تميّزت ذكريات طفولة كريستيان ديور Christian Dior بمشاعره القويّة تجاه عالم الأزياء. فالمكان المفضلّ لكريستيان الصغير في منزله العائلي، القائم على حافة منحدر في النورماندي، كان حجرة البياضات حيث راقب بصمت عاملات الخياطة تحيك وتطرّز بمهارة. قطبة السلسلة، قطبة الزهرة، تخريم بإبرة مغزل، قطبة جذعيّة، تطريز منزلق، شكّ خرز، عقدة “بوفيه” Beauvais: كانت الأيادي الرشيقة تغرز القطبة تلوى الأخرى أمام عينيّ الولد المبهور الذي كان يلعب بخيوط الحرير ويجمع البكرات. فوصف المصمّم بالتفصيل هذه الذكريات الغالية في مذكّراته المكتوبة في العام 1957: ” كنت أبقى بعد غروب الشمس وحلول الليل، ناسياً كتبي وأخي، أشاهد النساء تحيك بالإبرة حول مصباح الكاز .” وبقي عشقه للخياطة طوال سنوات مراهقته. ففي حين كان والداه يسعيان ليصبح سفيراً، كان الشاب النورماندي يفضّل الرسم- وعند الحاجة، ابتكارأزياء أشقّائه وشقيقاته وأقاربه للحفلات التنكريّة التي كانت تُقام في كازينو “غرانفيل”.
وخلال عطلة قضاها بعيداً عن باريس في الثلاثينيّات، اكتشف “كريستيان ديور” Christian Dior متعةً كبيرةً في الابتكار. فتعلّم تقنيّة حياكة الأقمشة وأبدى شغفاً فيها. فكانت هذه الصلة بالعمل الحرفي أمراً أساسيّاً بالنسبة إليه، لخّصه بالتالي: “كنت أتمنّى صنع شيء بواسطة يديّ”. وبهذه الطريقة، تطوّر الخيّاط المستقبلي وتحوّل إلى رسّام أزياء. فعرض عليه صديقه “جان أوزين” Jean Ozenne بيع رسوماته، وفي إحدى الليالي، عاد ظافراً: “كان قد باع رسومات لي مقابل 120 فرنكاً. أوّل مبلغ من المال جنيته من أتعاب يديّ! كنت منذهلاً. فمبلغ الـ120 فرنك هذا الذي كان نتيجة صداقةٍ يقظة ووفيّة كان بالنسبة إليّ كأشعّة الشمس الأولى بعد ليل طويل؛ فحدد مستقبلي ولا زال يشكّل شرارة في حياتي”.
عند تأسيسه لدار الأزياء الخاصة به في العام 1947، تمنّى “كريستيان ديور” Christian Dior أن تكون داراً صغيرةً وخاصة: داراً يتمّ العمل فيها وفق أفضل تقاليد الخياطة، مع عاملات يسعين لإيجاد أو ابتكار تقنيّات خاصة بالتصاميم المسندة إليهن. ” في حين كان كلّ شيء يتّجه نحو المكننة، كنت أودّ أن تبدو الدار مختبراً حرفياً أكثر من مصنع نموذجي”. وفي حين اشتهر المصمّم الكبير من خلال تقديمه للعالم نوعاً جديداً من الأزياء، غير أنّه حقّق الخلود لاسمه من خلال رؤيته الفريدة التي كانت تقوم على الإشادة بأيادي الحرفيّين الذهبيّة. حتّى لو ترتّب عليه العودة إلى التقاليد المنسيّة.
فوفقاً لـ”كريستيان ديور” Christian Dior “يستلزم الترف الحقيقي مواد مميّزة وعمل حرفي حقيقيّ، فلا معنى لأيّ شيء إن لم يكن هناك تجذّر في التقاليد” وسعت ساعات ديور Dior إلى إدامة هذه التقاليد فقدّمت للحرفيّين بيئة مؤاتية للتعبير عن مهاراتهم تناغماً مع جوهر الدار. أمّا الميزة الجماليّة والتقنيّة التي تتمتّع بها مجموعة “ديور غران بال” Dior Grand Bal، ألا وهي عيار “ديور أنفيرسيه” Dior Inversé ووزنه المتأرجح الموضوع فوق القرص، فقد حقّقت هذا العام نجاحات لم يسبق لها مثيل. فتتميّز ساعة “ديور غران بال بلوم” Dior Grand Bal Plume الجديدة، المذهلة والأنيقة، بحزمة من الريش المغطّى بالذهب بشكل كامل. وقد بذل الحرفيّون أفضل ما لديهم من مهارة وإبداع، خصيصاً لهذا التصميم، بهدف منح هذه الخيوط المتألقّة النعومة والخفّة التي يتميّز بها الريش الطبيعي. ويعكس تصميم آخر من “ديور غران بال بلوم” Dior Grand Bal Plume الألوان الغامضة لليل السحري، من خلال قرص قاتم باللون الأسود الداكن مزيّن بخيوط ذهبيّة في حين يُبرز خطّ من الألماس البرّاق أناقة الريش العشوائي المنتشر على الوزن المتأرجح.
وينشر اللون الأحمر، المفضّل لدي “كريستيان ديور” Christian Dior، طاقته المتقدة على قرص ساعة “ديور غران بال ريزيل” Dior Grand Bal Résille الجديدة وسوارها المصنوع من جلد التمساح. فيكشف الوزن المتأرجح عن تشابك دقيق ومذهل للألماس يذكّر بشباك ملابس داخليّة جريئة.