عرف الذهب بين الشعوب منذ آلاف السنين، وهو سيد المعادن و أنبلها وأكثرها فخامة، لدى البعض يجسّد الذهب الشمس، بينما يمثّل الجمال والمثالية عند البعض الآخر، ويعتبر رمزاً للخصوبة والثراء والسيطرة.
العسجد والعقيان، أسماء الذهب في الثقافة العربية:
عرف العرب الذهب منذ الأزل، وعرفوا مزاياه وخصائه، تدل الكثير من أشعار العرب قبل الإسلام على تبجيلهم للذهب، بينما أثبتت الدراسات الحديثة توفّر العديد من مناجم الذهب في شبه الجزيرة العربية في عصور ما قبل الإسلام، تواجدت في الحجاز واليمامة وشمال اليمن.
تقول الروايات القديمة أن الفراعنة والملك سليمان وملوك بابل والآشوريين كانوا يتزوّدون بالذهب من مناجم قريبة من المدينة المنوّرة، بينما عثر على أدوات كانت تستخدم لإستخراج الذهب واستخلاصه من الشوائب.
لم يعرف بالضبط معنى كلمة ذهب وأصله ولكن تقول الروايات بأن الذهب سمي بذلك؛ لأنه سريع الذهاب بطيء الإياب إلى أصحابه، وقيل: لأنه من رآه بهت ويكاد عقله يذهب.
كان هناك علاقة وطيدة بين العرب والذهب و المعرفة المفصلة بالمعادن والتعدين، ما يدل على الأمر هو تسميات أنواع الذهب، من أسماء الذهب : النضاء والعسجد وهو اسم يطلق على الذهب والجواهر عامة. أما أسم السمالة وهو تراب الذهب والإبريز والعِقيان وهو الذهب الخالص. أما اسم التبر فهو الذهب المستخرج من الأرض والذي مازال مختلطا بالتراب والمعادن الأخرى. إضافة إلى أسماء أخرى مثل الخالِص والزُّخْرُف.
الذهب في الأزمات الإقتصادية والسياسية:
الذهب عند العرب ليس للاستثمار وحفظ المدخرات لأوقات الشدة أو الأيام الصعبة وحسب، بل أيضا وسيلة لاغنى عنها من أجل زينة المرأة، ففي المجتمعات التقليدية ينبغي على الرجل تقديم الحلي الذهبية لعروسه حسب التقاليد والعادات. وتذهب التقديرات إلى أن 80 إلى 85 بالمائة من الطلب العربي على الذهب يكون عادة من أجل الزينة. ولكن في أوقات الشدّة والأيام الصعبة يبيع الكثيرون من مقتنيات الذهب. وبدورها تحرص معظم البنوك المركزية و البنوك التجارية العربية على تكوين احتياطات من الذهب بمعدلات تفوق المستوى العالمي. وهو الأمر الذي ساعد حتى الآن على تجنيبها أزمات حادة كتلك التي أدت إلى انهيار بنوك عالمية وإفلاسها.