تسير دار Hermès اليوم على خطى مؤسسيها، وتستمر في ابتكار الساعات الراقية، لتنافس دور الساعات العريقة التاريخية. وللتعمق في تاريخ هذه الدار، التقينا GUILLAUME DE SEYNES ، نائب الرئيس التنفيذي للدار في الصالون العالمي للساعات الراقية في جنيف SIHH ؛ وكان لنا معه حواراً ممتعاً عن إرث الدار الباريسية التي تعبق بالحرفية والانتباه إلى التفاصيل الدقيقة.
يمثل DE SEYNES ، الجيل الخامس من أحفاد مؤسسي دار هيرميس، ويعمل جانباً الى جنب مع أبناء أنسبائه. كما أنه يستمتع في مواجهة التحديات، وحمل راية أجداده الذين أسسوا الدار، ليشق طريقاً خاصاً في عالم مليء بالمنافسة والتحديات.
ما هو انطباعك عن المعرض؟
انطباع جيّد وإيجابي. إنها المرة الثانية التي نشارك فيها في معرض جنيف، واخترنا مكاناً رئيسيّاً، يضمن ألا يتجاوزنا أحد من الزوّار، وهذا أمر رائع! لقد اكتشفت المكان الذي تم فيه عرض إبداعات الدار، إنه في المدخل الرئيسي، والإبداعات قويّة، شيء إيجابي للغاية!
مفهوم المعارض هذه الأيام بدأ بالاختفاء! ما هو انطباعك تجاه هذه الفكرة؟
بالنسبة لنا لا يزال المفهوم مناسباً جداً، نحن الآن بتنا أكثر تحدّياً في هذا العمل على الرغم من أنه ليس نشاطنا التجاري الرئيسي. نحن نواجه حاليّاً منافسة قوية من دور جميلة وأسماء تاريخية، وأعتقد أنه مع سهولة الوصول وكميّة التغطية الإعلامية التي نحصل عليها من تلك المناسبات، لا يزال الأمر مناسباً جدّاً، حيث أنني أفكر بالمشاركة دائماً في المعرض.
ما جديد هيرميس لهذا العام؟
لدينا إبداعان رئيسيان عن فئتين مختلفتين، الأولى هي ساعة نسائية جميلة أطلقنا عليها اسم Galop d’Hermès، مبتكرة للغاية، وتشبه الدار كثيراً، ويمكن للجميع أن يلاحظ هذا الأمر. هذه الساعة جاءت نتيجة تعاوننا مع مصمم جديد، موهوب جدّاً، مصمّم لديه خبرة في تصميم المفروشات، وهذه القطعة مستوحاة من شكل الركاب، وهي القطعة التي توضع فيها قدم الفارس على صهوة الحصان. بالطبع هذا يعني أن التصميم قريب من جذور هيرميس، ولكنه أكثر من ذلك، فالساعة آنية وعصرية وقطعة أنيقة جدّاً، وتعبّر عن هيرميس بشكل كبير خاصّة بالنسبة إلى تفاصيل الأرقام. إنها قطعة مصنوعة من الكوارتز كما أغلب الساعات النسائية التي نصنعها، وتتوفر أيضاً بالستانلس ستيل والفولاذ مع الماس. وتتوفر أيضاً بالذهب الوردي والوردي مع الماس. تلقّينا أصداء إيجابية للغاية. أعتقد أن دور هيرميس في صناعة الساعات يأتي مع فكرة قوية من الإبداع، والفكرة من تقديم شيء مختلف ومصنوع بجودة عالية، ولكن يبقى متسقاً مع إلهامنا.
ما هي الاستراتيجية التي تتّخذها هيرميس للبقاء في طليعة المنافسة ضمن سوق مليء بالتحدّيات؟
الإبداع بالطبع! إنها دعامة الشركة، الجودة والحرفية هما ما يكمن وراء الساعات، هكذا بدأنا عام 1837. ولكن لكي تكون المهارة الحرفية جذابة ومعاصرة تحتاج إلى الإبداع، والعلاقة بين المبدع والفنيين وخبراء الجودة لرفع سقف التحديات. إنه الحوار نفسه الذي نخوضه بين الجلود والحرير. دائماَ ما يكون هناك إبداعات لإلهام شيء جديد، ومفاجأة العملاء وتقديم شيء مختلف.
شاهدت فيديو مؤخرًا لقريبي Jean-Louis Dumas ، وقال فيه: “الحرفي دائماً ما يكون داخل دائرة لأنه يستطيع دائمًا تكرار ما يعرفه، ولضمان أن هذه الدائرة لا تتحول إلى دائرة مفرغة، يجب أن تحصل على المساعدة من المبتكر ثم تصبح الدائرة كرة”. تعجبني هذه الصورة ونفعل ذلك بالضبط. بالطبع، بدأ كل منافسونا الرئيسيون كصانعي ساعات، وهم في الغالب يتمتعون بالجودة والإنتاج، أما الفرق فهو أن لدينا الأسلوب الباريسي وأسلوب هيرميس.
برأيك ما هي المزايا التي تخلق شيئًا من الرغبة؟
الحرية – لأنه لا يمكن أن يكون لديك إبداع مثير للاهتمام إذا قيل لك “نحن نريد ساعة مربّعة للسيدات ستباع بسعر 2000 يورو”. يجب أن تتمتع بحرية الإنشاء. التماسك – لأنك تحتاج إلى ابتكار شيء منطقي بالنسبة لك. والجرأة – لأنه إذا كنت تقلد فقط ما يفعله الآخرون أو ما نجح في الماضي، فهو ليس ابتكارك الخاص.
إلى أي مدى تعتقد أن التواصل المفرط عبر وسائل التواصل الاجتماعي يقتل الرغبة والتفرد؟
أعتقد أن واحداً من عناصر الجودة بالنسبة إلى هذه الشركة هو أننا نروي القصص. حتى لو كنّا نشيطين على الفيسبوك وإنستاغرام لا يزال علينا أن نروي القصص. لماذا نتكلّم عن صانع الساعة، ولماذا نجعله يلتقي بالزبون في الوقت الذي لا تفعل ذات الأمر كثيراً باقي دور الساعات؟ لأن الساعة جاءت من بين يديه. ونجد أن هذه مسؤوليتنا.
ما هي الأمور التي تهدف لتحقيقها والتي لم تنجزها حتى الآن؟
أظن أن ما علينا أن نحققه هو التوافق بين محبي الساعات، على أننا متساوون مع أفضل العلامات التجارية. أعتقد أننا نحصل على هذا التمييز من قبل الخبراء والصحفيين، ولكن حين يأتي الأمر على الجمهور العام لم نحقق ذلك بعد. هذا الأمر يحتاج إلى وقت.
ما مدى صعوبة تحمل مسؤولية هذا الإرث الضخم واستمرارية أهميّته والتحدث إلى الناس في الحاضر والمستقبل؟
أولاً أنا أعمل مع أولاد أنسبائي الإثنين، ونحن على توافق جيد وأنا سعيد أن نعمل سويّة. أعتقد أنه مهم ولكن في الوقت ذاته إنها مسؤولية كبيرة أن تأتي بعد خمسة أجيال قاموا بعمل رائع، لذا بالطبع أنت بحاجة لأن تنظر من المنظور بعيد المدى تجاه أي قرار تتخذه، لأنك لا تريد أن تخيب الآمال وتهدد ما كان قد بني من قبل. على الجانب الآخر لديك الأصول في هذه الشركة، لقد قاموا بعمل رائع. حين تتخيّلين أن جدّنا كان أول من صمم حقيبة Kelly، وأن مصير هذا الشيء يبدو أبعد من جميع التخيّلات التي كانت في وقتها. لذا إنها مسؤولية، ولكن في الوقت نفسه لدينا أسس قويّة تساعدنا لنتقدم ونذهب بعيداً.
ما هو الشعار المهني الذي تعيش من خلاله؟
لا تأخذ الأمور بجدّية!
متى تقول “لا”؟
إلى أي شيء يمكن أن يضر بالنزاهة، سواء نزاهتي أو نزاهة الشركة.
ما هي النصيحة التي ستمنحها لشخصك حين كنت أصغر عمراً؟
أن أكون أكثر جرأة حين كنت شابّاً. كنت حكيماً للغاية فيما يتعلّق بالانضباط الشديد.
ما هو الكتاب الذي ألهمك؟
أقرأ الكثير من الكتب، هناك دائما كتاب على طاولتي لا أقرأه حقيقةً ولكنني أعود إليه دائماً.
كيف تصف هيرميس بكلمة واحدة:
الاحترام. لأنني أعتقد أن ما نحاول القيام به فيه الكثير من الاحترام، الاحترام للحرفية، ولزبائننا وتجاه أي شخص يعمل في الشركة.
أكمل الجملة التالية: أنا سعيد حين …
حين أرى منتجا جميلا وجديدا من هيرميس.
كيف ترغب بأن يتذكّرك العالم؟
كرجل كبير صادق
حاورته: لارا منصور صوايا
ترجمة: ربا نسلي