المنزل هو الملاذ الذي حين ندخل إليه نُخرج منه همومنا ومشاكلنا إلى خارجه، هو الملجأ الذي نهرب إليه حين نريد الهروب من ضغوطات الحياة، وهو مصدر الدفء والحب حين يتواجد فيه أهم الأشخاص في حياتنا، منزل الطفولة، القفص الذهبي، وملاذ أطفالنا. كيف نجعل هذا المكان مصدراً للحب والألفة؟ في شهر الحب وجعله منزلاً للحب في كل شهر من أشهر السنة وفي كل عام من أعوام عمرنا؟
إليكم مقابلة مليئة بالأفكار الدافئة من خبيرة الديكور والتصميم الداخلي نسرين مغربي مؤسسة استديو حرف نون للتصميم الداخلي.
ما هي العناصر التي تجعل من منزلك مكاناً للألفة والحب؟
المنزل هو الملاذ الذي نأوي إليه بعد يوم طويل من العمل وهو المكان الذي تجتمع فيه العائلة، ولذلك لا ينبغي أن يكون منزلك جميلًا فحسب، بل أن يجعل حياتك أسهل.
ضمن عددنا لشهر فبراير والذي نخصصه للحب، نسألك هنا كيف تحب منزلك؟
ليس على المنزل أن يكون جميلاً فحسب بل عملياً أيضاً حتى يكون مكاناً آهلاً للألفة والحب – فبمجرد أن يكون لديك أطفال أو حيوانات أليفة لا يعني أنك ملزم باقتناء أرضيات مغطاة بالألعاب أو أثاث مغطى بالبلاستيك. أضف لمساتك الخاصة إلى المنزل من خلال القطع الفنية أو الأثاث التي تجعلك سعيداً وتعيدك إلى لحظات مميزة.
بإمكانك اختيار زوايا دافئة في المنزل لتكون مكاناً يمنحك ”مساحتك الخاصة“ كزاوية للقراءة أو مكتبة موسيقية أو مطبخ دافئ أو حتى غرفة ملابس تحب قضاء وقتك فيها وتملأك بالشعور بالراحة.
ما هي الأمور التي تزيد من الشعور بالطاقة الإيجابية والسعادة في المنزل؟
الأمور التي تمنحنا الطاقة الإيجابية والشعور بالسعادة هو المنزل الذي تم تصميمه بحيث يتضمن كل ما تحتاج إليه، يحتاج المنزل أيضاً إلى أن يحتوي على الحياة والنباتات الخضراء، لذا الحرص على وضع النباتات والأزهار أمر مثالي. بشكل عام، يجب التخلّص من الأشياء المتناثرة هنا وهناك والتي لا عنى لها، ويجب على تصميم المنزل أن يكون مناراً بالنور الطبيعي ويرحّب بالطبيعة، لذا كلّما دخل النور الطبيعي إلى المنزل كان مليئاً بالطاقة الإيجابية.
أيضاً يجب أن يتزيّن المنزل ببعض اللوحات والأعمال الفنيّة التي تجلب بألوانها السعادة. الخامات الدافئة من الأقمشة والألوان الغنية تساعد على الترويج للراحة.
ما هي الأمور التي يجب الابتعاد عنها عند تصميم ديكور المنزل، لزيادة الحب في المنزل؟
سأدعو للابتعاد عن الأشكال الحادّة في المفروشات، واللوحات والأعمال الفنيّة التي تحتوي على الألم أو مجرّد الإحساس به عند النظر إليها. ومن الضروري ترك رائحة المنزل منعشة ونظيفة من خلال الشموع المعطّرة أو الأعواد التي تغوص بنفحات عطرية جميلة. الإنارة القويّة لا تعد مثالية، يمكن استخدام الإنارة غير المباشرة التي تدعو إلى استرخاء الجسد والعقل. أخيراً أوصي بعدم استخدام الخامات الخشنة والاستعاضة عنها بخامات وأقمشة أكثر نعومة عند الملمس وتأخذ شكلاً منساباً ومنسدلاً.
ما هي أكثر الأنماط والستايلات انتشاراً والمرغوبة من قبل العملاء؟
الغالبية من العملاء يطلبون الأسلوب الدارج والمعاصر لأن تلك التصاميم عمليّة أكثر وتناسب أسلوب حياتنا اليومي والأحجام التي تتوفر في يومنا الحالي.
كيف نصمم منزلاً يراعي عنصر الحب في الحياة، من حب الذات إلى حب الآخرين، وصولاً إلى حب الطبيعة؟
مرّة أخرى، عبر ابتكار مساحة يمكن الهرب إليها والشعور بالدفء والرضا، كزاوية خاصّة للقراءة أو غرفة تغيير ملابس يمكن أن تصمم لتشمل الكثير من العناصر، أو طاولة مكتب بحيث يمكن لغرفة اجتماع العائلة أن تكون جميلة ودافئة ومتّسعة للعائلة بأكملها ضمن كراسي وأرائك متقاربة في المساحة، بحيث تتقارب العائلة عند الجلوس ومشاهدة الأفلام في ليالي عطلات الأسبوع. وجود النباتات الداخلية في الصالة أو المطبخ أو الخارجية في الحديقة أو الشرفة يمكن أن تجعلك أقرب إلى الطبيعة، وتساعدك على خلق التوازن الذي نحتاجه يومياً للابتعاد عن الضغط والاجهاد وهو أمر تم إثباته علمياً، كالمشي حافي القدمين على العشب يوميّاً حسب دراسة علميّة مثبتة. فالإلكترونات القادمة من سطح الأرض ستنتقل إلى جسدك وتتبادل مع طاقة الإلكترونات السلبية الموجودة في جسدك لتمتصّها الأرض وتجعلها حيادية. حقيقة أن تكون محاطاً بالطبيعة أو أن تمشي على العشب يومياً تقوم بموازنة إيقاع الساعة البيولوجية لجسدك بحيث ستحصل على ساعات نوم أفضل في الليل.
ما هي المواد والخامات التي تجلب مشاعر الحب والألفة إلى المنزل؟
يساعد وضع أوراق الجدران على تغيير مساحة المنزل وفي الحال توجد حالة من الدفء والألفة، عند استخدام أقمشة مثل المخمل والكتّان الناعم حتى الفراء الصناعي يمكن أن يمنح المزيد من الحب. ولا تنسي تغطية الأرضية بالسجّاد أو الموكيت والبساط الدافئ بألوان جميلة وهادئة سيمنح المزيد من الألفة.
ما هي الألوان والتي تشكّل دعوى لمشاركة الآخرين وجعل منزلك مضيافاً؟
الخيارات لا متناهية، وجميعها تعتمد على الذوق الخاص لكل منا، يمكنكم الاختيار ما بين الأمور التالية: الألوان الكريمية والبيضاء السكرية مع تنوع الأقمشة والخامات. أصفر الخردل والذي يضيف تألقاً مسالماً للمساحة خاصّة حين يطبّق على الألوان الداكنة من الجدران.
ألوان الأخضر المزاجية التي تزيد من هدوء إطلالة المنزل ونعيمه حين تخلط مع ألوان حيادية ودرجات اللون البني.
درجات اللون الرمادي، جميعها تنتمي إلى الألوان الباردة ولكنها ستبدو جميلة حين يتم مزجها مع الألوان الصحيحة والإكسسوارات والإنارة التي ستضيف الكثير من الأناقة والرقي إلى جانب بعض الإحساس الدراماتيكي.
أخيراً تضيف درجات الأزرق الفاتح بعض الهواء المنعش للتنفس بالإضافة إلى أجواء من الاسترخاء إلى الغرفة، فتبدو غير متكلّفة وجميلة للغاية.
أخبرينا عن أحدث مشاريعك التي تركت لديك طابعاً مختلفاً العام الماضي؟
إنه بالطبع مشروعي الأخير لمنزل الطابقين penthouse، فقد كان فريداً بفضل وإطلالته على بوليفارد برج خليفة وجميرا. تم ابتكار التصميم الداخلي والمفروشات بحيث لا تطغى على المنظر المطل بحد ذاته هذا ما جعله مشروعاً استثنائياً.
ما هي الأمور التي تتطلعين إليها في العام الجديد؟
أتطلع بالتأكيد إلى مشاريع أكبر حجماً في طريقها إليّ!
على الصعيد الشخصي ما هي القرارات التي اتخذتها لهذا العام؟
أن أركّز أكثر على نفسي وعلى نموّ ذاتي وأن أقضي وقتاً أكبر مع من أحب.
https://www.harfnoondesignstudio.com/
حاورتها: ربا نسلي
تصوير: @Fanik_photography