مريم السويدي: المعرفة والثقافة هما سر نجاح سيدة الأعمال والفنانة

editorarabia   |   30 - 05 - 2018

مريم ﺍلسويدﻱ، سيدة عشقت وتذوقت ﺍلفن منذ ﺃن كانت طفلة صغيرة، حيث تأثرﺕ بدوﺭ المرأة ﺍلبارﺯ في صناعة الفن. تابعت مسارها اﺍلوظيفي في مجال الفنون، وتمسكت بحلمها وسعت لتحقيقه. عندما ننظر الى نمو الفن التشكيلي في دولة الامارات العربية المتحدة اليوم، لا نستطيع ان نغض النظر ابداً عن دورها البناء في ما يتعلق بتطوير هذا المجال وانعاشه. في هذه المقابلة نلقي الضوء على هذه السيدة التي جمعت بين الفن والاعمال والعائلة والوطن.

 

أحببت الفن منذ أن كنت طفلة، فلماذا اخترت الهندسة المعمارية أولاً؟

 

كان اختياري لدراسة الهندسة المعمارية نتيجة شفغي بفن العمارة. يعود جزء من ذلك الى تأثير المجتمع على رغبتي، من خلال تفضيل اختصاصات ذات طابع علمي، كما هو الحال بشكل عام في المجتمعات العربية. على أي حال يبدأ اختصاص الهندسة المعمارية بمواد فنية تحضيرية، وهناك رابط بالتأكيد بينه وبين الفنون، إلا أن عشق الفنون لدي تبلور لاحقا. كثيرا ما نكتشف ما نريده تحديدا بعد سنوات من الخبرة والتجارب، لتكون الدراسة تأسيساً أكاديمياً قد يمهد في كثير من الأحيان لخيارات أخرى لاحقا.

 

ما هو الرابط الذي جمع بين شغفك بالهندسة المعمارية والفنون الجميلة؟

 

تذوقي للجمال وحبي للفنون التي ترتبط بالجمال شكلا تحديدا هذا الرابط. فهناك حس مرهف لمن يتذوق هذا الجمال، ونرى أن لدى هؤلاء الأشخاص ميل للتخصص بالفنون الجميلة التي تحتوي على العمارة أيضاً، الى جانب الرسم والنحت وغيرها من الفنون، مع فوارق بين المسار الأكاديمي والخبرات التطبيقية طبعا بين الهندسة والفنون.

 

من هو أول فنان تشكيلي تعرفت عليه وعلى أعماله؟

 

أول فنان تشكيلي تعرفت عليه عن كثب كان الخطاط والفنان التشكيلي القدير، أستاذ نجا المهداوي. كان لهذا الفنان الأثر أيضا في اختياري لاحقا لمساري التقني فيما يخص التعرف على الأعمال الفنية وتقييمها، وأكن له كل المحبة والتقدير والإحترام.

 

كيف بدأت قصة جديمادس آرت غاليري وما هو الهدف منها؟

 

جديمادس هي المشروع الفني والمؤسسة التي أعتبرها بلورة حقيقية لاختياري المضي في عالم الفن والثقافة. هي بلورة للمساعي الخاصة بي، نحو ما أصبو إلى تحقيقه في عالم الفن. الهدف من المؤسسة هو البحث عن قدرات إبداعية متميزة لدى فنانين، من الوطن وخارجه، قادرة على النهوض بأعمال الفن الإسلامي على وجه الخصوص إلى الواجهة الفنية الاقليمية والعالمية. تمتلك هذه المواهب من الابتكار مما يجعلها قادرة على تحقيق رؤية جديمادس، التي تسعى إلى حداثة الرؤيا في الأعمال وطريقة العرض. كل ذلك يصب بالتأكيد في مصلحة دعم القطاع الفني والثقافي في العاصمة أبوظبي بشكل خاص والإمارات العربية بشكل عام.

 

على أي أساس تختارون الفنانين الذين تعرضون أعمالهم في الغاليري؟

 

أعمل في هذا المجال مع لجنة فنية متكاملة مهمتها تقييم أعمال الفنانين المشاركين. يتم الاختيار على أساس معايير فنية عالية.  نختار أعمالا متميزة جدا، تجتمع بها روح الحداثة كما التوازن في التشكيل وجمال الألوان، والعلاقة بين خلفية اللوحة وأماميتها بالإضافة إلى الملمس والكتلة المسيطرة وما إلى هنالك… بشكل عام ولتبسيط موضوع التقييم، فإن اللوحة المتميزة حقا هي تلك التي تستحوذ على عقل مرهف الحس وتحاوره بصمت ليصلا معا إلى أبلغ الحديث…

 

تدعم دولة الامارات العربية المتحدة بشكل كبير الفن التشكيلي، هل يحظى هذا الفن بدعم المواطنين والناس المقيمين في الدولة اليوم؟

 

أعتقد، وبحسب عملي حاليا في هذا المجال، أن هناك اهتماما ملموسا من قبل المواطنين والمقيمين في الدولة. نرى ذلك في حجم الإقبال على المعارض الفنية بشكل عام. بالتأكيد نطمح أن تكون الأرقام أكبر في المستقبل القريب، وذلك بسبب اهتمام الدولة الرائد في هذا المجال. إذ نرى قادة البلاد يحملون توجهات ثقافية متميزة أسسها وتبناها المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الماضي. هي توجهات ننطلق منها وبها كجزء من رؤية مستقبلية لتكون العاصمة أبوظبي ودولة الإمارات العربية وجهة سياحية أولى للفنون والثقافة، على المستويين الإقليمي والعالمي.

 

كيف تصفين الفنانة الموجودة في داخل سيدة الأعمال مريم السويدي؟

 

أعتقد أن مريم السويدي سيدة الأعمال هي إنسانة معطاءة، تؤمن بقدراتها ولديها الرؤية نحو إنجاز العمل الهادف المؤمن بالمسؤولية الاجتماعية. أما الفنانة فهي إنسانة حقيقية مرهفة الحس، تشعر مع الآخرين وترى الجمال في الناس والأماكن والأشياء، وتشعر بالفخر لانتمائها لهذه الأرض الطيبة وتعشق رمالها وبحرها وتراثها.

 

ما هي الصفات التي يجب أن تتحلى بها سيدة الاعمال الناجحة من جهة، والفنانة من جهة أخرى؟

 

المعرفة والثقافة والسعي لإثرائهما بكل السبل الممكنة هما أهم عاملين لنجاح سيدة الأعمال أو الفنانة بشكل عام. وتأتي أمور تنظيم الوقت بشكل فعال من العوامل الأخرى، التي يجب على أي سيدة تسعى للنجاح إلى اكتسابها وتقويتها. وكل ذلك يحتاج إلى صفات أساسية تتحلى بها سيدة الأعمال أو الفنانة الناجحة كالقوة والصبر والإصرار.

 

الى أي مدى تؤثر حياتك العملية على حياتك الاجتماعية والعائلية؟

 

أرى أن نجاح المرأة الحقيقي يكمن في تحقيق هذا التوازن المطلوب بين حياتها العملية وتلك الاجتماعية والعائلية. وشخصيا أقوم بتنظيم الوقت بشكل فعال، بحيث أجد أيضا الوقت للراحة وشحن الطاقة التي أحتاج اليها للمضي في حياة متوازنة وناجحة.

 

ما هو هدف مريم السويدي في الحياة؟

 

هدفي هو تحقيق طموحاتي على الصعيد الشخصي والعملي، وتحقيق النجاح الذي أرى أنه لا يتحقق إلا من خلال القيام بواجبي كإمرأة وإنسانة وجزء من هذا المجتمع بكل إخلاص وصدق. وأؤمن بما قاله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عندما أعلن أن العام 2017 سيكون شعاره عام الخير: “كلما أعطينا أكثر زادنا الله من نعمه عطاء واستقرارا وأمنا وأمانا وراحة وحياة كريمة”.

المقالات الأكثر مشاهدة