منطقة “الحصن” وجهة ثقافية جديدة في قلب العاصمة الإماراتية

editorarabia   |   11 - 01 - 2019

صورة جوية لـ”قصر الحصن” في ستينيات القرن العشرين. الحقوق محفوظة لبريتيش بتروليوم، بإذن من الأرشيف الوطني.

مع بداية العام الجديد وافتتاح موقع  “الحصن” من قبل  ‬دائرة‭ ‬الثقافة‭ ‬والسياحة‭ -‬ حان الوقت للتخطيط لزيارة هذا  ‬المشروع‭ ‬الطموح‭ ‬الذي يشكل وجهةً‭ ‬ثقافيةً‭ ‬جديدةً‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العاصمة‭ ‬الإماراتية‭. ‬ويُعد‭ “‬الحصن‭” ‬من‭ ‬الصروح‭ ‬العمرانية‭ ‬المتجذرة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬مدينة‭ ‬أبوظبي،‭ ‬ويتألف‭ ‬الموقع‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬أجزاء‭ ‬مترابطة‭ ‬وهي‭ “‬قصر‭ ‬الحصن‭” ‬و‭”‬المجمع‭ ‬الثقافي‭” ‬والمبنى‭ ‬التاريخي‭ ‬لـ«المجلس‭ ‬الاستشاري‭ ‬الوطني‭” ‬و«بيت‭ ‬الحرفيين‭”.

تصوّر تقريبي لمنطقة الحصن. الحقوق محفوظة لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.

ويُعدّ‭ ‬‮«‬قصر‭ ‬الحصن‭” ‬أقدم‭ ‬وأعرق‭ ‬موقع‭ ‬تراثي‭ ‬في‭ ‬أبوظبي،‭ ‬حيث‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬بنائين‭ ‬بارزين‭ ‬هما‭ “‬الحصن‭ ‬الداخلي‭” ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬تاريخ‭ ‬بنائه‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬1795‭ ‬تقريباً،‭ ‬و‭”‬القصر‭ ‬الخارجي‭” ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬بناؤه‭ ‬في‭ ‬أربعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬شاهداً‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬المدينة‭ ‬النابضة‭ ‬بالحياة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬القرنين‭ ‬الماضيين،‭ ‬حيث‭ ‬اتخذت‭ ‬منه‭ ‬العائلة‭ ‬الحاكمة‭ ‬مقراً‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬مقراً‭ ‬للحكومة‭ ‬والمجلس‭ ‬الاستشاري‭ ‬والأرشيف‭ ‬الوطني‭. ‬واليوم،‭ ‬تحول‭ ‬القصر‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬وطني‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الترميم‭ ‬والصيانة،‭ ‬حيث‭ ‬يبرز‭ ‬كنصب‭ ‬حضري‭ ‬يعكس‭ ‬تطور‭ ‬المدينة‭ ‬من‭ ‬منطقةٍ‭ ‬استقرار‭ ‬التجمعات‭ ‬السكانية‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬صيد‭ ‬السمك‭ ‬واللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر،‭ ‬إلى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أروع‭ ‬المدن‭ ‬العالمية‭ ‬الحديثة،‭ ‬لتقف‭ ‬إرثاً‭ ‬حضارياً‭ ‬شامخاً‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المدينة‭ ‬النابض‭ ‬بالحياة‭.‬

تصوّر تقريبي لمنطقة الحصن. الحقوق محفوظة لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.

وبعد‭ ‬تجديده‭ ‬مؤخراً‭ ‬تحوّل‭ ‬‮«‬المجمع‭ ‬الثقافي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬متميز‭ ‬سيستضيف‭ ‬برنامجاً‭ ‬للفنون‭ ‬البصرية‭ ‬وعروض‭ ‬الأداء،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬افتتاح‭ ‬أول‭ ‬مكتبة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬مخصصة‭ ‬للأطفال‭. ‬ ‬هذا‭ ‬وسيتم‭ ‬إعادة‭ ‬افتتاح‭ ‬‮«‬المجمع‭ ‬الثقافي‮»‬‭ ‬على‭ ‬مراحل،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأ‭ ‬مع‭ ‬مركز‭ ‬الفنون‭ ‬البصرية‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام 2018 والذي‭ ‬يتضمن‭ ‬قاعات‭ ‬عرض‭ ‬واستوديوهات‭ ‬فنية‭ ‬متميزة‭ ‬لاستضافة‭ ‬فنانين‭ ‬مقيمين‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬فنية،‭ ‬بينما‭ ‬سيتم‭ ‬افتتاح‭ ‬القسمان‭ ‬الآخران،‭ ‬المسرح‭ ‬ومكتبة‭ ‬الأطفال،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭.‬

تم‭ ‬تصميم‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بهدف‭ ‬إعادة‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬قصر‭ ‬الحصن‮»‬‭ ‬كمعلم‭ ‬مشرف‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بأوجه‭ ‬المدينة‭ ‬الحضرية‭ ‬التي‭ ‬برزت‭ ‬عليها‭ ‬الإمارة‭ ‬نتيجةً‭ ‬لمسيرة‭ ‬نموّها‭ ‬المتسارعة،‭ ‬بما‭ ‬يشكل‭ ‬احتفاءً‭ ‬يليق‭ ‬بالتراث‭ ‬الوطني‭ ‬والهوية‭ ‬الإماراتية‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭.‬

المقالات الأكثر مشاهدة