حوار مع سعادة حنان المحمود … التحدي الأكبر هو أن أكون على مستوى توقعات من وثق بي

Ruba Nesly   |   10 - 05 - 2019

لا شك أن دور المرأة العربية في قطّاع العمل بات دوراً مهمّاً وملهماً في ذات الوقت، فالمرأة العربية تلتزم بمهامها كربّة أسرة وتلتزم بمهامها كقائدة للفرق في مختلف المهن. ولعل حوارنا مع سعادة السيدة حنان المحمود كان ملهماً لنا أيضاً خاصة على صعيد تنمية الذات والنجاحات المختلفة.
تشغل السيدة حنان المحمود منصب المدير العام لمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، منذ العام 2012. وتتضمن مسؤولياتها الإشراف على التوظيف وتشكيل فرق العمل، وتصميم منتجات وخدمات الضيافة، وتطوير الأعمال، والتخطيط المالي، وبناء العلاقات، وتنظيم الفعاليات بما في ذلك: الاجتماعات، والمؤتمرات، والمعارض، وحفلات الزفاف، والاحتفالات والمهرجانات، وهي عضو في العديد من لجان الجمعيات والمؤسسات في إمارة الشارقة. بينما نالت العديد من الجوائز. وإليكم اللقاء التالي:

• ما هو دور وأهداف مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات؟
كان الهدف من تأسيس المركز في العام 2013 برعاية كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، إنشاء وجهة متكاملة للفعاليات والمناسبات والمؤتمرات في الشارقة بحيث تلبي متطلبات الإمارة والإمارات الشمالية، وتكون منصة لأفضل خدمات الضيافة والتجهيزات العصرية التي يتطلبها قطاع المناسبات والمؤتمرات والفعاليات. منذ انطلاقه إلى اليوم، شهد المركز أكثر من 1800 فعالية وتطورت خدماته ومرافقه جودة ونوعية ليصبح اليوم أهم وأكبر المراكز المعنية بتنظيم المؤتمرات والمناسبات الرسمية في الشارقة والإمارات الشمالية.

• أخبرينا عن دورك كإمرأة في مركز قيادي في أكبر مركز في الشارقة للمؤتمرات والمناسبات؟
أعتقد أن دوري يتخطى كوني امرأة ليشمل هويتي المتكاملة كمواطنة إماراتية حازت على فرصة لتطوير ذاتها وصقل تجربتها بالمعرفة والخبرة والتطلع إلى مستويات أفضل من الأداء المهني. إن مسيرتي لا تنفصل عن مسيرة عدد كبير من الموظفين والموظفات الذين آمنوا بمركز الجواهر ورسالته وأهدافه، وعاهدوا أنفسهم على تحمل المسؤولية وتحدي أنفسهم للخروج بأفكار مبتكرة ترتقي بمركز الجواهر إلى المراتب الأولى في قطاع الفعاليات والمؤتمرات والمناسبات الرسمية. لا شك في أن مسؤولية المرأة مضاعفة نظراً لدورها الاجتماعي كزوجة وأم الذي يضع على أجندتها اليومية الكثير من الواجبات، لكن في عصرنا الراهن وفي مجتمعنا الإماراتي بشكل خاص، أصبح الرجل والمرأة يتشاركان المسؤوليات بشكل أكبر ويتقاسمان الأدوار للحفاظ على توازن الأسرة واستقرارهما الاجتماعي ونجاحهما جنباً إلى جنب في العمل.

• برأيك هل الخبرات الأكاديمية أم الخبرات العملية هي التي تساهم في نجاح الشخص؟
الدراسة الأكاديمية أساس لكنها مساهمتها في النجاح تبقى ضئيلة إذا لم تترافق مع الخبرة التي نكتسبها ليس فقط بالممارسة بل بالالتزام في الاطلاع الدائم على جديد العلوم والمعارف. اليوم أصبح النجاح أكثر صعوبة بمعنى أن التميز هو حليف من يجتهد أكثر ويبحت عن الابتكار والاختلاف في عالم يسوده التماثل في كل شيء. أنا من القائلين إن العصر الحالي يضع تحديات أكبر أمام الراغبين بالنجاح، لأن العالم المفتوح يقدم لنا كل شيء، والثورة المعلوماتية أتاحت خيارات عديدة ليس فقط لنبقى على اطلاع بما يدور من حولنا بل للذهاب أبعد في مهاراتنا ومعارفنا واستكشاف آفاق جديدة في طاقاتنا. هناك نماذج عالمية كثيرة تؤكد أن النجاح يمكن أن يكون حليف أشخاص لم يكملوا تعليمهم الأكاديمي أو لم تتوفر لهم أصلاً فرصة التعلم، لكنهم كان يتمتعون بالقدرة على الابتكار وإبداع أفكار أحدثت تغييراً في العالم.

• ما هي التحدّيات التي واجهتها منذ بداية مسيرتك المهنية و ماذا تعلمتي منها؟التحديات نسبية من شخص إلى آخر، لا أعتقد أنني واجهت صعوبات لم تكن في الحسبان، لكن عندما أعود إلى بدايات عملي وأتأمل ما حققته إلى اليوم، أرى أن أكثر ما يشكل تحدياً بالنسبة لي هو أن أكون على مستوى توقعات الآخرين الذين وضعوا ثقتهم بي وأتاحوا لي فرصة في منصب ما، وآمنوا بقدرتي على النجاح. برأيي إن هذا التحدي هو أكثر ما يحفز الإنسان على التقدم والبحث عن حلول لمعوقات تعترض طريقه. في المقابل، يهمني أن أنوه إلى أننا في دولة الإمارات وفي إمارة الشارقة نحظى بالكثير من الدعم من القيادة من حيث تطوير المهارات وصقل الخبرات والتدريب المستمر على برامج الإدارة المتميزة وغيرها من أشكال الدعم والتطوير، مما يقلص مساحات الخطأ ويعزز لدينا مهارة استباق التحديات والتخطيط بشكل أفضل لتجنب أي صعوبات محتملة.

• كيف تقودين فريقك لإنجاز المهمّات؟ ما هي الصفات التي يجب أن تتحلى بها سيدة الأعمال القائدة؟
التخطيط الجيد والمسبق، تحديد الأولويات والالتزام بها هي مفاتيح الإنجاز، لكن من يقود فريق عمل عليه أولاً أن يمنح الثقة لأعضاء الفريق، وأن يحسن توزيع المهام وفقاً للمهارات، وأن يكون حازماً عند الضرورة ومرناً في غالبية الوقت بحيث يساعد فريقه على التحكم بالضغوط وتجاوز العراقيل ويشجعه على إيجاد الحلول بنفسه بدل فرضها بشكل متسلط.
إن دور القيادة في المؤسسات يتبلور ويتطور مع تطور أنواع العمل والهدف الأساس هو ضمان ولاء فريق العمل، واستمرار شغفه بتقديم الأفضل، والتنافس الإيجابي لتحقيق إنجازات نوعية.

• اعطنا لمحة عن روتين يومك من الصباح إلى المساء لتبقي محافظة على طاقتك الإيجابية والإندفاع.
ككل سيدة لديها التزامات مهنية، لا بد أن يبدأ يومي مع أسرتي الصغيرة التي أستمد منها كل طاقتي واندفاعي لأنهي المهمات التي لدي وأعود إليها أكثر إيجابية. لا روتين في العمل اليومي، بقدر ما هو بحث دائم عن التجديد بدءاً من أسلوب عملنا وصولاً إلى الأفكار المتميزة التي تضفي رونقاً على العمل خاصة في مجالنا. إن مجال الفعاليات والمؤتمرات والمعارض لا يترك مجالاً للملل أو التكرار الروتيني للمهمات بقدر ما يحرض على الإبداع وتحدي الذات لمواصلة التقدم والحفاظ على النجاح. أما أهم ما أتمسك به خلال اليوم، هو استقطاع الوقت لأطفالي ودراستهم، ومتابعة كل جديد في ميادين الفن والتصوير والموسيقى.

• ما هي الحكمة التي تقتادين بها في حياتك؟
حديث أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.

• ماذا يضيف إليك الإنتساب إلى عضويات المجالس الإدارية واللجان التنظيمية، على الصعيد الشخصي والمهني؟
إن تنوع المجالس الإدارية واللجان التنظيمية التي انتسبت إليها في الماضي ولا زلت في بعض منها إلى الآن يعطيني مساحات واسعة لتطوير نفسي على المستويين الشخصي والمهني لأنها مرتبطة جميعها بميادين تهم الأسرة والطفل والمجتمع إضافة إلى مجالات أخرى كالإدارة والقيادة.

• أطلقتم مؤخراً معرض وملتقى “أزيان” بدورته الأولى الذي يشمل الأزياء والجمال والصحة، ما هي الفكرة من إطلاقه؟ وعلاقته بمعرض الشارقة للعروس الذي ارتبط بمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات لسنوات طويلة؟
إن نجاح معرض الشارقة للعروس الذي كنا ننظمه على مدار السنوات الماضية، شجعنا على توسيع دائرة اهتمامنا لتلبية متطلبات المرأة من جمال وأزياء وصحة، فقررنا أن نطلق معرض وملتقى “أزيان” الذي سيقام بشكل سنوي وهدفنا أن يصبح مركز الجواهر مرجعية معرفية للمرأة العربية الباحثة عن توسيع مداركها في فنون الجمال والأزياء والعناية بالصحة. ما نتطلع إليه هو أن نقدم للمرأة الخليجية والعربية منصة تتكامل فيها كل العناصر التي تشكل عالمها الأنثوي.

• ما هو سبب تسميته بـ”أزيان”، وماهي رسالته؟
أزيان هي جمع مشتق من كلمة زينة نسبة إلى كل ما تستعمله المرأة للتزيين، وسهل النطق والحفظ حتى لغير الناطقين بالعربية، كما خصصنا أيام المعرض الأربع بحيث يشمل أول الأيام الافتتاح وتسليط الضوء على العارضين، ثاني الأيام “يوم الجمال”، ثالث الأيام “الصحة” ورابع الأيام “الأزياء”. أما رسالة المعرض فهي توفير جميع مستلزمات المرأة التي تحتاجها، وآخر صيحات الموضة والأزياء والرشاقة والصحة تحت سقف واحد في بيئة حيوية، وإثراء النواحي المهمة من جوانب نفسية، صحية، ثقافية، تجميلية واقتصادية.

المقالات الأكثر مشاهدة