“العزيمة هي مفتاح النصر والإصرار “مقابلة مع سعادة ندى عسكر النقبي

Ruba Nesly   |   09 - 03 - 2020

بمشاركة 78 نادياً من 18 دولة عربية يتنافسون لنيل ألقاب 9 ألعاب رئيسية، افتتحت النسخة الخامسة لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، التي تنظمها مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، وافتتحت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، حفل الافتتاح في الثاني من فبراير شباط، واستمرت المنافسة لغاية 12 فبراير شباط.

شهدت الأيام الإحدى عشر في منافسات النسخة الخامسة، والتي استضافتها ستة منشآت رياضية في إمارة الشارقة، وتضمنت بجانب السلة، مسابقات كرة الطائرة، والرماية، والمبارزة، وفروسية قفز الحواجز، والكاراتيه، وتنس الطاولة، والقوس والسهم وألعاب القوى.

 

على هامش هذه المنافسة الكبيرة التي تهدف إلى تمكين المرأة العربية ضمن مجال الرياضة، كان لنا لقاء مع سعادة ندى عسكر النقبي، نائب رئيس اللجنة المنظمة العليا لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات رئيس اللجنة التنفيذية، مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، لتلقي الضوء على أهمية دور الرياضة للمرأة في حياتها، فإليكم الحوار التالي:

 

  • ما هو دور مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة في تمكين المرأة؟

بدأ مشروع الشارقة الرياضي النسوي مع تأسيس إدارة رياضة المرأة بنادي سيدات الشارقة في العام 2008 ثم انتقل إلى مراحل أكثر تقدماً مع إنشاء مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة عام 2016، بمرسوم أميري كمؤسسة مستقلة ترأسها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ليكون ميلاد هذه المؤسسة خطوةً تسهم في بناء جيل من السيدات الإماراتيات القادرات على تحقيق الريادة في المجال الرياضي.

ولم تقتصر جهود المؤسسة على تمكين الرياضيات الشابات وإتاحة الفرصة لهنّ لاختيار الرياضة التي تحبّها كل منهنّ وممارستها، بل حرصت أيضاً على بناء منظومة متكاملة للارتقاء برياضة المرأة في المنطقة ككلّ، ودعم تشكيل فرق رياضية عالية المستوى وتعزيز قدرات اللاعبات للمشاركة والمنافسة في البطولات المحلية والإقليمية والدولية.

وفي هذا الإطار تنظم المؤسسة العديد من الفعاليات الرياضية لتوفير منصة ملائمة للاعبات لاستعراض مهاراتهنّ وتطوير خبراتهنّ، ومن أبرز تلك الفعاليات دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات التي تقام كل عامين واختتمت الشهر الجاري دورتها الخامسة حاصدة نجاحاً كبيراً ينعكس بصورة جلية على فعالياتها ومكانتها وتدفعنا باتجاه تنظيم البطولات التي ترتقي بمستوى ومهارات اللاعبات، إلى جانب تنظيم كأس الشارقة الرياضي للسيدات الذي أطلق عام 2014، وغيرها من الأحداث التي نسعى من خلالها إلى تزويد اللاعبات بكل ما يلزم من اجل المشاركة في البطولات الإقليمية والقارية.

ومن رؤية طموحةً تنطلق المؤسسة في تنظيمها للمناسبات الرياضية من رؤية دعت لها ودعمتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المؤسسة، والتي تتمثل في الدفع باتجاه الارتقاء بمكانة المرأة في المشهد الرياضي المحلي وإتاحة الفرصة للمرأة الرياضية لإظهار مهاراتها وقدراتها، إلى جانب الدور الذي تحققه في الاستثمار بقدرات اللاعبات الموهوبات عبر التدريب والإعداد البدني والمعنوي والمشاركة الفاعلة وحصد النتائج المرموقة.

وتحقيقاً لهذه الرؤية، تحرص المؤسسة على تطوير قدرات اللاعبات من خلال بناء شراكات فاعلة مع مختلف المؤسسات الرياضية الدولية، بما يؤكد توجهاتها في دعم مسيرة التنمية الاجتماعية التي يمثل القطاع الرياضي إحدى أهم ركائزها، حيث يعمل تحت مظلة المؤسسة نادي الشارقة الرياضي للمرأة بفروعه في المناطق الوسطى والشرقية.

وتوجت المؤسسة تلك الجهود بإطلاقها العام الماضي لدبلوم القيادات الرياضية “رائدات المستقبل الرياضي”، الأول من نوعه على الصعيدين المحلي والإقليمي، بهدف تعزيز القدرات القيادية لدى السيدات وتمكينهنّ من المشاركة في قيادة وتوجيه القطاع الرياضي المحلي، تماشياً مع توجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، والارتقاء بأدوارهنّ ليكون لهنّ دوراً في قيادة المشهد الرياضي نحو آفاق واعدة.

2- ما هي الأهداف التي تتطلعون إلى تحقيقها من خلال دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات؟

شهدت مسيرة الشارقة على صعيد رياضة المرأة نقطة تحول مهمة مع إطلاق دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات في عام 2012 والتي مثلت خطوة كبيرة نحو توفير منصة للرياضيات العربيات للاحتراف وتحقيق التميز على الساحة الدولية، كما ساهم هذا الحدث في كسر الحواجز التي كانت تمنع السيدات من دخول مجال الرياضة وفتح الطريق أمامهن للوصول إلى العالمية.

وتنطلق الدورة من هدف استراتيجي يتمثل في تنظيم حدث رياضي بمعايير عالمية، مع التركيز على تطوير مستوى البطولة والألعاب التي تستضيفها، من خلال دراسة إمكانية إدخال رياضات جديدة إليها، بما يسهم في توسيع قاعدة المشاركين وتعزيز مكانتها على الساحة الرياضية الدولية عبر تشجيع اللاعبات على دخول المجال الرياضي وتجاوز التحديات التي يمكن أن يواجهنها.

حظيت الدورة الأولى بمشاركة 47 ناديًا من 12 دولة عربية في خمس ألعاب، وشهدت تطوراً ملحوظاً خلال سنواتها اللاحقة حتى وصل عدد المشاركين في الدورة الأخيرة إلى 78 نادياً من 18 دولة تنافسوا في تسع رياضات مختلفة، ما جعل منها أكبر منصة رياضية للنساء في العالم العربي.

الدورة اليوم فرصة قيّمة للاعبات المشاركات للوصول إلى العالمية عبر بوابة الرياضة وتقديم نموذج ملهم للأجيال الشابة لبدء مسيرة واعدة نحو الاحتراف الرياضي، فهي تحظى باعتماد وشراكة مع اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية وتلتزم بمجموعة من القواعد والأنظمة والمعايير الخاصة بالألعاب الأولمبية، ما يجعلها أيضاً فرصة مثالية للانطلاق نحو المنافسات الإقليمية والعالمية.

  1. ما هو أكبر إنجاز تمكنت الدورة من تحقيقه حتى الآن وما هي التحديات التي واجهتكم؟

أبرز إنجاز للدورة هو تعزيز واقع رياضة المرأة العربية، حيث تطور الحدث حتى بات اليوم منصة دولية تلعب دوراً فاعلاً في تمكين الرياضيات الإماراتيات والعربيات الموهوبات من التنافس الحرّ والشريف بما يعكس صورة حقيقية للواقع الرياضي المزدهر للمرأة في منطقتنا العربية.

ليس هذا وحسب، بل تمضي الدورة في تحقيق العديد من المنجزات التي رصدتها الاحصائيات، حيث كشفت لجنة الأداء والتطوير التابعة للجنة المنظمة العليا للدورة في تقريرها للعام الماضي أن مستوى الرضا العام عن البطولة ارتفع إلى 83.1 بالمائة في دورة عام 2018 مقارنة بـ 81.1 بالمائة في عام 2014.

كما أظهرت الإحصاءات الصادرة عن اللجنة أن رضا الجمهور عن تنظيم الحدث ارتفع من 75.2 في المئة في عام 2014 إلى 83.9 خلال دورة عام 2018، فيما ازداد مستوى الرضا عن البنية التحتية والمرافق الرياضية من 80.6 في المائة في عام 2014 إلى 83.2 في المائة في الدورة الأخيرة، كما وصلت نسبة الرضا عن التغطية الإعلامية لدورة عام 2018 إلى 91.9 في المائة في نهاية البطولة، الأمر الذي يثبت نجاح جهود المؤسسة في تطوير الرياضة النسائية في الإمارات والمنطقة.

ومن أبرز التحديات التي نواجهها هو تغيير نظرة المجتمع نحو إمكانات المرأة الرياضية وما يمكن أن تحققه من نجاح وتميّز في مجال يسيطر عليه الرجال، إلا أن المؤسسة تبذل جهوداً متواصلة نحو تغيير هذه النظرة من خلال توفير بيئة رياضية داعمة ومحفزة للمرأة في الدولة.

4- تعتبر الرياضة قطاعاً يسيطر عليه الرجل في الدولة. كيف ترين دور تعزيز تمثيل المرأة في الرياضة في تغيير هذا المفهوم؟

من المؤكد أن للرياضة دور محوري في حياة الانسان، كما أن لها دور كبير في تعزيز التغيّرات الاجتماعية، وتأثير واضح على مسيرة التنمية، وبالفعل فقد ساهمت الرياضة في تغيير المفاهيم السائدة في المجتمع الإماراتي فيما يتعلق بالمرأة وقدراتها من خلال تمكينها في المجال الرياضي وترسيخ دورها في المجتمع، حيث حرصت حكومة دولة الإمارات على تشجيع مشاركة المرأة الإماراتية في الفعاليات الرياضية، وتقديم كافة أشكال الدعم المادي لتحقيق هذه الغاية حالها حال شتى مناحي الحياة.

نمضي في المؤسسة وفق خطط مدروسة واستراتيجيات واعدة لتوسيع نطاق مشاركة المرأة في الرياضة، وتبديد المفهوم الخاطئ بأن الرياضة مجال يخص الرجل بالدرجة الأولى، ومحاولة إقناع الآباء بأن مشاركة بناتهنّ في الرياضة لا تتعارض مع التقاليد الثقافية والدينية، واليوم نشهد تغيراً ملحوظاً في بنية النظام الاجتماعي الإماراتي ونلحظ زيادةً في مستوى وعي الأسرة الإماراتية وإقبالها على تشجيع الفتيات للدخول إلى عالم الرياضة، ولدينا بطلات إماراتيات نفخر بهنّ وتفخر عائلاتهنّ ايضاً بما يقدمنه من تمثيل شريف لهم ولبلادهم.

  • ما هي أهمية الرياضة في حياة المرأة؟

لطالما كانت الرياضة حجر الأساس لمجتمع صحي، فممارستها ضرورة على الصحة الجسدية والذهنية، ومن هذا المنطلق نحرص في المؤسسة على تعزيز الوعي المجتمعي بضرورة ممارسة الرياضة وحثّ جميع أفراد الأسرة على الالتزام باتباع الأساليب الصحية والايجابية لتحسين جودة الحياة، ومن هذه الرؤية ننطلق بجهودنا وخططنا لأننا نؤمن بأن المرأة تحتاج إلى محرّك والرياضة هي أهم محركات الارتقاء بقدرات وإبداعات الانسان.

  • ما هي أهم المشاريع والمبادرات التي ستنظمها المؤسسة في العام الجاري حول رياضة المرأة؟

لدينا الكثير من الرؤى المستقبلية التي نسعى لتحقيقها على أرض الواقع والتي تسهم جميعها في مواصلة العمل على الارتقاء برياضة المرأة الإماراتية والعربية، ومضاعفة الجهود من أجل استقطاب المزيد من اللاعبات الواعدات حيث تفتح المؤسسة أبوابها لكل فتاة موهبة تبحث عن تحقيق أحلامها.

كما أننا نمضي في تعزيز آفاق الشراكة التي تجمعنا مع العديد من الجهات والمؤسسات الرياضية المحلية والعربية وعلى رأسها اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، وجامعة الدول العربية، والهيئة العامة للرياضة في الدولة ومجلس الشارقة الرياضي والعديد من الجهات المحلية والعربية التي نعتز بالشراكة معها ونعتبرهم جزءاً لا يتجزأ من إنجاح أي حدث رياضي نسائي، كما أنني نحرص على وضع استراتيجية واضحة نبدأ من خلالها رحلة تنظيم النسخة السادسة التي لطالما أكدنا على أن انتهاء دورة بالنسبة لنا هو بداية العمل على دورة أخرى ونتطلع لأن نواصل العمل على الارتقاء برياضة المرأة.

  • ما هي الرسالة التي توجهيها للأجيال الجديدة؟

في الحقيقة بعد أن شاهدنا خلال الأيام الماضية ما أنجزته فتيات العرب على أرض الشارقة، تأكدت بأن العزيمة هي مفتاح النصر والإصرار هو جسر العبور لتحقيق الطموحات، لذا فرسالتي لجميع الفتيات هي “ألتزمن بالعزيمة والإصرار” واجتهدن من أجل الوصول إلى أحلامكنّ حققنها.. ليكون بمقدوركنّ تمثيل بلادكنّ بعزّ وفخر على منصات التتويج في المستقبل.

الأوسمة

المقالات الأكثر مشاهدة