السيدة ميمي ميقاتي مرعبي المؤسس المشارك لـ جمعية “صوتنا”..جودوا بالحب والعطاء كما تجودون بالمال

Ruba Nesly   |   08 - 03 - 2020

من أسمى أنواع الحب، هو أن تعطي دون مقابل، لذا فالعطاء هو شكل من أشكال الحب ورمز سامي يرفع من مستوى صاحبه إلى مرتبة المعطي والواهب دون أجر، ولعل سيّدات المجتمع في أبوظبي حين فكّرن بتأسيس جمعية “صوتنا” كانت تلك غايتهن، العطاء، والمواساة والإيمان بأن البشر جميعهن متساوون وفرصهم في الحياة والتعلّم والعيش متساوية.

استضافت جمعية “صوتنا” -التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها فعالية “أبوظبي دريم بول 2020” لصالح مفوضية اللاجئين يوم الخميس الموافق 23 يناير 2020 في فندق قصر الإمارات، بهدف المساعدة في تغطية نفقات الرعاية الصحية الأولية لما يقرب من 74,000 لاجئ سوري من النساء والأطفال في لبنان.

شاركت السيدة نادين معلوف برئاسة لجنة أبوظبي دريم بول، والسيدة نادين معلوف هي مؤسسة جمعية “صوتنا” التي تأسست عام 2018. أما السيدة ميمي ميقاتي مرعبي فهي المؤسسة المشاركة لجمعية صوتنا التي قابلناها وكشفت لنا عن الكثير من قيم وأهداف الجمعية التي تدعم المرأة والطفل، فإليكم الحوار التالي:

أولاً أخبرينا عن فعالية أبوظبي دريم بول 2020، ما هي الأهداف والرسالة من ورائها؟

دريم بول 2020 بالشراكة مع الإتحاد للطيران هي سهرة خيرية لجمع التبرعات لدعم مشروع UNHCR بلبنان لتحسين الأوضاع الصحيّة والمعيشية للاجئين السوريين خاصة الأطفال منهم والنساء. وتعد من إحدى الفعاليات الرئيسية التي تستضيفها العاصمة تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح. يتخللها حضور شخصيات بارزة وضيوف رفيعي المستوى مثل سفيرة النوايا الحسنة، عارضة الأزياء الدانماركية هيلينا كريستيرسون والمغنية الأمريكية كاترينا غراهام، ومصممة الأزياء البريطانية Alice Temperly وكبيرة مراسلي CNN الصحفية كلاريسا وارد.

تشمل الأمسية فقرات فنية بحضور عازف البيانو الأرجنتيني رؤول دي بلاسيو مع عازمة القانون غنوى نمنم والفرقة الموسيقية Gold Singers من موناكو، والمغنيّة الإماراتية فافا، كما يتضمن مزاد خيري بدعم من دار المزادات البريطانية Christies. وسيتم عرض قطع فنيّة قمينة مقدّمة من ليلى هيلر و The Third Line وغيرها.

الهدف من فعالية “أبوظبي دريم بول” تحسين الرعاية الصحية لـ 74000 لاجئ سوري في لبنان الذين يعيشون أدنى من معدل المستوى المعيشي.

كيف كانت الأصداء خلال العام الماضي؟ وماذا تتوقّعون هذا العام؟

الأصداء كانت إيجابية جداً، حيث حضر العديد من الشخصيات البارزة، ولقد نجحنا في جمع أكثر من مليون دولار أمريكي. ذهبت التبرعات إلى اللاجئين السوريين والعراقيين في مخيم الزعتري في الأردن تحت غطاء Unicef بمشروع No Lost Generation  لحماية وتعليم أكثر من 5000 طفل في المخيم وخلق فرص للتعليم والعيش بكرامة. لذلك تشجّعنا هذا العام لإكمال المسيرة لدعم اللاجئين في لبنان من خلال UNHCR .

أخبرينا عن بدايات جمعية “صوتنا”، كيف نشأت وما هي أهدافها؟

نشأت جمعية صوتنا عام 2018 بمبادرة من السيدة ندين معلوف، ونحن مجموعة من سيدات المجتمع في أبوظبي، كرّسنا وقتنا لتحسين الوضع المعيشي والصحي والتعليمي للكثير من الأولاد والنساء المحرومين والأقل حظّاً في المنطقة. الهدف هو تعظيم إمكاناتهم من خلال دعم المؤسسات الرئيسية والخيرية في المنطقة العربية ومنح اللاجئين حقوقهم الشرعية للعيش بكرامة وتمكينهم من لعب دور فعّال في المجتمع.

كيف تنظرين إلى أهمية العمل الخيري في حياة الإنسان؟

العطاء بالنسبة لي، ليس فقط في معناه وإنما في ممارسته وتحقيق الأهداف المرجوة منه. العطاء له دور فعّال في تحقيق السعادة والرضا الداخلي، هذا عدا عن فوائده في تدفق الخير والوفرة وفتح أبواب الرزق لهؤلاء الأطفال الذين أضحوا مسؤوليتنا وسبب سعادتنا في ذات الوقت، وذلك من خلال تمكينهم وتقوية قدراتهم لخوض تجربة الحياة الصعبة.

في عددنا لشهر فبراير، نخصص محتواه للحب، بكل أشكاله ومصطلحاته، كيف تحققون هذا المصطلح على أرض الواقع من خلال جمعيتكم وفعالية أبوظبي دريك بول؟

يقال إن أردتم أن تتذوقوا أجمل لذائذ الدنيا وأحلى أفراح القلوب، فجودوا بالحب والعطاء كما تجودون بالمال. فالحب دائماً مرتبط بالعطاء، والعكس صحيح. وطبعا، دريم بول تأتي هذا العام لتؤكد على أهمية المساعدة والمحبّة لهؤلاء الأطفال في شتّى المناطق المعدمة في لبنان. ولولا عطاءات الناس وثقتهم فينا لما استطعنا أن نكمل رسالتنا.

كيف يتفاعل المجتمع الخليجي مع جمعية صوتنا، كونها مجموعة نسائية تقيم في أبوظبي؟

جمعية “صوتنا” تلقى الكثير من التفاعل الإيجابي والثقة في المجتمع الإماراتي، وهذا يعود لعدّة أسباب، أولها برأيي أن المجتمع الإماراتي يولي المرأة الثقة العالية والكبيرة عند إدارتها للجمعيات الخيرية. ولا عجب في ذلك فسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك آل نهيان، أطال الله بعمرها، تعتبر مثالاً لنا حيث كانت الرائدة الأولى في تمكين المرأة والنهوض بالمجتمع. ثانياً الدعم المستمر للسنة الثانية على التوالي للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ويزر التسامح الذي يؤمن بأن المرأة عماد المجتمع ومصدر قوته وازدهاره.

هل هناك أي قصّة حب وعطاء حققتها جمعية صوتنا وترغبين بمشاركتها مع قراء مجلّتنا؟

في شهر رمضان المبارك من العام الماضي، قامت سيّدات “صوتنا” بإفراح قلوب الأيتام في “دار زايد” بالإمارات وأهدتم هدايا العيد ومن ضمنها ألعاب تعليمية، حقائب مدرسية و IPad.

كسيدة عربية أنشأت جمعية تعنى بتطوير إمكانات النساء والأطفال، ما هي التحدّيات التي واجهتها؟

من أهم التحديات التي واجهناها كانت الاتفاق على أهداف الجمعية وقيمتها وتحديد الرؤية المستقبلية. بالإضافة إلى العثور على الشراكة والمؤسسات الملائمة التي تشاركنا ذات الرؤية وتؤمن لنا الدعم المادّي والمعنوي. ولعل أصعب التحديات في رأيي كانت إثبات مكانتنا على النطاقين المحلي والعالمي، حيث واجهنا الكثير من الصعوبات باستضافة المشاهير العالميين وإقناعهم بتبني رؤيتنا.

ما هي رسالتك كسيّدة عربية في مجال العطاء وما هي نصيحتك للمجتمع لزيادة نشاطه في هذا الحقل؟

حب العطاء وإسعاد الآخرين هو من أسما أنواع العطاء وهذا الذي يدخل الفرحة إلى قلبي. رسالتي هي أن أحدث فرقاً في حياة الأطفال خاصّة وأن أرسم الفرحة على وجوههم. أنا أؤمن بأن من حق كل طفل أن يتعلم وأن يكون له فرصة في الحياة بغض النظر عن جنسيته، عرقه أو دينه. أنصح المجتمع بوضع الأعراق والخلافات جانباً والبدء باحتضان الجانب الإنساني.

كعضو مؤسس في جمعية “صوتنا”، ما هي أهدافك وأين تجدين الجمعية بعد 5 أعوام من اليوم؟

آمل أن تواصل جمعية “صوتنا” عملها في تعزيز علاقتها مع مختلف المنظمات غير الحكومية (NGO) التي تسهم في تنمية أوضاع النساء والأطفال في المنطقة، نحن نهدف إلى وجود أوسع على جمهور عالمي.

ما هي التحديات التي تواجهونها مع وجود العديد من الجمعيات الخيرية الأخرى؟

نحن لا نتنافس مع المنظمات أو الجمعيات الخيرية الموجودة في المنطقة لأن رؤيتنا تختلف تماماً وطريقة تنفيذها هي الأولى من نوعها في الإمارات.

هل تفكرون بالتوسع خارج منطقة الخليج العربي؟

من المحتمل أن نتوسع في المستقبل خارج منطقة الخليج العربي، باتجاه أوروبا مثلاً. على أي حال كل شيء ممكن معنا خاصّة وأننا حين بدأنا كانت الفكرة مجرّد حلم وأصبحت اليوم حقيقة!

حاورتها: ربا نسلي

المقالات الأكثر مشاهدة