تعمل مؤسسة 81 Designs الاجتماعية كمنصة تجمع الفنانات الحرفيات اللاجئات، بهدف تعزيز مواهبهن من خلال التعاون مع فنانين تشكيليين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لنتعرف أكثر على هذه المؤسسة أجرينا مقابلة مع نادين ي. معلوف، الشريكة المؤسسة لـ81 Designs. معلوف سيدة أعمال شابة بدأت مسيرة الريادة باكراً لتصبح مؤسسة Peak Advisory Group و Maison Sucre. ولدت في بيروت وعاشت في الرياض وفلوريدا، ومونتيريال قبل أن تستقر في الإمارات العربية المتحدة. عام 2011، حازت معلوف على جائزة Young Achiever Award من منظمة جوائز المرأة العربية على تأسيسها Maison Sucre. ومنذ عام 2012 أصبحت عضوا في مجلس إدارة المنظمة. وكجزء من التزامها تجاه المجتمع، سعت نادين باستمرار إلى تحسين حياة أولئك المحيطين بها من خلال المشاركة في مختلف الجمعيات الخيرية والمبادرات المحلية. ماذا قالت عن رحلة مؤسسة 81 Designs ورسالتها وشراكتها مع آرت دبي تجدونه ضمن هذه المقابلة.
كيف ولدت فكرة 81 Designs؟
أسست 81 Designs قبل عامين، مع والدتي نسرين الطيبي معلوف، الشريكة المؤسسة في هذا المشروع، وذلك انطلاقاً من شعوري بوجود حاجة لابتكار آلية تجمع بين الفن والأعمال الخيرية الإنسانية.
لكل مشروع اجتماعي رسالة، فما هو هدف هذا المشروع ورسالته؟
عام تلو الآخر، نتطلع لتوظيف المزيد من الفنانات من النساء اللاجئات، إذ تتمثل مهمتنا في تسليط الضوء على هذه المواهب الفنية المغمورة، ومساعدتهن على تحدي ظروف الحياة الصعبة واستعادة الأمل ببناء مستقبل واعد لهم.
ما الذي قادك الى عالم الفن التشكيلي؟
أحمل شهادة بكالوريوس في الفنون الجميلة من معهد برات في نيويورك، ورافقني شغفي بالأعمال الفنية والفنانين منذ طفولتي، لذلك كان تأسيس 81 Designs بمثابة تجسيد لهذا الشغف، وتحويله إلى حقيقة واقعية.
على أي أسس تختارون الفنانات اللاجئات وكيف تكتشفون مواهبهن؟
نختار الفنانات استناداً إلى مهاراتهن الفنية، إذ تساعد أم محمد التي تترأس ورشة العمل الخاصة بالمؤسسة في الإشراف على أعمالهن الإبداعية، كما تساعد في توظيف النساء للعمل معنا.
ما هي أجمل عبارة سمعتها من إحدى اللاجئات؟
هناك الكثير من القصص والعبارات. ولكن الأبرز تلك التي شهدتها خلال فترة من الاضطرابات السياسية التي عصفت بالمخيم في وقت سابق هذا العام. حيث اضطرت إحدى النساء اللواتي تعمل معنا للهروب من بيتها في المخيم لنلاحظ أن الشيء الوحيد الذي استحوذ على اهتمامها هو قطعة النسيج المزركش التي كانت تعمل جاهدة لإنجازها للمؤسسة.
هل من صعوبات واجهتك هذا العام؟
كان هناك الكثير من الاضطرابات السياسية التي عصفت بالمخيم السنة الماضية. وكانت السبب الأساسي لمغادرة عدد كبير من السيدات اللواتي نعمل معهن المخيم لفترة قصيرة من الزمن.
أخبرينا أكثر عن نشاطات 81 Designs وما هي آلية العمل التي تتبعونها؟
نحرص على اختيار الفنانات اللواتي تشاركننا القيم والشغف ذاته للفن. إذ نعمل معاً على إبداع الأعمال الفنية التي تساعدهن على فتح باب الأمل ونوافذ المستقبل أمامهن. الهدف هو مساعدتهن للاعتماد على أنفسهن لمتابعة حياة حرة وكريمة.
ما القاسم المشترك بين Art Dubai و81 Designs؟
فخورون جداً بدعوتنا من قبل آرت دبي للمشاركة في فعاليات دورة هذا العام، حيث تمت اتاحة الفرصة لنا للتحدث خلال فعاليات هذا الحدث المميز، كما تم منحنا مساحة لعرض أعمالنا الفنية أمام جمهور الفن الواسع الذي يحرص على متابعة فعاليات هذا المعرض الكبير. يشكل معرض آرت دبي منصة فنية بأبعاد عالمية هامة، وهو أهم معرض فني على مستوى المنطقة والعالم. ولطالما سلط المعرض الضوء على مواضيع وتوجهات فنية نبيلة، وبالتالي يشكل آرت دبي المنصة الأهم لتواجد مؤسسة 81 Designs لمساعدتها على تحقيق المزيد من النمو والنجاح.
ما هي نشاطاتك اليومية التي تقومين بها الى جانب عملك لـ81 Designs؟
بعيداً عن عملي في المؤسسة، اهتم بحياتي العائلية كثيراً، فأنا زوجة وأم واستشارية، كما إنني محظوظة جداً بكوني عضو مجلس إدارة جوائز المرأة العربية على مدار السنوات الست الماضية.
إلى أي مدى أثر هذا النشاط على حياتك وأفكارك؟
لطالما ساعدني عملي في المؤسسة للاطلاع على أمور الحياة من منظور إيجابي.
ما هي مقولتك المفضلة؟
اتبع شغفك دائماً تكافئك الحياة.
ما رأيك بمشهد الفن التشكيلي في العالم العربي؟
مع التطور الكبير الذي يشهده المشهد الفني في الدولة والذي يتجسد بوضوح في افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، واستضافة معرض فان غوغ العالمي، وافتتاح العديد من الصالات والمؤسسات الفنية المختلفة، باتت الفعاليات والمعارض الفنية الآن متاحة أمام الجميع، على عكس ما كان عليه الأمر عندما كان الفن متاحا فقط للمتخصصين. أعتقد أن المشهد الفني يشهد تطوراً كبيراً في العالم العربي ككل. بات إرثنا وثقافتنا الأصيلة يحظيان باهتمام أكبر في المحافل الدولية، وذلك بفضل تنامي المواهب التي نمتلكها. إن فنانين أمثال حسن حجاج، وeL Seed، ممن تشرفنا بالعمل معهم، هم نماذج قليلة عن هذه المواهب التي أصبحت منطقتنا العربية تزخر بها، والذين باتت لمساتهم الفنية العربية تبرز جلياً على المشهد الفني العالمي. كما أن المعارض والمهرجانات الفنية الكبيرة مثل آرت دبي تلعب دوراً هاماً في تطور المشهد الفني في المنطقة، فهذه المنصات الفنية، تمكننا نحن، اللاعبون الصغار، من المساهمة في هذا المشهد. وبدوري أشيد بالجهود التي تبذلها الحكومة للترويج والتعريف بثقافاتنا وفنوننا الأصيلة، فمن خلال العمل المشترك سنتمكن من الانطلاق نحو العالمية.
إذا أردت أن تقيمي العام الأول لـ81 Designs ماذا تقولين عنه؟
أتطلع لتدشين منصة تجمع بين الأعمال الفنية والمبادرات الإنسانية النبيلة، وشكل تأسيس 81 Designs بداية طيبة لهذه الجهود، إذ لا نزال نتعلم ونتعرف على المزيد من هذه التجربة. امتازت السنة الأولى لأعمالنا بأهمية كبيرة، إذ التقينا خلالها بهؤلاء النسوة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وبدأت فكرة العمل المشترك بهدف مساعدتهن. بالطبع واجهنا الكثير من العقبات نظراً للأوضاع الصعبة جداً الذي يشهدها المخيم، إلا أنه، بمساعدة كبيرة ومشكورة من والدتي، استطعنا التغلب على هذه التحديات ونجحنا في إطلاق مؤسسة 81 Designs خلال فعاليات آرت دبي.
ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
لدينا بعض المشاريع المميزة التي نخطط لها للمستقبل، إلا أننا نركز حالياً على مشروع لإعادة تصوير وتفسير أعمال الفنان حسن حجاج “جرافكس من السوق” وذلك خلال مشاركتنا في الدورة الثانية عشرة من فعاليات آرت دبي.
رسالتك لكل فنانة تشكيلية في العالم العربي.
في الحقيقة لست بمكانة تؤهلني تقديم النصح للفنانات التشكيليات في العالم العربي، إذ أظن أن لكل منهن دوراً هاماً ومميزاً، وجميعهن يمتزن بالشغف الذي يوقظ في داخلهن جمرة الابداع.
حاورتها: شارلين الديك يونس