منذ التقينا بها آخر مرة، نهاية العام الماضي، كانت إنجي شلهوب، الرئيسة التنفيذية ومديرة مجموعة “Etoile Group” وعلامة Ingie Paris، منشغلة جداً. عملت على مجموعتها لخريف وشتاء 2019، وعلى مجموعة كبسولة خاصة بشهر رمضان المبارك، كما أنها تخطط لمجموعتها لربيع وصيف 2020. كل ذلك مع العلامات التجارية التي تديرها، وفضلاً عن تعيينها مؤخراً في دائرة القادة لليونيسف في المنطقة، ومهمتها دعم ومساعدة الأطفال اللاجئين في الشرق الأوسط. إنجي سيدة لا تتوقف أبداً، ففي كل مرة نلتقي بها تتشارك معنا مشاريعها الجديدة وأحلامها ومجموعاتها المميزة.
ما الذي حدث مع إنجي شلهوب منذ التقينا بك آخر مرة العام الماضي وحتى اليوم؟
كنت أعمل على هذه المجموعة. ذهبنا الى مصر مع السيدة الأولى، وكانت الرحلة ممتعة للغاية. طبعاً أنا ولدت في مصر، فكان من المثير للاهتمام أن أربط الثقافة المصرية مع الأوروبية واللبنانية. تعكس المجموعة كليوباترا العصرية التي شكلت مصدر وحيي. استخدمت الكثير من الذهب والجلد. وأحياناً تصبح التصاميم براقة جداً، ولكن تبقى رومانسية بأسلوب مبتكر. طيلة هذه الفترة كنت منشغلة للغاية بكل هذا. على المستوى الانساني أيضاً، دعيت لأكون جزءاً من دائرة القيادة في اليونيسف، وكنت أعمل منذ يناير على ذلك. هذا شيء عزيز جداً على قلبي. الى جانب كل هذا لدي جميع العلامات التجارية التي أمثلها، هناك الكثير من الأشياء التي تحدث.
ما هو العمل الذي يجمعك باليونيسف؟
كما تعلمون، في منطقتنا نحن بحاجة الى دائرة حقيقية مسؤولة عن هذا النوع من الأنشطة. جمع الأموال شيء مهم للغاية، لكنه ليس الشيء الوحيد. علينا أن نخلق حالة من الوعي ونشجع الآخرين. كما علينا أن نتطلع الى أنفسنا لنرى كيف يمكننا أن نترك تأثيراً، ونغتنم الفرص، لإخراج هؤلاء الأطفال من ظروفهم ومساعدتهم ليصبحوا جزءاً من حياتنا. إنه شيء لا يتوقف، فلدينا الكثير من الأنشطة طوال العام. ومن أهمها، رحلة سنقوم بها الى الميدان مع أشخاص بارزين من دائرة القيادة. سنسافر الى الأردن لنزور مخيم اللاجئين. سيكون الأمر مؤلماً، ولكننا سننشر من خلاله الوعي. كما نحتاج للنظر الى كيفية إيجاد طرق لإخراج هؤلاء الأطفال من هذه الظروف، ليجدوا مكانهم في المجتمع. من الصعب تثقيفهم وتعليمهم ليحصلوا على المهارات التي يحتاجون اليها. تعتبر التوعية مهمة، لكنها ليست كافية بالنسبة لي. فالهدف هو الحصول على الإلهام لخلق نشاطات أخرى وطرق يمكننا مساعدة هؤلاء الأطفال من خلالها للخروج من ظروفهم. أريد أن أفعل شيئاً يترك أثراً على مجتمعنا.
أخبرينا عن مجموعتك لخريف وشتاء 2019 التي قدمتها في باريس؟
أيضاً وأيضاً، ما أريده هو إحداث فرق، وإبراز العلاقة بين الشرق والغرب. هذه ثقافتي وأريد احتضان هاتين الثقافتين معاً، وأعتقد أن هذا فريدا من نوعه. الشخص الفريد هو الذي لديه حقاً حنين للماضي ولكنه يحظى بروعة الحداثة. هذا مهم للغاية بالنسبة لي، فهو يعكس الطريقة التي تعيش بها امرأة اليوم. عليها أن تعيش في عالم اليوم وليس في الماضي، فالتغيير والتطور مهمان جداً. أشعر أنني أثق وأعرف أكثر ما أريد، وكيف أريد ترجمته الآن.
هل هناك أقمشة معينة تستمتعين بالعمل عليها في الوقت الحالي؟
عملت دائماً على الأقمشة المطبعة، وذلك يظهر في جميع مجموعاتي، ولكن هذه المرة أردت أن أعمل أكثر على التطريز. التطريز هو طريقة شرقية، ولكن حديثة في الوقت عينه. كما استخدمنا الدانتيل والخيوط المخملية بطريقة مميزة وخاصة جداً. وعملنا على قصات عديدة، وعلى مجموعة من الأزياء المناسبة للنهار، ملابس غير رسمية لكن أنيقة. أردت قطعاً يمكن تنسيقها مع بعضها البعض. هناك اطلالة روك أند رول كاملة، مع الجلد والجزمة. وجزمة على شكل سروال ملتصق بالجسم، وكل ما ننظر الى الأسفل يظهر الحذاء. لا يمكن رؤية هذه التفاصيل من بعيد ولكنها تظهر عن قرب. هذه الطريقة المرحة كانت سبيلاً لابتكار شيء فريد من نوعه لم نراه من قبل. شعرت بالكثير من الفرح خلال ابتكار هذه المجموعة. العمل على الأكسسوارات وتنسيق تلك الذهبية مع ثوب جميل، لقد كان ذلك ممتعاً حقاً، فمن الرائع تخيل كليوباترا اليوم.
ما هي قطعتك المفضلة؟
جميع القطع مفضلين بالنسبة لي! من الصعب اختيار واحدة. شيء واحد يجب أن أقوله وهو إنني فخورة جداً بالعارضات هذه المرة. لقد عملت بجهد لاختيارهن، فالعارضات اللواتي افتتحن عرضي افتتحن أيضاً عرض دار ديور. لذا إن اضطررت لاختيار اطلالة واحدة ستكون بالطبع الاطلالة الأولى. انها تعكس قصة كليوباترا القرن الواحد والعشرين بأكملها، معاصرة وحديثة مع جميع التطريزات. فهي تحكي قصة المجموعة بأكملها.
أخبرينا عن مجموعتك الخاصة بشهر رمضان المبارك؟
ابتكرت لشهر رمضان تصاميم قوية جداً. سنفاجئكم قليلاً، ولكن أردنا أن نقدم شيئا مميزاً حقاً هذه المرة. تتضمن المجموعة تصاميم براقة ومخصصة وفساتين. إنها كبسولة خاصة.
كيف يختلف ابتكار مجموعة خاصة برمضان عن مجموعة رئيسية؟
أضع كل تركيزي بالمجموعة التي أصممها. أضع نفسي في تلك الأجواء وأعيش الموضوع من الداخل وليس من الخارج. عندما تكون مبتكراً، عليك أن تذهب بعيداً، وأن تعود لتجمع كل شيء مع بعضه البعض. في البداية يجب أن نفكر بشكل واسع ومن ثم نعود الى جوهر الفكرة.
لماذا تجدين أن ابتكار مجموعة خاصة برمضان مهم بالنسبة لك؟
قلبي في الشرق الأوسط! أنا أؤمن كثيراً بهذه المنطقة. لهذا السبب أردت أن يكون متجري الرئيسي في دبي.
ما الذي يمكن أن نتوقعه من علامتك لبقية العام الحالي؟
هذا تحد كبير! في كل مرة أنتهي من مجموعة أسأل نفسي “ماذا يمكننا أن نقدم بعد؟”. أحضر اليوم مجموعة جديدة ولدي الكثير من الأفكار. لا أستطيع مشاركتكم كل شيء الآن، لكنكم سترون ذلك قريباً.
إذا استطعتي أن تقدمي لنفسك عندما كنت صغيرة نصيحة، فماذا ستكون؟
كنت خجولة جداً عندما كنت صغيرة، ولم أكن حازمة بما فيه الكفاية. لذلك كنت لأقول لنفسي أن تكون حازمة أكثر وواثقة بذاتها أكثر، وأن تمضي في طريقها من دون تردد. أعتقد أن ذلك يحدث في سن صغيرة، وعندما تصلين الى مرحلة النضج تدركين كيف تريدين أن تكوني. وأنا أفهم ذلك الآن.
لو لم تكوني مصممة أزياء، فماذا كنت لتختاري؟
رسامة أو شاعرة.. طبعا كنت لأختار مجالا يتطلب الإبداع. كما وجددت أنني منظمة فعاليات جيدة. ربما لأنه مجال يتطلب الابتكار والابداع أيضاً. كما أعتقد أنني كنت لأحب العمل بالتصميم الداخلي، فأنا أستمتع بإعادة تصميم ديكور منزلي كثيراً.
كيف تريدين أن يتذكرك العالم؟
أود أن يتذكرني العالم كشخص كان له تأثير على مسار الآخرين. أشعر أنني محظوظة جداً أحياناً عندما يقول لي الناس إنني غيّرت طريقهم وألهمتهم.
حاورتها: Lindsay Judge
ترجمة: شارلين الديك يونس