نشأت المديرة الإبداعية ومؤسِسة دار ‘سمسم’ للأزياء، عبير العتيبة، في مدينة الإسكندرية بمصر، وأكملت دراستها في علوم الهندسة المدنية في دبي قبل أن تنتقل إلى واشنطن. تزوجت العتيبة من سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أم لطفلين.
تعكس ‘سمسم’ على الدوام تأثر العتيبة بحضارتي الشرق والغرب باعتبارها نشأت في بيئات متعددة الثقافات. وبينما يبدو مجالا الهندسة المدينة والموضة من عالمين منفصلين؛ ينسجم ميل العتيبة نحو التصاميم الدقيقة ذات الجودة العالية والخواص العملية مع شغفها بعالم الأزياء.
تستوحي علامة ‘سمسم’ اسمها من لقب الطفلة ساميا، أكبر أولاد عبير العتيبة، والتي ساهم حضورها الساحر وعلاقتها الوثيقة بوالدتها في إطلاق هذه العلامة الفاخرة والمتخصصة في إنتاج الملابس الجاهزة للسيدات والفتيات الصغيرات. وتتيح العلامة خيارات متكاملة من التصاميم التي لا تتطابق تماماً مع بعضها، وإنما تتماشى بشكل مثالي من حيث الأقمشة المستخدمة، وبالتالي تقدّم للفتيات أزياء تتناغم مع إطلالة أمهاتهنّ.
كيف قررت الانتقال من مجال الهندسة الى عالم الموضة، والى أي مدى كانت هذه النقلة صعبة بالنسبة لك؟
لطالما رغبت بالتعبير عن نفسي من خلال الأزياء! ففي كل مرة يتبضع والداي ملابساً جديدة من أوروبا كنت أقوم بتعديلها وإضافة لمستي الشخصية عليها. عززت دراستي للهندسة قدرتي على ضبط النفس والتخطيط، مما منحني فرصة النمو في عالم الأزياء والموضة، فهناك تناغم واضح بين التحفظ والحرية الإبداعية في كلا المجالين. وأنا فخورة بالخلفية التقنية التي منحتني إياها دراستي للهندسة، ولكن هناك شغف كبير يربطني بالأزياء وأنا سعيدة جداً لكوني جزءاً من عالم الموضة.
ما هي أفضل نصيحة تلقيتها في السابق وساعدتك لتديري مشروعك بنجاح اليوم؟
قدم لي والدي نصيحة هامة جداً: لا يتحتم عليك أن تكوني الفتاة الأكثر ذكاءً في محيطك، ولكن عليك أن تحيطي نفسك بأشخاص ماهرين فيما يفعلونه، وينبغي عليكِ الاستماع لهم والأخذ بنصائحهم! وهذا ما أقوم به يومياً، حيث أعمل مع أشخاص من ذوي الخبرة في مجالات عملهم، وأستمع لهم وأتعلم منهم أيضاً.
ما هو الأمر الذي يشكل التحدي الأكبر عندما يعود الامر الى إدارة دار الأزياء خاصتك؟
يكمن الجزء الأصعب في اختيار الأشخاص المناسبين. فأنا أقيم في العاصمة، وأدير جميع أعمالي عن بعد: حيث يتواجد فريق العمل في نيويورك، فيما تستضيف باريس إدارة التصميم. وليس من السهل إدارة كل شيء وإيجاد الأشخاص الموثوقين الذين يمكنهم فهم رؤيتي والهدف الذي أسعى لتحقيقه، بل هو الجزء الأصعب.
برأيك ما هي صفات المرأة الناجحة؟
المرأة الناجحة هي المرأة التي تبحث في الآخرين عن الإلهام والتوجيه، ولكنها تحدد طريقها للنجاح بذاتها. وبرأيي، ذلك يعني العطاء، والقدرة على أن تكون مثالاً يحتذى به، خاصةً في العالم العربي، من دون أن تستسلم أبداً. وأنا بدوري أحاول تعليم ابنتي هذه القيم.
لماذا اخترت مدير التصميم Albino Riganello ليعمل معك على تصميم مجموعات ‘سمسم’؟
أرى في ‘سمسم’ مجموعة عالمية نشأت من خبراتي في العيش في مناطق متنوعة من العالم، إلى جانب عشقي الكبير لإرثي العربي. يضفي ألبينو تأثيراً متوازناً للتصميم الأوروبي إلى العلامة بفضل عمله مع بعض أفضل دور الأزياء خلال مسيرته المهنية التي تمتد لـ20 عاماً.
ما الذي يدفعك يومياً للمحافظة على مصدر الهامك، والاستمرار ببناء علامتك التجارية والتقدم؟
أعتقد بضرورة مواجهة التحديات، وأسعى جاهدةً لتقديم تصاميم تعكس قوة المرأة وقدرتها على الصمود. كما أشعر بمسؤولية كبيرة لتقديم مثال لما يمكن تحقيقه بالعمل الشاق والتفاني والمثابرة. ونستمد نحن كسيدات قوتنا من خلال أعمالنا وعواطفنا والتحديات التي نواجهها، فضلاً عن قدرتنا على تحقيق التوازن بين العديد من الأشياء مع قدرتنا على تقديم العطاء للمجتمع. ولذلك، فأنا أصمم لأجل هذه اللحظات والمشاعر، وكذلك للنساء اللواتي يلهمنني يومياً بتجاوز الاعتيادي نحو آفاق جديدة.
عندما تصممين الأزياء، هل تتبعين صيحات الموضة أم أنك تبتكرين اتجاهات خاصة بالعلامة؟
على الرغم من متابعتنا لأحدث صيحات الموضة الرائجة حالياً ومستقبلاً، إلا أننا نسعى للتميز والفرادة. وتجمع تصاميمي الثقافات الغربية والشرقية التي نشأت فيها؛ حيث يمثل استخدام الألوان والحركة والأقمشة مزيجاً متوازناً من القوة والرقة الجميلة في تشكيلة أزياء السيدات والفتيات. وبإلهامٍ من جمال الثقافة الشرق أوسطية والمتوسطية، تنضح التصاميم بالطبقات المتعددة الناعمة والأبعاد المدروسة بدقة جذابة، وهذا ما يمثل بصمة العلامة المميزة.
بماذا ترغبين أن تشعر السيدة عندما تختار أن ترتدي تصاميمكم المميزة؟
تسعى تصاميم ‘سمسم’ لتعكس إطلالة وشخصية المرأة القوية والمستقلة والواثقة بنفسها، والتي تسعى في كل يوم للتأثير إيجابياً في هذا العالم.
ما الذي يميز مجموعة هذا الخريف والشتاء للسيدات عن سابقاتها؟
مجموعة أزياء خريف – شتاء 2017 هي المجموعة الأولى التي تطلقها العلامة بعد التعاون مع ألبينو ريجانيللو كمدير تصميم. وتوازن هذه المجموعة بين الأزياء النهارية الأنيقة والإطلالات المسائية الجذابة، من خلال الجمع بين الأسلوب الكلاسيكي واللمسات العصرية. كما تحتفي المجموعة بالأنوثة وتقدم الفساتين المطبعة بالأزهار والمصممة بشقوق طويلة مع الكشاكش الناعمة وقصات واضحة على الظهر أو الخصر.
أخبرينا عن مجموعة أزياء الفتيات الصغيرات للخريف والشتاء؟
تأتي تشكيلة أزياء الفتيات لتستكمل مجموعة أزياء السيدات، وتقدم قطعاً عملية وجذابة كالفساتين القصيرة المكشكشة، ومعاطف الفرو القصيرة، وتنانير الباليه، وسترات البومبر المطبعة بصور النجوم والأقمار، في إشارة واضحة إلى إرث ‘سمسم’ الشرق أوسطي. وقد كانت راقصة الباليه الألمانية بينا باوش، رائدة فن الباليه الحديث، مصدر إلهام لهذه المجموعة؛ إذ قمنا بترجمة براءتها ورقّة إدائها إلى مجموعة من قطع الملابس المفعمة بالخيال باستخدام المخمل الحريري والجاكار والكشمير.
من هو مصمم الاكسسوارات المفضل عندك؟
أحذية كريستيان لوبوتان هي عنصر أساسي في خزانتي، بالإضافة إلى الحقائب الصغيرة وحقائب الظهر من ‘شانيل’ التي أقوم باقتنائها منذ أن كنت في عمر الـ 18. أعشق المجوهرات التي تثير الذاكرة أو المشاعر، وأمتلك مجموعة أقراط وأساور مزينة بأسماء أطفالي الأحبة. كما أحب سوار Bhappy2 من لورين شوارتز، وأفضل تصاميم عزة فهمى للقلائد والأقراط المميزة. ولا ننسى نظارات ‘ريبان’ الشمسية في الصيف، التي لا أستطيع التخلي عنها.
ما هو الخطأ الكبير الذي يرتكب بحق الموضة؟
أعتقد أن الخطأ الأكبر في عالم الأزياء هو أن تسمحي للآخرين بجعلك تشعرين بعدم الارتياح أو النقص. فالموضة أمر شخصي، وأريد أن تشعر السيدات بالثقة والقوة والتميز بما يرتدينه، سواءً كان ذلك فستان حفلة كوكتيل أو قميصاً وسروال جينز، فأنا أؤمن حقاً بفكرة دعم المرأة للمرأة.
أفضل نصيحة يمكن ان تقدمينها للسيدات اللواتي يدرن أعمالهن؟
لا تخافي من العمل على تحقيق حلمك، وتذكري قوتك الداخلية كامرأة واعملي مع أشخاص تثقين بهم لمساعدتك على تحقيق طموحك، وتأكدي بأننا غالباً ما نستطيع إنجاز أكثر مما كنا نعتقد.
ما هي الرسالة التي ترغبين أن تصل الى ابنتك من خلال “سمسم”؟
أشجعها على أن تكون صادقة مع نفسها ووفية لذاتها ولطيفة مع الآخرين وبالتأكيد أن تكون أحلامها كبيرة ورائعة.
ما هي دولتك المفضلة عندما يتعلق الامر بأسلوب الموضة؟
باريس، فهي لا تشبه أي مدينة أخرى زرتها أو عشت فيها؛ إذ أنها مفعمة بموضة وثقافة ملهمة بشكلٍ لا يصدق، حيث تتألق المرأة الباريسية بثقة كبيرة في أسلوب حياتها اليومية، فهي جذابة بالأسلوب العصري للأزياء الشعبية ورائعة بالملابس الأنيقة الفاخرة. إنها مثال المرأة الشغوفة بالحياة والتي تستمتع بجمالها لأقصى درجة.
ما هو التعاون الذي تفكرين بتنفيذه؟
أحب هذا السؤال، أعتقد أنه سيكون من الرائع التعاون مع الفنانات العربيات في ابتكار تشكيلات مصغرة من القمصان والسترات والأكسسوارات بلمسات من فنهن وصورهن على تصاميمي.
ما هي التصاميم والأكسسوارات التي تتصدر لائحة مشترياتك لهذا الموسم؟
سترة “نادين” الجلدية وبذلة “كاميل” مكشوفة الكتفين باللون الأحمر من‘سمسم’، بالإضافة إلى حذاء ‘شانيل’ البراق والمعطف ذو حزام من ‘ميو ميو’.
حاورتها: شارلين الديك يونس