عرضت مؤسسة 81 Designs، المعروفة بأشهر أعمال التطريز اليدوية في الإمارات العربية المتحدة، قطعا فنية وتذكارية من خلال تعاون خاص ومتميز مع بقجة للتصاميم، في الدورة العاشرة لمعرض فن أبوظبي.
سلط المعرض الضوء على عام زايد، من خلال أهم المشاريع المجتمعية التي تأسست خلال هذا العام. تعمل كلتا المنظمتين تحت إشراف نسائي، وقدمتا أعمالا تمجد وتحيي عظمة المرأة والتقاليد الفلسطينية الراسخة، تكريماً للراحل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان معروفا كمدافع عن المساواة في الحقوق والفرص للمرأة، وهي رؤية تسعى مؤسسة 81 Designs بنشرها في دولة الإمارات.
قدمت المؤسستان مجموعة “Standing Tall” بتعاون مشترك، وهي تتألف من 5 منحوتات تعكس كل منها سمات مختلفة للمرأة وهي: الاستقلال، الشغف، الحنان، التربية، والقوة، مزينة بمائة قطعة قماش مطرزة يدويا من جميع أنحاء العالم. وبهذه المناسبة أجرينا مقابلة مع المؤسسة الشريكة لـ 81 Designs نسرين الطيبي معلوف.
كيف ومتى أبصرت فكرة 81 Designs النور؟
كانت تلك فكرة ابنتي التي سعيت بكل قواي لتحقيقها. وكونها حاصلة على شهادة في الفن وتمتلك ما يكفي من الحس الفني والعاطفة المطلقة، فلطالما أرادت ابتكار آلية تجمع بين الفن ومساعدة النساء اللواتي عانين من الحرمان، على الوقوف بفخر وصمود. إن رؤية تدفق قدوم اللاجئات إلى لبنان، كانت السبب في ولادة 81 Designs .
معاً، أنشأنا المؤسسة عام 2015، ونجحنا في مهمة جمع الفن والإنسانية في آن واحد. أدركنا حينها قيمة ما يمكننا القيام به لتمكين النساء وخاصة اللواتي تأثرن بسبب زعزعة الأمن في المنطقة، والحفاظ على حرفة التطريز التقليدية، ومن ثم تحديث التطريز بطريقة لا تلغي بصمة التطريز الفلسطيني التقليدي، لذا أردنا أن تكون راسخة وموجودة حتى يومنا هذا.
استغرق الأمر عامين كاملين، حيث كان يتوجب علينا أن نكون متميزين جداً في العثور على الفريق المناسب الذي سيعمل معنا لإنجاح وقيادة هذه المهمة. مع كل التفاصيل المعقدة التي نقوم بتطويرها في فن التطريز، كان علينا أن نبحث عن الأفضل والأجدر والعمل على صقل مهاراتهم أكثر. وأخيرا، تمكننا من بدء هذه المهمة مع 10 نساء لاجئات ذوات خبرة وموهبة.
يتعاون كل مشروع برعاية 81 Designs مع فنان متميز ومتمكن في المنطقة. إضافة إلى تمكين النساء اللاجئات من خلال توفير فرص عمل لهن وفقاً لمهاراتهن، فإن المؤسسة تعتبر بمثابة منصة للفنانين ليتمكنوا من عرض فنونهم في محيط مختلف نوعاً ما عن محيطهم.
كيف ساهمت الإمارات العربية المتحدة في دعم فكرتك ومساعدتك على تحقيق أهدافك؟
كانت الإمارات العربية المتحدة فعالة جداً في تعزيز الثقافة العربية والحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا، وهذا يتناسب طرديا مع هدفنا ويدعم كل ما نقوم بعمله. من خلال المبادرات الثقافية مثل المعارض الفنية، نحن قادرون على تعزيز الأعمال الحرفية للنساء اللاجئات اللواتي نعمل معهن وإحداث تغيير في حياتهن. وبفضل المنظمات والفنانين الذين نعمل معهم، ويؤمنون بقضيتنا، أصبحنا الآن قادرين على توظيف ما مجموعه 20 حرفية لاجئة. ليس فقط من أجل الدخل الثابت والمستدام الذي يدعم عائلاتهن، بل لمنحهن الأمل وليتجدد شعورهن الهادف في الحياة.
ما الرسالة التي تودين أن يتلقاها العالم من هذا العمل؟
إن مجموعة “Standing Tall” تمجد عظمة النساء، حيث تمثل المنحوتات الخمس السمات الرائعة للمرأة وهي: الاستقلال، الشغف، الحنان، التربية، والقوة. كجزء لا يتجزأ من المجموعة، فإن هنالك أجزاء مستوحاة من قصيدة كتبها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي لطالما دافع وبقوة عن حقوق المرأة بشتى الأشكال.
ما نريد أن نذكر به العالم هو كيف نساعد المرأة على المساهمة في المجتمع. بوجود تلك المزايا، ستتمكن النساء من القيام بأدوار لا حصر لها في المجتمع، ستقودنا دوماً نحو المساواة، وبالتالي سنحظى بمجتمع مزدهر. جنباً إلى جنب، سنتمكن من الوقوف بثبات.
بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا إبقاء تقاليدنا على قيد الحياة وترسيخها وجعلها متاحة للأجيال المقبلة. إن التطريز أداة قوية إلى جانب كونه حرفة تقليدية. في الواقع، أصبح التطريز لغة تستخدم للتعبيرعن الآراء وتبادل القصص خلال الظروف السياسية السائدة في فلسطين. التعليم هو المفتاح. دعونا نجعله في متناول الجميع.
أخبرينا المزيد عن علاقتك مع نادين في العمل.
ابنتي نادين، ساعد كلٌّ من خيالها الرائع، وإبداعها غير المحدود، وعملها الجاد، على إنجاح هذا المشروع. تعتبر مصدراً لإلهامي، وروحاً تبث فينا الأمل. نادين الدماغ، وأنا اليد التي تساعد في التنفيذ. أشرف على المشاريع بجانبها وأنا أؤمن أن ما يجعل عملنا يسير كما يجب يعود إلى التواصل الصادق والمفتوح من دون قيود.
ما هي السمات التي يجب أن تتمتع بها أي سيدة الأعمال من وجهة نظرك؟
وجود مهارة لفعل أي شيء أمر حتمي، وكذلك التعلم المستمر. إلى جانب القدرات، تعتبر المرونة مهمة أيضاً، حيث لا يمكننا تجنب التحديات والصعوبات، يجب على سيدة الأعمال أن تكون قادرة على النهوض بشكل سريع يخدم متطلبات العمل. والأهم من ذلك كله، يجب أن تتسم سيدة الأعمال بالجرأة ومراعاة العلاقات التي تمر بها طوال هذا المشوار.
ما هي الصعوبات التي تواجهها المرأة في هذا المجال اليوم؟
أن ينظر إليها على أنها ثانوية للرجال وليست أولوية، مما يؤدي إلى فرص عمل أقل. ينظر إلى النساء على أنهن أكثر عاطفية من كونهن يتمتعن بالحكمة والمنطق، ولهذا نرى كثيراً من الرجال في أدوار قيادية. ولهذا السبب، فإن تمكين المرأة يعتبر أمراً بالغ الأهمية، وعلينا أن ندعم بعضنا البعض لنكون أكثر ثقة واستعداداً لمواجهة الشدائد.
ما هو الهدف الذي تأملين بتحقيقه مع مشروع “Standing Tall”؟
نأمل دوماً أن يتم تذكير النساء بقدراتهن المميزة وكيف يعملن لصالحها. كمؤسسة اجتماعية، نتطلع إلى توظيف أكبر عدد من النساء الموهوبات اللاجئات والاستمرار في منحهن الأمل وتجديد الشعور بأن على الأرض ما يستحق الحياة. ستساعد العوائد من بيع هذه القطع المميزة والمعقدة على نمو وازدهار 81 Designs وستتيح الفرصة للمزيد من الحرفيات الموهوبات اللواتي تدعمهن المؤسسة.
لماذا اخترتِ التعاون مع بقجة للتصاميم؟
باعتبارها مؤسسة رائدة في التصميمات المبتكرة، تمكنت بقجة للتصاميم من فهم كيف تسلك أولئك النساء طريق الإبداع، حيث يتم استثمار الكثير من الوقت والعمل في المؤسسة لصنع قطع فنية لا مثيل لها، ولتحكي كل قطعة قصة نجاح. إننا نتقاسم القيم نفسها، حيث أننا نعمل جاهدا لكسر الأفكار والقوالب النمطية من قبل سيدات أعمال يعتبرن رائدات هذا المجال في المنطقة. عملت بقجة في الماضي مع العديد من المنظمات غير الحكومية لتسلط الضوء على القضايا الهامة في المجتمع.
أخبرينا عن مراحل هذا المشروع.
المرحلة الأولى قمنا باختيار الفنانين الذين سيتعاونون معنا في المشروع التالي. كان ذلك من خلال أحد الأشخاص الذي قادنا للعمل مع بقجة للتصاميم. إن قيمنا المشتركة واهتمامنا بالمنسوجات جعلتنا نتقاسم القرار الصائب للعمل سوياً. أما المرحلة الثانية، فكانت بمثابة الموافقة على ما سنقدمه، واختيار عمل ذي علاقة وطيدة بالنساء، ويلامس قلوبهن. كان أمراً بديهياً لمنظمتين تقودهما مجموعة من النساء. كانت المرحلة الثالثة هي النهج الإبداعي الذي سنتبعه، حيث تم دمج المصممين المبدعين مع الحرفيات اللاجئات للعمل معاً. بالنسبة للمرحلة الأخيرة، فهي المشاركة العامة، حيث تعرض أعمالنا في معرض فن أبوظبي في الفترة بين 14 و17 من شهر نوفمبر الماضي. نحن سعداء للغاية للنهوض في هذا المشروع بالتعاون مع بقجة للتصاميم.
ما الصعوبات التي واجهتك أثناء العمل مع السيدات الفلسطينيات في جنوب لبنان؟
في الأشهر القليلة الماضية، كان هناك الكثير من التوتر والقلق في المخيم الذي يعتبر بمثابة مقر لتتمكن السيدات من إنجاز أعمالهن الفنية فيه، الأمر الذي جعل من الصعب التواصل مع أولئك السيدات وزيارتهن. في بعض الأحيان، كان عليهن الذهاب إلى المدينة، والعمل من داخل ورشة بقجة للتصاميم لإتمام المشروع. جعلنا عدم الاستقرار السياسي داخل المخيم نشعر بعدم الأمان وعدم القدرة على الزيارة بسبب القيود المفروضة على من يدخل أو يخرج من المخيم. بشكل عام، جعلت السيدات الأمر سهلاً للغاية لأنهن كن على أتم استعداد للقدوم إلى بيروت لمناقشة أهم العناصر المختلفة لهذا المشروع، وإظهار تقدم وتطور عملهن في هذا المجال.
ما هي العبارة التي قالتها إحدى اللاجئات ولامست قلبك وبقيت في ذاكرتك؟
كان هنالك العديد من العبارات، مثل أنهن شعرن أن جانبهن الإبداعي قد نما وتطور بسبب عملهن خارج منطقة الراحة الخاصة بهن، وخارج محيطهن المألوف، مما جعل ذلك تحديا كبيرا لهن ومنحهن الفخر بأن النساء قادرات على أن يقفن بكل فخر واعتزاز وصمود.
ما هي الرسالة التي ترغبين بإيصالها للمرأة العربية؟
آمني بنفسك وبقدراتك، قفي باعتزاز وفخر، وكوني عظيمة بعين نفسك أولا!
ما هو شعارك في هذه الحياة؟
اصنع من الليمون شراباً حلواً، لأن التفاؤل سر النجاح.
ما الذي تتمنين تحقيقه في الحياة؟
أحلم، في الحقيقة، بالحفاظ على آمال أولئك النساء، والسعي نحو تحقيق أحلامهن، كما أحلم بإنشاء مؤسسة تفيد النساء وأطفالهن أيضاً.
حاورتها شارلين الديك يونس