لغدٍ أكثر إيجابية … خطوات صغيرة ويومية مع مدربة الأعمال نانسي زخريا أوهانسيان

editorarabia   |   02 - 01 - 2019

لدي‭ ‬أحلام‭ ‬عديدة‭ ‬موجودة‭ ‬دائماً‭ ‬في‭ ‬خيالي‭ ‬وأفكاري‭ ‬ولكنني‭ ‬لم‭ ‬أحققها‭ ‬بعد‭. ‬كما‭ ‬لدي‭ ‬مخاوفي‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تقدمي‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬أهدافي‭. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬منا،‭ ‬اخترنا‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬ومختلفة‭ ‬مع‭ ‬نانسي‭ ‬زخريا‭ ‬أوهانسيان،‭ ‬مدربة‭ ‬الأعمال‭. ‬تملك‭ ‬أوهانسيان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬عاماً‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭. ‬هدفها‭ ‬مساعدة‭ ‬العملاء‭ ‬على‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬وعيهم‭ ‬الذاتي‭ ‬وفهم‭ ‬تأثير‭ ‬تصرفاتهم‭ ‬وخياراتهم‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭. ‬وتسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬لجعل‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬عملية‭ ‬ممتعة‭ ‬للاستكشاف‭ ‬والالتزام‭ ‬والتغيير‭ ‬الملموس‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المقابلة‭ ‬تجدون‭ ‬دليلاً‭ ‬يساعدكم،‭ ‬لتغيّروا‭ ‬نظرتكم‭ ‬للبدايات‭ ‬الجديدة‭. ‬

ما‭ ‬هي‭ ‬نصيحتك‭ ‬الذهبية‭ ‬لكل‭ ‬شخص‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد؟‮ ‬

نصيحتي‭ ‬هي‭ ‬اتباع‭ ‬عقلية‭ ‬الوفرة‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬الامتنان‭ ‬والتقدير‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭. ‬يكمن‭ ‬مفهوم‭ “‬عقلية‭ ‬الوفرة‭” ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬الخيارات‭ ‬والفرص‭ ‬في‭ ‬العقبات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهنا‭. ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬العقلية‭ ‬من‭ ‬إحساس‭ ‬داخلي‭ ‬عميق،‭ ‬يعود‭ ‬الى‭ ‬القيمة‭ ‬الشخصية‭ ‬والأمان‭ ‬الداخلي،‭ ‬ليفتح‭ ‬أمامنا‭ ‬الخيارات‭ ‬والبدائل‭ ‬المتنوعة‭ ‬ويسمح‭ ‬لنا‭ ‬بالإبداع‭. ‬توفر‭ ‬هذه‭ ‬العقلية‭ ‬عدم‭ ‬الاستسلام‭ ‬للقيود،‭ ‬واستغلال‭ ‬الفرص‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننجزه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬الموجودة‭ ‬لدينا،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬ممكن‭ ‬حالياً‭.  ‬ومن‭ ‬أفضل‭ ‬الطرق‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ “‬عقلية‭ ‬الوفرة‭” ‬العطاء،‭ ‬الذي‭ ‬يضعنا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬فكري‭ ‬أكثر‭ ‬وفرة‭ ‬وتقديراً‭. ‬وكذلك‭ ‬الامتنان،‭ ‬فأنا‭ ‬أشجع‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يدونوا‭ ‬عشرة‭ ‬أشياء‭ ‬يشعرون‭ ‬أنهم‭ ‬ممتنون‭ ‬لها‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬أو‭ ‬أسبوعي،‭ ‬وتذكروا‭ ‬أن‭ ‬الأشياء‭ ‬الصغيرة‭ ‬محسوبة‭ ‬ولها‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬أيضاً‭. ‬فما‭ ‬علينا‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬نعمل‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬لنبتعد‭ ‬عن‭ ‬عقلية‭ ‬الندرة،‭ ‬التي‭ ‬تقودنا‭ ‬للنظر‭ ‬الى‭ ‬الأشياء‭ ‬والتحديات‭ ‬بطريقة‭ ‬سلبية،‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬نفتقدها‭. ‬

ما‭ ‬هو‭ ‬الخطأ‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬العام؟‮ ‬

ألا‭ ‬نسامح‭ ‬أنفسنا‭ ‬على‭ ‬هفوات‭ ‬أو‭ ‬أخطاء‭ ‬أو‭ ‬أحداث‭ ‬لم‭ ‬تجرِ‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نتمنى‭. ‬فاذا‭ ‬تركنا‭ ‬المآسي‭ ‬والفوضى‭ ‬تحدد‭ ‬هويتنا،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬شخصيتنا،‭ ‬فإننابهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬نجعل‭ ‬حياتنا‭ ‬مليئة‭ ‬أكثر‭ ‬بالمشاكل‭ ‬والعقد‭. ‬عدم‭ ‬مسامحة‭ ‬أنفسنا‭ ‬قد‭ ‬يتحول‭ ‬الى‭ ‬نقد‭ ‬ذاتي‭ ‬مدمر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬الداخلي‭ ‬الذي‭ ‬يدور‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬أنفسنا،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭ ‬أم‭ ‬بصمت‭ ‬في‭ ‬أذهاننا‭. ‬وهكذا‭ ‬نعزز‭ ‬الناقد‭ ‬الداخلي‭ ‬ونعطيه‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬زيادة‭ ‬التوتر‭ ‬النفسي‭ ‬وفقدان‭ ‬وتقدير‭ ‬واحترام‭ ‬الذات‭. ‬

كيف‭ ‬نختار‭ ‬أهداف‭ ‬العام‭ ‬الجديد؟‮ ‬

علينا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬خلق‭ ‬رؤية‭ ‬لما‭ ‬نريده‭ ‬بشغف‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شيئا‭ ‬يثير‭ ‬فينا‭ ‬الحماس،‭ ‬وله‭ ‬قيمة‭ ‬كبيرة‭ ‬لدينا،‭ ‬وألا‭ ‬يكون‭ ‬شيئا‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نجبر‭ ‬أنفسنا‭ ‬على‭ ‬إنجازه‭. ‬الخطوة‭ ‬الثانية‭ ‬هي‭ ‬تصور‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬والمشاعر‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬به،‭ ‬والسيطرة‭ ‬لتحقيقه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيجاد‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تدفعنا‭ ‬للوصول‭ ‬إليه،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدافع‭ ‬العاطفي‭ ‬دائماً‭. ‬هذه‭ ‬الاسباب‭ ‬والدوافع‭ ‬ستعطينا‭ ‬حافزاً‭ ‬للاستمرار‭ ‬قدماً‭ ‬وتخطي‭ ‬العوائق‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعترض‭ ‬مسارنا‭. ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نحدد‭ ‬معنى‭ ‬الهدف،‭ ‬ونرفقه‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيقه‭. ‬

أيهما‭ ‬أفضل‭ ‬وضع‭ ‬أهداف‭ ‬عدة‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬أم‭ ‬العمل‭ ‬شهريا‭ ‬مثلا‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬واحد؟‮ ‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأهداف‭ ‬مرتبطة‭ ‬برؤية‭ ‬نضعها‭ ‬لأنفسنا،‭ ‬لتكون‭ ‬متناغمة‭ ‬وتوصلنا‭ ‬الى‭ ‬الغاية‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬وراءها‭. ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام،‭ ‬مع‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭. ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬ألا‭ ‬نقع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬وضع‭ ‬الأهداف‭ ‬التعجيزية‭ ‬لأنفسنا‭ ‬لننفذها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬زمني‭ ‬قصير،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬أهدافاً‭ ‬سهلة‭ ‬تبقينا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭ ‬الخاصة‭ ‬بنا‭. ‬يتطلب‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الوقت‭ ‬والصبر،‭ ‬وتتحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممارسة‭ ‬عادات‭ ‬بسيطة‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬لتساعدنا‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬رؤيتنا‭ ‬بطريقة‭ ‬منهجية،‭ ‬وتوصلنا‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭. ‬

ما‭ ‬هي‭ ‬عناصر‭ ‬تقييم‭ ‬العام‭ ‬الماضي؟‮ ‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقيم‭ ‬الماضي‭ ‬عبر‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬حققناها،‭ ‬وطريقة‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬التجارب‭ ‬والصعاب‭ ‬التي‭ ‬واجهتنا،‭ ‬وكيف‭ ‬استفدنا‭ ‬منها‭ ‬لتطوير‭ ‬أنفسنا‭. ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬لائحة‭ ‬مؤلفة‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬التالية‭: ‬

أفضل‭ ‬وأسوأ‭ ‬اللحظات

الأشياء‭ ‬التي‭ ‬أحبطتنا‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬قادتنا‭ ‬الى‭ ‬النجاح‭ ‬

الجوانب‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نحسنها‭ ‬

الأشياء‭ ‬التي‭ ‬عملنا‭ ‬على‭ ‬تحسينها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬

العثور‭ ‬على‭ ‬النقاط‭ ‬الايجابية‭ ‬والاعتراف‭ ‬والاحتفال‭ ‬بها‭ ‬

ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتحلى‭ ‬بها‭ ‬لنحقق‭ ‬أهدافنا‭ ‬في‭ ‬الحياة؟‮ ‬‭ ‬

هناك‭ ‬دائماً‭ ‬شقان‭ ‬أساسيان‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭: ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬نقوم‭ ‬بها‭ ‬لتحقيقها،‭ ‬ومن‭ ‬نكون‭ ‬عندما‭ ‬نعمل‭ ‬عليها،‭ ‬أي‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬نتمتع‭ ‬بها‭. ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأفعال‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إعارة‭ ‬أهمية‭ ‬للصفات،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الشقين‭ ‬يتمتعان‭ ‬بالأهمية‭ ‬عينها‭.‬

هناك‭ ‬صفات‭ ‬عدة‭ ‬مهمة‭:‬

نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬الى‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬وبقدراتنا‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬نصبو‭ ‬إليه،‭ ‬وتحفيز‭ ‬أنفسنا‭ ‬بطريقة‭ ‬إيجابية‭ ‬واعتماد‭ ‬حديث‭ ‬إيجابي‭ ‬مع‭ ‬أنفسنا‭ ‬دائماً‭. ‬

التحلي‭ ‬بالصبر،‭ ‬صفة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬لأن‭ ‬التغيير‭ ‬والوصول‭ ‬الى‭ ‬غاياتنا‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬فجأة،‭ ‬إنها‭ ‬مسيرة‭ ‬طويلة‭ ‬تتطلب‭ ‬تهذيب‭ ‬النفس‭ ‬والمثابرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بأنشطة‭ ‬صغيرة‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭. ‬الأشياء‭ ‬الرائعة‭ ‬تستغرق‭ ‬وقتاً،‭ ‬وأحلامنا‭ ‬تستحق‭ ‬الانتظار‭.‬

التحلي‭ ‬بالشجاعة‭ ‬لخوض‭ ‬تجارب‭ ‬جديدة‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الراحة‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى‭ ‬أيضا‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نتحلى‭ ‬بعقلية‭ ‬النمو‭ ‬مقابل‭ ‬العقلية‭ ‬الثابتة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬والتقدم‭ ‬المستمر‭. ‬فعقلية‭ ‬النمو‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الفشل‭ ‬ليس‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الذكاء‭ ‬بل‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬مشجعة‭ ‬لننمي‭ ‬قدراتنا‭ ‬الحالية،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬الشغف‭ ‬بما‭ ‬نسعى‭ ‬الى‭ ‬تحقيقه‭. ‬

كما‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬العزيمة‭ ‬لمتابعة‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬نصبو‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نستسلم‭ ‬قبل‭ ‬تحقيقه‭. ‬نصادف‭ ‬أحياناً‭ ‬أناساً‭ ‬يحاولون‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬عزيمتنا‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتأثر‭ ‬بهم‭. ‬

الى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬عبارة‭ “‬لا‭” ‬مساحة‭ ‬في‭ ‬حياتنا؟‮ ‬

عبارة‭ “‬لا‭” ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬مساحة‭ ‬للأشياء‭ ‬المفيدة‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نقل‭ ‬لا‭ ‬للأشياء‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬تقدمنا‭ ‬وتستقطب‭ ‬السلبية‭. ‬لكي‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ “‬نعم‭” ‬للأشياء‭ ‬المفيدة‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ “‬لا‭” ‬للعادات‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تخدم‭ ‬مسيرتنا‭ ‬وتقدمنا‭ ‬وتطورنا‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ “‬لا‭” ‬لأنفسنا‭ ‬عندما‭ ‬نجد‭ ‬اننا‭ ‬غارقون‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬الأفكار‭ ‬السلبية‭. ‬وأن‭ ‬نقول‭ “‬لا‭” ‬للأشخاص‭ ‬السلبيين‭ ‬الذين‭ ‬يؤثرون‭ ‬بطريقة‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬أفكارنا‭ ‬وتقدمنا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬دائماً‭ “‬لا‭” ‬للاستسلام‭ ‬لإرضاء‭ ‬الناس‭. ‬

ما‭ ‬هي‭ ‬نصيحتك‭ ‬اليومية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الايجابية؟

نصيحتي‭ ‬أن‭ ‬نغيّر‭ ‬نظرتنا‭ ‬للأشياء،‭ ‬ونتبع‭ ‬خطوات‭ ‬صغيرة‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬تصرفاتنا‭ ‬ونظرتنا‭ ‬للحياة،‭ ‬مثلا‭:‬

من‭ ‬المهم‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬نقطة‭ ‬إيجابية‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موقف‭ ‬نتعرض‭ ‬له،‭ ‬وأن‭ ‬نسأل‭ ‬أنفسنا‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الفرصة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموقف؟

كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعطي‭ ‬أنفسنا‭ ‬الوقت‭ ‬لمعالجة‭ ‬العواطف‭ ‬والأفكار‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬معين‭ ‬قبل‭ ‬محاولة‭ ‬فرض‭ ‬الأفكار‭ ‬الايجابية‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭. ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يجدي‭ ‬نفعاً،‭ ‬طالما‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الاضطراب‭ ‬العاطفي‭. ‬

ومن‭ ‬النقاط‭ ‬الأساسية‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأشخاص،‭ ‬المحيطون‭ ‬بنا‭ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬إيجابيين‭ ‬ومهتمين‭ ‬بمسيرتنا‭ ‬للتطور‭ ‬وقادرين‭ ‬على‭ ‬إضافة‭ ‬قيمة‭ ‬لأهدافنا‭ ‬التي‭ ‬نصبو‭ ‬اليها‭. ‬

كما‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتقبل‭ ‬النقد‭ ‬بشكل‭ ‬ايجابي‭. ‬فهنالك‭ ‬دائماً،‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬اثنان‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬الموجه‭ ‬الينا‭. ‬فلنبحث‭ ‬عنها‭ ‬لتطوير‭ ‬الذات‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل،‭ ‬أو‭ ‬ننظر‭ ‬الى‭ ‬النقد‭ ‬كهدية‭ ‬أو‭ ‬فرصة‭ ‬مقدمة‭ ‬لنا‭ ‬لتطوير‭ ‬أنفسنا‭. ‬

العيش‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬مفتاح‭ ‬أيضاً‭. ‬كم‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬نمضيه‭ ‬ونحن‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬وأخطائه‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬المستقبل‭ ‬المجهول؟‭ ‬والنتيجة‭! ‬ندخل‭ ‬أنفسنا‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬من‭ ‬القلق،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالحاضر‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نتقدم‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬ببطء،‭ ‬لنستمتع‭ ‬باللحظات‭ ‬الحاضرة‭.‬

ومن‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بها‭ ‬نشر‭ ‬القيم‭ ‬الايجابية‭ ‬للأشخاص‭ ‬المحيطين‭ ‬بنا،‭ ‬فإننا‭ ‬نسترد‭ ‬ما‭ ‬نعطي‭ ‬للعالم‭ ‬من‭ ‬حولنا،‭ ‬عندما‭ ‬نقدم‭ ‬المساعدة‭ ‬ونشارك‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬مفيدة‭ ‬للآخرين‭ ‬نغذي‭ ‬أنفسنا‭ ‬ونرفع‭ ‬من‭ ‬الإيجابية‭ ‬الموجودة‭ ‬لدينا‭. ‬وعندما‭ ‬نعطي‭ ‬وقتاً‭ ‬للاستماع‭ ‬الى‭ ‬الآخرين‭ ‬ومشاركتهم،‭ ‬فهكذا‭ ‬أيضاً،‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬اضافة‭ ‬الإيجابية‭ ‬الى‭ ‬حياتنا‭. ‬

كما‭ ‬علينا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأنفسنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بأسلوب‭ ‬حياتنا،‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬الأطعمة‭ ‬الصحية‭ ‬الى‭ ‬النوم‭. ‬

حاورتها شارلين الديك يونس

المقالات الأكثر مشاهدة