حقائق لا نعرفها عن مخاطر الفيلرز والبوتوكس التجميلية!

Ruba Nesly   |   03 - 06 - 2019

جميعنا  نعرف ضرورة حقن البوتوكس والفيلرز خاصة بعد عمر 35 للحصول على بشرة مشدودة وشابة ومحاربة التجاعيد والترهّل، ومع الإنتشار الواسع لهذه الصيحات التي بدت في متناول الجميع، أصبحت هذه الممارسات الطبيّة يمكن أن تؤدي إلى بعض المشاكل والأذيّة على صحّة الإنسان.

تأثير الفيلرز والبوتوكس على البصر:

يعتبر حقن البوتكس والفيلر من العلاجات الأكثر شيوعاً في مجال الطب التجميلي لمحاربة التجاعيد التي تتشكل حول العين، ولكن يعتبر تأثير البوتكس على البصر أكثر أماناً من الفيلر لأن مضاعفاته تزول بعد مدة أقصاها ستة أشهر؛ ومن أشهر مضاعفات البوتوكس نزول الجفن العلوي والحول؛ في حال حدوث الحوَل، يقوم الطبيب بتغطية العين حتى تعود العضلة إلى وظيفتها الطبيعية؛ وعند انسدال الجفن العلوي يتم تركه لمدة ستة أشهر فيعود لوضعه الطبيعي بعد زوال مادة البوتوكس ويتخلى الطبيب في هذه الحالة عن العمليات الجراحية والتكميلية.
أما حقن الفيلر لأغراض التجميل في الوجه فأصبح منتشراً بشكل كبير جداً وتجاوزت الحالات مئات الآلاف في السنة الواحدة، وأصبح الأطباء من اختصاصات متنوعة مثل الطب العام، طب الأسرة، أخصائيي التجميل، وأطباء العيون يمارسون عمليات حقن الفيلر.

نصائح من الإختصاصيين:

وللمزيد حول هذا الموضوع، تحدثنا مع الدكتور هاني سكلا، استشاري طب وجراحة العيون في مركز إبصار بدبي، وعضو الاكاديمية الامريكية للعيون والجمعية الأمريكية لتصحيح عيوب الإبصار والمياه البيضاء.
مع أن حقن الفيلر آمن جداً ولكنه كغيره من عمليات الحقن قد يمر بمخاطر ومضاعفات، ومنها فقدان مفاجئ للبصر بشكل نهائي وتلف الشبكية والعصب البصري بشكل دائم وذلك في خلال ساعة كحد أقصى، ولذلك ينبه د. سكلا إلى ضرورة انتباه الأطباء لمخاطر الفيلر واتخاذ إجراءات سريعة في إنقاذ البصر خلال 60 دقيقة فور ظهور أي مضاعفات وذلك لتفادي فقدان المريض لبصره بشكل نهائي.
يوضح د. سكلا أسباب ظهور هذه الحالات؛ وهي عند إتمام عملية حقن مادة من مواد الفيلر وأشهرها “حمض الهيالورونيك أسيد” وهو الأكثر انتشاراً و أماناً في العالم، ولكن عندما نقوم بالحقن وخاصة في منطقة ما بين الحاجبين أو حول الشفاه قد تتسرب مادة الفيلر عن طريق الخطأ داخل الشرايين الدموية المغذية للوجه؛ تدفع مادة الفلر داخل هذا الشريان بعكس اتجاه الدم ، وعند توقف الطبيب عن الحقن ؛ يعود الدم إلى السير ويدفع الجلطات المتكونة خلال الحقن في اتجاه نهايات الشرايين في الوجه ومنها الشريان الشبكي المغذي لشبكية العين فبالتالي يشعر المريض بفقدان مفاجئ لبصره وربما أعراض أخرى مثل الحول، هبوط الجفن العلوي، ألم شديد في العين، شلل مفاجئ في طرف من أطراف الجسم اليسرى أو اليمنى على حسب عكس الجهة التي تم الحقن فيها، بالإضافة إلى أعراض عصبية.
ولمنع هذه المضاعفات الخطيرة من الحدوث، يجب على الطبيب اتباع عدة خطوات للوقاية ومنع تدهور الحالة ومنها الابتعاد عن استخدام إبرة سميكة منعاً لاختراق الأوعية الدموية الصغيرة في الوجه ويجب على الطبيب أن يقوم بسحب السرنغ للتأكد من أنه لا يحتوي على دم، ففي حال دخل السرنغ في الوعاء الدموي يجب التوقف عن الحقن فوراً والضغط على المنطقة المحقونة.
كما يجب حقن كميات صغيرة وببطء شديد حتى لا تتسرب كميات كبيرة إلى الأوردة، مع استخدام دواء محدد يساعد على انقباض الأوعية الدموية في الوجه لمنع دخول الإبرة الحادة، وفي حال ملاحظة الطبيب معاناة المريض من أي ألم فعليه أن يتوقف فوراً، ويجب أن يتم الحقن في المنطقة السليمة وعلى العمق السليم بعيداً عن الأوعية الدموية، ولا بد من ذكر أهمية تاريخ عمليات التجميل السابقة وخاصة عمليات تجميل الأنف والجفون وذلك لأن الأوعية الدموية تتغير خريطتها وأماكنها ويصبح من السهل جداً دخول الفيلر في الأوعية الدموية والأماكن الغير متوقع وجودها فيها.
ينبه د. سكلا إلى أنه في حال تشكل أعراض مثل الحول المفاجئ، هبوط الجفن، توسع الحدقة، أو تورم قرنية العين فعلى الطبيب أن يحقن مادة مضادة لإبطال مفعول المادة المحقونة وهي مادة الهيالورونيداز التي بدورها تقوم بتفتيت مادة الفيلر بمرورها من الأوعية الدموية وذلك لإعادة الدورة الدموية إلى الأنسجة بشكل طبيعي؛ يجب أن يلجأ المريض لأقرب طبيب عيون أو أخصائي تجميل جفون في قسم الطوارئ لعلاج الحالة وإنقاذها؛ لذلك يجب أن يحتفظ كل طبيب في عيادته الخاصة بكميات وفيرة من مادة الهيالورونيداز لإبطال مفعول مادة الفيلر.
في حالات أخرى، قد يعاني المرضى من انسداد جزء من الشريان الشبكي وليس الشريان الشبكي الرئيسي ومنها قد يعاني من إصابة مجال البصر ولكن يحتفظ بالرؤية المركزية؛ وفي حالات أخرى، تحافظ الشبكية على شكلها الطبيعي وتكون الإصابة البصرية كبيرة نتيجة ضمور العصب البصري الذي يظهر واضحاً بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من تاريخ الإصابة.
يقول د. سكلا أن الهدف الرئيسي هو توعية الأطباء لأعراض هذه المضاعفات الخطيرة لأنها قد تظهر أحياناً على شكل ألم واحمرار في جلد الوجه وتسبب في انسداد الشعيرات الدموية ويكون علاجها على شكل كمادات دافئة، إسبرين، كورتيزون، أو حقن مادة الهالورونيداز في كميات كبيرة في المنطقة المصابة سواء على الأنف أو الخد أو الجفن.

الأوسمة

المقالات الأكثر مشاهدة