
صورة جوية لـ”قصر الحصن” في ستينيات القرن العشرين. الحقوق محفوظة لبريتيش بتروليوم، بإذن من الأرشيف الوطني.
مع بداية العام الجديد وافتتاح موقع “الحصن” من قبل دائرة الثقافة والسياحة - حان الوقت للتخطيط لزيارة هذا المشروع الطموح الذي يشكل وجهةً ثقافيةً جديدةً في قلب العاصمة الإماراتية. ويُعد “الحصن” من الصروح العمرانية المتجذرة في وجدان مدينة أبوظبي، ويتألف الموقع من 4 أجزاء مترابطة وهي “قصر الحصن” و”المجمع الثقافي” والمبنى التاريخي لـ«المجلس الاستشاري الوطني” و«بيت الحرفيين”.

تصوّر تقريبي لمنطقة الحصن. الحقوق محفوظة لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.
ويُعدّ «قصر الحصن” أقدم وأعرق موقع تراثي في أبوظبي، حيث يتكون من بنائين بارزين هما “الحصن الداخلي” الذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 1795 تقريباً، و”القصر الخارجي” الذي تم بناؤه في أربعينيات القرن العشرين. وكان هذا الصرح شاهداً على تاريخ المدينة النابضة بالحياة على مدى القرنين الماضيين، حيث اتخذت منه العائلة الحاكمة مقراً لها في البداية، ثم أصبح مقراً للحكومة والمجلس الاستشاري والأرشيف الوطني. واليوم، تحول القصر إلى متحف وطني بعد مرور عدة سنوات من أعمال الترميم والصيانة، حيث يبرز كنصب حضري يعكس تطور المدينة من منطقةٍ استقرار التجمعات السكانية التي اعتمدت على صيد السمك واللؤلؤ في القرن الثامن عشر، إلى واحدة من أروع المدن العالمية الحديثة، لتقف إرثاً حضارياً شامخاً في قلب المدينة النابض بالحياة.

تصوّر تقريبي لمنطقة الحصن. الحقوق محفوظة لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.
وبعد تجديده مؤخراً تحوّل «المجمع الثقافي» إلى بناء متميز سيستضيف برنامجاً للفنون البصرية وعروض الأداء، إلى جانب افتتاح أول مكتبة من نوعها مخصصة للأطفال. هذا وسيتم إعادة افتتاح «المجمع الثقافي» على مراحل، حيث يبدأ مع مركز الفنون البصرية الجديد في ديسمبر عام 2018 والذي يتضمن قاعات عرض واستوديوهات فنية متميزة لاستضافة فنانين مقيمين وورش عمل فنية، بينما سيتم افتتاح القسمان الآخران، المسرح ومكتبة الأطفال، في عام 2019.
تم تصميم هذه المنطقة بهدف إعادة تقديم «قصر الحصن» كمعلم مشرف على الساحل والصحراء والاحتفاء بأوجه المدينة الحضرية التي برزت عليها الإمارة نتيجةً لمسيرة نموّها المتسارعة، بما يشكل احتفاءً يليق بالتراث الوطني والهوية الإماراتية بين الماضي والحاضر.