اختارت الشابة دينا فواخيري أن تتبع شغفها للفن، وتنتقل من الإدارة الإبداعية الى الرسم بشكل دائم عام 2016. حبها للكتب المصورة بدأ في طفولتها ولم يفارقها حتى الآن. عملت فواخيري على تطوير مهاراتها في الرسم عبر السنوات من خلال الرسومات المنفّذة بضربات سريعة وألوان جريئة. ولقد أصبح أسلوبها البسيط والمليء بالتعابير بصمتها الخاصة التي تميزها عن غيرها. تقيم فواخيري في عمّان – الأردن، وتعمل اليوم مع أبرز العلامات والأسماء في عالم الموضة والمجوهرات، كما تشارك في العديد من الفعاليات المحلية والإقليمية. ماذا قالت عن هذه الخطوة الجريئة التي قامت بها في مسيرتها المهنية، وكيف كان عامها الأول منذ أن اختارت الرسم والمزيد عنها، تجدونها ضمن هذه المقابلة.
لماذا اخترت الانتقال من مهنة الادارة الابداعية الى الرسم؟
لطالما كان الرسم شغفي الحقيقي. وبما انني كنت مديرة إبداعية واتخذت مسار عالم الاعلانات لمدة 15 عاماً، ساعدني ذلك لتطوير مهاراتي في مجالات عدة، منها العالم الرقمي والتفكير بطريقة أبسط وأسرع. ولكن هذا الحب للرسم بقي في داخلي حتى شعرت انه يجب ان أعطيه فرصة. قمت بهذه الخطوة بكل إيمان لأبدأ مسيرتي كفنانة مستقلة، فذلك يستحق العناء. ساعدني هذا القرار لأكون صادقة مع نفسي، وأن أتحداها بطريقة خلاقة، وأتبع المسار الذي أشعر أنه كان من المفترض أن أتبعه.
ما هي أول لوحة رسمتها ومن شجعك لتقومي بهذه الخطوة؟
بقدر ما أستطيع أن أعود بذاكرتي، أرى أنني لطالما كنت أرسم، فالرسم هو جزء مني. وعندما أنظر الى طفولتي أتذكر أنني كنت أخرج كتاب الأطفال الخاص بالرسم وأرسم على تلك التي أعجبتني. كما أنني قمت بإنجاز دفاتر الرسم الخاصة بي، وعملت على ربطها لتبدو كما لو كانت حقيقية كتلك التي كنت أملكها. أحب والدي الفن وشجعني من خلال الاحتفاظ بأعمالي لأرى كيف تطورت.
ما هي مدرسة الفن التشكيلي التي غالباً ما تعتمدينها أو تنتمين إليها؟
لا أتبع مدرسة معينة في الوقت الراهن، فما زلت أستكشف جميع الامكانات الابداعية الممكنة التي تأتي من كوني رسامة مستقلة. لاحظت على مر السنين أنني أميل الى التيار الواقعي المعاصر. أميل الى الأعمال التي تتسم بالتفاصيل وتعطي شخصية للعمل وتخلق مشاعر خاصة أيضاً.
من هو الفنان التشكيلي الذي كنت تحبين اكتساب مهاراته؟
أعتقد انني أتطلع الى الفنانين الشباب مثل Paula Bonet وCasey Baugh، هما من بين المفضلين عندي. كلاهما يتبع مدرسة الفنانين الواقعيين، والأسلوب والألوان التي يستخدمانها رائعة جداً. غالباً ما أنظر الى أعمالهما التي تشكل مصدراً للوحي. كما أن المكان الذي وصلوا اليه أيضاً يشكل مصدر الهام بالنسبة لي.
أنت موهبة جديدة في عالم الرسم، فما هي مشاريعك لمسيرتك المهنية والمستقبل؟
لقد مضى عام ونصف العام فقط منذ أن خضت هذه المغامرة، وبدأت أعمل على حسابي الخاص. وبالتالي فالفكرة لا تزال جديدة وهناك الكثير لأقوم به. وفي الوقت الحالي أنا أكتشف الخط العربي في المجوهرات والموضة.
أخبرينا عن تعاونك الأخير مع علامة BY sauce؟
أحببت العمل مع BY sauce على هذه الكبسولة الحصرية التي تتضمن تي شيرتات محدودة الإصدار. وشعرت بالسعادة عندما اختاروني لأقوم بهذا العمل. لقد كان شرفاً لي أن أقوم برسم هؤلاء الممثلين والفنانين.
كيف كان الاقبال على هذه الكبسولة التي رسمت عيها صور نجوم عرب محبوبين جداً؟
أحب الناس المجموعة كثيراً، لذلك عملنا على مجموعة ثانية ووجوه ممثلين جددا. لقد كان الناس يأتون إلي من أجزاء مختلفة من المنطقة ليسألوني عن المجموعة. لا بد أن أقول إن شعوري كان رائعاً عندما علمت أن الناس سيرتدون هذه التصاميم.
من هي العلامة التجارية العالمية التي تحلمين بالتعاون معها؟
هناك العديد من العلامات التجارية، فيختلف ذلك بحسب المجال! لطالما أردت العمل مع شركات رسوم متحركة مثل Pixar. كنت دائماً مهووسة بالرسوم المتحركة منذ طفولتي. أما عندما يتعلق الامر بالموضة فأنا أحببت المجموعات الأخيرة التي قدمتها Dolce &ÅGabbana وAlexander McQueen، وتحديداً الورود والرسومات المعقدة للطيور والورود.
ما هي الرسالة التي ترغبين بنشرها من خلال أعمالك الفنية؟
أحب فكرة أنني من الشرق الأوسط وأظن أن هناك الكثير للاحتفال به هناك. لقد فهمت الاجيال الجديدة قيمة المكان التي أتت منه وأهمية حبها له، فأنا أحب أن اكون جزءاً من هذه الموجة أيضاً.
كيف تصفين هوية رسوماتك؟
رسوماتي جريئة وسريعة ومعبرة. أسلوبي رومانسي قليلاً من حيث محتوى الفنون الجميلة على سبيل المثال. بشكل عام تعتبر الرسومات الدقيقة مثل الطيور والزهور جزءاً من هويتي وتوقعي الخاص. لكن أنا جريئة أيضاً عندما تكون المواضيع متعلقة بالرسومات الرقمية والخط العربي المعاصر.
هل أنت بحاجة لتكوني محاطة بأجواء معينة لترسمي؟
نعم طبعاً! أحب أن أعمل عندما يكون الطقس جميلاً. كما أستمتع بالهواء والنوافذ المفتوحة والاطلالة الملهمة. الموسيقى عنصر مهم جداً بالنسبة لي عندما أعمل، وهي أيضاً توفر الجو المناسب.
أخبرينا عن أسلوبك الخاص ومن هي دار الازياء المفضلة لديك؟
أسلوبي مينيمالي. أحب أن أرسم وألوان للآخرين باستخدام الألوان، ولكن عندما يعود الأمر لي أختار الأسود والأبيض. لذلك فمجموعة الكبسولة التي عملت عليها لـBY Sauce تعبر عن أسلوبي حقاً.
ما هي الدولة التي تشكل لك مصدر وحي؟
أحب أوروبا، وأي مدينة صغيرة مريحة بشكل عام. أحب أن أكون قريبة من الماء. ومن الدول المفضلة بالنسبة لي أمستردام وسان فرانسيسكو.
لديك تجربة مع فن الرسم على الجدران، كيف تختلف التقنيات بين الجداريات والرسم على الورق؟
عند الرسم على الحائط والجداريات تكون المساحة كبيرة جداً. تشعرين كما لو أنك جزء من هذا العمل الفني. سيكون عليك التحرك وتمديد ذراعيك للحصول على التفاصيل والوصول الى كل زاوية لتبدو اللوحة جميلة.
اعتمدت الاسلوب الهزلي في مجموعة رسوم “المرأة المستقلة”، حدثينا عن هذه التجربة، وهل تكرر استخدام هذا الاسلوب؟
أحب مجموعة رسوم “المرأة المستقلة”! من المهم جداً أن نتمكن من أن نبقي الأمور سهلة وخفيفة، وأعتقد أن ذلك يساعد للتواصل مع الآخرين. كما أحب الرسومات الهزلية والمضحكة وبالتأكيد أريد أن أستكشف هذا العالم. وخطوتي التالية تكمن في أن أقوم بذلك باللغة العربية.
ما هي الحالة النفسية التي تعبرين عنها عندما ترسمين؟
أعبر عن مشاعر شخصية جداً عندما أرسم لنفسي. ولكن عندما أرسم للآخرين فأننا أتطلع لخدمة متطلباتهم وأهدافهم.
إذا أردت الاختيار بين الريشة والأقلام ما الذي تتجه له يدك أولا؟
أقلام الرصاص والأقلام الأخرى طبعاً. هي التي أستخدمها في معظم أعمالي، فالخطوط والصور الظلية مهمة جداً بالنسبة لي. أحياناً كل ما أحتاج اليه هو قلم رصاص HB2 كلاسيكي لتنفيذ لوحة كاملة.
صفي لنا نظرتك للعام 2017 كأنك تجسدينها في لوحة.
لقد كان عاماً من الاستكشاف، الكثير من الألوان والرسومات غير المكتملة والأفكار المختلطة التي تجتمع ضمن فكرة واحدة في النهاية. كنت أجرب ذاتي لمدة عام، أحاول أن أقوم بكل الأشياء الجديدة، رحلة من الضياع والعثور على الذات مراراً وتكراراً.
أي ألوان تستخدمين لرسم لوحة حياتك؟ لماذا؟
أختار اللون الأسود القوي الجريء لحياتي. أحب الوضوح. كما أحب جرأة الألوان كالأحمر والأصفر. وبالتالي فإن لوحة حياتي ستكون باللون الأسود، مع بقع باللون الأحمر الذي يعبر عن السعادة بين الحين والآخر.
حاورتها: شارلين الديك يونس