كثيراً ما يشبّه بعض العطّارين الطريقة التي تتم فيها تركيب عطر ما كالطريقة التي يتم فيها تصميم المجوهرات وصناعتها. خاصة في مراحلها الأولى، حين تبدأ بالبحث عن مصادر النفحات الطبيعية النادرة كما تبحث في المناجم عن الأحجار الكريمة أو الماس والذهب.
العطّار ومصمم المجوهرات يحتاج كل منهما لأن يسافرا كثيراً ليجدا مصادر عمله المبتكر، من إلى الفكرة والإلهام وصولاً إلى التركيبة التي تتجانس فيها نفحات العطر كما تتجانس فيها أنوار الأحجار الكريمة وألوانها مع بعضها البعض في قطعة متناغمة واحدة.
اليوم نقدّم لكم جولة سريعة على أهم المبتكرات العطرية الحديثة التي قدّمتها دور المجوهرات الفاخرة والأشهر في العالم. من كارتييه، إلى فان كليف أند أربلز وصولاً إلى شوبارد وبولغري.
بولغري: عطوراً تعكس الأحجار الكريمة قلباً وقالباً
تقدّم هذه الدار الفاخرة للمجوهرات المتميّزة عطوراً تلائم الرجال والنساء على حد سواء، وتبدو وكأنك تحمل حجرة كريمة تلمع بين يديك مع إضافة العطر إليها من نفحات فاخرة ونادرة للغاية.
لدى الدار مجموعتين من العطور، إحداها مجموعة العطور الفاخرة وتتضمن مجموعة LE GEMME المتميّزة بأشكالها التي تبدو وكأنها أحجار كريمة لامعة، مثل زجاجة عطر RUBINIA من خشب الصندل الذي يعكس القلب النابض لحجر الياقوت أو الروبي الأحمر.
فان كليف أند أربلز: تحتفي بنفحات العطور الفاخرة
ابتكرت هذه الدار العريقة للمجوهرات أولى عطورها في عام 1976 ويدعى عطرها الأول First وهو أنثوي جميل يتميز بنفحات فاخرة من الياسمين والعنبر وخشب الصندل وزهرة الياقوت. إضافة إلى مجموعة من العطور التي ابتكرتها الدار مؤخّراً وهي Collection Extraordinaire التي تحتفي بالمصادر الطبيعية للنفحات العطرية الفاخرة المستخرجة بشكل مسؤول مثل العنبر والعود وخشب الصندل. وتعكس روائح الذهب والمجوهرات بشكل متخيّل من قبل مصممي المجوهرات والعطّارين سويّة.
كارتييه: عطوراً كلاسيكية تعكس ابتكاراتها الراقية
تتغنى كارتييه برموز النمور السنّورية الشهيرة والمرقّطة الپانتير ومنها كانت رمز كارتييه ومصدر إلهام الدار وعلامة فارقة تميّز إبداعاتها منذ أوّل ظهور لها على ساعة مع زخارف مرقّطة في عام 1914. تحت زخم جان توسان، شكّلت الپانتير بداية رابط وثيق بين كارتييه والسنّوري الذي ظهر في عام 1948 بثلاثة أبعاد تجسيدًا لرؤية جان المتحرّرة والمختلفة. وما تزال الپانتير تزيّن إبداعات الدار منذ ذلك الحين.
وقد ألهمت في الثمانينيات أوّل عطر من عطور كارتييه التي التقطت بامتياز روح تلك الحقبة. وكان من الضروري إعطائها تأويل معاصر وتناغم لم يسبق استكشافه: تناغم زهري مفعم بالقوّة.
أرادت عطّارة الدار ماتيلد لوران ابتكار عطر من زهرة منعشة واختارت الغاردينيا لرائحتها النقية والشفّافة والحيوية ودفعتها إلى أقصى حد. فتم ابتكار عطر “لا پانتير” في عام 2014 ليصبح اليوم عطرًا كلاسيكيًا أقدم على إعادة إدخال رائحة الشيبر الأسطورية مع تناغم زهري مفعم بالقوّة.
ومع احتفال الدار بالعيد الخامس لعطر “لا پانتير” هذا العام، تطلق كارتييه إصدارًا محدودًا من عطرها الشهير في قارورتَين مشعّتَين جديدتَين لتسليط الضوء على الأوجه المختلفة لهذا العطر الزهري المفعم بالقوّة. ومن زهرة الغاردينيا تنبعث حيوية تكشف عنها تركيبة من المسك جزيئية ومجرّدة في نفس الوقت. ويجتمع الطابعان القوي والزهري لتجسيد الپانتير التي تمثّل رمز الأنوثة لدى كارتييه.
شوبارد : عطور جديدة تتضمن المكوّن الأثمن من الذهب! العود
من وحي المجوهرات الراقية التي تحمل توقيع شوبارد، تحتفي مجوهرات هذه الدار بجمال الطبيعة ومزيج النفحات الثمينة التي يتم استخراجها بشكل مسؤول. تشكل مجموعات عطور هذه الدار انعكاساً طبيعياً لأسلوب مجوهراتها وفخامتها.
واليوم تبتكر الدار مجموعة عطور راقية تعتمد برمّتها على العود الصافيOud Assafi™ من شركة Jalali Agarwood. فالعود الصافي أثمن من الذهب، ويُستورد بطريقة أخلاقية ومستدامة من أراضي “سيلهيت” المقدّسة، التي تُعدّ مهد العود الهندي منذ القِدم، في سابقة هي الأولى من نوعها.
تحمل العطور الأربعة توقيع العطّار العالمي “ألبرتو مورياس” Alberto Morillas، وهي تحت عنوان Gardens of the Kings وتصطحب العود الصافي في رحلة حول الهند والصين والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية، مع مزيج من المكوّنات الطبيعية المستوردة من خمس قارّات مختلفة. وهي تأتي بعد مجموعة Gardens of the Tropics ومجموعة Gardens of Paradise، بينما تُخلّد أحدث مجموعة من العطور الراقية للرجال، المكوّن الأثمن والأنبل في مجال العطور، ألا وهو العود.
إعداد: ربا نسلي
