنّانين لم أعرفهم من قبل، لأنني لا أعرف جميع الفنانين المشاركين في هذا المعرض بصراحة، فخلال الحضور الجماعي والإفطار، كان جميلاً أن نتعرف على بعضنا البعض، وتكلّمنا معاً. كان موضوع المعرض مختلف.
أحببت فكرة أن الموضوع كان محدّداً ولكن كان مفتوحاً. كما ترين أن الموضوع كان يتناول موضوع “الحياة” ولكن كل لوحة تختلف عن الأخرى تماماً، لذا أحببت هذا، أحببت مساحرة الحريّة التي أعطاها فن ديزاين للفنانين، ليس عن طريق التحكّم بما سيقدمونه. لا يقولون لك كيف تقدّمها، بل أعطونا الفكرة والقياسات وأن يكون عمل لم يراه أحد من قبل. وتُركت لنا الحرّية المطلقة برسم ما نريد.

حتى أنا حين حضرت الافتتاح، أحببت الاستقلالية في أن لكل منا لوحة تختلف عن الأخرى. وأحببت أن أجلس مع الفنانين واتناقش معهم في موضوع لوحاتهم، ومعانيها.

ما هي الأشياء التي تجعلك ترفضين المشاركة مع بعض دور المعارض الأخرى؟

حين يتدخل منّظم المعرض في موضوع لوحاتك، في تقنيات العمل الفني، أعتبر أن هذا الشيء خاص بالفنان بحد ذاته، فالفنان هو الشخص الذي يعرف كيف يريد أن يوصل رؤيته ورسالته من خلال العمل إلى الجمهور، لا أتوقع أنه من الواجب على المعرض أو منظّم المعرض أن يتدخّل إلى هذا الحد. نعم يمكنه أن يتدخّل بمكان تعليق ووضع اللوحة، تناسبها مع غيرها من اللوحات، ولكن أن يتحكّم بالتقنيات أو الألوان، فهذا أمر أرفضه. لقد مررت بتلك التجارب وجعلتني أتخذ قراراً بالامتناع عن المشاركة.

في اللوحة التي شاركتِ بها في معرض Life Happens  هنا في FN Design هل كانت جاهزة أم رسمتيها لأجل المعرض بالتحديد؟

في البداية بدأت بتنفيذ لوحة أخرى، إلى أن نفّذت نصفها ثم توقّفت، لم أشعر أنها تنتمي إلى المعرض، ثم بدأت بهذه اللوحة، قمت بتنفيذها في الوقت “بدل الضائع” كما يقولون، كما أنهم تفهّموا رغبتي في التأخر يوم عن تقديمها فقط لإتمام عمليات تأطيرها بالشكل الذي وضعته في مخيّلتي. وهذا ما أحببته في التعامل مع منظّمي المعرض هو المرونة والتفاهم والتواصل السهل.

ماذا تضيف لك المشاركة في المعارض الجماعية مقارنة مع المعارض الفردية؟

لم أقوم بتنظيم معرض فنّي فردي بعد، جميع المعارض التي شاركت بها إلى اليوم كانت معارض جماعية، لست على عجلة لأن أقوم بمعرض فردي لأنني أرى الكثير من الفائدة المرجوّة من المعارض الجماعية مقارنة مع المعارض الفردية. على الرغم من أن المعرض الفردي جميل ويسلّط الأضواء عليّ كفنّانة وعلى اللوحات والأعمال والمسيرة الفنيّة، ولكن المعرض الجماعي بالنسبة لي شخصيّاً أكثر أهمية، خاصّة من حيث التعرّف على فنانين جدد وأشخاص من المجال الفني، وهذا يمكن أن يفتح لي أبواب لمعارض وفرص قادمة.

ما هو أكثر كتاب أثّر بك في مسيرتك الفنية والشخصيّة؟

أكثر كتاب أثر فيني كان كتاب السيرة الذاتية للفنانة اليابانية  ، Yayoi Kusama هذا الكتاب يتكلّم عن حياتها وكيف أصبحت فنّانة، وهي اليوم من أشهر الفنانات الإناث في العالم، وكل أعمالها الفنيّة تقوم أساساً على نقطة واحدة. من هذا المنطلق شعرت بتشابه ما بيني وبينها خاصّة لأنها تستعمل ذات الفكرة في كل أعمالها الفنية، وهي اليوم من أشهر الفنانات الإناث على قيد الحياة في العالم، ومن أغنى الفنانات الإناث في العالم، وهي الوحيدة التي حصلت على جائزة الإمبراطور لحضورها المشرّف لتمثيل دولة اليابان في الخارج، لم تنل هذه الجائزة أي أنثى من قبل. مع أنها الآن في مصحّ عقلي وتعتبر “مجنونة” حرفيّاً ولكنها ناجحة. قصّتها طويلة وحزينة، فقد مرّت بالكثير خلال حياتها، ومرّت بالمواقف التراجيدية ليخرج منها هذا الكم من الإبداع والعمل. أرى نفسي من خلالها، لأنني مررت بمواقف فقدان شقيقي ووالدي، وأنا استعمل شيء واحد في أعمالي وهو القلب. فهو توقيعي، وهي تستعمل النقطة. واحترم ما مرت به وما حققته رغم كونها غير سويّة عقليّاً. ولدي زاوية خاصّة في مكتبتي لكتبها وأعمالها.

حين تتحول الموهبة إلى مهنة، ما هي السلبيات وماهي الإيجابيات؟

الفنان في كل أنحاء العالم يعاني من صعوبة في جني المال بشكل مستدام وثابت، وأغلب الفنّانين يعملون في أعمال أخرى ملزمين بدوام طويل، إضافة إلى القيام بأعمالنا الفنيّة.

والأمر يتعلّق أيضاً بنوع العمل الصباحي الذي تقومين به، إن كان عليكِ إكمال العمل في المنزل أو الترحال هنا وهناك. ولكن إن كنت أعمل بوقت مخصّص كامل تجاه الفنون التي أقوم بها، فأشعر بأنني سأنتج الكثير من الأعمال بمقاسات مختلفة، خاصة الأحجام الكبيرة والجدارية التي أطمح بالقيام بها في المستقبل القريب. حاليّاً ليس لدي المساحة الكافية للعمل، لو كنت متفرّغة للفن سيكون لدي الوقت الكافي للبحوث، لأن أعمالي مبنية على البحث الطبّي، وكنت أسّست الاستديو الخاص بي.

لأنني أقرأ الكثير من الكتب الطبيّة التي لها علاقة بأمراض القلب، ولدي طبيب مرجع أعود إليه حين يكون لدي أسئلة خاصّة بهذا المجال، إضافة إلى أنني أشاهد فيديوهات لعمليات القلب المفتوح على اليوتيوب، حتى أن أحد أطباء القلب في أبوظبي دعاني لمشاهدة عملية قلب مفتوح، إلا أنني ترددت قليلاً لأنني أخاف من رؤية الدماء، ولكنني أرغب بخوض هذه المغامرة ولكنني لست مستعدّة بعد.

ما هي الأمور التي تجعلك مندفعة من الصباح إلى المساء؟

فيما يتعلّق بأعمالي، هو صدق ما أقدّمه. كما قلت لك لطالما تلقّيت الرد السلبي على أعمالي، حتى أنني سمعت الكثير من النقد السلبي من الكثير من المختصّين في هذا المجال، حينها كنت في مقتبل العمر قبل بلوغي العشرين من العمر، ما أثّر كثيراً على اندفاعي وبداياتي.

ولكنني لم أرغب أن يمرّ غياب أخي أو والدي كالهباء المنثور، لطالما كنت أقول لنفسي أن لدي خيارين في الحياة، إما أن أجلس في إحدى الزوايا وأبكي على رحيلهما مع العلم بأنهما لن يعودا إلى الحياة مهما بكيت، أو أن أقوم بشيء حيال هذا وأن أساعد شخصاً آخر.

هدفي الأساسي من خلال فنّي بالطبع أن أكون فنّانة إماراتية مشهورة وأن أضع اسم مدينة دبي والإمارات العربية المتّحدة على خارطة الفن العالمي، ولكن حين أعرف أنني استطعت أن أنقذ حياةً واحدة على الأقل بسبب فني، سأشعر بأنني حققت ما أصبو إليه.

حاورتها : ربا نسلي

المقالات الأكثر مشاهدة