“مجموعة جنّة واحدة من أجمل التجارب في حياتي”لقاء مع لوسيا سيلفستري، مديرة قسم الإبداع للمجوهرات الراقية في دار بولغري

Ruba Nesly   |   10 - 03 - 2020

كيف تحققت فكرة معرض “جنه” ؟

تواصلت سمو الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان مع واحد من مستشارينا للمبيعات، لأنها كانت تريد أن تتعرف أكثر على Bvlgari من ناحية التاريخ والحصول على فهم لأبعاد تاريخ العلامة التجارية. لذا دعتني إلى أبوظبي لأقابلها وولد بيننا على الفور تواصل فريد، أحببت طاقتها وفضولها والشعور الذي وصلني حين تكلمت معها. سألتني العديد من الأسئلة عني وعبّرت عن رغبتها بالعمل معي على ابتكار شيء متميّز. عبرت لي عن حبّها لجدّها، وكم يعتبر بالنسبة لها مثلاً أعلى وكيف ترغب بأن تقدّم شيء له.

خلال ذلك الوقت لم أزر قبلاً مسجد الشيخ زايد الكبير، ولكن أخبرتني الشيخة فاطمة بأنها تريد أن تقوم بفكرة مستوحاة منه، لذا زرت المسجد مع واحد من المصممين لدينا، وقضينا من الوقت خمس ساعات ونحن نلتقط الصور ونتكلم عن روعة المكان وعمارته. كان هناك تواصل فوري مع المكان لأن الرخام الإيطالي الذي تم استخدامه في المسجد هو من ذات المكان الذي استوردت منه Bvlgari لخواتمنا. ثم كان هناك الأزهار والورود والرسوم الهندسية. ثالث رابط كان النور والتناغم. التناغم في المسجد ما بين الألوان والمواد والخطوط وبدى لي أمراً أساسياً. التقطنا الكثير من الصور وبدأنا بالتكلم عن الرموز التي رصدناها في المسجد والتي يمكن أن ندمجها مع تصاميمنا.

بعدها بدأنا بوضع بعض الرسومات السريعة، والتقيت بالشيخة فاطمة مرة أخرى وأخبرتها كم تأثرت حين زرت المسجد وكنت جاهزة للبدء بالعمل سويّاَ. عند تلك النقطة عانقتني وشعرت بتلك الطاقة. لن أنسى ما حييت ذلك العناق. جاءت إلى روما وبدأنا بالعمل سوية، أعطتني لمحة مختصرة حول ما نريد القيام به وأشارت إلي بالعمل بها، أخبرتني أنها تريد أن تتضمن المجموعة حجراً من الزمرّد الجميل كذكرى لجدّتها وكانت تلك أول قطعة مجوهرات نعمل عليها.

في البداية، كانت الفكرة هو ابتكار بعض القطع للشيخة ولجدّتها ولبعض أفراد العائلة، ولكنها حين رأت جمال المجموعة أدركت أنها تريد شيئاً أكبر وأهم حتى باستخدام المجوهرات وليست فقط المجوهرات الراقية. من البداية حتى النهاية، استغرق صنع المجموعة عامين ونصف العام.

كيف تصفين فخرك بهذه المجموعة؟

أنا فخورة للغاية، هذه واحدة من اللحظات المهمّة في مسيرتي المهنية. حين رأيت الشيخة فاطمة منذ يومين وعانقتها مرة أخرى كان هناك عاطفة قوية. أعتقد أنه كان ذات الشعور بالنسبة لها.

ما الذي ترغبين بتحقيقه ولم تدركيه بعد؟

هناك العديد من الأشياء ولكن أحب التحديات، لذا أتطلع قدماً نحو تحدّيات قادمة وآمل أن أعمل مع الشيخة فاطمة مرة أخرى. بالنسبة لي، كانت واحدة من أجمل التجارب في حياتي. كان هناك الكثير من الإبداع والكثير من العواطف المنبثقة من حضارتين ترتبطان سوية. أعتقد أنها ليست سوى البداية!

كيف تطوّرين نفسك كإمرأة؟

يتوقف الأمر على الإصرار والشغف. الشغف الذي احمله تجاه عملي، وحياتي ونفسي، هذا أمر كان معي منذ البداية. أذكر أنني حين بدأت العمل كشابّة صغيرة في عالم الرجال لم يرغب أحدهم بمناقشتي. إن كانت الأحجار التي اخترتها لا بأس بها، كانت الإجابة بـ لا دون التفاوض أو النقاش، الرأي كان حينها أن هذا المجال للرجال وليس للنساء. خاصة في عالم الأحجار الكريمة. ولكنني كنت عازمة ومصرّة وكان لدي حلم بأن أكون واحدة من أكبر الشراة في العالم وكنت مصرّة على تحقيق هذا. اقترح لكل السيدات في العالم أن تتبعن أحلامهن، وألا تنسين أنكن قادرات على فعل أي شيء.

ما هو الدرس الذي تعلمته في الحياة؟

 

لازلت أتعلم ولن يتوقف. أتعلم من الشباب والكهول. أنا متواصلة بشكل كبير مع الجيل الشاب ولكن الناس مع الخبرة هم مهمّون جداً بالنسبة لي. أستطيع تعلم الكثير منهم وهذا السبب يجعلني أرغب بالتواصل مع هؤلاء الأشخاص. أيضاً أنا فخورة للغاية حين أرى مجموعة تبصر الحياة كما هذه المجموعة في الإمارات العربية المتحدة، وهذا أمر رائع لأنني أؤمن بقدراتي وما أقوم به منذ أن كنت في 18 من عمري. لطالما شعرت بأن علي اتباع غريزتي.

ماذا ستقولين لذاتك حين كنتي أصغر سنّاً؟

كنت سأقول لها: ستقومين ببعض الأخطاء، ولكن قومي بأفضل ما تستطيعين، اتبعي أحلامك ولا تكوني خجولة. أحياناً عليكي أن تكوني قاسية ولكن لطيفة ولا تنسي أنوثتك.

هل تعتقدين أن نجاح النساء تأتي مع ضريبة؟

هذا الأمر يتغير تماماً، كان علي أن أكون ذات عزيمة وهذا أمر مهم للغاية. لا أشعر بأن الرجال أقوى من النساء، أشعر بأننا أقوى منهم وعلينا أن نؤمن بهذه الفكرة. كنساء، علينا أن نوحّد صفوفنا وألا نكون في منافسة مع بعضنا البعض.

إن لم تكوني في دار Bvlgari أين ستكونين؟

حين كنت صغيرة كنت أحلم بأن أكون مصممة أزياء أو أن أعمل في مجال التواصل ولكنني كنت خجولة جداً لذا لم يكن ليتحقق هذا الأمر. ثم بدأت بدراسة الجيولوجيا ثم ظننت أنني قد أصبح عالمة جيولوجيا ولكنني غيّرت تماماً طريقي وتبعت حدسي.

هل هناك أي شيء تندمين عليه؟

ليس حقاً. أعتقد أنني كنت ارتكبت ذات الأخطاء مرة أخرى لأنني من كل غلطة أتعلم درساً.

ما هو الأمر الذي تقولين له لا؟

الابتذال والأشخاص العدوانيين أو المزيفين.

ما هو الدرس الذي تودين أن ترويه لنا؟

أمي هي مثالي الأعلى، ولطالما كانت تقول لي أن أسامح الناس وألا أحمل الأحقاد. لذا هذا ما أحاول أن أقوم به.

ما هي أفضل طريقة لتستمتعي بوقتك وتنعزلي عن العالم؟

منذ بضعة أعوام مضت، اشتريت منزلاً جنوب إيطاليا. هناك أعثر على الطعام اللذيذ والطقس الجميل والناس الظرفاء. إنه صغير جداً ولكنني أذهب إليه للاسترخاء.

ما هو الأمر الذي تعدين نفسك بتنفيذه هذا العام وما الذي تنوين تحقيقه لنفسك؟

أريد أن أكون كما أنا مع الجميع وأن أكون صادقة مع الجميع. لا أريد أن أكون نجمة أريد أن أكون على سجيتي، أنا فقط لوتشيا وأريد أن أبقى أصيلة مع من أكون.

حاورتها: لارا منصور صوايا

ترجمة: ربا نسلي

المقالات الأكثر مشاهدة