هل يعبر لكم رقم 1957 عن شيء؟ يمكن أن يأخذكم الى ذكرى جميلة أو حادثة عالمية معينة، أو ألا يعني لكم أي شيء أبداً، ولكنه يعني الكثير لدار CHANEL. يشير هذا الرقم الى سنة وعنوان، ومزيج بين رقمين، يجمع 1957 بين كل ذلك. كما يشير إلى الرابط بين شانيل CHANEL والولايات المتحدة. أسرت غابريال شانيل هذه القارة، وجذبت اهتمامها بإبداعاتها منذ بدايتها عام 1912، ثم بشخصيتها الحرة والمستقلة، تلك المرأة التي لا تدين بنجاحها لأحد غير نفسها. وكان الافتتان متبادلاً، فجذبت أمريكا مادوموازيل شانيل بسبب ماضي عائلتها وحلم أبيها الحبيب الذي أبحر إلى العالم الجديد. وأصبحت رغبتها في أن تعيش هذا الحلم، وتحقق الشهرة الدائمة حقيقة.
وبينما تعيد CHANEL افتتاح بوتيك نيويورك في شارع 57، تحتفل الدار بسنة 1957 مع عطر جديد في مجموعة LES EXCLUSIFS DE CHANEL. لا تمثل 1957 سنة تمجيد غابريال شانيل في أمريكا فقط، بل يعتبر رقم 19 يوم ميلادها و57 رقم الشارع الذي يقع فيه أكبر بوتيك CHANEL في الولايات المتحدة. وبابتكار هذا العطر، تم بناء جسور تواصل بين فرنسا وأمريكا يجمعها هذا الأسلوب المميز والمواكب لكل العصور، أسلوب CHANEL.
يعبر عطر 1957 عن سر أسلوب CHANEL البسيط الممتنع. وتتسم تركيبته المتوازنة بنعومة كريمية وراحة وإشراقة مفعمة بقوة خفية. ويمتزج عبير هذا العطر الطبيعي مع بشرة مرتديته لشعور بالخصوصية والتفرد. يجمع هذا العطر بين 8 أصناف من المسك الأبيض، التي تكوّن طبقات شفافة وشبه شفافة ومعتمة. ويتسم هذا التعاقب في الطبقات بالنقاء، كما يبعث على الراحة والدفء والنعومة.
أبدع الابتكار الثالث من مجموعة LES EXCLUSIFS DE CHANEL خبير العطور، أوليفييه بولج بالتعاون مع مختبر شانيل CHANEL لابتكار العطور وتطويرها.
لطالما شكلت الدار جزء لا يتجزأ من حياة بولج. استلم والده جاك مسؤولية عطور شانيل عندما كان بولج في الرابعة من عمره. لم يشكل هذا العالم في البداية هدفا له، فطالب تاريخ الفنون كان يعشق استخدام يديه للابتكار ويحب الموسيقى. وعمل خلال عطلة فصل الصيف في شانيل للعطور. اكتشف بولج جميع تفاصيل صناعة العطور وتطويرها وابتكارها مع الوقت. وفي أكتوبر عام 2013 طلبت منه الدر الانضمام الى مختبراتها، حيث أطلق العنان لموهبته، وتعرّف على خفايا المهنة. قابلنا بولج في باريس وعدنا إليكم بهذا الحوار.
كيف استطعت أن تعبر عن القصة التي تقف خلف هذا العطر، والى أي مدى تجد أنه من السهل أن تعكس حدثا أو تقدم تحية من خلال عطر؟
يجب أن تصل الرسالة بطريقة واسعة، عندما كنت أفكر بالعطور لفتتني صلة الوصل المثيرة للاهتمام في أميركا بين الحرص والحسية، وأظن أن هناك ذوقا خاصا للعطور الراقية التي تعبر عن الحسية. وذلك مختلف ويعبر عن وجهة نظر فريدة، فشكّل بالنسبة لي مصدر اهتمام، والمسك اليوم إضافة جديدة الى Les Exclusifs.
ما الذي يميز هذا العطر عن باقي عطور المجموعة؟
النفحات العطرية الأساسية هي من المسك وهذا بحد ذاته شيء مختلف.

غابريال شانيل في جناحها في فندق بيير خلال زيارتها الأولى إلى مدينة نيويورك، 1931
ما هو المكون الذي كنت لتحب العمل عليه؟
هناك الكثير! أحب زهرة السوسن، في صناعة العطور نستخدم جذورها التي ليس لها رائحة عندما نستخرجها من الأرض، يجب أن تجفف لمدة ثلاث سنوات لتطور عطراً مثيرا للاهتمام ورائعا.
ما هو التحدي الذي تواجهه كعطار اليوم إلى جانب تأمين مصادر المواد الخام؟
هناك أنواع مختلفة من التحديات، والأهم هو ابتكار عطور جميلة. إلى جانب تأمين المواد الخام والاهتمام في البيئة، أحب أن أفكر دائماً بالعطور الجميلة.
هل تتذكر عطرك المفضل؟
واحد من عطوري المفضلة هو شانيل 19˚N المصنوع من السوسن.
برأيك ما هي الصيغة التي يجب اتباعها لابتكار عطر عالمي؟
لا أعرف إذا كان هناك عطر عالمي، ولكن أحب أن أفكر بالأذواق المختلفة، يمكنك أن تجدي شانيل في أي مكان في العالم. نرى دائماً أنه هنالك بعض العطور لديها جمهور أكثر من غيرها في أماكن مختلفة من العالم.
كيف تظن أن عراقة غابريال شانيل مترجمة في هذا العطر اليوم؟
التاريخ والإرث كبيران جداً. يجب أن نتذكر دائماً أنها الشخص الذي وجّه عالم العطور والموضة، فقبلها كان العالمان منفصلين، ولكن اليوم لا يمكننا فصلهما عن بعضهما، فهي التي فهمت هذه العلاقة بين ما نرتديه من ملابس والعطر الذي يشكل جزءا من ذلك.
ماذا تعني لك شانيل؟
تعني لي الكثير بطبيعة الحال، أظن أنه لا يوجد عطار أفضل من شانيل، إنه المكان الأنسب للتواجد فيه كعطار، لأننا نعرف ما نقوم به.
يحكي كل عطر حكاية، فما الذي يشكل لك مصدر وحي إلى جانب شانيل طبعا؟
تعبّر العطور عن المشاعر، ما أحبه هو أنه مع العطور يمكن لكل شخص أن يحكي قصة لا أعرفها. مصادر وحيي هي طبعاً من تاريخ وإرث شانيل والورود طبعاً. ففي شانيل هناك شيء دائماً مرتبط بالورود.
ما الذي يجعل العطر مرغوباً فيه إلى الأبد؟
أظن أن العطر الذي يبقى مرغوباً الى الأبد هو ذلك الذي تجدين فيه دائماً شيئا جديدا. في شانيل لدينا علاقة مميزة مع الورود المتعلقة بفكرة الابتكار. في شانيل لا نحاول نسخ مكوّن عطر بالكامل، ولكن نسعى دائماً الى الجمع بين عدد من المكونات لابتكار شيء مختلف. أظن أنه يجب على العطر أن يكون عطرا لا تستطيعين أبداً فهمه، وتجدين فيه كل مرة شيئا جديدا.
هل هناك مكوّن لم تعمل عليه بعد ليكون جزءا من ابتكار تعمل عليه وتحب أن تكتشفه أكثر؟
هناك بعض المكونات التي لم نستطع أبداً استخلاص الزيوت منها كزهرة الغاردينيا وزنبق الوادي، وأظن أن هذا محزن لأن عطر هذه الورود رائع.
كيف تصف بكلمة واحدة عطر 1957؟
ناعم.
ما هو العطر الذي ترغب بالعمل عليه وابتكاره؟
أحب العمل على العطور المركبة من عبير الجلود.
أخبرنا عن العلاقة التي تجمع طفولتك وعالم العطور؟
لطالما كانت العطور جزءا من بيتي، فوالدي كان عطارا. أتذكر رائحة عطلتي المرتبطة برائحة الطبيعة عندما كنا نذهب الى جنوب فرنسا، مسقط رأس عائلتي.
عندما تريد أن تبتعد وتبحث عن مصادر الوحي إلى أين تذهب؟
أحب المدن والمتاحف والمعارض الفنية، كما أحب الموسيقى والحفلات الموسيقية.
متى تقول لا؟
أقول لا للأشياء القصيرة الأمد التي لا تتناسب مع شانيل، أو التي تتطلب مني أن أكرر ذاتي. علينا أن نقدم دائماً شيئا جديدا.
ما هو آخر كتاب قرأته؟
أحب الموسيقى وهناك عازف بيانو يدعى Alfred Cortot قرأت سيرته الذاتية.
إذا نظرت الى الماضي ما هي النصيحة التي تعطيها لنفسك عندما كنت أصغر سناً؟
خذ وقتك.
كيف يلهمك السفر؟
السفر يغذي نفسي ويجعلني أرى جمالا من نوع آخر.
هل لديك عبارة ترددها دائماً لنفسك؟
كن سعيداً.
كيف تصف شانيل بكلمة واحدة؟
ابتكار.
كيف تحب أن يتذكرك العالم؟
برائحة جميلة.
حاورته: لارا منصور
ترجمة: شارلين الديك يونس