Ralph & Russo لقاء من الحب والألفة .. الاحترام المتبادل للأفكار هي سرّ نجاحهما كثنائي

Ruba Nesly   |   13 - 04 - 2020

في هذا اللقاء الخاص، يتحدّث كلّاً من تمارا رالف ومايكل روسو مؤسسي علامة Ralph & Russo عن شراكتهما الاستثنائية، وولعهما بحب الكوتور وطريقتهما المعاصرة في العمل.

أسس كلّاً من تمارا رالف ومايكل روسو دار الأزياء الراقية Ralph & Russo التي تعاصر يومنا هذا. هذه العلامة التي أبصرت النور منذ عقد من اليوم تنافس دور الأزياء الراقية ذات الإرث العميق والتاريخ الغني، تأسست عام 2010 على يد الشريكين، الذين سيتزوجان قريباً، وظهر مفهومها أولاً في استراليا ثم قررا نقل مركزها إلى لندن.

تعتبر تمارا رالف وهي المديرة الإبداعية للدار، مصدر الابتكار والتصميم، بينما يتولى خطيبها مايكل روسو الجانب المهني من العلامة بالإضافة إلى منصبه كرئيس تنفيذي. تأتي تمارا رالف من عائلة تمتد إلى 4 أجيال عايشت واحترفت صناعة الأزياء الراقية، وبدأت بتصميم الأزياء شخصيّاً حين كانت في الثانية عشرة من العمر. بعد أن التقت بمايكل في زيارة لها إلى لندن، عمل الثنائي كشريكين في العمل ووجدا رؤية مشتركة في إنشاء علامة تحمل اسمهما، بعد أن وجدنا فجوة في السوق تحتاج إلى علامة تحمل أسس الهوت الكوتور المعاصر، وبدآ العلامة بافتتاح أول بوتيك لهما في لندن ما لبث أن تبعه آخر في باريس.

في عام 2014، كانت علامة Ralph & Russo أولى العلامات البريطانية التي يتم دعوتها إلى Chambre Syndicale de la Haute Couture كضيف في باريس، وهناك عرضا أول مجموعة كوتور لربيع وصيف 2014، تلك الخطوة كانت كبيرة للغاية ونادرة لعلامة أسست حديثاً.

الآن، وبعد 6 أعوام تالية من النجاح الذي تم تسجيله في كل عرض لهما، إضافة إلى العديد من لحظات السجادة الحمراء التي لا تنسى، تحتفي دار Ralph & Russo بعقد من النجاح والاستمرار.

 وبدأت الاحتفالات بعرض ناجح ورائع لمجموعتهما لكوتور ربيع وصيف 2020 في باريس الشهر الماضي، هذا العرض الذي احتفى بأجمل عشرة إطلالات أيقونية من العشرة أعوام الماضية والتي اختيرت من أرشيف العلامة وأضيف إليها لمسات معاصرة لتناسب يومنا هذا ومتغيّرات الحياة السريعة.

رأينا أن هذا الوقت هو أفضل الأوقات لنتكلّم مع الشريكين، في هذه المقابلة نكتشف المزيد من احتفالات الذكرى العاشرة على تأسيس العلامة بالإضافة إلى أسرار نجاحاتهم التي لا يمكن إنكارها.

ما هو الأمر الذي يحبّه كل منكما في عمله؟

تمارا رالف: أحب امر الاختلاف في الروتين بين الأيام، ليس كل يوم مماثل للتالي، كشخص إبداعي، هذا هو النعيم، لأنك لا تمل على الإطلاق!

مايكل روسو: لقد سرقت تمارا مني الإجابة (يضحك)، أيضاً تنوع الأشخاص الذين أقابلهم وأعمل معهم، فهم من زاوية الكوكب، إلى زاوية أخرى.

كم من الضروري أن تحمل الشغف لما تقوم به في عملك؟

تمارا رالف: مهم للغاية! لطالما كنت مصدّقاً كبيراً لمقولة “إذا كنت تحب ما تقوم به، لن تضطر للعمل يوماً في حياتك!”

تحتفلان هذا اليوم بعشرة أعوام على إنشاء العلامة – ما هو أكبر إنجاز قمتما به لليوم؟

تمارا رالف: نعم، تعتبر سنة 2020 بداية عقد جديد بالنسبة إلى Ralph & Russo، إنه من الصعب أن نشير إلى إنجاز معين، خاصة خلال فترة من الوقت، أعتقد أننا حين ننظر إلى الخلف خلال العشر أعوام الماضية، أحد أكبر انجازاتنا هي الالتزام أنا ومايكل مع فرقنا، لإكمال دفع علامتنا نحو النجاح، والوصول إلى ما نحن عليه في السوق خلال فترة زمنية قصيرة، وهذا إنجاز كبير. وهذا لن يكون قد تحقق لولا دعم فريقنا ومساندته لنا.

في عالم الأزياء، لا تزالون تعتبرون علامة جديدة، ماهي المزايا ومساوئ هذا الأمر؟

مايكل روسو: يعتبر الأهم بالنسبة لنا كعلامة جديدة هو نشر التوعية تجاهنا والحفاظ على منتجاتنا قوية، إن كانت أي علامة تنجح بتحقيق هذين العاملين، فإن حداثتها يمكن أن تستخدم كميزة لها. هناك العديد من العلامات والدور التي تتميز بتاريخ عريق، وقصص رائعة، ولكن أيضاً هناك العديد من الرحالة الذين يبحثون عن أشياء جديدة وفريدة لهم. بالنسبة لـ Ralph & Russo لقد وجدنا هذه الرغبة لشيء فريد وثمين، وامتلكنا الحداثة ليست بكونها عبء بل قوّة.

أين ترغبان أن تكونا بعد 10 أعوام من اليوم؟

تمارا رالف: أنا ومايكل لطالما تشاركنا رؤية بناء علامة تجارية عالمية فاخرة، والتي توفر أسلوب حياة شمولي كأمر معاكس لفئة المنتجات الفردية، لذا نخطط خلال العشرة أعوام القادمة بأن نأخذ هذه الخطة قيد التنفيذ.

مايكل روسو: بالإضافة إلى ذلك، نخطط بأن تكون علامتنا حاضرة في أكبر الأسواق في العالم، لذا نعمل على افتتاح متجرين جديدين قريباً في نيويورك وميامي.

كيف ستحتفلون بهذه الذكرى خلال أشهر السنة الحالية؟ 

مايكل روسو: لدينا العديد من الخطط القادمة، والتي للأسف معظمها لن أستطيع تحقيقها في الوقت الحالي! ولكن بداية بالطبع ستكون مجموعة الكوتور لربيع وصيف 2020.

تمارا رالف: التزاماً منا بوطننا استراليا والذكرى العاشرة لإنشاء علامتنا، نرغب حقاً بأن نبدأ عامنا بمجموعة تعكس كل الأشياء التي جعلت دارنا مشهورة به. في هذا الموسم نرى أعيينا تنظر إلى المستقبل وإلى الماضي، بحيث أننا نأخذ من أساليب أرشيف الدار الجوهرية واستثمارها بطريقة معاصرة وجديدة.

تمارا، ما هي أكبر التحديات التي واجهتها كمصممة لليوم؟

تمارا رالف: كمصممة، أؤمن أن كل شيء ممكن. كمبدعة، أرى أن جميع من في المهنة يعاني للحفاظ على التقنيات القديمة في الوقت الذي نعزز فيه التغيير، ونحترم الابتكار مع ضمان النجاح التجاري. العمل اليدوي مهم جداً بالنسبة إلى صناعة الأزياء، ومع طرح العديد من الطرائق الجديدة للإنتاج، وبسبب الكثير من الأسباب الإيجابية الأخرى وافقت عليها، وهذه خسارة كبيرة حين نرى التقنيات التقليدية والخبيرة تبدأ بالاندثار.

أطلقنا العام الماضي برنامج تدريبي مهني في محاولة لضمان انتقال التقنيات المتخصّصة من جيل إلى آخر، ونحن سعداء بأن نرى نجاحاً حقيقياً من وراء ذلك البرنامج.

أطلقتما مؤخراً مجموعة الأزياء الجاهزة، هل يمكنكما إخبارنا قليلاً عما وراء هذا القرار، وأين ستدفعانه في المستقبل؟

تمارا رالف: إطلاق مجموعة الأزياء الجاهزة كان جزءاً من رؤية طويلة المدى للعلامة، ولكن السرعة التي أطلقنا بها هذه المجموعة كانت نتيجة الطلب. بالنسبة لنا كانت فئة الكوتور تقوم بعمل رائع، ولكن كان لدينا عملاء كثيرون يسألون عن قطع يمكن أن يستلمونها على الفور. بأساليب يمكن أن تمثّل Ralph & Russo من حيث التصميم والجودة.

كان تقديم مجموعة الملابس الجاهزة طريقة لتلبية الاحتياجات وسرعة وصول بالنسبة للعلامة، بينما لا نزال محافظين على ذات الهوية من الفخامة وخدمتنا للعملاء التي لطالما اشتهرنا بها.

مايكل روسو: نريد أن ندفع بهذا الأمر فيما بعد للتوسّع والتفريق ما بين خط الملابس الجاهزة بحيث نعزز من دعامات الدار مع التكيّف مع المستهلك والانتقال إلى انتاجات جديدة.

ما هي الفروقات التي تجدونها حين تقومون بتصنيع مجموعات الأزياء الجاهزة مقارنة مع الهوت كوتور؟

تمارا رالف: جميع مجموعاتنا تتبنى القيم المتأصلة في علامتنا، يتم تصنيع مجموعة الأزياء الجاهزة باستخدام الجودة القصوى، مع الاستفادة من المهارة الحرفية العالية والاحتفاء بالأنوثة كما قطع الكوتور. ولكن الفروقات التي يمكن تمييزها ما بين التصميم للكوتور والألبسة الجاهزة هي أن الكوتور غير محدود، كمصمم أزياء راقية، لن تعرف إبداعاتك أي حدود. بينما تحتاج الأزياء الجاهزة إلى أن تخضع لشروط العملانية وأن تتناسب مع الأسباب، يشبه الكوتور والأزياء الراقية بطرق كثيرة الفن.

برأيك، كم عروض الأزياء مهمّة في الزمن الرقمي؟

تمارا رالف: على الرغم من أن العالم يتجه بطريقة متزايدة إلى الرقمية، أعتقد أن عروض الأزياء سيبقى لها المكانة الخاصة. هناك أمراً خاصّاً بالأجواء التي تستحضره العروض والشعور الذي يمكن أن يمنحه العرض ويلهمه. أيضاً، لا شيء يقارن بأن ترى الأقمشة فعليّاً والطريقة التي تتمايل وتنساب أمام ناظريك.

ماذا تخبرانا عن مجموعة ربيع وصيف الجاهزة؟

تمارا رالف: مجموعتنا الجاهزة لربيع وصيف 2020 كانت نقطة تحوّل بالنسبة للدار. لقد قمنا بإطلاق مجموعة الأزياء الجاهزة في العام السابق، وكأي فصيلة جديدة لمنتجات، استغرق الأمر بعض المواسم ليتم تشكيلها وإقرار مكانتها تحت مظلة العلامة، ولكن في هذا الموسم، أردنا من عملائنا أن يشعروا بالتحول الحقيقي في الجماليات حين يتعلق الأمر بالأزياء الجاهزة. تبدو المجموعة بشكل غريزي ملائمة للإطلالات اليومية، وفيها تتباين بودوار السبعينيات مع الأسلوب البوهيمي، كانت المجموعة شابّة ونابضة بالحياة مع الكثير من الطبعات المصبوغة والأزهار الجميلة، لن ننسى ذكر الحذاء السنيكر الأول من العلامة الذي يعرف اليوم باسم 4.0.

لماذا قررتم تأسيس العلامة في لندن؟

مايكل روسو: التقيت بتمارا في لندن بالصدفة، لذا بقدر ما يمكن أن يكون وطني هو استراليا، بدى الأمر طبيعيّاً أن نطلق العلامة في المدينة ذاتها التي التقينا بها. أيضاً شعرنا بأن هنالك فجوة في سوق لندن لأزياء الكوتور. من المعروف أن باريس مدينة محاطة بالكثير من علامات الأزياء الراقية، ولندن نقطة التقاء الابداع والتجارة، لن ننسى ذكر أن مدينة لندن لها موطئ قدم عالمية، لذا رأينا فرصة حقيقية في تأسيس العلامة هنا، في الوقت الذي ظن الجميع بأن الفرصة لن تكون مواتية.لقد خضنا مغامرة حقيقية في الإيمان بهذا الأمر، ونحن في وضع متميّز اليوم لنقول بأن ذلك كان أفضل خيار قمنا باتخاذه.

حين تنظران إلى بداية العلامة – لا بد أنه كان تحدّ كبير لأن تكونا معروفين اليوم في السوق – لماذا تعتقدان بأنكما ناجحين حقاً في الوقت الذي فشل فيه الآخرين؟

مايكل روسو: عدا عن الفجوة التي شعرنا بوجودها في السوق خلال ذلك الوقت للحاجة إلى علامة مثل Ralph & Russo، أعتقد أن أحد العوامل الرئيسية التي يمكنني أن أنسب نجاحنا إليها هو مستوى وأسلوب خدمة العملاء. قبل إطلاق دارنا الخاصّة بنا، اتفقنا أنا وتمارا على أن تجربتنا في عالم الفخامة حتى ذلك الحين كانت غير شخصية ومرعبة لدرجة أن العلامات التجارية وبشكل غير واع وضعت نفسها في مكان يصعب الوصول إليه.

لطالما أردنا، ليس فقط أن نفتح أبوابنا إلى عالم الكوتور لجمهور جديد، بل أيضاً أن نكون فخورين بالوصول إلى عملائنا بأسلوب مفتوح وشخصي. تمارا وأنا – حتى في يومنا هذا- ملتزمين بلقاء كل عميل ممكن، وكنتيجة لذلك الوصول نحن محظوظين بأن ندعو الكثير من عملائنا ليس فقط صديق بل كفرد من العائلة.

كم تعني لكما الاستدامة في العمل وكيف تدعمونها؟

مايكل روسو: الوعي تجاه الاستدامة والبيئة مهم للغاية، ليس فقط على الصعيد الشخصي، وخاصّة حالياً بسبب الحرائق التي تشتعل في غابات استراليا، ولكن أيضاً مهم في مجال العمل. تم تأسيس الدار في الأصل كونها لأزياء راقية كوتور، ومن فئة الأزياء حسب الطلب، ولكن لطالما كانت Ralph & Russo تتبنى مفهوم الاستدامة منذ البداية، ومن خلال تصميم كل قطعة على حدا مع نسبة ضئيلة جدّاً من المخلّفات. اعتقد أن التحدّيات على هذه الجبهة نتجت حين انتقلت العلامة التجارية إلى الملابس الجاهزة والإكسسوارات، الأمر الذي ألهمنا للتفكير والتكيف بطرق عديدة، من أساليب التصنيع لدينا إلى كفاءة إنتاجنا.

طالما أن العلامات التجارية ستبقي الاستدامة في حيز التفكير وقابلة للتغيير، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، ستكون بمثابة مساعدة كبيرة في نقل كوكبنا إلى الأمام إلى مستقبل أبهى.

تمارا، نحن على علم بأن شخص مبدع، بينما مايكل هو شخص عملي، كيف تتصرّفان في بعض القضايا التي تتضارب فيها الأفكار والآراء، وماهي التحديات التي تواجهاها في العمل سويّة؟

مايكل روسو: لقد كنّا محظوظين للغاية في موضوع شراكتنا بكوننا قادرين على موازنة بعضنا البعض بشكل مثالي. في الوقت الذي تدير فيه تمارا الجانب الإبداعي في العلامة كمديرة ابتكارية، وأنا أدير الجانب العملي والاستراتيجي كرئيس تنفيذي، لقد نجحنا في المشاركة في كلا جانبي العلامة، في حين تمكنا أيضًا من القيادة وامتلاك مجالنا.

حين يتعلق الأمر بتضارب الأفكار والآراء، أعتقد أن هناك تكمن نقاط قوة شراكتنا والمرح في هذا المجال. لا أحد كامل بالتأكيد وسنبقى نتحدّى بعضنا البعض لنكون أفضل ما يمكن أن نكون عليه، ولكن لتمارا وأنا لدينا احترام متبادل عميق لكلينا، بحيث دائماً ما نحترم أفكار بعضنا ونعمل على الوصول إلى قرار لكلينا معاً.

تمارا، هل يمكنك اطلاعنا على أمر واحد لا نعرفه عن مايكل، ومايكل عن تمارا؟

تمارا رالف: يحبّ مايكل لعب التنس.

رالف روسو: تحب تمارا أن تغنّي الراب داخل سيارتها وتعرف جميع كلمات أغنية Cardi B!

هل يمكننا توقّع رؤية المزيد من Ralph & Russo في الشرق الأوسط؟

تمارا رالف: دائماً- ستحمل منطقة الشرق الأوسط مكاناً متميّزاً لنا في قلوبنا، ولا يمكننا أن نتخيل توسعة العلامة دون حضورها القوي في المنطقة المفضّلة لدينا!

ما هو مصدر الإلهام الأكبر لك؟

كمصممة أزياء، يلهمني كل شيء من حولي، إن كان أمراً استوحيته من حديث جانبي، من كتاب أقرأه، من معرض رأيته، أو تجربة عشتها، يمكن أن يأتي من أبسط الأشياء.

لطالما أجد من السفر أو فهم الثقافات الأخرى مصدراً كبيراً للإلهام. بصفتك مبدعاً، يجب أن يكون لديك دائمًا عقل متفتح وأن تكون متقبلاً للأفكار أو موجات جديدة من الإلهام والسفر مما يثلج الصدر حقًا؛ انها تسمح لك لتزج نفسك تماماً في عالم آخر.

العالم بالنسبة لعين المبتكر هي عدسة من الفرص. يمكن أن يكون مليئاً بالإلهام لدرجة أنه يمكنك الحصول على لحظات من النور المضيء ولكن من دون أن ينطفئ (تضحك) .

 

 Ralph & Russo بكلمة واحدة؟

فريدة

حاورتها: ليندسي جادج

ترجمة: ربا نسلي

المقالات الأكثر مشاهدة