يؤسس الزوجان المنزل الجديد ليشهد على أروع لحظات حياتهما الجديدة بعد حفل زفافهما وشهر العسل. فهو من أهم عناصر الإستقرار في الحياة ليس فقط للبشر بل لكل الكائنات الحيّة على وجه الأرض. ليسمّى القفص الذهبي الذي ستبنى عليه أحلام الزوجين وأملهما في الحياة في الطمأنينة والإستقرار وبناء عائلة سعيدة.
من هنا يبدو أن تأسيس القفص الذهبي وتصميمه وإضافة الفروشات والديكورات إليه من أساسيات ومهام الزوجين قبل التخطيط للزفاف. ولأن هذه المهمّة فيها الكثير من التعقيدات وأحياناً الخلافات بين الطرفين استشرنا مصممة الديكور نسرين اللبابيدي مغربي المديرة الإبداعية لشركتها “حرف نون” لتعطينا بعض الحلول والنصائح لنجاح التصميم والتخطيط لمنزل الزوجين.
تعمل نسرين في عالم التصميم منذ أكثر من 14 عاماً، نالت شهادة في التصميم الغرافيكي ثم ماجستير في إدارة الجودة. بينما تعلّمت بنفسها فن التنسيق والتصميم الداخلي ومن هنا، بدأت تشرف على كل التفاصيل النهائية في كل المنازل والمشاريع التي تناولتها ضمن الإستديو الذي أنشأته تحت اسم “حرف نون” والمنتجات التي صمّمتها.
يعرف عن نسرين بأنها تبتكر الكثير من المساحات التي تبدو مصدر وحي للكثيرين من عملائها المرموقين في دبي وأبوظبي ولبنان، بينما تنجح دائماً بمزج الأسلوب الكلاسيكي والمعاصر مع لمسات جمالية متباينة من المرح والفخامة بآن واحد.
من خلال خبرتك في تصميم الديكور وتنفيذه، برأيك متى يبدأ الخطيبين أو الزوجين بالتخطيط والتنفيذ لمنزلهما الجديد؟
اقترح أن يبدآ بالتخطيطات حالما يتوفّر منزلهما ويكون جاهزاً، وحين تكون خططهما لحفل الزفاف منتهية. بحيث يكون جاهزاً لهما بعد شهر العسل. مع ذلك ليس عليهما أن يقوما بأعمال الديكورات كاملة على الفور. أؤمن بأن عليهما أن يعطيا المنزل بعض الوقت حتى بعد الزفاف، أن يعيشا معاً دون الكثير من المفروشات ليعرفا حقّاً مالذي يحتاجانه وما الذي يحتاجه المنزل.
حين يبدآن بالتخطيط لإنهاء ديكورات المنزل أنصحهما بأن يقضيا بعض الوقت خارج المنزل، ليستكشفان الأشياء التي ستعجبهما سويّة، يمكن أن يكون فندق مفضّل، أو مطعم أو مقهى أو حتى متجر خاص للمفروشات يجعلهما يشعران بالإسترخاء وتجربة المتعة والمرح.
هذا الوقت في الإستكشاف لن يعزز من علاقتهما ببعضهما البعض فحسب، بل أيضاً سيتعرّفان على الأنماط المشتركة المفضّلة لهما كثنائي حديثي الزواج. وفي النتيجة سيكون في جعبة كلِّ منهما الكثير من الأفكار لإضافتها إلى منزلهما الجديد.
ما هي الأخطاء التي غالباً ما يقع بها الخطيبين أثناء تهيئة منزلهما واختيار الديكور المناسب له؟
لطالما رأيت الكثير من الأزواج والثنائيات يقومون بتصميم وتنفيذ ديكورات المنزل المشترك دون إقحام الطرف الآخر في التصميم. هذا الأمر يمكن أن يأخذ منحيين، إما الزوج يقوم بفرش المنزل قبل أن تنتقل العروس إلى المنزل، أو أن تقوم الزوجة أو الخطيبة بشراء المفروشات دون إستشارة خطيبها ومشاركته لها، والنتيجة فاشلة دائماً، لأن المنزل لن يترجم شخصيّتهما وما يفضّلانه.
الخطأ الثاني هو عدم وضع ميزانية معقولة، فديكور المنزل بالكامل وفرشه بالمفروشات دائماً ما يكون مكلفاً جداً، لذا وضع الميزانية منذ البداية سيساعد على تجنّب الكثير من المصاريف التي لا داعي لها.
كيف يجب أن يختارا ويقررا أسلوب ونمط الديكور السائد في المنزل، إن كان كلاسيكي أم ريفي أم معاصر؟
الخطوة الأولى في تحديد ما يحبّانه. أن يتشاركا لوحة ألوانهما المفضّلة، وأنماط التصاميم، وأن يتّفقا على ما يعجبهما وما لا يعجبهما ما يسهّل عملية الإختيار. أن يبتكرا مساحة خاصة للأحكام الحرّة دون أن يمسّ أي منهما بذوق الآخر ويهينه. يمكن لكلِّ منهما أن يعبّر عن أفكاره بطريقة لبقة، ولكن ليس على أيّ منهما أن يسخر من رأي الآخر بكافّة الطرق.
أيضاً عليهما أن يضعا بالحسبان أن المرونة هي المفتاح. من الإنتقال للعيش سويّاً إلى التعرّف على عادات بعضهما البعض والقدرة على إدارة مساحات التخزين والخزائن في المنزل. اقترح أن يجدا شيئاً مشتركاً يحبّانه سويّة وأن يبنيا المساحة وفقاً لذلك. كأن تكون سجّادة معتّقة، أو كرسي فاخر يجذب الأنظار إليه، أو قطعةً فنيّةً يستخدمانها كمصدر وحي لكامل المنزل بغض النظر عن أسلوب الديكور الداخلي الذي اعتمداه. هذه القطعة الفنيّة يمكن أن تكون مصدر وحي لكامل قطع المنزل. ببساطة عبر سحب واستلهام الألوان من شيء يحبّانه معاً يمكن أن يبني نظاماً لونيّاً متيناً لمنزلهما الجديد.
هل تنصحين المتزوّجين حديثاً باختيار منزل صغير واختيار مفروشات صغيرة تلائمه أم الإنتقال مباشرة إلى منزل كبير يناسب العائلة؟
من وجهة نظري ومن الناحية العمليّة، لعل اختيار المنزل الصغير هو أكثر ملائمة خاصة بعد حفل زفاف مكلف.
تجربة تصميم المساحات الصغيرة تتيح لهما تطوير أسلوب تصميم خاص يناسب كليهما، بحيث يمكنهما التوسّع والبناء في مسكنهما الأكبر التالي.
ما هي التحدّيات التي واجهتها خلال عملك في مشاريع الديكور مع المتزوّجين حديثاً؟
دائماً كان التحدّي هو فهم أذواقهما المختلفة، وجعلهما يشتركان في القرارات المتخذة. بعض الأحيان تبدو الزوجة هي من تتخذ القرارات، ولكن تشعرين جزئياً بأهمية دمج رغبات الأزواج الرجال لأنّ هذا المكان سيتشاركانه سويّة وليس واحد منهما فقط. بعض الأحيان يبدو الأمر منعكساً حسب من يمتلك الشخصيّة الأقوى والكلمة الفصل في المنزل!.
ومن هنا يأتي عمل المصمّم الذي عليه أن يجد الأرضية المشتركة بين الزوجين بحيث يعثران على النتائج المُرضية عبر عرض شخصيّتهما من خلال تصميم منزلهما.
ما هي المشاريع التي تستمتعين بالعمل بها؟
تلك الغنيّة بالتحدّيات، إن كانت التحديّات في المساحة أو في العثور على حلول في التخزين أو القيام بالكثير من الأمور ضمن ميزانية محدودة! تلك الأمور ببساطة تحرّض لديّ العصائر الإبداعية! لهذا السبب دخلت إلى عالم التصميم والديكور منذ البداية.
ما هي ألوان الديكورات الرائجة حالياً والتي يمكن أن تناسب منزلاً لعروسين جديدين؟
وجدت أن أسهل طريقة للبدء بلوحة لونية تخص الألوان هي أن تبنى من الألوان الحيادية.
يمكن تغيير الديكور من خلال القطع الكبيرة مثل الأريكة الكبيرة بلونها الأحادي مثل البيج بشكل سهل، حيث يمكن تحديثها في المستقبل بألوان أخرى عبر تغيير ألوان الوسائد وبميزانيات معقولة. يمكن أن تتكامل قطع الأثاث هذه مع قطع أثاث أخرى مزيّنة بالألوان والنقشات. أما صيحات الألوان الرائجة الآن تشير إلى الأقمشة بألوان الأحجار الكريمة مثل الزمرّد والسفير الأزرق والفيروز والياقوت الأحمر والكوارتز الوردي. إنها ألوان منعشة وتضيف الكثير من السعادة إلى أي مكان!.
أنصح بأن يلتزم الثنائي بثلاث ألوان، لون رئيسي يسود جميع قطع الأثاث الكبيرة، واثنين آخرين يتممان هذا اللون. لوحة الألوان هي القلب والروح لأي غرفة. إن لم يتسوّقا لشراء مفروشات وديكورات تتعلّق بلوحة الألوان هذه، سينتهي الأمر بقطع آثاث ومنزل بتصميم داخلي صادم!.
ما هي أهم قطع المفروشات والديكورات التي يجب أن تتوفر أولاً في منزل العروسين؟
أنصح بوجود قطعة أثاث استثمارية مثل الأريكة المريحة في غرفة المعيشة وهي ضرورية للغاية. ولكن الأهم بالتأكيد وجود غرفة نوم فاخرة.
فهي أهم غرفة في المنزل خاصّة لمتزوجين جدد. لذا يجب أن يمنحاها اهتماماً كبيراً. سويّة، يجب أن يصمّما غرفة رومانسية فاخرة تأخذهما بعيداً عن ضغوطات العمل والحياة. عبر إضافة أغطيّة أسرّة فاخرة ومصابيح جانبية على الطاولات إضافة إلى شراء سجّادة جميلة تمنح الدفء إلى الغرفة وتجعلها وكأنها من غرفة أحد الفنادق الفاخرة. في حين ستدخل الرومانسية إلى غرفتهما بإضافة بعض الشموع ذات الرائحة العذبة.
هل تنصحين العروسين بجلب بعض من ديكوراتهم الخاصّة بطفولتهم إلى منزل الزوجيّة؟ ما هي نصيحتك فيما يتعلّق بهذا الأمر؟
بالتأكيد، ولكن طالما أن هذه القطع بحالة جيّدة ويمكن أن تخدمهما لسنوات عدّة وأن تظهر شخصيّاتهما. عليهما أن يحتفظا فقط بما يحبّانه حقّاً. ولكن عوضاً عن نقل أرائك الوسائد الكبيرة من طراز beanbag من حياة العزوبية أو تلك الدببة الوردية المحشوّة والناعمة. لما لا يجدا قطع أثاث وأكسسوارات معاً.
أعتقد عليهما أن يركّزا أكثر على حياتهما معاً ومستقبلهما بدلاً من حياتهما كعازبين. عبر إضافة لمسات شخصيّة في كامل المنزل، والتركيز على الذكريات التي تعني لهما الكثير كثنائي. على سبيل المثال، يمكنهما أن يخصّصا جداراً واحداً لتعليق صورهما عليه، أو طاولة قهوة مزيّنة بكتب ملصاقاتهما أو مقتنيات خاصّة. في النهاية، لا يجب أن ينسيا الذكريات الجميلة ولكن يجب أن يبنيا عليها.
أن يمزجا قطعاً من أوقات مختلفة من حياتهما أو أماكن معيّنة سيجعل من المنزل أكثر تشويقاً. نصيحتي أنه من السهل أن تحصل على المزيج الصحيح من اللوحات حين يكون لديك مفروشات ملوّنة بألوان وخامات حيادية. بدلاً من إضافة الكثير من النقشات. أيضاً اختيار لوحة فنيّة كثنائي هي الطريقة الأنيقة لإيجاد أرضية مشتركة والتوازن بين التصاميم المتعارضة.
حاورتها: ربا نسلي