
بدأ بول سوريدج العمل كمدير إبداعي لدى دار Roberto Cavalli في الأول من يوليو الماضي، أي قبل ثمانية أسابيع من تقديمه مجموعة ربيع وصيف 2018. تخرّج المصمّم الانكليزي من جامعة سينترال سانت مارتينز في لندن. وفي التسعينيات، اكتسب خبرة كبيرة عندما عمل في Calvin Klein قبل انضمامه الى كريستوفر بايلي في Burberry بين عامي ٢٠٠٣ و٢٠٠٧.
عام ٢٠٠٧، أصبح سوريدج مدير التصميم لعطر Jil Sander للرجال حيث تعرّف الى Gian Giacomo Ferraris، المدير التنفيذيّ للدرا آنذاك، والمدير التّنفيذيّ في دار روبيرتو كافالي اليوم. وفي عام ٢٠١١، تعيّن سوريدج المدير الإبداعيّ في Z Zegna قبل أن يغادر في عام ٢٠١٤ ليصبح المستشار الإبداعيّ والمشرف على جميع أنشطة الملابس الرجالية في Acne Studios.
اشتهر سوريدج في المنطقة الإيطالية بملابسه المبهرة والبرّاقة وأسلوب الريفييرا الرّائع الذي يضيف التجديد والاسترخاء والجمالية. ومن فساتين السهرة الطويلة والأقمشة الشفّافة والقطع المليئة بالطيّات السخيّة، حملت افتتاحيّة مجموعته أسلوب كافالي بالاضافة إلى العديد من خطوط الحمار الوحشية، ولكن مع جرعة من الخياطة الذكورية.
ما الذي ألهمك من تراث روبرتو كافالي لمجموعتك لربيع وصيف 2018؟
عندما دخلت إلى المتحف للمرة الأولى، دهشت ما ان رأيت ٢٣ ألف ثوب معلق أمامي، فأدركت فوراً أنني أعمل مع إرث ومصمم لطالما كان نشيطاً. وبينما كنت أحدّق في كل هذه التّصاميم وقع نظري على أزياء صممّها روبرتو للـ Spice Girls ومجموعات أولى من تصاميم الجينزات الرمليّة اللّون وفساتين السّهرات. وبعد أن انبهرت بهذه التّصاميم، أدركت أهميّة كافالي بالنّسبة إليّ بعد أن أصبح تفانيه في التّصنيع والانهاء والحرف والتقنيّة أكثر وضوحاً. روبرتو كافالي هي العلامة التجارية التي كانت من أوائل روّاد تحديث التقنيّات، فكانت الأولى في طباعة الجلود، والأولى في الطباعة على الأقمشة المتماسكة، والأولى في تزيين جينز رمليّ اللّون. ومع ذلك، شعرت بأن الملابس اليوميّة المريحة قد غابت عن المجموعات الأخيرة لذلك كنت أرغب في جعلها متاحة للجميع، وعالميّة وعمليّة لكل يوم. دفعتني كل هذه الأمور إلى القيام بمجموعة تشمل نقشات الحيوانات والملابس اليوميّة والجلود، وطبعات باللون الأسود والأبيض. لتعكس هذه المجموعة التراث الفلورنسي.
أخبرنا عن النّقشات؟
أردت أن يتمحور العرض حول نقشات الحيوانات، ولكن مظهراً الجانب الجريء والتّرابي والفنّي، ومن جهة أخرى مستخدماً الباستيل ونقشة الحمار الوحشي بطريقة أنثويةّ جداً، بهدف إظهار أهميّة نقشة واحدة وكيف يمكن استخدامها بطرق متعددة. وللانتقال إلى مجموعة ما قبل الخريف، تمّ عرض نقشة الأزهار بالاضافة إلى عرض نقشة الحمار الوحشي. بقيت بعيداً عن الحنين عمداً، لأنني شعرت بأنني ورثت في الأساس علامة تجارية تحمل الكثير من الحنين والسّحر، فحاولنا أن نظهر الأناقة من خلال اعتماد نقشة الزهور الأنثوية.
ما هو شعورك حول الطلب على العديد من المجموعات، عند تصميم مجموعات ما قبل الخريف وكروز بالاضافة إلى المجموعات الرئيسية؟
إذا أردنا شراء شيء ما على الفور فذلك لأننا بحاجة إليه، وإذا نظرنا إلى الزّبائن الحاليين والمحتملين فلا نحتاج إلى أي شيء، بل نودّ فقط شراء الشيء الذي نحتاجه أو نحبّه أو بحاجة إليه أو نرغب بشرائه. فيجب أن نحترم ونحافظ على الزّبون القديم الذي نضج مع العلامة التجارية ،كما الزّبون الجديد مع عقليّة الألفية. وأعتقد بأنني يجب أن أخلق لدى الزبون الحاجة إلى شيء ما.
ما هي أفكارك بشأن جيل الألفية؟
جيل الألفية ليس وفيّاً، وهو بطبيعته لا يرغب بالاهتمام كثيراً بالقصّة، بل يرغب فقط أن يعيش اللّحظة. فالمفتاح الأساسي بالنسبة إليّ هو عدم التخلي عن الزّبون الأساسي، وإنني أقوم بذلك فقط عن طريق تحسين بعض الأمور في المجموعات الأخيرة ممّا يسمح لي بتعزيز العلامة التجارية وتحديد وجهة العلامة مستقبليّاً.
كان لديك ٨ أسابيع فقط للقيام بأوّل مجموعة لك أخبرنا عنها أكثر؟
لا تعتبر هذه المدّة طويلة على الإطلاق، ولكني أعتقد أن ما قمت به أنا وفريق العمل كان عملا رائعاً. كانت الجودة أيضاً عالية جدّاً، ويعتبر هذا الأمر انتصارا. ففي بعض الأحيان عندما تعمل بسرعة كبيرة لا تستطيع الانتباه إلى كل التّفاصيل، مما يؤدّي إلى استحالة القيام بكل شيء بشكل صحيح، ولكن استطعنا أن نوازن بين كل الأمور، وكنّا جميعاً سعداء جدّاً.
ما هو التصميم الذي رسمته أوّلاً عند القيام بالمجموعة؟
كان سترة على شكل قميص تحتها ملابس السباحة وهي قابلة للتبديل ونافعة جدّاً.
أخبرنا عن الأكسسوارات؟
قمنا بتوسيع عرض الاكسسوارات فابتعدنا عن مجرد الكعب المدبب وصندل السهرات، وأطلقنا البابوش، وشبشب المنزل، والجزمات.
ما هي مشاعرك حول الـ mono-look؟
أنا أحب ذلك لأنه يظهر الشجاعة. فحين ترتدي المرأة من الرأس إلى أسفل القدمين سواء لونا واحدا أو نقشة واحدة فهذا يظهر بالنسبة إلي الكثير من الشخصيّة بما أنه من الصعّب القيام بذلك.
في الحديث عن السلطة، ما رأيك في استخدام الشعارات التحفيذية المستخدمة في الموضة؟
إذا شعر المصمم أن استخدام الشعارات مفيداً له ويستخدمه التزاماً بقضية ما فأعتقد بأن الأمر رائعاً أمّا إذا كان مجرد رسم كسول فأعتقد بأن الأمر ليس ظريفاً. أنا لا أعتقد أن استخدام الشعارات يعتبر لائقاً للمرأة التي ترتدي كافالي اليوم. ولا أعتقد أنها تحتاج إلى الكلمات بل يتوقّف الأمرعلى حالتها العقليّة. فبالنسبة إلي، تتعزّز قوّة المرأة عندما نسمح لها بإبراز جمال جسدها من دون أن يكون الأمر مبتذلاً.
هناك العديد من الماركات ضمن عالم روبرتو كافالي، أيمكنك أن تخبرنا عنهم وكيف يعملون معاً؟
إن الخطوة الأولى بالنسبة إلي مع الخط الرئيسي هي تحقيق الطموح والترف، فعلى المجموعة أن تمثّل حلم روبرتو كافالي من دون نسيان أهمية الحرف اليدوية. أما Cavalli Class فتعبر عن فئة أكثر تحفّظاً، إذ إن هذه الماركة هي للمرأة التي لا تتّبع الأزياء وليست هاوية للموضة بل تريد فقط قطعة من روبرتو كافالي. وكانت Just Cavalli مجرّد ملعب لروبرتو، وكنت أرغب في الحفاظ على نهجه الشخصي في حين أنه يتّصل بجيل الألفية، ويتأثر كثيراً بما يحدث في عالم الأزياء الحالي.
هل يمكننا أن نتوقع مجموعة أزياء راقية في المستقبل؟
لا أعرف. هناك حالياً جزء من الكوتور في المجموعة، ولكن لا يقدّم في أسبوع موضة الكوتور. ولقد اتفقنا كعلامة تجارية وشركة أنه علينا تركيز كل طاقاتنا الآن على الخط الرئيسي والاكسسوارات، لأن على هذه العلامة التجارية أن تبيع أكثر من مجرد الملابس من أجل البقاء.
ما هي الأقمشة المفضلة لديك للعمل بها؟
بما أنني أصمّم الآن الملابس النسائية، فإنني اكتشف العديد من الأقمشة، وبدأت أفهم خاصّة قوة الحرير، فهو يحوّل دائماً كل شيء. يمكن أن نخلق طبقات عدّة من النسيج الخفيف الوزن سواء أكان لامعاً أو لا، وذلك بهدف أن تكون القطعة كما لو انها منحوتة، أو أن تكون سلسة وحسية. وأحب أيضاً الموهير إذ لا تشوبه شائبة ولا يتجعّد أبداً ويبقى جميلاً بغض النّظر عن الظروف.
كيف تعتقد أن خلفيتك في الملابس الرجالية تخدمك الآن في عالم المرأة؟
بما أنني مصممّ ملابس رجالية أقول إن عالمهم ضيّق جدّاً إذ هناك قواعد محدّدة لاحتياجات الرجل وتوقعاته. فتعتبر الملابس الرجالية عملية ولها وظيفة، مع الانتباه إلى كل عنصر من عناصر التصميم من وضع الأزرار إلى كيفية تحريك الأكمام. وعندما لا تستوفي هذه المتطلبات يصبح المستهلك وبكل صراحة غير مهتم لمَ تقدّم له.
ولكن تعتبر عمليّة تصميم الملابس النسائية أسرع بكثير مع القيام بالعديد من المجموعات، وهذا يعني أن العديد من مصمميّ الملابس النسائية لا يملكون الوقت للانتباه إلى كل التّفاصيل الصغيرة، ويتركونها لأعضاء فريق الإنتاج في وقت لاحق من رحلة التصميم. وبما أنه لديّ خلفية في الملابس الرجالية، لقد بحثت كثيراً وتساءلت عن كيفية جعل المنتج أكثر ليونة ومرونة للارتداء. وهناك الكثير من قطع الملابس النسائية التي تعتبر صناعيّة كثيراً لكي نحافظ على سحرها، ولقد أردت التغيير لإعطاء المزيد من المنطق إلى المجموعات بدلاً من مجرد القيام بانفجار للأفكار. نهتمّ كيثراً بالتفاصيل في الملابس الرجالية وأتطلّع إلى تطبيق الأمر عينه على الملابس النسائية.
أخبرنا عن أول لقاء لك مع روبرتو كافالي؟
من الواضح أنها كانت لحظة مهمّة لكلينا. فأنا كنت على وشك مقابلة أحد أهمّ المشاهير والرجل الذي كرّس حياته كلها لهذه العلامة التجارية، وهو كان على وشك أن يقابل المجهول الإنجليزيّ، ومصمم الملابس الرجاليّة الذي كان على وشك أن يستولي على علامته التّجارية الرّاقية! لكنه كان رجلاً ملهماً ورائعاً، وأجرينا محادثة مشجّعة ساعدتني على فهم شغفه.
ما مدى أهمية العاطفة في ما تقوم به؟
إن العاطفة أساسيّة. فلا أستطيع البقاء على قيد الحياة من دون العاطفة.
كيف تصف الماركة في كلمة واحدة؟
فريدة من نوعها.
في الوقت الذي أصبح كل شيء متاحاً على وسائل التواصل الاجتماعي، أين تعتقد يتم وضع الفخامة؟
تأتي الفخامة من خلال سرد القصص والخدمة. فالشّراء في المتجر بدلاً من الانترنت هو الذي يساعد على الانخراط على المستوى الشّخصي.
ما رأيك بمجموعات وعروض الجنسين؟
أعتقد أنها كلها ذات صلة على الرغم من أنه تمّ عرضها بعد فترة كان يتحدّث فيها الناس عن المساواة بين الجنسين، فأظن أن الأمر أخذ منحى سياسيّا. ولكن أعتقد هذا الأمر ليس لروبرتو كافالي فالمرأة هي جوهرة، والرجل هو رجل. لذلك نحن علامة تجارية لا يمكن ألاّ نميّز بين الجنسين. فإن دور روبرتو كافالي هو الاحتفال بحسيّة المرأة.
أيمكنك مشاركتنا بدرس عن الحياة؟
لا تندم يوماً على ما قمت به بل اندم على ما لم تقم به.
ماذا تقول لنفسك عندما تستيقظ كل صباح؟
كن قوياً.
ما هي الأشياء الثلاثة التي تكرهها؟
التقلّب وعدم الوفاء والرّخص.
ما الذي يخيفك؟
الفشل.
ما هو الأمر المثالي الخاص بك في وقت فراغك؟
حمام ساخن مع الكثير من الفقّاعات.
هل تستمع إلى الموسيقى؟
أنا أحب ريهانا وأضعها في الاستوديو عندما نحتاج إلى بعض الطاقة. وأحبّ أيضاً جيمس بليك، فيمكنك القول إنه لدي ذوق مختلط.
كيف تصف أسلوبك الشخصيّ؟
أصيل وعمليّ. إنني أحب أن تكون الأشياء بسيطة والأقل أهمّ بكثير، على الرغم من أنني لا أرضى بالقليل.
ماذا كنت تودّ أن تكون إن لم تكن مصمماً؟
كنت أحب أن أكون راقصاً أو مصمم رقصات كما أحبّ أيضاً التصوير الفوتوغرافي.
هل لديك أي ندم؟
ربما عندما لم أؤمن بنفسي ولم أثق بها عندما كنت شابّاً، ولم أقم بالكثير من المخاطر كما كان ينبغي أن أفعل.
أيمكنك مشاركتنا بماركة أخرى تحترمها؟
هيرميس، لأنها لا تتبع اتجاهات عالم الأزياء. تعيش هذه الماركة بعيدة كل البعد عمّا هو شائع، وتخلق عالمها الخاص بها.
ما هي أهدافك الشخصيّة والمهنيّة لعام ٢٠١٨؟
شخصيّاً، أريد أن انضم إلى صالة الألعاب الرياضية وأن أحصل على مدرب لأصبح في أفضل حال عقليّاً وجسدياً. ومهنيّاً أودّ أن أوصل المجموعة والعلامة التجارية إلى مكان آمن لخلق بعض المنتجات الناجحة التي تسمح لنا بالتنفس من جديد.
كيف تودّ أن يتذكرك العالم؟
عاطفيّ.
ماذا تريد أن تخبر القرّاء؟
عيشوا الحياة متّبعين القواعد الخاصة بكم ومحترمين الآخرين. فنحن نعيش جميعنا معاً في هذا الكون الصغير.
حاورته: لارا منصور صوايا