ولدت مصممة الأزياء الكويتية، بزّة الزومان في مدينة تشارلستون الميركية، التابعة لولاية كارولينا الجنوبية عام 1983. وبرزت موهبتها الإبداعية في عمر مبكرة جداً، حيث أدركت والدتها القدرات التي تمتلكها طفلتها الصغيرة في توليف الأزياء وانتقاء النماذج المناسبة. بعد أن تخرجت من المدرسة الثانوية في الكويت، حصلت الزومان على شهادة البكالوريوس، بدرجة الشرف، في إدارة الأعمال من “جامعة بوسطن” عام 2005، وفي هذه الفترة التحقت بالعديد من الدورات المتخصصة في مجال الخياطة خارج الكلية. عام 2011، انتقلت المصممة الموهوبة إلى نيويورك لمتابعة شغفها، حيث سجّلت دورات كاملة في “مدرسة بارسونز للتصميم” ونالت شهادة في تصميم الأزياء بدرجة مشارك في ديسمبر 2012. وخلال فترة وجودها في الكلية، تعاونت الزومان مع المصمم نعيم خان، في خطوة كرّست من خلالها محبتها العارمة لعالم الأزياء وفساتين السهرة. وبدروها عكست القيم الجمالية لتصاميم الزومان تأثر الشابة الكويتية بنشأتها متعددة الثقافات. عادت لتؤسس علامتها التجارية في الكويت عام 2014 وبدأت بابتكار نماذج فاخرة من الفساتين التي تليق بالسيدة العصرية. تهدف دار الزومان اليوم لتلبية الحاجة المتنامية للملابس الجاهزة والأزياء المفصّلة حسب الطلب عبر الاستعانة بتقنيات متطورة في صياغة إبداعاتها المتنوعة.
متى ادركت انك ترغبين بأن تكوني مصممة أزياء؟
أدركت اهتمامي بعالم الأزياء للمرة الأولى عندما كنت بين سن العاشرة والأحد عشر. كنت أتسوق مع والدتي ونبحث عن ازياء تناسبها، بدأت أختار وأنسق لها الملابس وسرعان ما أدركت موهبتي في اختيار اللون والأزياء المناسبة. وبعد ذلك بدأ أفراد العائلة يأخذون برأيي ويطلبون مساعدتي عند التسوق أو اختيار ملابسهم لمناسباتهم المهمة، ولكن لم أفكر أن يكون هذا المجال خياراً لمسيرتي المهنية. خلال دراستي كنت اتابع المجلات ومصممي الأزياء المعروفين، وفي فصلي الأخير في جامعة بوسطن حيث كنت أدرس إدارة الأعمال، تابعت صفوفا في الخياطة خارج الجامعة بعد تشجيع والدتي لي. تعلمنا فقط في هذه الصفوف، التي كنت اتابعها مرة واحدة خلال عطلة نهاية الاسبوع، كيفية اتباع الأنماط الجاهزة وتقطيعها والخياطة. وبما انني لم أستطع العثور على النمط الذي أردته، استخدمت أسلوبين مختلفين عند محاولتي لتصميم ثوب. هكذا كانت خطوتي الأولى في عالم التصميم. وفي النهاية قمت بتصميم ثوب باللون الازرق مناسب للسهرات لوالدتي التي ارتدته وكانت فخورة جداً. أشعل صف الخياطة هذا رغبتي بأن أصبح مصممة. وعندما كنت أمر بمتاجر النسيج كنت أشعر بجرعة زائدة من السعادة والرضى والحماسة. عندها أدركت أن هذا هو المجال الذي أرغب أن أدخل إليه.
ما هي النقطة الفاصلة التي قادتك الى هذا المجال؟
أستطيع أن أقول إن صفوف الخياطة هي التي شكلت تلك النقطة الفاصلة.
أخبرينا عن التحدي الاصعب الذي واجهته منذ بدايتك عام 2014 وحتى اليوم؟
التحدي الأصعب هو أن يتحلى الشخص بالشجاعة ليبدأ. كمصممة ازياء تشعرين بالتعلق بأعمالك، وهذا أمر شخصي جداً. لذلك فتصميم مجموعتك الأولى هو كما لو انك وضعت جزءاً منك للعرض. أما على الصعيد التنفيذي، فكان من الصعب إيجاد مصادر الأقمشة في البداية، بما اننا كنا نقوم بكل شيء محلياً. في بعض الأحيان نفذت بعض التصاميم ولم أستطع إعادة إنتاجها بسب عدم توفر المواد. متاجر النسيج في دولة الكويت ليست مستعدة لتأمين الكميات الكافية للتصنيع التجاري. أما اليوم فأستعين بمصادر خارجية لتأمين الاقمشة، ويوفر علي ذلك الطاقة والوقت، وطبعاً أحافظ على مراقبة الجودة.
ما هي أفضل نصيحة تلقيتها من أحد المقربين لك وساعدتك في حياتك المهنية؟
أفضل نصيحة كانت من والدي طبعاً. قال لي في البداية أن أتبع شغفي، وانا محظوظة لأنني استطعت أن اقوم بذلك. ثانياً، قال لي ذات مرة إنه علي أن أؤمن بنفسي، واذا لم أقم بذلك فلا أحد سيؤمن بقدراتي. أخذت ما قاله لي في عين الاعتبار واحتفظت به في ذهني لأتأكد أنني أعمل بجهد وأركز على عملي وحرفيتي.
ما هي العناصر المحيطة بك التي تشكل مصدر وحي أساسي لك؟
يمكن أن أستوحي من أي شيء، إن كان لون أو أسلوب أو قطعة فنية، أو الهندسة المعمارية. كما أن الأقمشة تشكل مصدر وحي كبير بالنسبة لي أيضاً. والاهم من كل هذا هو انني استوحي من السيدة التي أصمم لها. أحاول أن أصمم أزياء تعكس جوهرهن وتقدم لهن شعوراً جيداً. أحاول دائماً أن افكر من هي تلك المرأة وماذا ستشعر بتصميمي، وكيف تريد أن تشعر عندما تختار الفستان.
كيف تختارين فريق عملك وما هي أهم النقاط التي تشددين عليها؟
عندما أختار فريقي أعتمد على كيمياء التواصل بيني وبينهم، أما على صعيد المهارات فأنا أبحث عن الدقة. أنا شخص دقيق جداً عندما يتعلق الأمر بالنوعية والتفاصيل. التفاصيل الصغيرة جداً قد تحدث تغييراً كبيراً في التصميم. من المهم جداً أن يهتموا بالتفاصيل وأن يكونوا شغوفين تجاه ما يقومون به. إذا كانوا مهتمين بهذا المجال فسيتعلمون تقنيات معينة، ولكن الامر يبدأ من الاسلوب والسلوك.
هل من صعوبات محددة تواجه مصمم الازياء في دولة الكويت؟
بما أنني أستعين بالمصادر الخارجية لتأمين المواد التي أحتاجها، عملية الشحن يمكن أن تصبح مكلفة حقاً. دولة الكويت صغيرة نسبياً، لذلك علينا أن ننتبه فالناس لا يرتدون التصميم ذاته الى الحفل نفسه.
كيف تصفين مجموعتك لربيع 2018، ولماذا برأيك ستختارها السيدة العربية؟
استوحيت ألوان هذه المجموعة من غروب الشمس على الشاطئ. الالوان الفاتحة كالازرق والوردي ولون الرمال، مثالية لفصل الربيع كما أنها أنثوية. أعتقد أن تصاميمي قادرة على أن تكون فاتنة وانيقة، وهذا ما تبحث عنه وتريده المرأة العربية. كما أحاول أن أتأكد عند التصميم أن تكون القصات متناسقة مع جسم المرأة، والحفاظ على لمسة من التحفظ.
أين يمكن ان نجد تصاميمك في الدول العربية؟
أبيع تصاميمي في الاستوديو الخاص بي في الكويت، ويمكنكم الحصول على القائمة الكاملة من المتاجر التي ستجدون فيها التصاميم لاحقاً على موقعنا الالكتروني.
كيف تلتقي فساتين السهرة بفكرة التصميم العملي؟
في النهاية فساتين السهرة تصمم لنرتديها، ونرقص بها ونحبها، وليس فقط لننظر اليها، لذلك يجب أن تكون عملية وأن نتمكن من ارتدائها. هذه التصاميم تعتمد خلال أهم المناسبات والاحتفالات، ونريد أن نستمتع خلال هذه المناسبات ونظهر بحلة جيدة، لذلك من المهم جداً أن نتحرك بحرية ونشعر بالراحة.
كيف يمكن للأزياء أن تؤثر بطريقة إيجابية على حياة المرأة الاجتماعية والعملية؟
الأزياء هي شكل من أشكال التعبير وأكثر من ذلك، هي تساعدنا لنقول للعالم من نحن من دون ان نقول أي شيء. كما أن الموضة هي مصدر سعادة للمرأة، كل سيدة تحب أن تشعر بالرضا عن نفسها، وعندما تختار أن ترتدي تصميماً يعكس شخصيتها ستبدو جميلة، وتصبح أكثر ثقة بالنفس وسعادة. كما انها ستصبح مستعدة لمواجهة الحياة بأفضل طريقة ممكنة.
كيف تصفين هوية تصاميمك؟
تعكس تصاميمي الاناقة الساحرة بشكل عصري. أحب الفساتين القديمة التي كانت رائجة في الخمسينيات، من ناحية الفخامة والأحجام والجمال، ولكنني أحاول ان اترجم ذلك ليتناسب مع اسلوب القرن الواحد والعشرين. جوهر المرأة لا يزال كما كان ولكن اسلوب حياتها تغير كثيراً، وأرغب أن ينعكس ذلك من خلال الملابس التي نعتمدها وتحديداً تلك الخاصة بالمناسبات. أحب التصاميم الانثوية والأنيقة ولكن الفريدة من نوعها والمختلفة بالوقت عينه.
من هو مصممك العالمي الفضل؟
بصراحة، من الصعب جداً الاختيار! ولكن لـ Riccardo Tisci تأثير كبير علي من خلال عمله على مجموعات الهوت كوتور لدار Givenchy، هو فعلاً مصمم بارز. ولكن عددا كبيرا من المصممين أيضاً أثروا على رؤيتي لعالم الموضة وحبي له، وأنا احترمهم جميعاً.
ما هو عطرك المفضل؟
انه عطر ذات نفحات عطرية من زيت العنبر، من علامة تجارية في بروكلين واسمه 1509. لا احب العطور الثقيلة لذلك فهو مثالي بالنسبة لي، كما احب أيضاً كونه ليس تجارياً. تقول مؤسسة العلامة إنها أطلقت علامتها الخاصة لأنها لم ترغب بأن تفوح منها رائحة عطر مماثلة بأي شخص آخر. وأنا أتوافق معها.
ما هي هوايتك المفضلة بعيداً عن تصميم الازياء؟
أحب السفر، فهو يشكل مصدر وحي والهام واسترخاء. أما في المنزل فأحب أن أمضي وقتاً ممتعاً مع عائلتي والأطفال والاصدقاء. أنا محظوظة بما أن هوايتي أصبحت مهنتي، أتاح أمامي ذلك الفرصة لأستطيع أن اقوم بأشياء عديدة في أوقات الفراغ. كما أنني شغوفة تجاه هذا العالم الذي نعيش فيه لذلك أحاول أن اقوم باعمال تطوعية عندما استطيع.
ما هو الحلم أو الهدف الذي ترغبين بتحقيقه؟
هدفي هو التأثير بطريقة ايجابية في العالم وتحسين نوعية حياة الناس من خلال ما أقوم به وطريقة عيشي. يساهم ارتداء الازياء التي تؤمن لك شعوراً جيداً في تحسين المزاج، كما يساعد على الاستمتاع باللحظات الخاصة أكثر. أن تعثري على فستان يعجبك هو مثل الوقوع في الحب، ومن لا يريد ذلك في العالم! أما على الصعيد العملي البحت، وعلى المدى القصير فسأعمل مع عدد من تجار التجزئة، الذين يعكسون قيم علامتي التجارية وعملائي. اما على المدى الطويل فهدفي هو أن أبني علامة تجارية إقليمية فاخرة مناسبة للسيدة العربية.
وجهتك السياحية المفضلة، ولماذا؟
أحب الذهاب الى نيويورك، حيث درست التصميم. هناك دائماً شيء جديد يحدث، إن كان على صعيد المعارض الفنية التفاعلية، او المهرجانات أو المطاعم الجديدة. في كل مرة تزورين فيها هذه المدينة ستتمكنين من أن تقومي بشيء جديد. كما انني احب القهوة في نيويورك، فهم يأخذون القهوة على محمل الجد تماماً مثلي! كما أشعر بطاقة معينة تشعرني بالراحة عندما أكون هناك.
ما هي عبارتك المفضلة؟
ليس لدي عبارة مفضلةّ!
اذا أردت ان تقولي شكراً، فمن ستشكرين؟
في البداية، أود أن أشكر الله على كل النعم والفرصة التي أعطاني اياها لأقوم بما احب.
من ثم أود أن أشكر عائلتي التي دعمتني خلال هذه الرحلة وساعدتني للوصول الى ما أنا عليه اليوم.
كما أنني أشكر زوجي فهو اكثر من دعمني وساعدني كي أحقق التوازن بين الزوجة والأم والمصممة.
وطبعا جميع عملائي الذين وثقوا بي ودعموني خلال هذه الرحلة، وسمحوا لي أن أكون جزءاً من لحظات حياتهم المهمة.
أكملي هذه العبارات:
تصميم الأزياء هو… شغف، وعمل شاق.
رسالتي للمرأة العربية… أنت رائعة.
بزّة الزومان تطمح الى … تقديم تصاميم ساحرة تشعر المرأة بالسعادة عند ارتدائها.
حاورتها: شارلين الديك يونس