نزار علي بدر، الرجل الذي لفت أنظار العالم العربي أمس، بكى وأبكى الجمهور ولجنة تحكيم برنامج ” Arabs got talent” معه.
ترجم بدر الفنان والنحات المأساة السورية، بحجارته التي أتت لتشارك معه من “اللاذقية”. رسم لوحة فنية مستخدماً حجارة صافون، التي باتت جزءا لا يتجزأ من حياته، فجعل الحجر ينطق ويحرك مشاعر جميع الحاضرين والمشاهدين.
اعتمد لتنفيذ لوحته فن صف الحصى الذي يتطلب مخيلة فنية وابداعية واسعة، ليجسد مأساة النازحين السوريين الذي يحملون أطفالهم وأغراضهم وينتقلون من منطقة الى أخرى ودولة الى أخرى. مأساة نشاهدها كل يوم في النشرات الاخبارية، نتناساها ونمضي كما لو أنها جزء من تلك الأخبار البعيدة التي نسمع عنها. ولكن في الواقع يستطيع الانسان أن يعبر من خلال الفن التشكيلي عن الواقع بطريقة تصل الى القلب قبل العقل، وبالتالي تبقى محفورة وتحرك مشاعرنا الانسانية.
بدر هو فنان تشكيلي سوري من “اللاذقية” يقوم برسم لوحات من الحجر يحكي من خلالها قصصاً انسانية ويخصص البعض منها لتخليد حضارة أوغاريت، ومن ثم يصورها لتبقى خالدة ليضمها الى قصص أخرى لتعرض في معرضه الخاص.
يتميز حجر جبل صافون الذي يستخدمه بأشكاله الطبيعية وألوانه المميزة ما يشكل أداة مثالية له لرسم لوحة طبيعية ملونة. يرفض بدر بيع تحفه الفنية كما ذكر في مقابلة أجراها في وقت سابق، فهو يعتبرها ارثاً فنياً وحضارياً.
نعم، استطاع هذا الفنان التشكيلي السوري أن يجعل الحجر ينطق في وقت اختار فيه العالم أن يصمت.
