امرأة في مهمّة.. هكذا يمكن التعريف بـ “سالي فيتزغيبونز”، إحدى أهم راكبات الأمواج، والساعية إلى الحصول على ميدالية بطولة العالم، ولن تتخلّى عن هذا الحلم حتى تحقق هدفها. ترعرعت فيتزغيبوز في مدينة صغيرة في استراليا، عرفت منذ نعومة أظفارها أن شغفها ركوب الأمواج. أمضت الكثير من وقتها تتدرب على ركوب الأمواج، واختبار الإثارة في الأمواج. حازت في الرابعة عشر على كأس بطولة ASP Pro Junior Open المفتوحة لمن هم فوق الـ21 عاماً. نجاحها الذي بدأ باكراً، لم يعرقلها قط. تخوض فيتزغيبوز اليوم الكثير من البطولات حول العالم، وهي عضو في World Surf League في الدوري العالمي للركمجة، وأنشأت مجتمع Surf Community الذي يشجع على الرشاقة واتخاذ نمط حياة صحّي.
إلى جانب قائمة أعمالها اليومية، سالي فيتزغيبونز عضو في مجموعة Breitling الثلاثية للركمجة، إلى جانب ستيفاني جيلمور، وكيلي سلاتر. يمثّل الفريق الثلاثي ساعات الدار الخاصة بالغطس، بما فيها Superocean Heritage II Chronograph 44 Outerknown watch، التي تم تصميمها بالتعاون بين Breitling وبطل العالم لركوب الأمواج كيلي سلاتر، ممثلا بعلامته للأزياء المستدامة التي تدعى Outerknown. تتميّز الساعة بحزام محاك ومشغول من مادّة ECONYL، وهي مادة ثورية مبتكرة من فضلات البلاستيك، الذي عثر عليه في شباك الصيد حول العالم. نتحدّث في هذا اللقاء مع سالي عن شغفها بما تقوم، وكيف تلتقي قيمها في الحياة مع قيم وروح دار الساعات Breitling.
كيف شعرتي بشغفك تجاه ركوب الأمواج؟
بمجرد التفكير في الإجابة هذا الأمر يجلب لي الكثير من السعادة، تعرفت على المحيط عندما كنت صغيرة بعمر استطعت فيه السباحة. أصبح الشاطئ بعدها ملعبنا، وهناك كنت ألعب بلوح السباحة، حينها كنت بعمر الثلاثة أو الأربعة. بعدها استطعت الخروج بمفردي إلى البحر وكان والدي يدعني ألعب على اللوح الطويل. أذكر المرة الأولى التي وقفت فيها على لوح ركوب الأمواج، حينها لم أشعر بوزني على الإطلاق، ولكن اللوح كان كبيراً جداً وثقيل الوزن. لا يمكنك أن تتخيل أنك تركب لوحاً من الفلّين بتلك الطاقة المبتكرة من شيء طبيعي. في ذلك الوقت اختفت كل الأفكار التي في العالم، لعله السبب في لجوء بعض الأشخاص لرياضة ركوب الأمواج للهروب من الضغوط وللجوء إلى النقاء. وهذه الطريقة التي اتخذتها لعيش حياتي. على الرغم من أن الأمر يسير بخطى سريعة للغاية، وتشعر بأنك تسعى للحصول على نقاط، ولكنني دائماً أرغب بالعودة إلى النقاء.
ما الذي أضافه خيارك لمهنتك إلى شخصيتك وطابعك؟
أعتقد أن ما أضافه إلى حياتي هو طاقته المؤثّرة حقّاً، لأنك تشعرين فجأة أنك تحترمين كل شيء من حولك، وأن الموجة أعظم منك، لديها من القوة الشيء الجنوني، لا تستطيعين منازلتها بل الرضوخ لقواها. نرضى بالكثير من الأشياء في الحياة، وحين تقفزين من المحيط إلى اليابسة تشعرين أن كل شيء على ما يرام. هكذا تعطيني منظورا كبيرا عن حياتي، سأقوم بحبّها بدون شروط حين أتقدّم في العمر، سأكون ذلك الشخص الذي يمارس رياضة الركمجة حتى عمر المائة، لعله سيكون من دون القميص التنافسي.
هناك وعي جديد وضرورة تتعلق بتمكين ودعم المرأة، ما هي التحديات التي واجهتها خلال رحلتك؟
هذه الحركة بالكامل هي عبارة عن شعور، حتى حين أفكر فيها أشعر بها في قدمي ويدي. إنه شعور عظيم، لم أبدأ ركوب الأمواج بسبب كونها رياضة رجالية أو نسائية، بل في الحقيقة، كنت غالباً ما أنسى أنني من الأقلية هناك. في بعض الأحيان كان هنالك المئات من الرجال، وأنا كنت المرأة الوحيدة، لم أعتقد قط أنني مختلفة. كنت على يقين أنه إن كان علي أن أحفظ حقوقي تجاه الموجة، فيجب عليّ أن أنتظر في المؤخّرة، حتى في أكثر الأوقات العصيبة لسكون الموجة، يجب عليّ أن أكون شجاعة ومصمّمة ومحاربة للحصول على مكانتي بين المتسابقين الآخرين، الذين يصطفّون للحصول على دور لركوب موجة كبيرة. لا أحد يعطيك أمواجاً!، وإن لم تغتنم الموجات فلن تكون راكب أمواج منافسا. كان هناك شيء عميق في داخلي يدعوني لأن أضمن مساحتي منذ سن صغيرة وأحقق حلمي الكبير، لقد كان أمراً صعباً. أنا أنتمي إلى قرية صغيرة للغاية عدد سكّانها 200 نسمة فقط، ولطالما كنت أتمنى أن أكون أفضل راكب أمواج في العالم، ظن الجميع أن هذا الأمر مستحيل، ولكنني علمت أنه عليّ الالتزام به. لقد كان هدفاً صعباً ولكن كان عليّ أن أثابر! من خلال حركة تمكين المرأة، ستتغير الأمور في جولة ركوب الأمواج عام 2019، الآن لدينا جوائز نقدية متساوية، وشروط عمل متساوية، كل تلك الأمور جاءت لأن راكبات الأمواج الإناث لا يسمحن لأي شيء بأن يعترض طريقهن، لقد أتت حركة التمكين في أعقاب ذلك، والآن نحن نركض معاً، لذا من المذهل جداً أن نشعر بالتمكين.
ما هو الهدف الذي لا تزالين تسعين لتحقيقه؟
أريد أن أكون بطلة العالم! حصلت على الكثير من التصفيات، وعلى مسيرة مهنية ناجحة للغاية، وهو ما أفتخر به، واستطعت التغلّب على الكثير من التحديات، لكن لا تزال لدي هذه الفكرة عن أفضل ما يمكن أن أكونه وهو دائماً التطور. بالنسبة لي أعتقد أن التحدي البليغ المتمثل في أن أصبح بطلة العالم هو ما أحتاج إليه. أنا على الحافة ويجب أن تكون شجاعا حقا للقفز إلى تلك المنطقة المخيفة للغاية ولا تعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك، لكنك ستذهب على أي حال! إذا استطعت أن أثق بنفسي وأستخدم جميع قيمي الأساسية، فهو أمر يخلق شعوراً كبيراً ولهذا السبب أنا ملتزمة به لأنه يجعلني بغاية الحماس للحياة.
ما هي الشيفرات المشتركة بينك وبين دار ساعات مثل Breitling؟
أعتقد أن هناك نقاط متوازية ما بين ثقافة الركمجة وراكبي أمواج متنافسين وبين Breitling التي رفعت سقفها لسنوات عدة. لديهم تاريخ غني ولكنهم يتحدون أنفسهم باستمرار لابتكار القطعة الخالدة المقبلة. لم يتوقفوا عند وضع مجرّد ساعة على معصمك، بل أن يشاركونك مجتمعا وشعورا تمكينيا عندما تضع شيئا ما غني بتجربة فريدة حقاً. عندما تنظر إلى فريق Surfer Squad نحن نتنافس ضد بعضنا البعض لكن لدينا منافسة شديدة الاحترام. قام كيلي سلاتر بتغيير كل شيء في رياضتنا. يمكنه اختيار وانتقاء المسار الذي يريد المضي قدما فيه، ومن خلال اختياره لفرصة Breitling Squad، فإنه يخبرنا أنه أمر ذو معنى أكبر بكثير من مجرد شراكة فردية. بالنسبة لنا، لنجتمع ونحقق هذا الهدف وأن نرفع مستوى الوعي فهو أمر جداً خاص، فنحن أيضاً نواصل تحدي أنفسنا ونترك وراءنا رسالة الحفاظ على بيئتنا ومحيطنا. ونحن نعلّم الناس تنظيف محيطاتنا على طول الطريق، نظهر وكأننا نضع هذه الساعة ونظهر للناس ما يمكننا القيام به، ونأمل أن يؤثر ذلك على الناس لشراء تلك القطعة وأن يكونوا جزءاً منها.
أي من ساعات المجموعة هي المفضّة لديك؟
حالياً أحب ساعة Superocean، لأنها جزء من ثقافة وحركة وفرصة لأن تكون جزءا من شيء أكبر. إنها تكشف لنا عما يمكن أن نقوم به من الفضلات التي نعثر عليها في المحيطات، إنها ليست كثيرة، ذلك البلاستيك هو منتج سيء، نعم يعمل جيّداً، ولكننا لا نعيد استخدامه بالطريقة التي يجدر بنا استخدامه، وهو أمر يسبب مشكلة لنا جميعاً. لقد فكر كلا كيلي و Breitling خارج الصندوق، وقالاً “يا للعجب، هناك الكثير من التلوّث الذي بإمكاننا تحويله إلى حزام من النايلون”. هذا يدل على أنه يمكنك الحصول على مثل هذه النوعية من المنتجات من دون المساس بمظهرها وقيمتها. وأنت تقدّم إلى كوكب الأرض مما يعني أنك جزء من شيء أكبر، لذلك فهو رائع.
إن أعطيتي الفرصة للمشاركة بتصميم ساعة مع Breitling مع التركيز على عناصر ومنتجات مستدامة، ماذا تفعلين؟
إنه سؤال جميل! اعتقد أننا كراكبي أمواج نحطم الكثير من ألواح الركمجة، من مواد الألواح المكسورة يمكننا صنع منتج دائم، سيكون هذا أمرا رائعاً! عندما أفكر في المجموعة الحالية وما تقدّمه، فأنا أشعر بأنني حصلت على التصاميم المطلقة منها، أضع ساعة Superocean في أوقات المنافسة، وإلغاء الحدود، وحين يكون بالإمكان وضع أكثر القطع سحراً في إطلالة سهرة، أعتقد أن بالنسبة لي لا يتوقف الأمر على إعادة تصميم شيء جاهز وهو في غاية الروعة، بل تمكين مجتمعات تعكس كل قطعة في المجموعة. إن كان علي أن أختار لوناً ما فإنني سأختار اللون الأزرق لأنني أحب المحيط الأزرق، لذا هو لوني المفضّل، وأرغب برؤية ملامح فيها باللون الأصفر، فهذا اللون يجعلني أبتسم.
إن تحقق حلمك وفزتي ببطولة العالم، لمن ستهدين هذا الفوز؟
خلال مسيرتي المهنية، هناك الكثير من الناس الذين توقّفوا ليمنحوني من وقتهم وطاقتهم، من خلال تشجيعي، إن كنت على إحدى الموجات، أو خلال التدريب، أو حين أمارس جلسات اللياقة والجري حول القرية. يمكن أن تكون جدّة أو أطفال يافعون، ولكنني أعتقد أن هؤلاء هم الأشخاص الذين سأهديهم فوزي. كل شخص ساهم بلحظة فقط من وقته وشجعني. هذا بالنسبة لي لا يقدر بثمن. مع كأس أو من دونه دائماً ما ألقي نظرة على كل اللحظات التي شاركتها مع الناس في جميع أنحاء العالم، وأود أن أقول شكرا لكم.
أصبحت رياضة ركوب الأمواج من الصيحات الجديدة في دبي، بماذا تنصحين المتزلجين الطموحين؟
أقول لهم إنه ممكن، فرياضة الأمواج في طريقها نحو القمم بفضل تقنيات الأمواج التي ستطلق للمرة الأولى في أولمبياد 2020. لذا ستفتح المجال أمام الكثير من الناس للتعرف على فكرة ركوب الأمواج، وتجربتها أيضاً. أعتقد أننا سنرى راكبي أمواج قادمين من بلدان داخلية لم تشهد في تاريخها شاطئاً من قبل، وسيكونون على مستوى رائع. فقط تقبّلوا الأمر وجربوه، والأهم أنك ستحظى بفرصة للتعرف على ما يدور في مجتمعات راكبي الأمواج.
متى تقولين كلمة لا؟
على أي أمر يقف عائقاً أمام قيمي.
ما الذي يخيفك؟
حين أحلم حلماً كبيراً، ثم أضحك!
هل تقرئين أي كتاب حالياً؟
نعم، أود أن أوصي بكتاب من تأليف كيلي كلارك، وهو متزلّج على الثلج، يدعى Inspired.
كيف تصفين Breitling بكلمة واحدة؟
بطولي!
حاورتها: لارا منصور صوايا
ترجمة: ربا نسلي