وضع Paul Surridge نصب عينيه تطوير وتحديث علامة Roberto Cavalli، منذ توليه منصبه مديرا إبداعيا لدى علامة Cavalli التجارية في يوليو عام 2017. لم يكن أمام المصمم البريطاني سوى ثمانية أسابيع لتنفيذ تصاميمه قبل أن يتم تقديم أول مجموعة نسائي له مع كافالي على منصة العرض. لاقى العرض ترحيباً إيجابياً، على الرغم من أن محبي Cavalli افتقدوا لبعض الإبداعات الساحرة. كان على Surridge العمل من أجل تحديث العلامة التجارية وتطويرها لتجذب علامة Roberto Cavalli الجديدة متسوقي جيل الألفية، ولكن في الوقت نفسه، كان عليها أن تحاكي الزبائن الأوفياء. إنها معادلة صعبة، لكن من خلال حديثنا مع Paul Surridge، نشعر أنه يتمتع بثقة كبيرة تجعلنا على يقين أنه يعرف تماما ما الذي يفعله.
كيف يمكنك أن تصف لنا مجموعة الملابس النسائية لخريف 2018؟
كان الموضوع يتمحور حول كيفية الحفاظ على جوهر إمرأة Cavalli ومحاكاة تصاميمه. بالنسبة لي، الهدف الأساسي هو الوصول إلى تصاميم حديثة تتميز بالأنوثة والأناقة، لكنها تحمل في طياتها القليل من الجرأة. من الناحية التاريخية، تتميّز تصاميم Cavalli بكثير من الجرأة. لكنني كنت أرغب في أن أقدّم الكثير من الملابس التي لم نقدمها من قبل، كالمعاطف والألبسة الجلدية والأزياء التي من شأنها أن ترسم هوية المجموعة الشتوية. كان الأمر أشبه بالبحث عن فكرة جديدة للأناقة، على أن تحمل تلك فكرة في طيّاتها الجاذبية. فكرت “ما الذي يجذبني اليوم في عام 2018؟” حتمًا إنها الثقة. يمكن للمرأة أن ترتدي كل ما ترغب به، وكيفما تشاء. أعتقد أن امرأة Cavalli هي شخص قوي ولا تتبع القواعد.
كيف تعتقد أن صورة العلامة التجارية تتطور تحت إدارتك؟
عمر العلامة التجارية ثمانية وأربعون عامًا، ما أحاول القيام به هو التركيز على مجالات أخرى. لقد ذاع صيت Roberto Cavalli على السجاد الأحمر ومن خلال فساتين السهرة، وأشعر أنه يمكننا العمل على توسيع رقعة تصاميم الملابس النهارية. ركزت العروض الأخيرة على الملابس المطرّزة وفساتين السهرة والقطع الفنيّة التي لا يمكن إرتداؤها إلا في مناسبات خاصة، فضلًا عن كونها غالية الثمن، بالنسبة لي كان الأمر يتمحور حول إدخال مفهوم الملابس النهارية والأنيقة إلى الأسواق العالمية، خاصة الآسيوية. باعتقادي، من لا يضع الأسواق الآسيوية ضمن أولوياته فهو ليس على دراية تامة بالمهنة. علينا إدخال الملابس الرياضية والمريحة بدلًا من فساتين السهرة التقليدية. كان السعي لجعل العلامة التجارية حديثة وتتميّز بجمالية عالمية. أحاول ألا أجعل الأمر مأساويًا خاصة أن هناك قاعدة جماهيرية وفية للعلامة التجارية ولا أرغب في خسارتها، لكنني في الوقت نفسه أبحث عن أسواق جديدة، وأسعى إلى تجسيد فكرة الجمال. إنها نقاش مستمر حول كيفية التعامل مع الأناقة في الموضة التي كانت دائما جزءًا كبيرا من عالم Cavalli. نحاول أن نجعلها جذابة وملائمة للجيل الجديد.
برأيك من هي امرأة Roberto Cavalli اليوم؟
إنها إمرأة قوية ومفكرة مبدعة. شخص يتبع قواعده الخاصة، يحترم ويدرك أهمية الوجود في المكان والتمتع بقوة العقل. إنها شخص واثق بما فيه الكفاية لتحقيق أهدافه، شخص لا يشعر بالخجل. يمكن أن تكون أي شخص، أعتقد أنها مجتمع من النساء العالميات اللاتي يرغبن في التميز، ولكن للأسباب الصحيحة.
أخبرنا عن مصدر إلهامك لأول مجموعة Roberto Cavalli قدمتها للرجال.
مجموعة ملابس الرجال ما زالت محدودة جدًا وقد بدأنا العمل عليها مؤخرا. كانت الفكرة أن نطلق مجموعة غير تقليدية تكون أكثر راحة ورياضية، وتتميّز بمظهر متمدّن. كان لا بد أن تكون ملائمة لتجارة الجملة والتجزئة. تاريخياً، كانت تصاميم Cavalli للرجال عبارة عن بدلات رسمية، وملابس جذابة، ولكن لا أحد يبحث حقًا عن “الجاذبية” ولا أحد يشتري التصاميم. كان علينا تحديث الملابس الرجالية ووضعها في إطار رياضي عملي. كنت أريدها أن تكون أكثر شبابية، فهنالك من يبحث عن التميّز والعملية والملابس الرياضية، لكن تحت اسم Cavalli. كان الهدف البحث عن كيفية تحديث القيمة الحِرفية للعلامة التجارية بشكل مريح ورياضي.
هل كنت قلقًا بشأن ردات الفعل على المجموعة؟
هناك دائمًا قلق. في النهاية، مهمتي جعل العلامة التجارية مناسبة. في كل مرّة أتبع حدسي الإبداعي، ولكن القلق موجود بشكل دائم، ويظهر على شكل تساؤل دائم: “هل هناك ما يكفي من الماضي بدون تغيير الأساس؟”. في المقابل، أشعر أن Cavalli بحاجة إلى التحديث، وأن تكون جذابة في الأسواق الحالية. مهمتي إيجاد الجيل الجديد من Cavalli ونقله مع العلامة إلى المستقبل. مسؤوليتي هي المضي قدمًا.
ما هو التحول الذي شهدته في الأزياء الرجالية؟
هناك ملابس تقليدية أقل، بطريقة ما ملابس أقل فخامة وتقليدية. انتقلنا إلى الملابس الرياضية التي أدّت إلى زيادة الطلب في سوق الـ تي شيرت والقمصان، أصبح بإمكاننا اليوم الحصول على قميص بسعر 1000 يورو، والحصول على بدلة رسمية بقيمة 600 يورو أو 800 يورو. إذن، الأمر لا يتعلق بالقيمة المادية، إنما كون الملابس ملائمة ومناسبة. جميلٌ أن يكون لديك إصدار محدود من القمصان أو طبعة محدّدة من الأحذية الرياضية عوضًا عن بدلة مصنوعة بشكل جميل أو سترة جلدية. إنها دورة، وستعود الملابس الرسيمة لتأخذ مكانتها من جديد، لكننا اليوم نعيش في جو رياضي متمدّن، وأعتقد أنه سيصل إلى نهايته. نحن اليوم في الجزء الأخير من هذه الدورة، لكنه تغيير من التصاميم الفخمة التقليدية إلى تصاميم أكثر رياضية. كمدير إبداعي، عليك أن تثق بحدسك، وأعتقد اليوم أن الإبداع والجرأة هي ما يستجيب له الناس. انهم يريدون شيئا شخصيا، ورواية من وجهة نظر محددة.
كيف تريد أن يشعر الرجال والنساء عندما يرتدون من تصاميمك؟
حتمًا الراحة والثقة والقوة. أريد أن يشتري الناس الملابس لأنهم يشعرون بالرضا. أعتقد أن أهم شيء اليوم هو جعل الناس يشعرون بالرضا. الموضة التي لا تجعل الناس يشعرون بالرضا، لن تحقق النجاح أبدًا. أريدهم أن يكونوا بارزين. كانت Roberto Cavalli العلامة التجارية التي يرتديها الناس ليعبّروا عن شيء ما، لذلك أريد أن أصمّم ملابس يرتديها الناس لأنهم يريدون أن يبرزوا، ولكن بطريقة مناسبة. إنها رحلة مستمرة تعتمد على الفكرة المنبثقة من السحر والشغف والجسد. أنا مهووس بالطريقة التي سيستقبل بها الرجال والنساء هذه الأزياء. عندما يدخل شخص ما إلى المكان، نشعر بادىء الأمر بحضوره، ومن بعدها نلاحظ الملابس التي يرتديها. بالنسبة لي، يمثّل Cavalli الجمال وكيفية جعل المرأة تشعر أنها جميلة، والرجل يشعر أنه متمدّن وجذاب. يتعلق الأمر برمته بوضع كل هذه الأشياء في سياق مناسب لعام 2018. نحن لم نعد في العام 2004، والعلامة التجارية عليها المضي قدمًا والتطوّر.
كيف توازن بين طلبات الزبائن على الملابس الفاخرة وعملية التصميم الخاصة بك؟
يريد الناس شيئاً مميزا. إذا كنت تشتري شيئًا غالي الثمن، يجب أن يكون ذا جودة عالية أو يجب أن يكون فريدا من نوعه، عندها تشتري الجمال والعلامة التجارية. الهدف اليوم هو الحصول على تجربة فريدة أو منح الزبائن سبباً إضافياً لشراء هذه العلامة التجارية.
كيف يمكنك محاكاة عقلية جيل الألفية الجديدة؟
لقد تغيّرت القيم. يرغب الناس في شراء شيء يلائم مناسبة خاصة أو شيء يجعلهم يشعرون بالرضا لأن المناسبات تغيرت. علينا أن نقدم شيئًا يحاكي خيال هذا الجيل. تدور أحداث حياتهم حول إثبات وجودهم ومشاركتهم وتسجيل حضورهم، إنه نهج مختلف تمامًا عن الصور والوثائق، لذلك هم يبحثون عن شيء يمنحهم المصداقية. الأمر يتعلق بالظهور والشعور بالراحة. من الصعب على العلامات التجارية التصدر كل الوقت، لكن جيل الألفية هو نوع واحد. من ناحية يجب العمل على جذب أعمال جيل الألفية للحفاظ على مصداقيتها، ومن ناحية أخرى يجب الحفاظ على رضا وسعادة الزبون الوفي.
ما المميّز في كونك مصمم أزياء؟
المميّز في الأمر أنك لا تشعر أنك في وظيفة، إنما هي امتداد لنفسك. لم أشعر يومًا أنني أذهب إلى العمل. أفضل جزء أنك تعيش في حركة دائمة، إلا أنك لا تفعل الشيء نفسه مرتين مطلقًا. أنت دائمًا تبتكر وتسافر. إنه أمر صعب للغاية، لكنك تتحرك باستمرار، وكمدير إبداعي يمكنك إلهام الناس. الأمر لا يتعلق فقط بالملابس، إنما بالعالم المحيط بهذه العملية المتكاملة. عقلك ليس في مكان واحد.
ما هي مراحل التصميم التي تتبعها في عملك؟
أبدأ ببعض الصفات: هل هو رجعي، مستقبلي، حديث، أم أنيق؟ أقوم بوضع ثلاث كلمات رئيسية. ثم نفكر بشكل القصة: هل هو فستان قصير، قياس كبير، قصة رشيقة أم مفصلة؟ نخضع لعملية اختيار بين جميع هذه الاحتمالات. مجموعة ربيع وصيف 2019 جديدة بالنسبة إلي، تختلف كثيرا عن المجموعات السابقة.
كيف تصف مكتبك، مساحتك الإبداعية.
لدي مكتب واستوديو. يحتوي مكان العمل الخاص بي مكتبا وطاولة اجتماعات، أكون موجودا هناك فقط في فترات الصباح والمساء. إنها مساحة مرتبة للغاية، فأنا مهووس بالنظام والانضباط. مكتبي مكان للتفكير، وأنا لا أطيق الفوضى وعدم النظام.
ما هي مواصفات وسمات القائد القوي والناجح؟
يجب أن يتحلى بالصبر، أن يكون كريما، يحتاج أن يكون مستمعا جيدا، وقويا، وواثقا من نفسه وأن يسمي الأمور بأسمائها عند الحاجة. عليك أن تثق بحدسك، أسوأ شيء يمكنك القيام به أن تتخذ قراراً خاطئا وأنت على دراية أنه قرار خاطئ. أهم شيء اليوم أن تكون مثالا يحتذى به. يجب أن تكون محبوبًا وفي الوقت نفسه قويًا، وواضحا ومركزا، إنه أمر معقد جدًا. جميعنا يتطلع إلى البقاء على قيد الحياة، هناك الكثير من التحديات والأمر كله يتعلق بالأهمية. يجب أن نستحدث شيئا مفيدا ومميزا، ويحاكي الجيل الجديد. يجب عليك تمكين الجيل الأصغر وتثقيفه.
ما الذي ألهمك مؤخرًا؟
بدأت بمشاهدة عرض يدعى Pose. دائمًا يلهمني الأصدقاء والأشخاص الذين بدأوا في تنفيذ مشاريعهم الخاصة وإعداد مشاريع جديدة.
أزياء من من المصممين الآخرين تفضل أن ترتدي؟
أنا رجل مبدئي جدًا، أرتدي دائمًا العلامات التجارية نفسها. أحب Comme des Garçons ،Jil Sander، ومؤخرًا بدأت بإرتداء Cavalli. أنا بسيط بطريقة ما، أرتدي قميصا أبيض وبنطلون جينز.
من تقصد للحصول على المشورة؟
أتوجّه أحيانًا إلى شريكي وفي بعض الأحيان إلى صديقتي كارمن، إنها مدربة حياة وتساعدني عن طريق تقديم النصيحة في بعض الأمور.
ما الذي جعلك تضحك آخر مرّة؟
دائمًا أجد شيئًا يجعلني أضحك، أنا أحب الضحك كثيرًا. أيام العطل يجعلني الأصدقاء أضحك كثيرًا.
كيف تواجه نقص الإبداع؟
أهرب من الوضع وأذهب للركض. لا يمكنني دائمًا مواجهة هذا النقص أو الابداع المحدود وأنا في العمل، لذلك إذا شعرت أنني أعاني من قلة الإبداع أبدأ بطرح بعض الأسئلة. إذا كنت أعاني من نقص في الإبداع أذهب للركض وأنسى الموضوع برمته.
من هم ضيوفك لحفل عشاء خاص قد تعده؟
أرغب في رؤية جميع أصدقاء العمل القدامى، أشخاص قابلتهم بالفعل وتعرفوا عليّ في مرحلة ما. أشخاص مثل Miuccia Pradaو Calvin Kleinو Christopher Kaneو Kate Moss التي أعتقد أنها ستشكل طاقة مذهلة في الحفل. بالإضافة إلى الفنانة التي عرفتها خلال مراهقتي Kylie Minogue، ولا ننسى أيضا Yves Saint Laurent. سيكون بين الحضور أشخاص أرغب أن أسألهم عن رأيهم في الموضة اليوم. كما سيحضر Helmut Lang، مثالي الأعلى الذي غيّر نظرتي في الحياة وموقفي من عالم الأزياء.
ما هي القطع التي تعتقد أنها ضرورية لخزانة الملابس، لكل من الرجال والنساء؟
هناك شيء قوي يتعلق بجمالية قميص قطني جيد الصنع. إنه يضيف لمسة من الرقي إلى أي لباس.
ماذا يمكننا أن نتوقع من مجموعة ربيع وصيف 2019؟
عندما انضممت إلى الشركة أول مرة، وجدتها مرتبكة قليلًا. كنت أرغب في تبسيط الأزياء مع إضفاء القليل من الأناقة. أحد منتقدي المجموعة الأولى قال “إنها جميلة، لكن أين السحر؟” لذلك جاءت المجموعة الثانية تحمل الكثير من التاريخ، فاستحوذت على سحر تاريخ Cavalli. الآن، أدرك أن عليّ أن أحضر شيئًا من نفسي إلى الطاولة، لذا فإن المجموعة المقبلة ستحمل القليل من السمات التاريخية وستكون أكثر استحواذًا على الموقف والروح. أحب أن أجعل الأمور في حركة دائمة. حان الوقت لإظهار هويتي، إذا لم أثبت ذلك، فلماذا أقوم بعملي؟! لا بد لي من دفع الشركة إلى الأمام، لأن الماضي لم ينجح، لقد فشل الماضي. أحب خوض التجارب والتعبير عن نفسي، هذه هي مسؤوليتي وعملي. مجموعة ربيع وصيف 2019 مميّزة للغاية. تضمنت مجموعة الشتاء أنواعا مختلفة من الملابس، لكن المجموعة الجديدة ستتميّز بقصات قوية، الكثير من الخياطة الجميلة، وهي مختلفة تماما عن كل ما سبق أن قدمت من أزياء.
حاورته: Diana Bell-Heather