هي كالكتاب المفتوح، تحكي ابتسامتها قصة نجاحها وتنبع منها ومن أفكارها موجات من الايجابية والحب. تتميز الشيخة انتصار سالم العلي الصباح بتواضعها والمواهب العديدة التي تتحلى بها. كاتبة وناشطة اجتماعية بامتياز، ومصممة مجوهرات، أهدافها بعيدة جداً عن الشهرة، بل رسالتها واضحة وهي دائماً تتمحور حول الحب والعطاء.
انت ناشطة في عدد كبير من الجمعيات التي تعنى بالأعمال الإنسانية، كيف أثرت هذه النشاطات على حياتك؟
أجمل شيء اكتسبته من وجودي مع الناشطين في هذه الجمعيات هو الجرعة الكبيرة من الانسانية والقلب الكبير، لذلك فأنا أشكرهم دائماً على هذا التغيير الذي حدث لي.
انت إمرأة عربية من دولة ذات بيئة محافظة، فكيف اخترت الانخراط في هذه المجالات؟
كل شيء بدأ بالصدفة. كانت ابنتي تعاني من مشكلة اضطراب نقص الإنتباه مع فرط نشاط، فذهبت الى محاضرة كان يلقيها طبيباً أميركيا زائراً، حيث تعرفت على سيدتين اصطحبنني بعد المحاضرة الى جناح بالمستشفى وهناك تعرفت على السيدة مارغريت الساير. كانت الساير تدير الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال بالمستشفى، وتعرفت على العمل الذي يقومون به، وتطوعت. كانت هذه بداية طريق الاعمال الانسانية الجميلة.
كيف تفاعل في البداية المحيطون بك مع المسار الذي اخترته؟
في البداية لم يتفهم المحيطون بي العمل الذي كنت أقوم به، فعمل الجمعية كان يقتصر على رعاية الأطفال خلال مكوثهم في المستشفى. هذا العلم كان جديداً في العالم، فماذا عن الكويت! ولكنهم بالرغم من ذلك شجعوني.
هل كنت خائفة في البداية وما هي العوائق التي واجهتك؟
لم أواجه عوائق انما صادفت مواقف ممتعة. مثلاً بينما كنت أعمل كمتطوعة في غرفة ألعاب الأطفال، أصرت أم طفل أنني لست كويتية ولم أعلمها بمن أكون كي لا تشعر بالاحراج. كنت ألعب مع الاطفال وأنظف الغرفة عند الانتهاء وارتبها مع المشرفات الأخريات. أخاف دائماً من أي شيء جديد فهو يحمل معه تغييراً، والتغيير ليس سهلاً دائماً. لكنني أصبحت أرى في الخوف تحدي ونمو وبداية نجاح جديدة، وأتشوق لأشعر بالخوف.
ما هي أكثر اللحظات فخراً التي مررت بها في حياتك؟
أكثر اللحظات فخراً كانت عندما وضعنا حجر الاساس لبيت عبدالله، اول تكية للأطفال المصابين بالسرطان في العالم العربي. في بداية مبادرة النوير لم يفهم أغلب الناس العمل الذي أقوم به، ولكن اليوم اختلف الأمر تماماً فالجميع يهنئني على هذه المبادرة، في كل مرة يهنئني أحد أشعر بالفخر. وأيضاً من لحظات الفخر هي عندما تم ادراج برنامج بريق التعليمي للايجابية ضمن خطة الدولة.
هل من عبرة معينة اكتسبتها من أحد الاطفال خلال نشاطاتك مع الجمعيات؟
تعلمت من الطفل المريض أن الحياة جميلة عندما نعيشها لحظة بلحظة. هم يلعبون حتى وهم متعبون، هذه السعادة الحقيقية.
ما هو الهدف الاساسي لرحلتك المليئة بالنشاطات؟
لا يوجد هدف معين سوى أن أعطي من قلبي. واجب على كل إنسان أن يعطي عندما يكون قادراً على ذلك.
تتمتع المرأة عادة بموهبة معينة أما أنت فتتمتعين بعدد كبير من المواهب، من الكتابة الى التصميم وادارة الأعمال وغيرها، كيف تنسقين بين جميع أحلامك لتحقيقها؟
أطرح هذا السؤال على نفسي دائماً، وأشكر ربي على نعمة الموهبة. بعض العوامل التي ساهمت بذلك هي أنني نهمة للقراءة، كنت في الماضي أنهي الكتاب بأيام معدودة. اما الآن ومع تسارع وتيرة الحياة أصبحت أقرأ على هاتفي الخليوي. كما أنني شغوفة وأحب تعلم الأشياء الجديدة بطبعي، ولا أتوقف بعد أن أتقنها، وهكذا أبدأ مشواراً جديداً بالتفنن بشيء جديد. كل هذا خلق عندي قاعدة كبيرة عن الاشياء التي أستطيع أن أقوم بها، واكتشفت مع الوقت أن هذا التعدد في المجالات يفتح أمامي آفاقاً واسعة في العمل والحياة.
عندما تتعبين من أين تستمدين القوة للمتابعة؟
طاقتي يتحكم فيها عقلي، ففي بعض الايام اكون منهكة عندما أستيقظ صباحاً، لكنني أقول لنفسي إنني بخير وأقضي بعض الدقائق بالتأمل أو الحضور الذهني المتيقظ مع التنفس وأشعر بالطاقة مجدداً. كما انني ملتزمة بالابر الصينية مع المساج مرتين في الاسبوع. أمضي أول ساعتين من يومي مع نفسي، أتنفس وأريح عقلي، كما أتناول الطعام الصحي دائماً ولا أتناول الحلويات الا نادراً جداً.
كيف توفقين بين حياتك المهنية والعائلية؟
أجد أنه من المستحيل التوفيق بين الاثنين، لذلك بعض الأيام أخصص أغلبها للعمل والبعض الآخر يكون أغلبها للعائلة.
أخبرينا عن علامة INTISARS للمجوهرات، ولماذا اخترت أن تخوضي هذه التجربة؟
عندما أردت ان أشتري لبناتي مجوهرات، كن دائماً ترفضن إرتداءها لأنها لا تعني لهمن شيئاً. ومع الوقت أدركت أيضاً أنني لا أضع أغلب المجوهرات التي أمتلكها، لانها ببساطة لا تحمل أي ذكرى جميلة أو معنى معنوي. وعندها فكرت أن أصمم لبناتي قطعا تذكرهن بي وبحبي لهن. وبعدها أردت أن أنشر هذا الحب للجميع لأننا يجب أن نحيط أنفسنا بما يجلب الإحساس والحب والسعادة.
ما هي العلامة الفارقة التي أضافها دخولك الى مجال تصميم المجوهرات على حياتك المهنية؟
أجمل شيء هو عندما أرى التغيير في تعابير وجه السيدة التي ترتدي مجوهراتنا. سيداتنا يكتشفن جمالهن من خلال الكلمات الموجودة على القطع التي تشعرهن بالقوة. أو عندما أرى الدهشة في وجه من ترتدي العقال وتبتسم لانها اخيرا وجدت طريقة جميلة لتتذكر حبيبها في كل لحظة. هذه اللحظات هي كنزي، لأنني استطعت أن أرسم البسمة وأزيد الحب في العالم من خلال المجوهرات التي نعتمدها بشكل يومي.
ما هو سر نجاح السيدة في عالمنا العربي؟
المثابرة هي من أسرار المرأة الخفية التي نعتقد أنها عادية، ولكن في الواقع وأغلب الاحيان هي تقتصر على الاناث.
ما هي أهم صفة يجب أن تتحلى بها المرأة لتحقق أحلامها؟
يجب ان يكون لديها طموح قابل للتحقيق. بمعنى أن يكون أكبر مما تتخيل أناه قادرة على تحقيقه خلال 5 سنوات، وأقل مما تستطيع الوصول إليه خلال 20 سنة، وبعدها ان تثابر لتحقيق هذا الطموح بكل ما أوتيت من قدرات وقوة.
هل من هدف أو حلم لم تحققيه بعد؟
أن أكون على غلاف مجلة التايمز العالمية.
ما هي خطوتك التالية بعد تصميم المجوهرات، وهل من مجال جديد ترغبين بالدخول اليه؟
أنا بصدد إشهار مبرة عالمية تحمل اسم انتصار، هدفها مساعدة المرأة العربية التي تعيش في مناطق الحرب.
متى قلت كفى تعبت؟ وما الذي دفعك بعدها للمتابعة؟
عندما أتعب آخذ إجازة لبضعة أيام، والذي يعيدني الى نشاطاتي هو معرفة انني خلقت لسبب معين، ولذلك يجب ان اكمل الطريق.
من تتابعين من المواهب المحلية والعربية في مجال المجوهرات؟
هناك الكثير من المواهب المحلية والعالمية، جميعهم لهم بصمة جميلة تلهمني خلال رحلتي ولجميعهم كل الشكر والعرفان.
هل تعتبرين النجاح المحلي بابا للنجاح العالمي؟ وأين علامتك التجارية على طريق العالمية؟
نحن نقوم بخطوات بشكل متناسق لنصل الى أكبر عدد من الأشخاص الذين يريدون أن يشعروا بالحب من خلال المجوهرات. وصلنا الى جزء بسيط منهم ونعد الباقين بأننا سنصل اليهم خلال مدة قصيرة.
حاورتها: شارلين الديك يونس