البداية كانت من نيويورك في أبريل عام 2017، حيث قدمت المصممة روان مكي خط أزيائها الجاهزة المستدام على منصة العرض. مكي مصممة أزياء تتبع مفهوم الاستدامة. ولدت في المنامة، البحرين، وجمعت بين حبها للموضة ومسؤوليتها تجاه الطبيعة ومستقبل الانسان، لتقدم علامة تجارية تتبع معايير الاستدامة. قدمت المصممة البحرينية منذ بدايتها حتى اليوم 6 مجموعات، ومن بينها “TIMELESS”، مجموعة غير موسمية تضم معاطف العلامة الأيقونية VEINITY وDREDGER. ولمعرفة المزيد عنها وعن علامتها التجارية المميزة، أجرينا هذه المقابلة وعدنا بهذه المعلومات.
كيف بدأت رحلتك في عالم الأزياء؟
خلفيتي الأكاديمية هي في الاقتصاد والهندسة البيئية، حيث نلت شهادة البكالوريوس من جامعة ييل، في الولايات المتحدة الأميركية ثم الماجستير من جامعة إمبريال كوليدج في لندن. خلال دراستي للماجستير في إمبيريال كوليدج، كنت أركز بشدة على المياه وتلوث الهواء، وإدارة النفايات. كتبت رسالتي حول الآثار البيئية للجرف واستصلاح الأراضي في البحرين. عملت في إدارة الاستراتيجية لمدة 3 سنوات بعد حصولي على درجة الماجستير، ثم عدت إلى دراسة الأزياء في كلية لندن للأزياء، بهدف إنشاء خط أزياء مستدام.
كيف بدأت فكرة تصميم الأزياء الصديقة للبيئة؟
أطلقت علامة روان مكي خلال دراستي لتصميم الأزياء. أقوم حالياً بإدارة العلامة التجارية مع فريق صغير، ومقرنا لندن. وفي الوقت عينه، أكمل دراستي للحصول على درجة الدكتوراه في موضوع استدامة الأزياء في العالم العربي.
ما الذي يميز الأزياء التي تقدمينها وكيف تصفين هوية علامتك؟
تجمع هوية العلامة بين الهندسة والأزياء. فالاختصاصان بالنسبة لي متشابكان للغاية. كلاهما مستمد من المساحة والعملية والجمال الهيكلي. وهذا أيضا يجعل القطع الخاصة بي هيكلية للغاية. وأقوم بتجربة الكثير من التقنيات الهيكلية المختلفة مثل الطيات الأفقية واللوحات الممدودة والصور الظلية التقليدية. جوهر القطع لا يزال الأناقة. مزيج من هذين الأمرين معاً، يشكل هوية قطعة روان مكي.
ما هو مصدر المواد التي تستخدمينها لصناعة تصاميمك؟
نحن ننظر إلى فئتي الاستدامة: المواد الاصطناعية، كنسيج لايوسل من Tencel، والمواد الاصطناعية التي يعاد تدويرها، والمواد العضوية كالقطن العضوي والكتان العضوي.
أحب إنشاء قطع فريدة من نوعها. لذلك أستخدم مجموعة متنوعة من المواد، بدءاً من القطن العضوي واللينين، مصبوغة بأصباغ منخفضة التأثير على البيئة. لقد جربنا أيضاً حرير السلام، وقمم الزجاجة وجوز الهند للأزرار. كما أستخدم بقايا قطع القماش في إكسسواراتنا، والنسيج المتبقي من بيوت الأزياء الفاخرة. عادة يهدر نحو 20% من القماش في مرحلة تقطيعه. نحن نستخدم هذا بطريقتين: إما في صنع الإكسسوارات وفي بعض الأحيان تفاصيل بعض ملابسنا، أو نقوم بإنشاء أنماط نقطع فيها القماش من دون أن تصدر عنها النفايات. أستخدم أيضاً البوليستر المعاد تدويره عادةً في القطع التي يجب غسلها أقل، نظراً لأن أي نوع من أنواع البوليستر يطلق الألياف في محيطاتنا، عبر الغسيل وفي النهاية إلى أجسامنا.
ما هي معايير الأزياء المستدامة برأيك؟
هناك عنصران لعملية الاستدامة لدينا: من نعمل معه وماذا نفعل.
من نعمل معه: نصدر ونستخدم فقط المواد المنتجة بطريقة مستدامة وأخلاقية.
ما نقوم به يشمل: التأكد من أن تصاميمنا وأنماطنا خالية من النفايات.
تتخلص معظم العلامات التجارية من 20٪ من قماشها أما نحن فنقلل من ذلك من خلال طرق قص القماش. بالإضافة إلى ذلك نصمم قطعا عالية الجودة، تستدعي وجود علاقة عاطفية مع مرتديها.
كيف تقارن صلاحية التصاميم المصنوعة من مواد قابلة لإعادة التدوير بتلك المصنوعة من مواد عادية؟
لا يوجد فرق في الجودة بالذات، الفروقات تكون على مستوى الصناعة وطرق إنتاج القماش. مثلاً، الفرق بين القطن والقطن العضوي هو أن العضوي لا يضم مواد مضرة للإنسان أو للبيئة.
ما هي صعوبات العمل بالمواد المستدامة؟
تتسم وتيرة التطورات الجديدة في عالم الأقمشة المستدامة بالسرعة. لذلك، نحن نتابع باستمرار أحدث الأبحاث حول الاستدامة. استخدام الأقمشة المستدامة عملية ممتعة، فهي تحتاج إلى مستوى عالٍ من الإبداع والخيال. تجمع هذه العملية بين العلم والفن.
أخبرينا عن الصعوبات التي تواجهك؟
السعي للنمو مع الحفاظ على خصائص العلامة التجارية التي تجعلها متميزة.
كيف يتفاعل العملاء مع فكرة الاستدامة؟
يحب عملاؤنا التصاميم المبتكرة والجودة العالية. فهم يحبون القطع الفريدة من نوعها. يستيقظون في الصباح ويتطلعون إلى وضع شيء يمنحهم الجاذبية والبهجة في نفس الوقت! يرى عملاؤنا أن الاستدامة عنصر إضافي الى ذلك.
هل تطبقين هذا المفهوم في حياتك اليومية أيضاً؟
طبعاً.
خطوة صغيرة يمكن أن تغيّر العالم، ما رأيك بهذه الفكرة؟
نعم فعلا. تخلق الخطوات المتراكمة الصغيرة تأثيراً كبيراً على العالم. انظروا إلى استهلاك البلاستيك. تقوم الدول الأوروبية الآن بإدخال قوانين لحظر وتقليل المواد البلاستيكية، نتيجة للحركات التي يقودها الناس.
ما رأيك بخطوة وقف استخدام الجلود الطبيعية والاستعاضة عنها بجلود مصنعة؟
أنا أؤيد استخدام البدائل للجلود والفراء. نحن في مرحلة من الزمن حيث لم تعد هناك حاجة لاستخداماتها الأصلية: الدفء والحماية. من منظور الموضة، تبدو البدائل أفضل وأكثر جاذبية. الجلود المصنوعة من الفطر والأناناس رائعة.
ما هو سر نجاح العلامة التجارية؟
معرفة العميل وتقديم شيء فريد من نوعه.
متى تقولين لا؟
عندما يتعارض الطلب مع معتقداتي الأخلاقية.
ما هو هدفك في الحياة؟
تصميم قطع فريدة من نوعها تدوم مدى الحياة، وتلهم الذي يختار أن يرتديها، وتخلق علاقة عاطفية بينه وبين القطعة. هدفي أن أُلهِم وأُلهَم، أن أُعلِم و أتعلَم.
كيف تريدين أن يتذكرك العالم؟
هذه مسألة يقررها العالم. ولكن يمكنني أن أحدد هنا الأشياء التي أؤمن بها بشدة:
لتكن لديك قناعة في كل ما تفعله.
كن جريئاً. لا أحد يمكن أن يكون شجاعا بالنيابة عنك.
العملية والدقة. نعم، أعيش من أجل الإبداع، ولكن يجب أن يكون الابتكار باستخدام أساليب دقيقة، مع الاهتمام بالتفاصيل.
ما هي مقولتك المفضلة؟
أنا أؤمن حقًا بفكرة المستقبل – زها حديد.
حاورتها: شارلين الديك يونس