بوحي من إبداع وأناقة وثقة المرأة العصرية، قامت الشقيقتان “يسيم ومينه أرسلانبِك” بتأسيس علامة المجوهرات “كريسيلّاس” التركية عام 2012، تحقيقاً لحلم “يسيم” التي اعتادت تصميم المجوهرات لنفسها، وأرادت أن تشارك إبداعاتها مع نساء العالم الأنيقات. عزّزت “يسيم” موهبتها الفطريّة بدراسة تصميم المجوهرات وأنواع الماس، لتكشف من ثمّ عن أول مجموعة من المجوهرات الراقية من “كريسيلّاس” عام 2013. سرعان ما اكتسبت العلامة سمعة عالمية في صفوف النساء المرموقات، بفضل الحرفية العالية التي يمتاز بها فريق عمل “كريسيلّاس”، إلى جانب نوعية الماس والحجارة الكريمة التي يتمّ انتقاؤها بعناية من أنحاء العالم. تعزّز نجاح العلامة بإسهامات الشريكة المؤسِّسة للعلامة، المهندسة المعمارية “مينه أرسلانبِك”، من خلال حسّها الراقي في التصميم، وخبرتها العميقة في التصنيع، من ناحية التقنيات الحديثة والحرف العريقة على حدّ سواء. قد تبدو الشقيقتان “أرسلانبِك” مختلفتين في الطبع والطابع، إلا أنّهما تتشاركان شغفاً واحداً بالتصميم والفنّ، لتنتجا معاً مجوهرات هي خير مكمّل لجمال المرأة.
كيف كانت البداية ومن شجعكما؟
يسيم: حين كنت في الجامعة، قرأت رواية “الخيميائيّ” للكاتب باولو كويلو، وتبدّت لي فكرة هامّة من خلال كلمات كويلو في وصف السعادة الحقيقية وربطها بتحقيق أحلامك. عندها قرّرت أنني لن أستمرّ طويلاً في القيام بعمل أعتبره مريحاً وسهلاً، إلا حين أصل لما يجعلني أشعر بالسعادة. أما القرار الثاني الذي اعتمدته في حياتي فأتى حين شارفت على بلوغ الثلاثين من عمري، إذ ألهمتني نساء أخريات حقّقن أحلامهنّ بتأسيس أعمالهنّ الخاصّة، واتّضح لي أنني كنت في قرارة نفسي، أحلم باستجماع الشجاعة الكافية لأن أحذو حذوهنّ. أما في ما يتعدّى ذلك فإنّ حبّي للمجوهرات هو أكبر إلهام بالنسبة لي وهو حتماً يتفوّق على كلّ شيء آخر.
كيف تصفان هوية القطع التي تقدمانها؟
مينه: تصاميم يسيم تروي دائماً حكاية أو قصّة مع تجسيدها في الوقت ذاته جوانب جماليّة رفيعة. والنساء اللاتي يخترن مجوهرات “كريسيلّاس” يمتزن بالاستقلالية، وبمستوى فكريّ متقدّم، بحيث يحرصن على الظهور بأناقة فريدة في حياتهنّ اليومية.
ما هي العوامل والأجواء التي تحتاجان الى توفرها كي تصمما؟
يسيم: لم يحدث قط أن قمت بالجلوس والتفكير في تصميم قطعة معيّنة جديدة، بل تأتيني الأفكار حين أكون مسافرة، أو أثناء قراءتي كتاباً أو مجلّة، أو من خلال مشاهدة فيلم ما أو برنامج وثائقيّ. يأتيني الإلهام حين أكون في الخارج بصدد الاستكشاف. بعد ذلك، أفضّل عادة أن أتواجد في مقهى أو مكان ذي إطلالة مشهدية بينما أعمل. أحبّ أن أكون متحرّكة في عملي.
مينه: أنا مهندسة معمارية، وبالتالي فإن مكان عملي بالغ الأهمية بالنسبة لي. أفضّل الجلوس وراء مكتب من خشب البلّوط والاستماع إلى موسيقى مهدّئة للأعصاب وأمامي بعض الكتب المفتوحة من أجل الإلهام، وأبدأ بالرسم على الورق أو على الجهاز اللوحيّ الإلكترونيّ. وإذا كنت خارج مكتبي، أميل إلى اختيار أماكن ذات ديكورات منتقاة بعناية، إلا أنه يصعب عليّ العمل وأنا جالسة في أحد المقاهي.
على أي أساس تختاران الأحجار الكريمة التي تستخدمانها في مجموعاتكما ومن أين تأتيان بها؟
يسيم: نزور معارض المجوهرات والحجارة الكريمة في أنحاء العالم. أحبّ أن أطّلع على الحجارة الكريمة المتنوّعة التي تأتي من بلدان عدّة، وأن أعرف المزيد عن الطبيعة التي أنتجتها لكي أختار الأشكال والألوان المختلفة. مثل السافير الورديّ النابض من سريلانكا، والتسافورايت من كينيا، والتانزانايت من تانزانيا، والمرجان المتوسّطي الأحمر من إيطاليا، أو البارايبا والتورمالين من البرازيل. كلّها تسحرني وأفضل الحصول عليها من التجّار الحقيقيين في المعارض المتخصّصة.
ما هو الحجر الكريم المفضل الذي ترغبان بالعمل به؟
يسيم: الأوبال بقَطع الكاوبوشون، والبارايبا تورمالين.
مينه: الماس الأصفر بقَطع الأميرة والزمرّد.
ما هي الميزة التي تتمسك بها كل واحدة منكما بشريكتها؟
يسيم: مينه تعرفني أكثر من أيّ شخص آخر. صحيح أننا نختلف بالرأي في بعض الأحيان، إلا أن وجود شخص يحرص فعلاً على نجاحك وعلى دعمك طوال الوقت هو أفضل ضمانة.
مينه: يسيم تتقن عملها جيداً، وهي تحفزّني دوماً. لديها أسلوب رائع في الحديث وفي تطوير الأعمال.
ما هي الصعوبات التي تواجهكما بالعمل معاً؟
يسيم: حين تعملين مع شقيقتك تتوقّعين منها أحياناً أن تدرك ما تفكّرين فيه لأنها تعرفك جيداً. إلا أنه من الأهمية بمكان أن نتذكّر أن كوننا شقيقتين يختلف عن كوننا شريكتين في الأعمال، وبالتالي فإن التعوّد على أساليب بعضنا في العمل يحتاج بعض الوقت. عليك أن تذكّري نفسك بعدم الاتكّال على صلة الأخوّة في مسار العمل، والتعامل على أساس الشراكة المهنية من خلال حُسن التواصل مع الشريك المهني، وحسن التعبير عن مشاعرك، وآرائك، وأفكارك، بما فيه مصلحة العمل.
كيف تتفقان على مصدر وحي مجموعاتكم؟
مينه: نحن نؤمن بأن الطبيعة والثقافات المختلفة تمثّل الفكر الذي يمكننا التناغم معه، والتفكّر فيه، والإبحار ضمنه. لذا فإن معظم تصاميم مجموعاتنا مستوحاة من أشكال هذا المضمون.
أخبرونا عن مجموعة ACQUA COLLECTION
إن مجموعة “كريسيلّاس جمال الطبيعة أكوا” Crysellas Beauty of Nature – Acquaتختصر خلاصة الحياة البحرية في عمق المحيطات وتترجمها بشكل مجوهرات تحمل طابع الأناقة التي تلائم الحياة اليومية. هذه المجموعة وُلِدت لكي تحقّق التوازن الدقيق بين الفنّ والابتكار. وهذه المقاربة التي تجمع بين التصميم العصريّ والمعايير الحرفية العريقة، جعلت من مجموعة “كريسيلّاس جمال الطبيعة أكوا” تحمل الطابع المعاصر ولكن مع الحفاظ على حداثة المظهر رغم مرور الزمن. صمّمنا هذه المجموعة لامرأة كريسيلّاس المثقّفة والواعية، والتي تتقن فنّ الأناقة بأسلوبها المتفرّد في حياتها اليومية. إنها مجموعة تعبّر عن كثير من الذكريات السعيدة من أيّام طفولتنا.
لماذا اجتمعتما حول تصميم المجوهرات؟
يسيم: حين كناّ صغيرتين، كان لدينا موعد محدّد للذهاب إلى غرفتنا في المساء. خلال ذلك الوقت، كنّا نهوى صنع الأساور بقدر ما كناّ نحبّ اللعب بالدمى، لذا أعتقد أن تعاوننا بدأ في مرحلة مبكّرة من حياتنا. نحن ننتمي إلى أسرة يسري فيها حبّ الابتكار، ولدينا العديد من الفنانين في عائلتنا. منزل والدينا يحفل باللوحات الزيتية التي رسمها والدنا، لذا فالإبداع الفنيّ يسري في عروقنا، وكنا نتلقّى التشجيع في طفولتنا لشحذ قدراتنا ومواهبنا في مجال “صنع” أشياء جديدة. و”كريسيلاس” وليدة شغفنا هذا.
أخبرانا عن مشاريع “كريسيلّاس” المستقبلية؟
يسيم: حتى هذا اليوم، قمنا بتركيز جهودنا واستثماراتنا بشكل أساسي في بناء خبرتنا ودعمها مع كلّ مجموعة جديدة نصدرها. والآن أصبح لدينا زهاء مئتي قطعة، وبتنا على استعداد لمضاعفة جهودنا وتوسعة نقاط البيع في الخارج، ولقد اخترنا الشرق الأوسط ليكون المنطقة الأولى التي نتوسّع من خلالها عالمياً بدءاً بافتتاح مكتبنا ضمن المركز التجاري التركي في برج الماس بمنطقة أبراج بحيرة الجميرا. لدينا خطط توسعيّة كبيرة في المنطقة.
ما هو شعاركما في العمل؟
الأناقة لكلّ يوم.
لماذا تتوقعان أن المرأة العربية قد تختار تصاميمكما؟
يسيم: العرب هم من أكثر الناس رقياً بحسّهم الاجتماعيّ. تعرّفت إلى هذه الناحية أثناء إقامتي في دبي، وبعدها في أبوظبي. لا شك أن العرب يعلّقون أهمية كبرى على الأسرة والعائلة، إلّا أن تقاليدهم الاجتماعية تتمحور أيضاً حول المجتمع المحيط بهم، والنساء ايضاً لديهن حياة اجتماعية ناشطة. لا أعرف امرأة عربية واحدة لا تملك جدولاً اجتماعياً حافلاً، وهو يتضمن عدداً من الأفراح والمناسبات الاجتماعية الخاصة كل شهر. مثل هذا النشاط الاجتماعي يتطلّب المزيد من التصاميم الأنيقة التي تجعلها تبرز في المجتمع، وتشعر بمزيد من الجمال والثقة. وانا أؤمن بأن تصاميم “كريسيلّاس” بكلّ ما فيها من أنوثة، سوف تجذب النساء العربيات وسوف تلفتهنّ بفرادتها وإتقانها.
في ظل الدور العالمية التي تقدم مجموعات من المجوهرات كل عام، ما هي الاضافة التي ترغبان بتحقيقها في هذا المجال؟
مينه: نحن نروي قصّتنا الشخصية من خلال مجموعاتنا، ومن هنا اخترنا المظهر المبتكر ذي المميّزات العصرية. ونسعى لأن نجمع بين قوّتنا في رواية القصص، مع إتقان الصنع والحرفية العالية التي تتوارثها الأجيال.
ما هي أهم رسالة ترغبان في نشرها من خلال علامتكما التجارية؟
الثقة بالنفس سمة شخصية قويّة على كلّ امرأة أن تتحلّى بها. فالمرأة الواثقة بنفسها، تشعّ جمالاً من الداخل، وجاذبية وحيوية. “كريسيلاّس” هي مجوهرات الثقة بفضل تصاميمها الفريدة والقصص الكامنة خلف كلّ منها.
أين نستطيع أن نجد تصاميم “CRYSELLAS” اليوم؟
يمكن زيارة موقعنا الإلكترونيّ www.crysellas.com ومتابعة حسابنا على انستغرام @crysellas للاطّلاع على أحدث تصاميمنا وعلى نقاط بيعنا التي سنعلن عنها قريباً في الشرق الأوسط.
حاورتهما: شارلين الديك يونس