مقابلة مع الفارسة الإماراتية كنة الهاشمي: أقول للمرأة العربية: ارفعي رأسك عالياً

Ruba Nesly   |   08 - 03 - 2020

إنها الفارسة العربية الإماراتية كنة الهاشمي، تبلغ من العمر 20 عاماً وهي طالبة في جامعة زايد تدرس العلاقات الدولية. ترعرعت بين الخيول منذ نعومة أظافرها ولكنها بدأت المنافسة الحقيقية منذ عامين في نادي الباهية، تمتلك فرسين أحدهما يدعى Campina ويبلغ من العمر 12 عاماً والآخر Baghera Des Pombelles يبلغ من العمر 9 أعوام وتطمح إلى توسيع عائلتها الصغيرة من الأحصنة الأصيلة في الأعوام القادمة.

حازت كنة الهاشمي على الميدالية الذهبية الشهر الماضي ضمن منافسة قفز الحواجز في اليوم الافتتاحي للنسخة الخامسة من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، التي نظّمتها مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة حتى تاريخ 12 فبراير. إذ فازت الفارسة كنة الهاشمي بلقب الشوط الترحيبي “كلاس 1” الذي أقيم على ارتفاع حواجز تراوح بين 90 و100 سنتيمتر، وشهدت تنافساً بين 23 فارسة، عرفت 12 منهن كيفية بلوغ شوط التمايز والختامي الذي استطاعت من خلاله كنة الهاشمي على صهوة الجواد “أنجيلينا” أن تقطع مسار الشوط دون أخطاء وتسجّل الزمن الأسرع البالغ 30 ثانية و99 جزء من الثانية وتحسم المركز الأول وتحصد الميدالية الذهبية.

حاورنا الفارسة كنة بعد تحقيقها هذا النجاح، وتحدّثنا عن علاقتها بالأحصنة والفروسية، والتحدّيات التي تواجهها في هذه الرياضة إضافة إلى رسالتها للمرأة العربية، فإليكم الحديث التالي الممتع معها:

أخبرينا عن بداياتك في الفروسية؟

أحببت الجياد منذ أن كنت صغيرة، أول لقاء لي مع الخيول كان في اسطبل صديق للعائلة في سويسرا. كنت دائماً ما أذهب إلى هناك لاعتني بالجياد وأشاهدها تعدو. أحببت التواجد إلى جانبها في كل الأوقات، كان أول درس رسمي للفروسية لي حين كنت في الثامنة من عمري، لطالما كنت امتطيها للمتعة في أوقات فراغي. خلال الصيف كنت امتطي الخيول في معسكر في أمريكا للحصول على خبرات أكبر وقمت بالمنافسة مرتين هناك ولكن بمستويات مبتدئة، ولكنني بدأت رسمياً بالمنافسة في أكتوبر من عام 2017 حين انتسبت إلى نادي الباهية مع مدرّبي السيد عبد العزيز المرزوقي، وأنا لا زلت هناك منذ ذلك الحين.

لماذا اخترتِ أن تكوني فارسة؟

أنا استمتع بذلك أكثر من أن تكون هواية، لطالما كنت محاطة بالجياد منذ أن كنت صغيرة، دائماً ما كنت أتعجب كيف يمكن لمخلوقين أن يرتبطا معاً وأن يفهما بعضهما البعض بدون استعمال لغة الكلمات. الفروسية وامتطاء الجياد رياضة محفّزة للغاية، لأنك مهما فعلت، إن كان أمراً جيداً أو سيئاً ستواظب على العمل جاهداً لتحسين أدائك.

هل تذكرين أول مرة امتطيت فيها صهوة الحصان وكيف كان شعورك؟

نعم لا زلت أذكر المرة الأولى التي امتطيت فيها صهوة جياد، حينها كنت في سن السادسة من عمري، رغم أنه لم يكن الدرس الرسمي لي، لا أذكر حقيقة الإحساس حينها ولكن تلك اللحظة كانت سبب وجودي هنا كفارسة.

صفي لنا علاقتك مع فرسيك؟

لدي تواصل قوي وحب تجاه فرسيّ الاثنين، ولا أستطيع تخيل حياتي دونهما، إنهما مختلفين تماماً بأسلوبهما الخاص، ولديهما شخصيتين مختلفين، ولكني استمتع بكليهما مع السرج وبدونه، جعلاني الفارسة التي أنا عليها اليوم، وساعداني على تحقيق أهدافي وحفّزاني لأكون فارسة أفضل لكليهما.

كيف تصفين شعور الفوز بالشوط الترحيبي “كلاس 1” وتسجيل الزمن الأسرع وحصد الميدالية الذهبية في بطولة “عربية السيدات”؟

هذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها في دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، منذ عامين شاركت فيها وحققت المركز الثالث، ما زاد تحفيزي لتحقيق مرتبة أعلى هذه المرة. لم أتوقع الكثير حين شاركت على صهوة فرس ليس فرسي.  الفوز كان مرضياً، كنت الفارسة الرابعة التي تدخل إلى الحلبة لذا كنت على أعصابي كل الوقت لمعرفة إن كنت سجلت الرقم الأسرع ولحسن الحظ حققت الفوز بالمرتبة الأولى في الجولة الأولى لذا كنت مسرورة وما زاد من سعادتي هو وجود أصدقائي حولي يهتفون لي، والفضل لمدرّبي الرائع الذي منحني الثقة وشجعني لأكون الأفضل.

أخبرينا عن ساعات التدريب التي تخضعين لها وكيف وصلتي إلى هذا المستوى من المهارة في رياضة الفروسية؟

يعود الأمر إلى عدد الجياد التي عليّ أن امتطيها في ذلك اليوم، وكم نحن قريبون إلى تاريخ موسم المنافسة. عادة ما أعمل بجد ولساعات أطول من التدريب إن كان تاريخ المنافسة قريب، لا يتوقف التدريب فقط داخل حلقة الحلبة، وإنما أعمل على التدريب الذاتي في النادي أيضاً ليساعدني على قيادة جوادي، أتدرب حوالي 5-7 ساعات في الأسبوع دون أيام نهاية الأسبوع حيث فيها المنافسة.

كيف تصفين علاقة الإماراتيات برياضة الفروسية؟ وكيف تشجّعيهن على ممارسة هذه الرياضة؟

هناك الكثير من الشابات الإماراتيات الموهوبات والنشيطات، لدينا مجتمعاً صغيراً من الفارسات، جميعنا ندعم بعضنا البعض ونرحب ببعضنا أيضاً، غالباً ما أرى ذات الوجوه في المنافسات الوطنية. هذا ما يدل على جهدهن وعملهن الدؤوب لتحقيق هذا المستوى، ولا أتمنى سوى الأفضل لهن ليصل إلى أهدافهن. كثيراً ما أنصح وأساند الفتيات لتنضم إلى الرياضة وتتطورن وتظهرن قدراتهن إلى العالم. رياضة الفروسية هي رياضة تساهم في تمكين المرأة، هي الرياضية الأولمبية الوحيدة في العالم التي تستطيع النساء أن تنافسن فيها الرجال بشكل متساو في ذات البطولة.  أتمنى أن نصل إلى الأولمبياد يوماً ما، وأن أمثّل بلادي بكل فخر برفقة سيّدات إماراتيات إلى جانبي.

ما هو شعورك حين تشاركين ببطولة أو منافسة مهمّة؟

أؤمن بالطاقة الإيجابية وأنني حين أكون متحليّة بالإيجابية والتفاؤل يقل توتّري، أعمل جاهدة على المسّ بثقتي بنفسي في يوم البطولة والمنافسات المهمّة، ودائماً ما أحاول تقديم الأفضل حين أكون على الحلبة مهما حدث.

ما هي التحدّيات التي واجهتها منذ البدايات إلى اليوم؟ وكيف دعمك المجتمع والعائلة؟

إدارة الوقت كان واحداً من المشاكل الأساسية، كان عليّ أن أجد الطريقة التي أوازن فيها ما بين دراستي الجامعية وما بين النادي والفروسية، لا تزال هذه المشكلة واحدة من التحديات الكبرى التي أواجهها كل يوم. التحدي الآخر الذي واجهته من امتطاء الخيل هو حين سقطت وتسبب لي بإصابة كبيرة حينها توقفت عن هذه الرياضة لفترة من الزمن، أخضع حالياً لمعالجة فيزيائية للتعامل مع هذه الإصابة. عائلتي تدعمني في كل ما أقوم به، عاطفياً ومادّياً وهم السبب وراء تحقيقي لأهدافي.

ما هو طموحك المهني إضافة إلى كونك فارسة إماراتية

أتمنى أن أجد التوازن ما بين مهنتي والفروسية، مجالي الدراسي هو العلاقات الدولية، وأطمح بأن أجد عملاً يؤمّن لي هذا التوازن.

ما الذي ترغبين بتحقيقه في المستقبل؟

واحد من أهدافي الكبيرة هو أن أكون قادرة على الحصول على الخبرة في إنتاج جواد من البداية والتخطيط لمستقبل مشرق أمامه، هدفي الثاني هو أن أكون قادرة على المنافسة العالمية ضمن مستويات عالية وأن أمثّل وطني بفخر.

هل لديك روتين معيّن تقومين به قبل الخوض في منافسة عالمية أو إقليمية؟

نعم، أولاً أعمل على التخطيط المستقبل وأن يكون متوفّراً لدي كل ما أحتاجه، ثانياً، التدريب هو المفتاح، علي أن أدرّب حصاني قبل العرض، وأن أحرص على أننا على الطريق الصحيح، أخيراً وليس آخراً ما يجعلني مطمئنّة هو حين أعلم بأن أصدقائي المقرّبين متواجدون حولي ويهتفون لأجلي.

ماهي نصيحتك للمرأة العربية في شهر المرأة العربية في مارس؟

ارفعي رأسك عالياً دائماً، لا يوجد شيء يدعى “نكسة” بل كل شيء يحتاج إلى الوقت والصبر، لا تستسلمي مهما كلّف الأمر، دائماً قومي بالأفضل، وكوني أفضل نسخة عنك.

حاورتها: ربا نسلي

الأوسمة

المقالات الأكثر مشاهدة