تكمل الطريق بكل إصرار .. لقاء مع الشيخة حور القاسمي

Ruba Nesly   |   05 - 03 - 2020

الشيخة حور القاسمي، هي ابنة حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي رعاه الله، وسيدة تتولى مقاليد العديد من المناصب، فهي مؤسسة ورئيسة “مؤسسة الشارقة للفنون”، وتشرف على الأعمال الفنية في الشارقة مثل المعارض والندوات والنشاطات وغيرها من المهام. فهي تعمل على دعم الفنون في الشارقة وإعادتها إلى خارطة المدن التي تعنى بالفنون عبر تأسيس “مؤسسة الشارقة للفنون”.

تولّت الشيخة حور القاسمي مهاماً أكبر ومشروع أضخم بعد الموت المفاجئ لشقيقها التوأم الشيخ خالد بن سلطان القاسمي رحمه الله.

أسس الشيخ خالد بن سلطان القاسمي رحمه الله، دار الأزياء قاسمي Qasimi  للألبسة الرجالية في لندن وتميّز برؤية تجمع ما بين الشرق والغرب وبالتحديد ما بين وطنه الأم في الإمارات العربية المتحدة وما بين المدينة التي تعلّم فيها وهي لندن. كان معروفاً بنهجه الصريح، وتناول القضايا السياسية في تصاميمه، بينما صُدم العالم بموته المفاجئ في لندن العام الماضي عن عمر 39 عاماً.

بعد وفاته، تولّته شقيقته التوأم الشيخة حور القاسمي منصب المديرة الإبداعية للعلامة التجارية، وهي اليوم مسؤولة عن جميع الأعمال الابتكارية والإدارية في الشركة والتي تشرف عليها مع فريق التصميم الذي يعمل في الدار. وهذه هي المرة الأولى التي تشارك مباشرة في عالم الأزياء والذي يعتبر تحدّ كبير. مؤخراً وبعد أن قدّمت آخر مجموعة صمّمها أخيها في أسبوع لندن للأزياء الرجالية، حاورنا الشيخة حور القاسمي، وتناولنا مستقبل دار الأزياء وكيف تتعامل مع هذا التحدي الجديد، وعن تولّيها منصب شقيقها الراحل في دار الأزياء.

استلمت دار أزياء شقيقك الراحل مؤخّراً، أخبرينا ما هي مشاريعك تجاه هذه العلامة التجارية؟

عرضنا مؤخراً آخر مجموعة صمّمها خالد خلال أسبوع لندن للأزياء الرجالية في يناير الماضي، كانت لحظة خاصّة لي ولفريقه كاملاً، أن نرى المجموعة مكتملة. أنا محظوظة للغاية أن ألقى الدعم من قبل فريقه الذي كان يعمل يداً بيد معه، وسنناضل للحفاظ على إرثه. نحن نعمل على ذات الخطط المهمّة والتي سيتم الكشف عنها قريباً، وبدأنا توّاً بالبدء بالتصميم للمجموعة القادمة والتي ستكون مجموعتي الأولى.

ما هو أكبر تحدّ واجهته؟

عالم الأزياء لا يزال جديداً بالنسبة لي. لذا واحد من التحديات سيكون التعلم وفهم الكثير قدر الإمكان عن هذه الصناعة. لحسن الحظ، كنا دائماً أنا وخالد نسبر معلومات بعضنا البعض في مساعينا المنفصلة، بالنسبة له في الفنون معي وبالنسبة لي في الأزياء معه، لذا أشعر بأنني مرتبطة جيّداً بما كان يقوم به.

من أين بدأتي حين حملت على عاتقك هذه المسؤولية؟

بدأت من حيث اعتقدت أنه يجب عليّ انهاء الأمور المعلّقة، ثم عملت إلى جانب الفريق والمتعاونين في الدار، للتأكد من تمثيلٍ حسن لرؤية أخي.

كيف تناسب مدينة لندن العلامة؟

علاقة الشرق بالغرب تمثّل هوية خالد وتمثّل هويّتي. ترعرعنا بين عالمين، وتعتبر لندن منزلاً لشقيقي وجزء كبير من هوية علامة Qasimi، ولندن مدينة متميزة فهي مهد للكثير من الثقافات.

ما هي الأشياء التي تميّز بها شقيقك وألهمتك؟

كان شقيقي يسعى للكمال: لم يكن ليتنازل عن الجودة وكان يواصل العمل للوصول إلى هدفه. كنت لأراه في استديو الخزف الخاص به، وهو يجلس على دولاب صناعة الخزف، مشغلاَ جهاز المذياع كصوت في الخلفية،  في الوقت الذي يصنع فيه الصحون. كانت رفوفه ممتلئة بنماذج لا منتهية والتي أنتجها، وإن لم يعجبه ما صنع يعيد صناعته مرة أخرى ويقوم بإعادة تدويره، كان والدي يحب أن يرى هذا الأمر، أذكر مرّة طلب منه والدي أن يصنع له سلطانية.

إلى أي درجة كانت الخلفية والتربية المشتركة ملهمة لكلاكما؟

كلا والداي شجّعانا على استخدام ابداعاتنا في الفنون وصفوف الموسيقى في عمر صغير. لقد كان جزءاً كبيراً في حياتنا، كانا يأخذاننا لزيارة المتاحف كلما سافرنا إلى مكان مختلف. حب واهتمام والدتي تجاه الأزياء كان أمراً مشتركاً مع خالد وكانت فخورة للغاية بما حققه.

ما الذي تذكرينه خلال سنوات طفولتك في الإمارات العربية المتحدة؟

أكثر ما أذكره هو مشاهدة غروب الشمس على البحر من النافذة حين كنت اتدرب على العزف على البيانو بعد المدرسة.

ماذا يمكنك اخبارنا عن دورك الثاني كرئيسة ومديرة مؤسسة الشارقة للفنون؟

كوني رئيسة ومديرة مؤسسة الشارقة للفنون، أنا أشرف على برنامج كبير من النشاطات، تتضمن منصة الفيلم، برامج الأداء، معارض على مدار العام، برامج تعليمية، معرض لكتاب الفن، وتصميم المعارض في المناسبات. أنا أيضًا أعمل في مجالس الإدارة واللجان الاستشارية لمختلف المؤسسات الدولية.

كيف تجدين نمو المشهد الفني في الشارقة وما الذي تطمحين لرؤيته؟

اعتقد أن المشهد الفني في الشارقة بدأ بالنمو ذاتيّاً، ومن الجيد أن أرى العديد من الفنانين والجمهور الذين ترعرعوا على بينالي الشارقة وكيف عرّفتهم على العديد من الممارسات الفنية المتنوعة من حول العالم.

 

هل يمكنك أن تطلعيني على الجوهرة المختبئة في الشارقة والتي لعلّنا لم نتعرف إليها بعد؟

هناك الكثير من الجواهر المختبئة في الشارقة، ونحاول أن نشجع الناس على زيارتها، بعضها أبنية قديمة تم ترميمها لتتحول إلى مساحات ثقافية، والبعض الآخر هي مطاعم، على سبيل المثال، هناك مخبز أفغاني صغير قريب من مكتبنا في الشارقة والذي يبيع خبز طازج يومياً، تجدين صفّاً طويلاً من الناس كل صباح ليتناولوا من مخبوزاته. هناك أيضاً مقهى للشاي، عند الدوّار إلى جانب مساحات الفنون لدى مؤسسة الشارقة للفنون، هناك ستتعجّبين من السيارات التي تغلق الطريق والتي تتسبب باختناق مروري فقط لتحصل على كوب من شاي الكرك الخاص بهذا المقهى الصغير.

ما هي الحكمة التي تقتادين بها في حياتك؟

عليك أن تعمل بجهد وأن تكون على استعداد بأن تتلوّث يداك.

من هو الشخص الذي يلهمك دائماً؟

بدون سؤال، بالتأكيد هو والدي، فهو يعمل بجهد وهو ثروة من المعرفة، أنا محظوظة جدّاً كونه مثلي الأعلى في الحياة.

إن كان بإمكانه إسداء نصيحة لنفسك حين كنتي أصغر سنّاً، ماذا تقولين لها؟

لا تقسي على نفسك. كنت طفلة هادئة وغير مستقرّة. إلى أن شاهدت Okwui’s Documenta 11  والذي غيّر مجرى حياتي وأيقنت أن لدي هدف ومسؤوليات.

حاورتها: Lindsay Judge

ترجمة: ربا نسلي

المقالات الأكثر مشاهدة