” لطالما فتنتني الحضارة المصرية دائماً، استلهم من فكرة، وأجعلها حقيقة” هذا ما قاله المدير الإبداعي لدار شانيل وراء كواليس عرض الأزياء الذي أقيم في متحف ميتروبوليتان في نيويورك، حيث اختار لاغرفيلد معبد دندور الذي كان في مصر جنوب أسوان، حيث شيد المعبد في عهد القيصر أغسطس، ليكون قاعدة لعرض مجموعة CHANEL Métiers d’art 2018/19 Paris – New York.
لعبت الفراغات والمساحات إضافة إلى إستثنائية وتاريخ أزياء دار شانيل العريقة دوراً مهماً في إلهام لاغرفيلد أيضاً، تميّزت المجموعة بقطع ذات خطوط واضحة وبسيطة، ضمن أشكال بارزة وقويّة، الأقمشة الهندسية كانت واضحة بقوّة بينما حافظت القصّات على هويّة الدار وأسلوبها الأزلي، ساد اللون الذهبي والبرونزي وظهرت تحاكي التماثيل الفرعونية بإبتكار وعصرية.
ظهرت الصور الظلية بأسلوب نحيل، حيوي وأنثوي، من خلال إبراز الخصر من خلال الأحزمة العريضة، والتركيز على الكتفين من خلال الأطواق التي تبدو على شكل ياقات عريضة تمتد إلى الكتفين، أحببنا للغاية تداخل اللون الأزرق الملكي ضمن الياقات الفرعونية مع الإطلالات البرونزية المعتّقة ذات أسلوب ثمانينيات وتسعينات القرن الماضي. من خلال ألوان لامعة وأقمشة بخياطات متداخلة، وجلديات مضيئة، تجسّدت بالسراويل التي تلوّنت بألوان نيون مشرقة مثل البرتقالي والزهري. بينما لفتتنا إدخالات الجينز من سترات وسراويل معاصرة، لعلنا سنراها بكثرة في المواسم المقبلة لما تحمل من قصات ورسم ظلي رشيق وسهل الحركة.
لا يمكن التغاطي إطلاقاً عن الأكسسوارات التي تميّزت بألقها وارتباطها الوثيق بالأكسسوارات الفرعونية، ظهرت القبعة الصغيرة باللون الذهبي اللامع من توقيع Maison Michel, تميّزت الجلود أيضاً في المجموعة، ومع قرارا الدار بأنها ستنهج نهج دور أزياء فاخرة أيضاً بعدم تداول الجلود الطبيعية واستبدالها بالصناعية فإن الجلود كانت لها قصة متميزة في هذه المجموعة. فقد تخللت الجيوب وربطات السترات والأحزمة، آخذة طبعات الجلود الحقيقية لتحاكيها وتبدو حقيقية، مثل جلود التمساح والثعبان وغيرها.
ببساطة بدت هذه المجموعة التي تمثّل حواراً أنيقاً بين باريس ونيويورك، متجددة بعيدة عن النمطية، آخذة البصمة الأزلية لشانيل .
