إنجي شلهوب، سفيرة للموضة ورائدة في مجال الأعمال والتصميم. شلهوب هي الرئيسة التنفيذية ومديرة مجموعة “إتوال” Etoile Group وعلامة “إنجي باريس” INGIE Paris لتصميم الأزياء. تعتبر شلهوب من أوائل الذين دفعوا عالم الموضة والعلامات التجارية الفاخرة نحو الشرق الأوسط، وافتتاحها لأول متجر Chanel في المنطقة عام 1983 في دولة الكويت مثال على ذلك. دفعها حبها لعالم الموضة الى إطلاق العلامة التجارية الخاصة بها، فرأت دار INGIE Paris النور، لتصبح في وقت قياسي علامة تجارية عالمية. افتتحت الدار مؤخراً متجرها الأول في الامارات العربية المتحدة في دبي بعد وقت طويل من التخطيط والانتظار. التقينا أنجي شلهوب في المتجر، وأجرينا هذا الحديث الذي أخبرتنا خلاله عن الماضي والحاضر والمستقبل.
أخبرينا عن المجموعة الجديدة التي نراها في متجركم اليوم؟
إنها مجموعة خريف وشتاء 18/19 المستوحاة من أوراق فصل الخريف وألوانه. أردت تكرار الأوراق من خلال مواد مختلفة. كانت الفكرة برمتها تتمحور حول ربط موضوع الخريف بالمواد والطبعات والتطريزات. هذا ما سنراه في المجموعة الجديدة.
كيف تطوّرت علامة INGIE Paris؟
أحب أن أتحدى نفسي، أن أجد أفكارا جديدة أكثر أنوثة وتحاكي النساء العالميات. أريد أن تصبح مجموعتي أزياءً راقيةً مع الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تحدث فرقًا كبيرًا.
تقضين وقتك بين الإمارات العربية المتحدة وباريس، كيف يؤثر ذلك على تصاميمك؟
هذا ما يميّز تصاميمي ويجعلها فريدة. أعيش بين ثقافتين مختلفتين وذلك ينعكس على تصاميمي ونمط حياتي. مشغلي في باريس أقصده مرّة شهرياً. إذا لم أتمكن من الذهاب، يأتي فريقي إلى هنا محملًا بالتصاميم ونقوم بتجربة كل شيء هنا. يجب أن أزور المشغل باستمرار لأشرف على عملية التصميم، لكن الأمر يكون أحيانًا في غاية الصعوبة، خاصة عندما تفصلنا فترة قصيرة عن أسبوع الموضة. أضطر أحيانًا إلى قضاء الكثير من الوقت في باريس للتأكد من أن كل شيء يسير على الطريق الصحيح. ليس فقط من أجل تنظيم العرض ولكن من أجل ضمان تكرار القصة بأكملها خلال العرض. يجب أن أتأكد من كافة التفاصيل. القطع تنتقل من مشغل إلى آخر، الأمر ليس بهذه السهولة.
إلى أي حدّ أنت في قلب عملية التصميم؟
من الألف إلى الياء، أتدخل في كل تفصيل مهما كان صغيرا. من الصعب ألا أتدخل في تفاصيل العمل، إنها علامتي التجارية، هي بمثابة طفلي. تصاميمي تمثل الصورة التي أرغب في عرضها.
من هي امرأة INGIE Paris؟
عندما تدخل امرأة INGIE Paris إلى مكان ما تريد أن تكون متميّزة. هي امرأة دولية تسافر إلى جميع أرجاء العالم وتريد أن ترتدي لباسًا يناسب كافة المناسبات والأوقات. هي سيدة أعمال مبدعة وفنانة. إنها أنثوية وبراقة وحديثة ومعاصرة. إنها شخصية عصرية ولكنها تحب الفن. متحمسة، تريد أن يكون كل شيء مثاليًا، وفوق كل شيء تهتم بالانطباع الذي ستتركه.
القطع التي تصممينها فيها الكثير من الإطراء والجاذبية، أخبرينا المزيد عنها.
تعلمت بنية المرأة ولون البشرة وما هو مناسب لكل شخص، إنه علم حقيقي. عندما تنظر إلى امرأة ما تريد إظهار جمالها. أعتقد أن كل امرأة تمتلك جمالًا داخليًا ويجب أن تكون واثقة بنفسها. هذه هي مهمتي، المساهمة في كيفية تحقيق ذلك. كما أن جودة الملابس والإنتاج في غاية الأهمية، ويجب تحقيق ذلك بالطرق الصحيحة.
هل تؤثر بيئة البيع بالتجزئة على صناعة اليوم؟
أعتقد أن البيع بالتجزئة مهم جداً لأنه تجربة خاصة. إنه المكان الذي يتمّ فيه الاعتناء بك وتدليلك، وفي الوقت نفسه يمكنك ملامسة الملابس. أنا امرأة حسيّة أحب أن ألمس الأشياء. عندما أختار الأقمشة، أحب أن ألمس وأشعر بكل شيء. وهذا شيء لا يمكن لمسه من خلال مواقع الاتصال الرقمية أو الاجتماعية. حتماً يمكنك الغش في اللون أو الشكل، لكن لا يمكنك الغش في الشعور الذي ينتابك عند ملامسة القطع.
ما هي أهمية عروض الأزياء في الصناعة اليوم؟
تعكس عروض الأزياء صورة عن الملابس التي نقوم بعرضها. عندما ترى ثوبًا على منصة عرض الأزياء يكون مصمّما بطريقة مختلفة عما هو عليه في المتجر، على المنصة يمكنك أن تبدو مجنونا فيكون كل شيء مختلفا، والمهم أن تكون العلامة التجارية طموحة. يمكن أن تكون مبدعًا. بالنسبة لآخر عرض أزياء قدمته، أردت تكرار مشهد الزهور الموجودة على أثوابي وتطريزاتي على جدران صالة العرض. كان المشهد رائعا وكان بإمكانك أن تشم رائحة الزهور في الفضاء. ما أتحدث عنه أن العرض كان يدور في فلك الرائحة واللمس ورؤية الأقمشة تتحرك، هذه المشهدية لا يمكن الحصول عليها عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعية. لن تحس بالمشاعر من خلال الهاتف. في نهاية العرض اغرورقت أعيننا بالدموع من شدة السعادة. أن تعيش هذه اللحظة على مواقع التواصل الاجتماعي لن تكون حقيقية كما تعيشها على منصة عرض الأزياء. لذلك أرغب أن يختبر المزيد من الناس هذه اللحظة.
ماذا تعني لك مواقع التواصل الاجتماعي؟
إنها وسيلة مهمة جدًا إذا تم استخدامها بشكل صحيح. أعتقد أنها تمتلك الكثير من المزايا الجيدة ولكن في المقابل هناك الكثير من العيوب. يجب الحد من مواقع التواصل الاجتماعية، كما ذكرت لا يمكنك لمس القطع والشعور بها بالطريقة نفسها التي تعيشها في الحياة الحقيقية. طبعا الإيجابية الكبيرة لهذه المواقع أنها قادرة على الوصول إلى أكبر عدد من الناس، وأن تصبح معروفاً بسرعة قياسية، لكن في الوقت نفسه يجب أن تعرف كيف تستهدف جمهورك وأن تتوخى الحذر منها. يمكنك أن ترضيهم، لكن إذا أعطيتهم الكثير لن يبقى هنالك شيء ليكتشفوه عندما يزوروا المتجر. أريد أن أترك شيئًا لعنصر المفاجأة.
لماذا كنت مهتمة بافتتاح هذا المتجر في دبي مول فاشن أفنيو؟
المتجر الجديد في دبي مول كان مشروعًا مهمًا. كنت أبحث عن المكان المناسب قبل افتتاح المتجر في دبي وقد انتظرت طويلًا. كنت أرغب في التأكد من أن موقع المتجر هو الموقع الصحيح. فاشن أفنيو مذهلة للغاية، أنا سعيدة جدًا لأنني تمكنت من الحصول على متجر هنا.
ماذا تعني لك دولة الإمارات العربية المتحدة؟
ولد أحد أبنائي هنا، إنها بمثابة منزلي الثاني. أحب التأثيرات الإيجابية، والناس ودفأهم. أحب المناخ، وأكره البرد كثيرًا!
ما هو مصدر إلهامك؟
بصراحة كل شيء يلهمني. يمكن أن يكون مصدر إلهامي ورقة بسيطة أو غروب الشمس. أينما ذهبت أشعر بأنني أستوحي من أشياء كثيرة. أحب مشاهدة الناس يتألقون بملابسهم، والطريقة التي يرتدون بها تصاميمي الخاصة. منذ فترة قصيرة كنت في حفلة عيد ميلاد رأيت سيدة لم أكن أعلم أنها ترتدي تصاميمي. أخبرتها أنني من صمم فستانها وكانت مندهشة. أحببت الطريقة التي ارتدته بها، هذا ما أحب أن أراه، الناس يتألقون بتصاميمي، خاصة عندما يرتدونها بطريقة مختلفة عن الطريقة التي كنت أتخيلها. قد يكون ذلك عن طريق استخدام الإكسسوارات أو إضافة لمستهم الخاصة. كانت هذه السيدة جميلة جدًا وأنيقة وأما الثوب المعدني الذي ترتديه فكان مذهلاً عليها. أحب أن أرى أناسًا حقيقيين في تصاميمي وهذا ملهم.
كيف أثرت والدتك على حياتك المهنية وحياتك بشكل عام؟
كانت والدتي امرأة رائعة. جميلة جدًا ترافقها هالة أينما حلّت. تشبه إلى حد كبير ليز تايلور، لقد كانت تحبها جدًا. أنيقة، ترتدي علامات أزياء راقية من الصباح وحتى المساء. كل ما فيها كان مثاليًا، طريقة تبرجها، شعرها، أزياءها حتى مجوهراتها. كنت أنظر دائمًا إلى والدتي وكنت سعيدة للغاية بتفاصيلها. أعطتني الحرية شبه المطلقة وعلمتني الكثير من الطرق الفنية. شجعتني كثيرًا لأنها آمنت منذ البداية بحسّي الفني. عندما كنت في الثامنة من عمري أصبت بمرض استدعى ملازمتي المنزل كنت أقضي الوقت أخيط الملابس لدمى باربي. في ذلك الوقت لم يكن بإمكاني الحصول على منزل لدمى باربي فأحضرت بعض الأخشاب وصمّمت منزلًا للدمى! عندما كبرت قليلًا علمتني والدتي الكثير من التقنيات كالخياطة والغرز. كنت ألعب بالفخار وأرسم. عندما ذهبت إلى إيطاليا استلهمت من ليوناردو دا فينشي. كان كل ما أقوم به فني جدًا. كل الأعمال التي كانت تتعلق بالفنون كنت أقوم بها برفقة والدتي، زيارة المتاحف والمعارض وما إلى ذلك. كل ما كنت أريده عندما تخرجت العمل بتصميم الأزياء وهكذا افتتحنا أول متجر لنا سوية. عرّفتي والدتي على الموضة عندما كنت طالبة. كانت تأخذني برفقتها إلى المعارض وتقول لي “جربي هذا، لأنه لن يبدو عليك كما هو على عارضة الأزياء، عليك أن تشعري به”. وقد أدركت أن ما قالته والدتي كان حقيقة. عندما ترى الرداء على عارضة الأزياء ولا تجربه بنفسك لن تفهم أبدًا معنى أن يناسبك الشيء.
ما هي نصيحتك لرواد الأعمال الجدد؟
يعتقد الأشخاص أن الأمر سهل، ويميلون إلى التقليل من شأن العمل والوقت الذي يقضونه وهم يعملون. عند إطلاق مجموعة ما عليك أن تكون مستعدًا للتضحية بالكثير من الأشياء وتكريس الكثير من الوقت والجهد. بالطبع إنها عملية طويلة. يعتقد الناس أن مواقع التواصل الاجتماعية تجعل الأمور تأتي بشكل أسرع وأسهل. أجل ربما، لكن بالحقيقة لا. أنصحهم أن يكونوا مثابرين وأن لا يستسلموا مهما كانت التحديات صعبة. كونوا مستعدين للمواجهة.
هل تلعب المرأة الناجحة دوراً في تغيير المجتمع اليوم لا سيما في منطقتنا؟
التغيير هائل. أنا فخورة جدًا برؤية عدد النساء اللواتي يسعين إلى التغيير. يدفع صاحب السمو المرأة إلى الأمام، وذلك أمر مدهش ومتميّز. أنا فخورة جدًا به وسعيدة لأنه موجود أينما يجب أن يكون. لقد فُتحت الأبواب أمام الكثير من النساء والبلد يعتنق التغيير والحداثة. تعتبر دبي مثالًا يحتذى به في بقية أنحاء المنطقة والعالم أجمع.
ما هو شعارك في الحياة؟
شعاري هو أن أعكس جمال المرأة الداخلي، والتأكد من أنها تتحلى بثقة النفس، وأن تحتفظ بهالة من حولها تجعل عيون الناس تلتفت باتجاهها عند دخولها إلى مكان ما.
ما هي أسرار النجاح؟
أعتقد أن تحقيق النجاح، أولا وقبل كل شيء، يجب أن يكون رؤية. علينا تحديد الهدف والمثابرة على تحقيقه. يعتبر العمل الشاق ضرورة. عليك أن تعرف مقدار العمل والتضحية التي يحتاجها، وأن تكون مستعدًا للتحديات والنكسات. استخدم النكسات للوقوف مرة أخرى.
ما هو الشيء الذي لا تزالين تطمحين إلى تحقيقه في INGIE Paris؟
حلمي أن تصبح INGIE Paris علامة تجارية معروفة عالمياً، وأن تكون موجودة في أفضل دور الأزياء في العالم، وتحافظ على تراثها الفريد. هذا هو هدفي الحقيقي.
حاورتها: Lindsay Judge