دخل عالم الأزياء والفن والشخصيات المشهورة في حالة صدمة وحزن بعد انتشار خبر وفاة ورحيل كارل لاغرفيلد، المدير الإبداعي لدار شانيل الفرنسية وفيندي الإيطالية ومؤسس علامته الخاصة التي تحمل اسمه.
بداياته
ولد المصوّر الفوتوغرافي ومصمم الأزياء كارل لاغرفيلد في العاشر من سبتمبر أيلول من عام 1933 في مدينة هامبورغ الألمانية، قبل دخوله إلى عالم شانيل وفيندي، كان للاغرفيلد حضوره أيضاً في عالم الأزياء. حيث فاز في منافسة ‘International Wool Secretariat’ عام 1955 عن فئة المعاطف، بعد 3 سنوات قام بتصميم أول مجموعة هوت كوتور للأزياء الراقية لدار الأزياء الفرنسية بالمان، وبقي فيها لفترة 5 سنوات متتالية. بعدها انتقل للعمل كمصمم حر مع الدار الفرنسية كلويه عام 1964 ليقدّم مجموعات متكاملة للدار.
مع شانيل
نعت الدار الفرنسية الفاخرة شانيل رحيل كارل لاغرفيلد بأسى عميق، وذكرت في بيان رسمي لها بأن الراحل قد عمل في الدار كمدير إبداعي منذ عام 1983. حيث أعاد ابتكار رموز الدار التي ابتكرتها أولاً غابريال شانيل، من الجاكيت إلى البدلة وصولاً إلى الفستان الأسود القصير. التويد الفاخر والأحذية ذات اللونين إضافة إلى الحقائب المنجّدة واللؤلؤ والمجوهرات المصمّمة بعناية.
عن غابريال شانيل قال: عملي ليس أن أقوم بما قامت به، بل أقوم بالأعمال التي لم تفعلها بعد. الشيء الجيد حول شانيل هو أنها فكرة يمكن أن تطبّق على الكثير من الأشياء.
نعى المدير التنفيذي لشانيل ألان ويرتهايمر رحيل لاغرفيلد و ذكر في البيان قائلاً: بفضل عبقريته الإبتكارية
والكرم والحدس الاستثنائي ، كان كارل لاغرفيلد سابقاً لعصره ، ما ساهم على نطاق واسع في نجاح دار شانيل في جميع أنحاء العالم. اليوم ، لا أفقد صديقاً فحسب، ولكننا فقدنا العقل الإبداعي الاستثنائي الذي أعطيته تفويضا مطلقاً في أوائل الثمانينات لإعادة ابتكار العلامة التجارية.
في سياق متّصل تم الإعلان عن اسم فيرجيني فيارد كمديرة إبتكارية للدار بدلاً عن كارل لاغرفيلد، وهي أقرب متعاونة معه في الدار على مدار 30 عاماً، والتي ستحمل راية كارل لاغرفيلد وقبله غابريال شانيل في إعلاء اسم الدار كما كانت.
كارل لاغرفيلد والملهمات!
لطالما عرف كارل لاغرفيلد بإختياره المثالي لملهماته، حيث تعاون مع كلوديا شيفر، وكيت موس، وديان كروجير، وبينيلوبي كروز إضافة إلى كيرا نايتلي وأليكسا شانغ وكريستن ستيوارت وكارا لاغرفيلد وصولاً إلى غايا غاربر وغيرهن من الأسماء اللواتي لمع نجمهن خاصّة في ختام عروض الأزياء حين كنّ يمشين مع كارل لاغرفيلد بآخر العروض.
آخر عرض له : فيندي يوم الخميس القادم
لعل يوم الخميس القادم وفي مدينة ميلانو ضمن أسبوع الأزياء الجاهزة سيشهد عرضاً تاريخياً يسجّل آخر توقيع وبصمة قام بها المصمم الأسطوري لعلامة فيندي، كيف لا وهو الذي أضاف بصمة الفراء إلى الدار الإيطالية. حسب مصادر فإن كارل لاغرفيلد بقي مشرفاً على تفاصيل تصاميم مجموعة خريف 2019 شخصيّاً دون كلل أو ملل حتى يوم وفاته. على الرغم من معاناته من مرض سرطان البانكرياس حسب مصادر عديدة.
قطته المدللة قد ترث ثروته!
في واحدة من مقابلاته مع إحدى المجلّات أوصى لاغرفيلد أن يتم نثر رماد جثّته فوق قبر والدته وقطته شوبيت إن ماتت قبله. على الرغم من شهرتها الواسعة وامتلاكها لثروة تقدّر بـ 2.8 مليون دولار، ترجّح التخمينات أنها قد ترث ثروة لاغرفيلد التي تقدّر بـ 150 مليون جنيه مع آخرين. ولعل الأشخاص الآخرين هم ابنه الروحي هدسون كروينيغ ابن عارض الأزياء براد كروينيغ، الذي رأيناه كثيراً على ممشى الأزياء برفقة كارل لاغرفيلد منذ أن كان في عمر الثانية عام 2011 في باريس.
لطالما أراد لاغرفيلد الزواج من “قطّته” لأنها حبّه الحقيقي، وكان قد أطلق عليها لقب الأميرة أو الآنسة شوبيت. يقول بعض خبراء القانون بأن توريث الممتكات إلى القطعة يمكن أن يجوز في حال قام ببعض الإجراءات القانونية لإتمام الموضوع.
أقوال مأثورة!
عرف عن لاغرفيلد الكثير من الحكم والأقوال المأثورة والتي نقتبس منها:
“هل هناك شيء أكثر صحة من المنافسة؟ إذا لم يكن الأمر كذلك ، فأنت تغفو وتفكّر بالنجاح، وما فعلته ، هو مضمون. لا شيء مضمون في الأزياء، وهذا ما أحبه في الأزياء”
“أنا لا أؤمن بإنجازات العُمر، بالنسبة لي، يتعلّق الأمر بالمجموعة المقبلة! “
“أنا أصمم وكأنني أتنفس، أنت لا تطلب التنفّس، الأمر يحدث تلقائياً”
ربا نسلي
