فاليري ميسيكا لـ A&E World Arabia التكيّف مع عادات وتقاليد البلدان هو أكثر ما أحبّ في عملي والفخامة بالنسبة لمجوهراتي تعني التفاصيل!

Ruba Nesly   |   26 - 09 - 2019

إنها سيدة شغوفة بما تصنع، تبتكر المجوهرات التي تكسر القواعد المتعارف عليها في عالم المجوهرات التقليدية. فتلك القطع ثقيلة الوزن والمرصّعة بالأحجار الكريمة الغالية الفاخرة التي تختارها النساء لمناسبات خاصّة ومحدّدة باتت من الماضي. فالقطع التي تبتكرها مصممة المجوهرات الفرنسية فاليري ميسيكا تبدو معاصرة، حديثة، خفيفة الوزن وذات تأثير واضع على أسلوب السيدة المعاصرة وإطلالاتها من الصباح حتى المساء. فهي تضيف الكثير من المرح والحريّة إلى الإطلالة.
شاركت المصممة فاليري ميسيكا في مؤتمر العالم العربي الفاخر Arab Luxury World في حزيران يونيو الفائت في مدينة دبي، وقدّمت حواراً بنّاء خلاله برفقة الإعلامية ديالا مكّي. وتناولتا مواضيع مختلفة عن تطوّر العلامة ومكانتها الرقمية في عالم التطور التكنولوجي، وكيف تسعى فاليري ميسيكا للمحافظة على مكانة علامتها Messika Paris للمجوهرات الفاخرة من بين العلامات الفاخرة الأخرى ضمن الثورة الرقميّة والتكنولوجيّة والتغير الاقتصادي وظهور الصيحات الرقمية المتغيّرة.
قابلتُ مصممة المجوهرات الفرنسية فاليري ميسيكا على هامش المؤتمر الذي أقيم في دبي، وتحديداً في فندق JW Marriott Marquis في دبي، وكان لنا الحوار التالي:

 

أخبرينا أولاً عن تجربتك اليوم في مؤتمر العالم العربي الفاخر؟
لقد كانت تجربة جيّدة لي لقد تحدّيت نفسي بأن أتحدّث أمام الجمهور، فأنا لست جيدة في التحدّث أمام الكثيرين من الناس. ولكنها كانت فرصة رائعة بالنسبة لي، لأنني قمت بها للعالم العربي وإلى جانب ديالا مكي، وكانت عبارة عن حوار حميم بيننا بعيد عن الرسميات. بهذه الطريقة استطعت الانتباه تماماً إلى الحديث دون تشتّت، قد كانت التجربة سهلة لأكن صريحة، وقد شعرت بالكثير من الحب والدفئ من قبل الجمهور تجاه العلامة. وهو أمر مهم للعلامة خاصة وأنني افتتحت متجري الأول هنا في الشرق الأوسط وهو الأول خارج أوروبا. خاصة وأن لدي شركاء أقوياء في المنطقة منذ عقد من الزمن وهم مجموعة صدّيقي وريفولي ومتاجرهم، لذا فالأمر متميّز بالنسبة إلي للغاية.
ما الذي تعنيه الفخامة بالنسبة لك وبالنسبة لعلامتك؟
هناك الكثير من المعاني وراء هذه الكلمة، فالفخامة بالنسبة لعلامتي هي التفاصيل، والتفاصيل هي مهمّة للغاية بالنسبة للعملاء في موضوع الفخامة. التفاصيل في صناعة وصياغة المجوهرات، التفاصيل في التعامل مع العملاء والطريقة التي تقدّمين إليهم المنتج داخل المتجر كلّها حسّاسة وتعني الكثير بالنسبة للعميل.
ولكن تعني الفخامة بالنسبة لي هي حرية أن أقوم بما أحبه خلال اليوم، فهو شغفي، إضافة إلى التزامي بتربية بناتي خلال أوقات عملي وفي الوقت الذي أطوّر به علامتي حول العالم، فهذا اعتبره فخامة أيضاً. لذا قررت أن أدخلهن بأسلوب حياتي وواقعي، فأنا أسافر خلال العطلات، وفي فرنسا هناك الكثير من العطلات، لذا آخذهن معي في سفري. وخلال السفر يمكنهما الاستمتاع باستكشاف العالم مثل أمريكا وآسيا والشرق الأوسط.
ما الذي يجعل من علامتك متميّزة؟
اعتقد أنني حين أطلقت علامتي كانت الغاية منها أن أكسر القواعد التقليدية في عالم المجوهرات، لذا ما يحبه الناس في Messika Paris هو أنه يمكنك ارتداء المجوهرات الماسية كل يوم، وأن تكوني مرحة وأنثوية ومثيرة وأن تجذب إليكِ الأضواء وأن تكمل إطلالتك، كل ما أردته من العلامة هو تحيط بك هالة من الأنوار والشخصية. في الوقت الذي تتميّز فيه المجوهرات الكلاسيكية بالإرث، وهي قطع ثمينة للغاية والتي يمكن ارتدائها فقط في المناسبات الخاصّة. لذا اعتقد أن حقيقة أننا كسرنا القواعد في عالم المجوهرات والتي جلبت الكثير من نبضات الأزياء إلى عالم المجوهرات ما يجعل النساء مهتمّات أكثر بعلامتنا.

كيف يمكن لثورات التكنولوجيا الجديدة تغيير وجه علامتك؟
بالنسبة إلى العلامات الفاخرة وعلامة Messika Paris ، وهي علامة معاصرة وحديثة، علينا أن نبقى على خطوط التطوير والتحديث فيما يخص التكنولوجيا رقميّاً وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فنحن على الانستاغرام أقوياء، لأنه الطريقة الجديدة لإيجاد حوار بيننا وبين العملاء، ويمكننا أن نريهم أشياء وتفاصيل لم يكن بإمكاننا أن نريهم إياها منذ 10 سنوات مضت. يمكننا أن نجعلهم يخوضون تجارب من خلف الكواليس، وأوجه مختلفة من العلامة، والاستديو، وكيفية الاستخدام والكثير من الأشياء التي يمكن أن يروها من خلال منصتنا الرقمية. ولعلامة كعلامتنا التجارية المعاصرة يبدوا الأمر حتميّاً لأن نقوم بالتحديث والتطوير الدائم على طريق التكنولوجيا.

مالذي تقومين به لتبقين على علامتك متميّزة؟
اختصاصي دائماً أن أقوم بجعل الأشخاص الذين يرتدون من Messika Paris أن يشعروا بأنهم أنيقون دائماً، لذلك كنا محظوظون بأن نحصل على الكثير من الفرص التي تجعلنا متواجدين على الساحة، هناك الكثير من منسّقي الأزياء الذين يلاحظون علامتنا وينصحون بها عميلاتهن لأن مجوهراتهن تزيدهن أناقة بفضل التصاميم الدقيقة والفاخرة وتضيف أيضاً المرح والخفّة. هناك الكثيرات من النساء بمختلف أعمارهن أو مكاناتهن يعشقن ارتداء Messika Paris في الكثير من المناسبات العامة ما يضيف إلى Messika Paris الكثير من الحضور وهذا أمر افتخر به للغاية.
ماهي الأمور التي تريدين تسليط الضوء عليها في مؤتمر Arab Luxury World وخلال تواجدك على المسرح هذا العام 2019؟
بالنسبة لي لقد دعيت لأن أعبّر عن فكرة علامتنا الشابة المتخصصة في المجوهرات وهي صناعة تقليدية، وكيف وقفت على قدميها في عالم رقمي سريع وظهرت على مساحة خالية، خاصّة وأننا أصبحنا ظاهرة خاصّة مصغّرة، وكيف حصلنا على سمعتنا وميراثنا خلال فترة زمنية قصيرة، لأننا نجحنا بأن نكون سريعي الوصول إلى العميل لأننا كنّا نشتم في الهواء كل ما تحتاجه المرأة وما تتوقعه في مجال صناعة المجوهرات.

ما هي التحديات التي تواجهيها فيما يخص توظيف التكنولوجيا الصحيحة للوصول إلى الزبائن؟
نريد أن نقوم بالتطوير دائماً، التكنولوجيا سريعة للغاية، حتى أن الانستاغرام منذ عام لم يكن كما هو اليوم، هناك صيحة جديدة في عالم التجارة وهي “شاهد الآن واشتري الآن” هناك الكثير من الصيحات التي تظهر في عالم التكنولوجيا وهي سريعة للغاية، وعلينا أن نواكب تلك التطورات، وهذا أمر فيه الكثير من التحديات بالنسبة للعلامة. لأن علينا أن نطور العلامة ونحن نتطوّر بسرعة حيث أننا أصبحنا الآن أكثر من 200 شخص في العلامة. بينما كنّا منذ عامين 100 شخص فقط، لذا فقط تضاعفنا منذ عامين والنمو سريع. لذا علينا أن نستمر باختيار الصيحات الصحيحة والموقع الصحيح، والتحديث بالتكنولوجيا الصحيحة. مع تطوّر العالم يبدو الأمر لي تحدياً كبيراً، ولعلّه الجزء المعقّد الأكبر في حياتي المهنية.

برأيك ما هي العلامات التي ستنجو من التطوّر الرقمي الحالي؟

إن لم تكن هذه العلامات التجارية على منصّة رقمية فلن تنجو! لأنها لن تنجح بالوصول إلى الناس، لن يراها أحد، الناس يرون الكثير من العلامات التجارية والكثير من الصور، وحين ترين الطريقة التي يشاهد الناس الصور وأجهزتهم الذكية، بسرعة كبيرة! هناك الكثير من الصور المتاحة والعلامات المتاحة وبات من الصعب أن تحصلي على اهتمام العميل المناسب أو انتباهه، في اللحظة المناسبة. الوقت الذي يمضيه الشخص في التركيز على الصور والمنشورات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعية باتت تقل وتصبح قليلة. لذا علينا أن نغير جميع أدوات التواصل عبر التفكير بطريقة جديدة، حتى حين قمت بتطوير الحملة الإعلانية الجديدة، قمت ببنائها بأسلوب مختلف تماماً عما قمت بعمله العام الماضي.

هل العولمة والصيحات الاقتصادية تؤثر على مفهوم العلامة الفاخر؟
لا لأن نجاح Messika Paris كان معتمداً على مفهوم واحد وهو كسر قواعد صناعة المجوهرات التقليدية وبأن تكون مجوهراتنا أنثوية أكثر ومرحة، وكسر المفاهيم التقليدية التي كانت تقول، بأن كل ما كانت ماساتك كبيرة وكثيرة فأنت تملكين الكثير من المال، ولكن Messika Paris لا تقوم على هذا المفهوم على الاطلاق. بل تقوم على الأسلوب، الثقة بالنفس، الأنوثة. تلك هي مفاهيمي. ولكن حين افتتحنا متجرنا الجديد في الشرق الأوسط كان علينا أن نخصص بعضاً من التصاميم الخاصة بالمنطقة. كما الأمر في المتجر الجديد الذي سنقوم بافتتاحه في الصين، فسيكون له قطعاً خاصة من المجوهرات لتلك المنطقة، في الولايات المتحدة الأمر ذاته.
أيضاً حتى على وسائل التواصل الاجتماعية علينا أن نحترم العادات والتقاليد لكل منطقة. على سبيل المثال في شهر رمضان نقوم بإطلاق مجموعات خاصة خلالها، بعد رمضان وفي فترة العيد هناك شيء آخر، علينا التكيّف مع الوضع لنحترم عادات وتقاليد كل مكان وبلاد وهذا أكثر ما أحبه في عملي.
لقد ذكرتي أيضاً شيئاً ألهمني للغاية أثناء المؤتمر وهو أنك تتبعين الـ DNA الخاصة بك وتركّزي بما بدأتي به أولاً.
نعم نعم، فأنا مركّزة للغاية، وهو أمر فيه الكثير من التحدّي، وأتمنّى أن أبقى هكذا قدر الإمكان، أنا لا أقرأ الكتب التي تدلّني على كيفية بناء استراتيجياتي خلال خمسة أو عشرة أعوام، بل أبني علامتي وشركتي عاماً بعد عام بشكل مركّز وهذا الأمر يعطيني الحق بأن أتكيّف مع التغييرات السنوية. لأن العالم يتغير بسرعة كبيرة وهذا الأمر سيجعلني ارتكب الأخطاء.
ما هي الأشياء التي تقولين عليها “لا” ؟
أنا شخص لا يعرف استخدام كلمة “لا” فأنا غالباً ما أقول “نعم”. أنا شخص شغوف للغاية، ولكن حين أقول نعم في الوقت الذي يجب أن أقول لا، هذا يعني أنني لا احترم نفسي وهو أمر خطير بالنسبة لي ولعائلتي وعملي، وفي تلك المرحلة سأقول “لا” بكل وضوح وصراحة.
ما هي وجهتك المفضّلة هذا الصيف وإلى أين تريدين السفر؟
سأكون في Saint Barthélemy هذا الصيف، وهي جزيرة فرنسية صغيرة في البحر الكاريبي، خلال نصف ساعة واحدة في السيارة يمكنك التجول بها بالكامل، هناك شاطئ البحر رائع وما أحبه هناك أنك تستطيعين المسير فيها حافية القدمين، فهي كاجوال وغير رسمية، ومثالية في فصل الصيف، أما عن مطاعمها فهي لا تحتاج إلى الحجوزات قبل الدخول إليها، وهذا ما لا أحبه في مطاعم بلدان حوض البحر المتوسط. فهي دائماً ما تكون مزدحمة. خاصة أنني شخص جامح لا يحب التنظيم. لأنني خلال أيام السنة أعيش حياة منتظمة مليئة بالاجتماعات، والمناسبات ولقاء الكثير من الناس، لذا في عطلتي أفضل أن أكون على سجيّتي، لا أفضل الحجوزات المبكرة أو لقاء الكثير من الناس.
ما هي مشاريعك المستقبلية للعام القادم؟ لقد ذكرتي بوتيك خاص في الصين؟
نعم افتتاح المتجر الصيني سيكون ضخماً، هذا العام قمت بافتتاح 10 متاجر في العالم وهذا تقدّم كبير بالنسبة إلى Messika Paris ، لا يمكنك تخيّل وضع فريقي هذا العام فهم منهكون في الحقيقة. يعملون بشغف تحت الضغوط لغاية تطوير العلامة، وهنا أريد أن أتوجه بالشكر والعرفان إليهم، أحبهم كثيراً وكنت أرى كيف يقدّمون الأفضل للعلامة. وتعتبر آسيا الآن تحدّياً كبيراً بالنسبة إلي لأنها منطقة جديدة.
أقوم أيضاً بالعمل على الحملة الإعلانية التي سيتم إطلاقها في شهر سبتمبر أيلول المقبل. ولعلها خطوة أخرى بالنسبة إلى Messika Paris، من ناحية الرسالة والشكل الجديد.
هل تعملين مع شخصية مشهورة أيضاً في حملتك الجديدة؟ هل يمكنك أن تطلعينا عليها؟
لا! إنها بغاية السريّة.
ما هو الكتاب المفضّل لديك والذي غيّرك؟
أحب كتاب Le Petit Prince الأمير الصغير. هناك الكثير من الرسائل المهمّة التي تبدو في سطور هذا الكتاب، من بينها جملة: نبصر الأشياء الواضحة ليس حين نراها بأعيننا بل حين نراها بقلوبنا.

إعداد وحوار: ربا نسلي

الأوسمة

المقالات الأكثر مشاهدة