مصممة المجوهرات ندى غزال: المجوهرات ليس استثمارات مادّية بل قطع عاطفية!

Ruba Nesly   |   24 - 11 - 2019

في تصاميمها الكثير من التفرّد والتميّز، كيف لا وهي تنقل مشاعرها وأصالتها والكثير من الحب في مزيج ينصهر مع الذهب والأحجار الثمينة مثل الماس. بدأت المصممة اللبنانية ندى غزال مسيرتها المهنية كخبيرة في حقل الإعلان إلى أن اتبعت شغفها في إنشاء علامتها الخاصة تحت اسم Nada G  في عام 2003. ومنذ ذلك الحين تعرف تصاميم ندى على أنها تنقل ذكرياتها وإرث مدينتها بيروت بكل تفاصيلها. إليكم مقابلتنا الثريّة بالعواطف والحب مع المصممة المبدعة ندى غزال.

أخبرينا عن بداياتك وكيف دخلتي إلى عالم تصميم المجوهرات؟

حبّي تجاه الحرف اليدوية لمع في البداية حين كنت من العمر 6 سنوات فقط، حين كنت أشاهد جدّتي تحيك قطعاً جميلة باستخدام الإبرة. حينها علمت بأنني أريد أن أصمم، وأن أشارك فنّي وشغفي مع العالم. درست التصميم الغرافيكي والفنون الجميلة، وعملت كرئيسة إبداعية في اثنين من أكبر وكالات الإعلان. حينها استلمت العديد من الجوائز العالمية بفضل الابتكار والتطوير.

عملي كعقد من الزمن في مجال الإعلان كان مثمراً، لم أكن فقط في دور بناء العلامات التجارية بل أيضاً ترأست الإنتاج المربح وتدرّبت على إدارة الإنتاج. هذه التجربة منحتني القوة لأن أتخذ قفزة في الإيمان والمغامرة لبناء علامتي التجارية وشركتي الخاصة ضمن أمر أشعر حياله بشغف شديد.

في عام 2003 غادرت عالم الإعلانات، وعدت إلى مدينة لندن وأنا مصممة على بناء علامة مجوهرات عالمية. تضمنت مجموعة مجوهراتي الأولى 25 قطعة محاكة يدويّاً من مجوهرات مصنوعة من الذهب عيار 18 قيراط، كانت محاكة من الأسلاك الذهبية والأحجار النفيسة. تم بيع المجموعة بأكملها على الفور تقريباً من بعد أن عرض بعضها في ديسمبر كانون الأول 2003. في عام 2004 افتتحت أول بوتيك لي والباقي هو تاريخ!

مم تستلهمين تصاميمك؟

تعكس تصاميمي مشاعري الحقيقة وحالتي العاطفية. أيضاً ما يحيط بي وما يحرّكني بثبات. فأنا أتأثر بكل شيء أراه وكل شخص التقي به. ألاحظ أشياء صغيرة مثل رقاقات الثلج المتدلية أسفل النافذة، الحركة الطبيعية للأشجار حين تتراقص معها الرياح. أيضاً أنا مأسورة بالعمارة والمفروشات، كل تلك الأمور يمكن أن تبتكر حواراً خارجياً يمكن أن يترجم إلى أشكال وأحجام تعزز من تصاميمي.

اعتقد أن هذا هو السبب من وراء الظهور العالمي لعلامتي، لأنها تتواصل مع عواطف الناس ومنها تحيك قصصي وقصصهم ضمن عمل واحد.

نرى الكثير من التصاميم التي تعكس الإرث العربي، والزخارف العربية، خاصة من لبنان، كيف تستلهمين هذه التصاميم وما الذي تعنيه لك التصاميم التقليدية؟

اعتقد أن الذكريات ترسم ما نحن عليه، ولقد قمت بترجمة ذكرياتي من خلال فنّي، عملي وحياتي. تعتبر تصاميمي معاصرة للغاية وليست تقليدية، ولكن وبما أن إرث لبنان جزء لا يتجزأ من تربيتي، فقد أثر هذا التصميم إلى جانب عمارتنا المذهلة على بعض من تصاميمي.

مجموعة “خيزران” مستوحاة من ذكريات الطفولة. كنت أذكر أن قبل العيد كنا نغسل أسطح كراسي الخيزران. أذكر أن جدّتي كانت تصنع خواتماً من عجين الكعك الدقيق، وكانت تعطينا إياه حين كنّا أطفالاً لنقوم بتغميسه في السمسم، بعدها كانت تضغطه على سطح كرسي الخيزران ليأخذ شكلاً شبيهاً بطبعة الخيزران. حين كان يخرج الكعك من الفرن، كان يظهر ذهبيّاً مقمّراً، وكنت أتظاهر بأنها أساور ذهبية.

أما مجموعة “بلاط بيروت” فهي مستوحاة من أرضيات منازل فديمة في بيروت. كنّا نقضي أنا وأختي أيام الشتاء نلعب داخل المنزل ونقفز على رؤوس أقدامنا على تلك الأرضيات الموزاييك ونلعب لعبة “الحِجة”.

عمارة بيروت والزجاج المعشّق والملون في متحف سرسق بالتحديد كان الإلهام وراء مجموعة Power of Light .

في تصاميم الكثير من الألوان والأحجار الكريمة المتناثرة بأنوثة على المجوهرات وخاصّة الخواتم، كيف تطوّعين الأحجار الكريمة وتصقلينها لوضعها بأبهى حلّة بعيداً عن النمطية؟

 لأن ابتكاراتي هي ترجمة لتجربة شخصيّة أو عواطف فردية، تبقى رموز تصاميمي متفرّدة، مع ذلك، فترصيع الأحجار يبدو متميّزاً ويعبّر ويمثّل علامة Nada G

في عالم المجوهرات نجد المنافسة وأحياناً التقليد، كيف تقف علامتك في وجه المنافسات وخاصة مع التطوّر الرقمي؟

أعتقد بأن هناك مساحة للجميع، اعتبر أن المنافسة جميلة، وصحّية للغاية، هي ما تميّزك عن غيرك، خاصة إن كنتي صادقة تجاه نفسك وتبتكرين تصاميم أصيلة، وهذه مكنونة  Nada G.

أما بالحديث عن النسخ، فهذه قصّة أخرى، فهي ليست خطيئة من يقوم بالنسخ فقط بل أيضاً من يشتريها أو يطلبها. لأن نسخ التصاميم تعتبر سرقة جزء كبير من روح المصمم.

من هي السيّدة التي تختار من تصاميم ندى غزال؟

أصمم للنساء القويّات، الجريئات، اللواتي يظهرن تفرّدهن واختلافهن من خلال أسلوبهن في المجوهرات، دون أن ينسخن أسلوب أي أحد آخر. النساء اللواتي يخترن من مجوهرات علامة Nada G الفاخرة هن متميّزات وتبحثن عما هو مختلف في المجوهرات. الذي يكملهن ويبرز شخصياتهن، والمجوهرات الأنيقة التي تروي قصة وتعطي مظهرهن ميزة وموقف.

ما هي أهم التحدّيات التي واجهتها، وماذا تعلّمتي منها؟

تعتبر التحديات جزءاً من أي عمل، الأهم هو كيف تتعاملين معها وكيف تتغلبين عليها. أنا ممتنة لأنني رغم أنني واجهت الكثير من التحدّيات الكبيرة خرجت منها أقوى وأكثر حكمة وجهوزية من قبل. إن العيش في الشرق الأوسط ولبنان بشكل خاص في المناخ السياسي والاقتصادي الحالي له نكسات.

فالبنية التحتية وديناميكيات السوق يمكن أن تكون محدودة للغاية لنمونا. فرص التمويل والإرشاد والتوجيه قليلة. هذا يعني أنك تحاول باستمرار التحسين بشكل مستقل بدلاً من أن يرشدك الخبراء خصوصًا عندما تكون من الجيل الأول من صائغي المجوهرات. الآن التحدي الأكبر لي هو التوسع الدولي.

كخبيرة في تصميم المجوهرات، ما هي نصائحك للسيدة التي ترغب باستثمار قطع المجوهرات؟

لا أرى المجوهرات على أنها استثمارات مادّية، أراها على أنها قطع عاطفية. أعتقد أن قطع المجوهرات حين تناديك يجب عليك أن تشتريها لأنها تعكس شخصيتك، وستتحول إلى هدية رائعة تتوارثها الأجيال.

ما هي أهم 3 نصائح للحفاظ على المجوهرات الذهبية المرصّعة بالأحجار الكريمة وصيانتها؟

نصيحتي هي أن ترتدي، ارتدي، ارتدي مجوهراتك، احبّيها، واستمتعي بها، ولا تبقيها مختبئة زمناً طويلاً، إن تعرضت للخدوش أو اتسخت لا تقلقي فسنصلحها لك.

ما هو أكثر حجر كريم عزيز إلى قلبك وتشعرين بالشغف حين تستخدميه في تصميم مجوهراتك؟

واحدة من الأحجار التي أفضلها هي حين استخدم الماس بقطع الخام الثلجي،  أحب الطريقة التي يأخذ فيها الماس بقطع الخام شخصية متفرّدة عن باقي الأحجار الأخرى ويروي قصّة خاصة به، أحب دمج هذا أحجار الماس بقطوع الخام مع الذهب الممشط باللون الأصفر والأبيض الخام. ليس هناك أي حجر آخر يمكن أن يلائم هذا المزيج أكثر.

ما هي نصائحك لمصممات المجوهرات الناشئات اللواتي يخطين في طريق عالم المجوهرات الفاخرة؟

حين أنشأت علامتي Nada G للمجوهرات الراقية، كان سوق المجوهرات في المنطقة يحكمه إما علامات المجوهرات ذات القطع الكلاسيكية أو العلامات الجماهيرية. كانت حينها التصاميم شمولية، وكان هناك بضعاً من مصممي المجوهرات التي تلجأ إليه السيدة العصرية لتعبر عن أسلوبها. حينها عرفت أن هناك حاجة تسويقية ولدي الحل لها، وكنت شغوفة لذلك. لذا كان هدفي أن ابتكر قطع مجوهرات متميزة يمكن للسيدة العالمية أن تختارها. أردت أن اصمم مجوهرات تتمتع بهوية تتميز عن تلك الشمولية. مجوهرات لديها روح وقصة تجعل النساء يتواصلن مع القطع التي ترتديها. وكانت نتيجة نجاحي هو الرؤية الواضحة لما أريد ومدى حاجة السوق إليها. لذا أعتقد أن النصيحة إليهن هي: الاستمرارية هي أن يكون لديك رؤية وأصالة ومثابرة وبالطبع أن تضيف الحب (والماس حين تستطيعين) في كل شيء تقومين به.

ما هي الأمور التي تبقيك على مستوى تحفيزي إيجابي من الصباح حتى المساء؟

حبّي للحياة، حبي لعائلتي، حبي للناس، وحبي لنفسي، وحبي لعملي، وحبي للعطاء ورد الجميل للمجتمع ، جميعها أسباب كافية لأكون متيقظة وعلى وتيرة واحدة من العمل.

علي أيضاً أن اعترف أن الابتكار يشفي قلبي، ويغذّي روحي، لذا أنا محظوظة لأن يكون لدي قوة من الشغف التي تبقيني راضية.

ما هو الكتاب الذي قرأته وأثر بك؟

لست متأكدة من أنني سأذكر اسماً واحداً، مثلاً     ‘Heal Your Life’ – ‘Many Lives Many Masters’ – ‘The Power of Now’ – ‘Tipping Point’ – ‘The Monk Who Sold His Ferrari’

تلك بعضاً مما مر في ذاكرتي حاليّاً.

ما هي حكمتك في الحياة؟

كن صادقاً مع نفسك وضع قلبك وروحك في كل شيء تقوم به.

إعداد وحوار: ربا نسلي

الأوسمة

المقالات الأكثر مشاهدة