مقابلة مع السيد ANTONY LINDSAY : مهمّتنا أن نكتب الفصل الثاني من تاريخ FABERGÉ

Ruba Nesly   |   29 - 03 - 2020

تشتهر دار FABERGÉ بطابعها الملكي انعكاسها لأسلوب حياة الفاخر الذي كان يعيشها قياصرة روسيا، فكلّما ذكر اسم هذه العلامة ذات التاريخ العريق نتذكّر البيضة الذهبية المرصّعة بالأحجار الكريمة، أو الملوّنة بالميناء والمصقولة بأسلوب رائع ضمن ألوان جميلة جاءت من زوايا وقصور الملوك. واليوم تستأنف هذه الدار نقل هذه الرواية لأجيال وأجيال ولا تزال تحافظ على إرثها وتاريخها مع تلبية ما يحتاجه الجيل الجديد من قطع مجوهرات معاصرة أحياناً أو راقية أحياناً أخرى مع المحافظة على القالب الذي عرفت فيه منذ القدم.

قابلنا السيد أنتوني ليندسي ANTONY LINDSAY في دبي مول نهاية الشهر الماضي، وكان لنا حديث ممتع عن تفاصيل ابتكارات العلامة وتاريخها ومستقبلها. يعمل السيد ليندسي كمدير إداري Managing Director للعلامة في لندن. وله من الخبرة أكثر من 20 عاماً في مجال المجوهرات والأحجار الكريمة، فهو حاصل على شهادة مصدّقة كخبير في المجوهرات Gemmologist وعمل كرئيس ونائب رئيس في معهد الأحجار الكريمة الأمريكي في الفترة ما بين 2002- 2005. إضافة إلى شغله الكثير من المراكز والمناصب في دور المجوهرات العريقة مثل David Morris International و Graff Diamonds. كيف كانت مقابلتنا مع السيد ليندسي؟ إليكم التفاصيل:

قامت FABERGÉ مؤخراً بافتتاح بوتيك في دبي مول، أخبرنا عن مكانة هذا المتجر بالنسبة إليكم؟

لا أتخيل كم يمر الوقت مسرعاً، لقد افتتحنا هذا المتجر في دبي مول منذ حوالي عام ونصف، وكان تطوّراً طبيعياً لوجودنا هنا في السوق، منذ وجودنا هنا منذ ستة إلى سبعة سنوات، يعتبر سوق الشرق الأوسط سوقاً قوياً لنا، خاصة وأننا حين قدمنا إلى المنطقة ضمن العامين 2011 و 2012 كان لنا عملاء يعرفوننا من قبل، وهم جامعي التحف وخاصة قطع FABERGÉ والتي يعود تاريخ بعضها إلى أعوام 1917. وكنا قادرين على أن نتيح لعملائنا الموجودين من قبل قطعاً متميّزة يمكن أن يوسّعوا مجموعاتهم عن طريق اختيارها. واليوم نصب اهتمامنا أيضاً على الزبائن الأصغر عمراً من خلال مجموعات للمجوهرات بأسلوب تصميمي معاصر. ونقوم بتطوير العلامة من خلال ابتكار مجموعات راقية ومعاصرة ومجموعات أخرى تليق بمختلف الأذواق والفئات العمرية.

ما هي رؤيتك للسوق في منطقة الخليج العربي خلال العام المقبل 2020؟

اعتقد أننا سنجد المزيد من النمو في هذا السوق، لدينا دائماً عملاء موجودون وقدماء يعودون إلينا، ونقوم اليوم بالحرص على الوصول إلى عملاء جدد، والذين يصبحون عملائنا على مدى الحياة بفضل التجربة التي يحرصون على إعادتها، نحن اليوم موجود في غالبية مناطق الخليج العربي، قمنا بافتتاح متجرنا الجديد في الكويت والبحرين وأبوظبي، والسعودية، لذا أتوقع من هذا النمو أن يستمر.

هل هناك قطع حصرية في البوتيك، أخبرنا أكثر عنها؟

نعم هناك قطع حصرية لهذا المتجر، قمنا بابتكار قلائد مع تميمات خاصة، وكانت خاصّة لهذا البوتيك، وإحداها لديها صقر بداخلها كعنصر مفاجأة داخل البيضة الذهبية، وصنعنا هذه القطعة بشكل محدود هذا العام، أما العام الماضي، فقمنا بابتكار قلادة مع بيضة تحمل ماسات وأحجار كريمة تعكس علم الإمارات العربية المتحدة، وسنقوم بإعادة طرحها أيضاً العام القادم بأشكال مختلفة لما لها إقبال كبير في الأسواق.

نعرف أن الصقر هو طائر مشهور في الدولة، وهو مصنوع في هذه القلادة من الذهب، وهنا تجدين قشرة البيضة مصنوعة من تقنية طلاء للمينا ابتكرتها FABERGÉ خصيصاً لصقل البيضة بأسلوب فاخر، وهي تقنية عالية الجودة تحتاج لخبير في صقل وطلاء المجوهرات، وهذه الطريقة لم تتطور منذ قرن من الآن، فهي تستخدم ذات الأدوات وذات التقنية، للحصول على لون مشبع وغني عليك أن تسنفر المعدن والذهب أولاً ليصبح خشناً، ثم تطحن الكريستال ليصبح كالبودرة ويتم مزجه مع سائل للحصول على معجون، ثم نستخدم فرشاة ناعمة لتلوين السطح، ثم نضعها في الفرن لتسخينها لدرجة قريبة من درجة ذوبان الذهب، وهي 900 درجة، وبعد أن يخرج من الفرن، علينا أن نطبّق أكثر من 7 تطبيقات مختلفة على القطعة الواحدة. لأن علينا أن نقوم بكل طبقة على حدا. لعلها عملية صعبة خاصة وأن علينا التحكم بدرجة حرارة الفرن والذهب لكيلا يذوب.

ما الذي يجعل ابتكارات FABERGÉ تتميّز عن غيرها من بين دور المجوهرات القديمة والحديثة؟

اعتقد أن الاختلاف يتمحور في مجال الابتكارات، دائماً ما نسأل أنفسنا ما الذي قد يبتكره أو يفعله بيتر كارل فابيرجيه لو كان لايزال على قيد الحياة، لطالما كان رائداً وله رؤية حيّة ومبدعة وحب للحياة، لذا نحاول أن نطبق ما كان يصبو إليه وبعض من روحه وفلسفته، لذلك تجدين في بعض القطع هناك عناصر تشير إلى الاكتشاف والمفاجآت وتطبيق التقنيات والمواد.

مع اقتراب موسم الأعياد والاحتفالات، أخبرنا المزيد عن مجموعة FABERGÉ الجديدة المتزيّنة بالنجوم.

تم إطلاق هذه المجموعة خاصة لموسم الاحتفالات، وأعياد نهاية العام، تعتبر النجوم رمزاً مهماً في هذه الاحتفالات، وهذه الفترة من الوقت إنها فترة الهدايا والإهداء، لذا تعتبر هذه المجموعة مثالية كهدايا للأحباب.

ما هي أكثر مجموعة مجوهرات تشتهر بها FABERGÉ في المنطقة؟

مجموعتنا التقليدية والتي تعكس إرث FABERGÉ هي المجموعة الأكثر طلباً في المنطقة.

تعاونت مؤخراً الدار مع مصمم الأزياء غاري جايمس مكوين  FABERGÉ X GARY JAMES MCQUEEN لابتكار مجموعة من الأوشحة الحريرية محدودة الإصدار، أخبرنا عن هذا التعاون:

نحن نؤمن بالقوة التي يمنحها التعاون والشراكات على المجموعات الجديدة التي يتم إطلاقها، أرشدتنا إلى هذا التعاون سارة فابرجيه من وحي الإرث والتاريخ الغني للدار، ولا شك أننا جميعاُ على معرفة وثيقة بعم غاري وهو الكسندر ماكوين، وما تركه من ابتكارات وإرث عريق لداره. وبالطبع كنّا معجبين بأعمال غاري لذا ابتكرنا مجموعة من الأوشحة الحريرية محدودة الإصدار، واليوم أتمنّى لو أننا أطلقنا المزيد منها لأنها نفذت جميعها بسرعة. من المحزن أن تعمل على شيء بكل جهد ولفترة طويلة، وفجأة تنفذ تلك المجموعة بسرعة. ونحن اليوم نتطلع للمزيد من التعاون المبتكر مع المبدعين. لأنك إن نظرت إلى تاريخ الدار ستجدين أن هذا الأمر كان ضرورياً لإثراء ابتكاراتنا، من الصعب أن تجدي جميع التقنيات القديمة والحديثة للصقل والسنفرة والترصيع في مكان واحد لذا نلجأ إلى تلك الابتكارات والتعاون.

ما هي الشراكات والتعاون التي تنشدها الدار؟ وكيف تقومون باختيار المصمم أو الفنان؟

دائماً ما نبحث عن القيم المشتركة التي تجمعنا مع الشخص أو المصمم وهذا الأمر على ذات المستوى من الأهمية من المهارات التي يجب أن يتمتع بها الشخص الآخر. فهي مزيج من المهارات والحرفية العالية والرؤية التي يجب أن يتمتع بها.

كمدير الإدارة في الدار، ماهي الأمور التي تبقيك على ذات المستوى من التحفيز والإيجابية؟

ما نقوم به هنا في FABERGÉ هو خاص جداً و مهمّتنا هي إعادة إحياء العلامة، اعتقد أنها كانت في نوم عميق لمدة 100 عام تقريباً، لذا نعتقد أن اسم FABERGÉ لا يجب أن يموت أو يختفي، ويجب أن يتم الاحتفاء باسم العلامة على مدى أجيال متعاقبة، لذا نحن نؤمن بأننا حماة العلامة ومهمّتنا أن نكتب الفصل الثاني من تاريخها، ولتحقيق هذا، من المهم أن نحتضن فلسفة وقيم مؤسسها بأسلوب معاصر، لذلك نحن وعلى الرغم من أننا شركة صغيرة، إلا أننا اسم كبير وعريق، وأتمنى أنه على مدى 20 عاماً من اليوم مؤرّخي المجوهرات سيعودون إلى الخلف ويكتبوا تاريخ نهضة العلامة وقصة إحياء FABERGÉ.

ماهي حكمتك في الحياة؟

اعتقد أن حكمتي الخاصة في الحياة هي أنك تجني ما تزرعه.

ما هو الكتاب الذي انتهيت من قراءته مؤخراً؟

لقد أنهيت للتو كتاباً يدعى Shoe Dog في الاجمال أحب الكتب التي تروي قصص الأشخاص الناجحين، والسير الذاتية لهم.

ماهي الأمور التي تقول لها لا؟

بالإجمال لا أقول عادة كلمة لا، ولكن لا أحب أن يقال لي كلمة لا، خاصّة في عملي حين أريد أن أحقق أمراً ما، أعتبره تحدّياً كبيراً لي.

حاورته: ربا نسلي

الأوسمة

المقالات الأكثر مشاهدة