مقابلة مع الفنانتين علياء وميثاء دميثان ونظرة مقربة على فن “فيديو الكولاج”

Ruba Nesly   |   25 - 03 - 2020

قدّمت الفنانتين التوأم ضمن مشاركتهن في معرض بلاستيك تشكيل عملاً فنياً يدعى “كدمات زرقاء“ وهي سلسلة تضم ٣ مقاطع فيديو كولاج تعرض بطريقة الإسقاط الضوئي على حائط مع قطع ورق ملونة وممزقة. ويشرح العمل كيف تؤثر النفايات البلاستيكية على البيئة الطبيعية ويستعرض كيف أصبحت ً هذه النفايات جزءا من محيطنا حتى لو لم نلحظ وجودها.

علياء وميثاء دميثان هما توأم وثنائي فني وتصميمي، وقد أصبحتا أكثر شغفا بالتصميم التجريبي مع مرور السنين، حيث ينصب تركيزهما على تغيير معايير عملية التصميم واستخدام مختلف الوسائل الاتصال رسالة ما. هما أيضاً عضوتان في ”تشكيل“، كما تعملان في استوديو ”همزة وصل“ – وهو مجتمع إبداعي.

أخبرانا عن مشاركتكما في معرض بلاستيك تشكيل؟

لقد سررنا بأن نكون جزءً من المعرض الجماعي “بلاستيك” الذي تنظّمه “تشكيل”، وسعدنا بالتواجد وسط هذه المواهب الرائعة. شاركنا بعمل فني يدعى Blue Strokes  ، وهو عبارة عن سلسلة من ثلاثة مقاطع فيديو مجمعة “فيديو كولاج” تعكس التأثير السلبي للنفايات البلاستيكية على البيئة الطبيعية، كما يقدم العمل لمحة عن توغل هذه المخلفات في محيطنا حتى عندما نكون غير مدركين تماماً لوجودها.

قمتما بالعمل على مقاطع فيديو كولاج وعرضه في المعرض، كيف كان تقبّل الجمهور لنوع جديد من الفنون ومختلف عن باقي المعروضات؟

يستخدم العديد من الفنانين أشكال فنية مختلفة مثل مقاطع الفيديو، والتركيبات، وتقنيات العرض بالإسقاط، وهي أساليب ليست جديدة. لقد أردنا دائماً تقديم أعمالنا الفنية بطريقة تمكن الجمهور من التفاعل وتجعله جزءاً من التجربة.

أنتما توأم وتعملان دائماً معاً، هل تختلف معاييركما الفنية عن بعضكما البعض؟

نحن توأم، لذا نعمل ونتعاون سوياً خلال كافة مراحل تطوير العمل الفني بشكل فطري، بداية من خلق الأفكار حيث إننا نشأنا على مشاركة نفس التجارب، لذلك من السهل علينا التواصل وفهم أفكار بعضنا البعض، كما أننا نتبنى أسلوباً مشابهاً. بالطبع، هناك بعض الاختلافات ولكن بشكل عام، لدينا رؤية مشتركة للعمل وللرسالة التي نريد توصيلها.

كيف بدأتما ودخلتما عالم الفنون التشكيلية والفنون البصرية؟

كلانا يحمل ذات الشغف والحب للفن والتصميم منذ الطفولة لذا كان من الطبيعي مواصلة ذلك الحلم، ومع نهاية مرحلة التعليم الجامعي تكون لدينا حب خاص لأسلوب “الفيديو كولاج”، وتطور ذلك الأسلوب ليأخذ شكلاً مرحاً يعتمد على استخدام الفيديو والأدوات الأخرى لإعادة اكتشاف الأشكال التصويرية في البيئة المحيطة لا سيما تلك التي قد لا نلاحظها.

تقومان بالتصميم التجريبي وتغيير معايير التصميم، هل ترفضان الأنماط الكلاسيكية في أعمالكما؟ وما هو النمط السائد في أعمالكما؟

نحب كافة أشكال الفن والتصميم، الكلاسيكية والتجريبية على السواء، إلا أن الشغف بالأسلوب التجريبي والأساليب الفنية المعاصرة ازداد ونما معنا على مر السنين بحيث أصبح شغلنا الشاغل هو تحدي المعايير التقليدية للتصميم رغبة في الوصول إلى لآفاق جديدة واستخدام وسائل مختلفة قادرة على التعبير عن الرسالة التي نهدف إلى توصيلها.

ما هي الرسالة التي ترغبان بإيصالها في أعمالكما الفنية؟ وهل تشعرون أن إقبال الجمهور على الأعمال المعاصرة يشبه إقبالهم على الأعمال الكلاسيكية؟

الرسالة الأساسية هي عرض الأمور برؤية مختلفة أمام الجمهور، وملاحظة كل يوم من حياتنا بطريقة بسيطة. إن الفن دائم التغير وكذلك الأدوات والتقنيات المستخدمة. سيبقى الفن الكلاسيكي في مكانة خاصة فهو خارج حدود الزمن ولكن في نفس الوقت يزداد عند الناس المعتمين برؤية أشكال جديدة من الفن لا سيما تلك التي تستفيد من التطور التكنولوجي الذي نعيشه.

ما هي التحديات التي واجهتموها في سبيل إكمال طريق الفن والمسيرة المهنية؟

اكتشاف الأسلوب الخاص بنا كان تحدٍ كبير، لقد اعتمدنا على التجريب بهدف استكشاف وسائط مختلفة. في الآونة الأخيرة، أصبح أسلوبنا الفني يعتمد على “الفيديو الكولاج”، رغبة في استكشاف وتطوير هذا الشكل الفني.

ما هي أهم الدروس في الحياة التي تعلمتاها للآن والتي ترغبان بمشاركتها مع قرّائنا؟

ابحث عن الشغف في كل ما تريد القيام به، أو تسعى لاكتشافه، وسوف تكون الرحلة أكثر متعة.

ما هو طموحكما وهل ستكملان الطريق سوية في المستقبل؟

نأمل في القيام بالمزيد من الأعمال الفنية معاً في المستقبل القريب، كما نأمل في العمل مع المواهب المميّزة.

أين تجدان مستقبل الفنون المعاصرة والتجريبية في الوطن العربي؟ وما هي رسالتكما للفنانات السيدات؟

سينمو المشهد الفني بشكل كبير في المنطقة العربية، وسيتعرف جمهور أوسع على المزيد من الفنانين العرب، كما سيكون هناك نشاطاً كبيراً في المعارض والمهرجانات الفنية، وهو ما سيؤدي إلى انتشار الفن على نحو أوسع وزيادة الاهتمام به. نشجع الفنانات على الإيمان بقيمة عملهن وما يحملنه من إمكانات ومواهب، وضرورة تطوير الأسلوب الفني الخاص بهن.

ما هو مصدر إلهام كل منكما؟

مصدر الإلهام بالنسبة لنا دائم التغير، إلا أننا نعتبر الفنانين العظام مثل بيكاسو وماتيس مصدر دائم للإلهام، لقد انجذبنا بشدة إلى الطريقة التي تعامل بها هؤلاء الفنانون مع موضوعات أعمالهم حتى استطاعوا إبداع هذه الروائع الفنية.

ما هي حكمتكما في الحياة؟

يجب على الفنان مواكبة التكنولوجيا الحديثة والاطلاع عليها وأن يسعى دوماً لتجريب وسائط مختلفة. كما ينبغي ألا يخاف من ارتكاب الأخطاء لأن الأخطاء تعني أنك تتعلم وقد تقودك إلى أفكار قد تكون لاحقاً موضوعات لأعمال فنية.

الأوسمة

المقالات الأكثر مشاهدة