تصاميم ساحرة ومطرزة بحرفية عالية، مستوحاة من عالم الخيال والأساطير، قدمها المصمم السعودي محمد آشي منذ أن أطلق علامته التجارية الخاصة عام 2007 في بيروت. ولد آشي عام 1980 في السعودية، وعمل على تعزيز موهبته في مدرسة الازياء المرموقة ESMOD. استطاع آشي، في وقت قصير نسبياً، أن يثبت نفسه في عالم الأزياء الراقية، وبدأ صعود سلم النجاح موسماً بعد آخر. ماذا قال المصمم السعودي عن مسيرته المهنية، ومصادر وحيه وعن رؤيته لعالم الأزياء الراقية، تجدونه ضمن هذه المقابلة.
كيف بدأت مسيرتك المهنية، ولماذا اخترت الأزياء الراقية تحديداً؟
بعدما أنهيت دراستي في مجال التسويق وتخرجت من الولايات المتحدة الأميركية، بدأت دراسة تصميم الازياء في مدرسة ESMOD المرموقة. لطالما كان لدي شغف للفن والتصميم والرسم منذ سن الخامسة، ولقد حضرت أول عرض أزياء عندما كنت في الثانية عشرة. بدأت العمل على هوية تصاميم Ashi studio منذ أن كنت في مدرسة الموضة. كنت مهووساً بابتكار أشكال وتصاميم بلمسة عصرية. أحببت دائماً عملية التقطيع والخياطة والتفاصيل التي تترافق معها. لذلك كان كل شيء جاهزاً في أفكاري، لأنفذ مجموعتي الأولى، بالاعتماد على تجاربي السابقة وتأثري بدور الهوت كوتور القديمة. من ثم أطلقت علامتي الخاصة “Ashi Studio” في بيروت عام 2007.
هل تأثر عملك الإبداعي بتقاليد وثقافة وطنك الام؟
ربما، لكن ليس في كل مجموعة، فأنا أحب أن أستوحي من أشياء أخرى مختلفة أيضاً. ومع ذلك، آخر مجموعة للملابس الجاهرة لربيع وصيف 2018 كانت متعلقة جداً بجذور بلادي العربية. حتى إننا اخترنا صحراء أبوظبي كوجهة لنقيم فيها عرض الأزياء ونقدم المجموعة. المجموعة مستوحاة من أسطورة الصحراء القديمة التي تحكي قصة المدن المفقودة وكنوزها التي اختفت. لذلك نجد هذا التباين الواسع بين تدرجات الالوان الترابية والقطع الملونة.
ما الذي يلهمك عندما يتعلق الامر بجماليات التصاميم؟
أستوحي من الفن والهندسة المعمارية والأفلام، وكل ما أراه وأواجهه خلال أسفاري وحياتي اليومية. كما أنني متأثر بعصر الكوتور الذي يمتد بين الأربعينيات والخمسينيات، الذي كان يتسم بالاناقة الساحرة. ومع ذلك ستجدين توقيع واسلوب Ashi الخاص في كل مجموعة مبتكرة، ليعكس القصة التي صمم على أساسها.
ما هو السر الذي يجعل تصاميمك تتناسب مع تفاصيل جسد المرأة بطريقة جميلة؟
أود أن أفكر بأن جسد المرأة هو الذي يجعل تصاميمنا كاملة. أشعر أن الجسد يحول المواد المستخدمة ويعطيها أبعاداً أخرى.
كيف ترى مستقبل أزياء الهوت كوتور في عالم الموضة السريع الذي تسيطر عليه الملابس الجاهزة؟
الكوتور بالنسبة لي هو فن خالد يمكن ارتداؤه. على الرغم من أننا نعيش في زمن تهيمن عليه الأزياء السريعة، ستبقى أزياء الهوت كوتور دائماً في مرتبة أخرى، لتعكس دائماً صورة الأناقة والرقي. لا أعتقد أنه سيتم استبدالها أبداً.
ما الذي يحفزك لاستخدام الألوان المحايدة وتلك الأحادية اللون؟
تعطي الألوان المحايدة الحياة إلى القوى الحسية. أحب استخدام الألوان التي لا تطغى على الوجه الجميل. غالباً ما نستخدم الألوان المحايدة في Ashi studio فأنماطنا وهويتنا الواضحة لا تسمح لنا باستخدام ألوان متنوعة في كل مجموعة. كما أن الأبيض هو لوني المفضل، بما انه يسلط الضوء على تفاصيل التطريز. ولكن من وقت الى آخر نستخدم بعض الألوان الأخرى.
ماذا يعني لك الترف؟
قد يشعر البعض كما لو أنه حلم بعيد المنال. ولكن لدي مقاربة أبسط بكثير: يمكن ان نجده في أي مكان ولا داعي لأن يكون مكلفاً. يمكن لأبسط الأشياء في الحياة أن تكون ترفاً بحد ذاتها.
ما هو مصدر الهامك لأحدث مجموعة أزياء راقية قدمتها، وما الرسالة التي أردت نقلها من خلالها؟
مجموعات الهوت كوتور التي أقدمها مستوحاة من الأساطير والشخصيات الأسطورية، وقصص الخيال، وأي شيء يدفع الناس ليحلموا بشكل عام. تعبر كل مجموعة عن مصدر الوحي الذي صممتها على أساسه، ولكنها دائماً تشجع المرأة لتؤمن بالحب وبنفسها وأحلامها.
ما رأيك بمشهد الموضة العام في الشرق الأوسط؟
إنه بالتأكيد مزدهر، والعدد المتزايد من المصممين العرب الذي يؤثرون على المشهد في هوليوود مؤشر جيد، ويدل على هذا الازهار.
ما هي الفكرة الاولى التي تمر في ذهنك عندما تستيقظ كل صباح، وكيف تشكل مصدر إلهام لك ولإبداعاتك، وما الذي يدفعك للاستمرار؟
السؤال الاول الذي أطرحه على نفسي كل صباح هو كيف أستطيع أن أحفز مخيليتي؟ كمعظم الفنانين نصل أحياناً الى نوع من “الهضبة” الابداعية، لذا فإننا نبحث على مصادر جديدة باستمرار. أشاهد الكثير من الافلام وأحاول أن أحلل القطع الفنية لأتعرف على القصة التي تكمن خلفها، وحبي للابتكار والتصميم هو الذي يجعلني أستمر.
من هي المرأة التي تصمم لها؟
سيدة Ashi مستعدة دائماً وأنيقة، كما انها قوية وعصرية. لا تخاف من التحديات وتهتم بنفسها. انا أصمم للمرأة القوية والأنيقة، التي لا تخاف وتقاتل لتحصل على حقوقها. أنا مع الحركة النسوية.
بعد سنوات عديدة من الآن كيف تريد أن يتذكرك الناس؟
سأدع أعمالي تتحدث عني.
ما هي مشاريعكم لعام 2018؟
ربما وجهة جديدة لعرض الأزياء! سأترك عام 2018 ليكون مفاجأة.
حاورته: دانا مرتضى
ترجمة: شارلين الديك يونس